22 - اعتراف - عالق لوحده مع لقيط مزعج

فتحت عيناي ،وكان امامي وجه يحدق الي مباشرة ، لقد كان وجه ذاك الامير الاشقر ، اظن اسمه آستن سمعتهم ينادونه هكذا ، كان على مقربة مني انصات تفصله عن وجهي .

( انصات = لحساب الاطوال الصغيرة )

كان يفكر في شيء ما ربما ، كان يركز على وجهي بشدة ، ابتسمت وقلت:" مذا ؟ هل انت معجب بي ؟ ، اذا كنت لا تمانع فاستطيع تلبية رغبتك"

كنت اسخر منه كي ارى ردة فعله ، بعد سماع صوتي قطع تركيزه ، وعندما ادرك ذلك كان يحدق في وجهي على مقربة

صرخ وتراجع للوراء وسقط على الارض :" وااعه ،انت-ايها المخنث ! مالذي -كيف قلت -انا لست مثلك "

ابتسمت وسخرت:" اولست انت من كنت تتأمل وجهي الجميل ؟ ، اعلم انك وقعت في حبي ، فانا وقعت في حب نفسي ايضا ، لذا لا داعي للكتمان-"

قاطعني وهو يصرخ ومحرج :" لا ! لست كذلك ، فقط انا كنت ارى ان كانت بشرتك طبيعية ام انك قمت باي شيء لجعلها هكذا "

وقف آستن من على الارض ، وادار رأسه وقال:" لذا لا تسئ فهمي ، فانا لست شاذا مثلك!"

ابتسمت وقلت:" قدم أختيك الي ، وسترى من الشاذ فينا "

صرخ استن بغضب:" أنت!" ، سمعه الجان الاخرون ، سرعان ما تقدم ريموند من مكانه ،كانوا في منتصف القاعة .

قال ريموند:" آستن قلت لك ان تبقى معنا ، مالذي فعله أخي؟"

ابتسم ويليام بخبث وقال :" فقط أخوك الاصغر اعتر-"

قاطعه آستن بتعبير محرج وخجل بينما يجر ريموند عائدين لمكانهم :" لا ! لا شيء فقط هذا الفتى فقد عقله ، هيا هيا لنعد ريموند"

ابتسم ويليام لما كان يحدث امامه ، آستن كان يريد اخفاء ما حدث الان ، كي لا يشك به ريموند ، سأل ويليام بصوت مرتفع :" ارأيتم ايلور؟"

ادار آستن رأسه بينما كان يدفع ريموند للعودة وقال:" ان كنت تقصد العجوز ، فقد مرت ساعة منذ ان سلك طريق الدرج وخرج من هنا ، كما انه طلب منا اخبارك انه سيعود ، او يمكنك اللحاق به ان اردت"

لم يرد ويليام عليه وقام واقفا على قدميه ، متوجها نحو الباب امامه كي يخرج من هذه القاعة

جاءه صوت فتاة من الخلف :" انتظر!" ، ادار رأسه والتقت نظرته مع شوغر ذات الشعر الابيض المائل للرمادي .

ويليام :" اهناك شيء ؟ " ، وضعت الفتاة يدها على فمها بينما احمرت خجلا كان صوتها ضعيفا ورقيقا وقالت:" انا-انا اريد ان اخبرك -اقصد اعترف بشيء"

ويليام:" ماهو ؟" ، كانت نبرته باردة مما أثرت على الفتاة واصبحت مترددة ، انزلت كلتا يديها وامسكت بقوة بزيها واستجمعت ثقتها بنفسها .

قالت بصوت مرتفع :" انا معجبة بك ، اريد-اريد ان اطلب مواعدتك اذا امكن"

ابتسم ويليام وقال:" انا مرتبط حاليا ،لذا تأسفي لك ايتها الاميرة سأرفضك"

لقد كانت كذبة ، ولكن بحق الجحيم لما يكذب ويضيع فرصة كهذه ، ربما بسبب العلاقات المتوترة حاليا بين البلدين، اضافة الى انها ليست اي شخص بل اميرة دولة باكملها .

بدأت دموع تنهمر من أعين الفتاة ، سرعان ما بدأ تبكي ، لم يعرف ويليام ما يفعله ، لكن لحسن الحظ ، ظهرت ذات الاعين القرمزية وحضنت اختها اليها.

آسمير :" لا داعي للبكاء ، سوف تجدين شريك يناسبك اكثر ، بالاضافة من يستطيع رفض فتاة مثلك ، لقد سمعتيه انه مرتبط وليس وكانه يرفضك "

وصل ليدروس وإيلدا وريموند و آستن ، بينما كانوا يقومون بالتخفيف على شوغر ، بدأ ويليام بالتوجه نحو المخرج الذي تحيطه حصى الاحجار بسبب الانفجار من وقت سابق ، عندما وصل غوارد و تورتن لاول مرة

صرخ ليدروس بصوت عالي:" الى أين ستذهب؟ ، سيعود صديقك لذا ابقى هنا!"

استدار ويليام وقال:" ايلور!؟ ، هاه انه لن يعود لقد ذهب سلفا ، سيتعين علي الخروج من هنا وحدي "

صدم ليدروس بما قاله ويليام وقال:" كيف؟ ، لقد قال انه سيعود اليك ،لذا عليك الانتظار هنا "

ويليام:" لما تهتم من الاصل؟ انه لن يعود ، لذا انا ذاهب "

إيلدا :" لا يعقل انك تخطط لتركنا هنا ؟ مذا سيحدث لو عاد شبيه الجرذ ؟ ، اعني عليك تحمل المسؤولية-"

قاطعها ويليام :" لا تعتقدي ان الكل انتهازيون ، هو لن يعود لكم ، اضافة لما احتاج لتحمل المسؤولية ، اهتموا بانفسكم ، المرة الاخرى التي نتقابل فيها قد نكون اعداء ، لذا لن اشفق على اي احد"

غادر ويليام بينما ساد الصمت على الجان ، لكن سرعان ما كسر الصمت عندما تحدث ليدروس :" لا داعي للقلق ، لن يعود شبيه الجرذ ، لذا نستطيع البقاء هنا حتى ياتي احد ليقوم باخراجنا"

كانت آسمير ما تزال تحتضن اختها التي تم رفضها للتو ، اما آستن فكان يقف بجانب ريموند وهو يحدق في الاتجاه الذي غادر فيه ويليام .

عادت المجموعة لمنتصف القاعة وابقوا هناك .

======

تسلق ويليام الدرج وخرج من الباب ، ليظهر ضوء أبيض على عينيه .

لعن ويليام :" اللعنة ، لا تخبرني ان هذا الدانجون مثل دانجون جلاين ، سيقوم بنقلي الى مكان اخر ، لكن لم يذكروا انه -"

شووف ! فجأة ظهر ويليام في غرفة ، كان هناك سرير عليه غطاء ابيض نظيف ، ووسادة ، على الطرف الاخر يوجد رف عليه كتب ومخطوطات ، بدت المخطوطات قديمة ، بالنسبة للكتب فكانت جديدة تماما

ارضية الغرفة كانت من الخشب ، لكنه كان مهترءا بعض الشيء ، نافذة زجاج كانت تطل للخارج ، سقف الغرفة من الخشب ايضا ، كانت هناك منضدة خشبية وكرسي خشبي ، هناك شمعة في طبق برونزي ، ربما صاحب الغرفة يشعل الشمعة ليلا لانارة المكان او لقراءة الكتب والمخطوطات ، كان هناك باب يؤدي لخارج الغرفة ، تقدم نحو ويليام وفتح الباب .

صادفه درج خشبي يؤدي للاسفل ، تبين ان الغرفة كانت في العلية ، الدرج الخشبي كان مهترءا مما يسبب اصوات عند النزول ، نزل ويليام من على الدرج .

امامه مباشرة كان هناك باب يؤدي للخارج ، قام ويليام بالاستادرة لليمين مباشرة بعد النزول من الدرج ، في مرمى نظره كانت هناك طاولة مستطيلة من الجانبين هناك ثلاث كراسي ، وكرسيين من الامام والخلف ، اضافة الى اطباق فضية امام كل كرسي ، على الجدران الخشبية للمنزل كانت هناك شموع لانارة المكان

غرفة واحدة ، طاولة معدة لثمانية اشخاص ، منزل خشبي مهترء ، علم ويليام مباشرة انه في غرفة سرية ، غرفة الغاز ، عليه حل اللغز او فعل شيء ما ليغادر الغرفة

استدار ويليام بسرعة نحو الباب المؤدي للخارج وسارع لفتحه ، كان ويليام يعتقد ان الباب سيكون مسدودا لابقائه في هذا المكان حتى يحل اللغز

لكن الباب فتح وما ظهر امام ويليام ، كان مرجا من العشب الاخضر ، وخلفه غابة بأشجار طويلة قد تخطت حدود الأربعين قدما ، خرج ويليام من المنزل ، لم يكن منزلا ، عندما رآه ويليام من الخارج بدا مثل الكوخ .

تمتم ويليام :" أين انا؟ وماهذا المكان ؟ وكيف استطيع الخروج من هنا ؟

======

<بعد عدة ساعات >

في العلية التي تتواجد بها الغرفة - كان ويليام نائما على السرير والغطاء الابيض يغطيه ، بينما زوج احذيته السوداء على الارضية الخشبية قرب السرير

تحدث اوربان بصوته الطفولي داخل عقل ويليام :" الان انت عالق في كوخ ولديك مساحة محدودة تستطيع تجاوزها خارج المنزل لان حاجزا شفافا يمنعك من الابتعاد عن الكوخ"

ويليام:" هكذا يبدو الامر ، انا اشعر بالنعاس الشديد غدا نتحدث اما الان دعني انام"

اوربان :" مهلا مهلا ! اليس عليك ان توفي بوعدك لي ؟، قلت انك ستخرجني في اقرب فرصة تتاح لك"

ويليام :" اعدك بحلول الغد ساخرجك ، لم يمضي وقت طويل منذ قتالي مع السمين مازلت متعبا للغاية ، لذا فقط هذه المرة اعدك"

زفر اوربان خارجا وقال:" همف! حسنا حسنا هذه المرة وحسب ، لكن لا تفهمني خطا ، انا لا اعطيك فرصة لترتاح او اي شيء ، فقط انا خائف على نفسي ، فأنت متعب اذا ادخلت مانا غير متوازنة ومتقلبة فقد يتحطم الصحن الاثري و اختفي معه "

ابتسم ويليام وقال:" هاا هكذا اذن ، مع ذلك شكرا لك واسف لانك ستنتظر ليلة اخرى ، اما الان سأنام تصبح على خير !"

اوربان :" حسنا ،نم بسرعة كي -"

قاطعه صوت شخير ، "خخخخ "

اوربان :" بهذه السرعة! كيف ؟، افترض انه كان متعبا للغاية ، لتحظى بليلة راحة ، اعتقد انه علي ايضا ان استعد للخروج من هنا واحزم حقائبي"

2021/08/26 · 95 مشاهدة · 1316 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025