25 - ارتباط بالزواج - ماضي فتى صغير

[داخل قاعة الاجتماعات الراقية]

فايوليت:" لا يوجد ما تشكرني حوله ، تذكر انها شروط قبولك التحالف معنا "

هيلور :" اعرف ولكن انا اعرف كم هو صعب عليك ان تشي باعوانك حتى ولو كانوا بدون فائدة في ظل الاحداث الحالية، لذا انا اشكرك على فعلك هذا"

ابتسمت فايوليت ولم تقل شيئا ، استمر هيلور في القاء شروطه وكان اغلبها يتعلق بعد الخيانة و تشارك المعلومات السرية وطلب فدية او ضمانة على عدم الخيانة .

فايوليت:" بما أنك انتهيت ، فسأبدأ انا "

هيلور:" استطرحين شروطا؟"

فايوليت :" هيه ، لست في موقف ضعيف لطرحها ، الان عليك ان تعلم شيئا واحدا ، دورودريا ستطلب منا ان نتحالف معها لكننا لن نفعل ذلك-"

قاطعها هيلور:" ولكن بأي صورة سنظهر امام العامة وكل شخص في القارة ، اعني هذا يشبه التخلي عنهم ليواجهوا مذبحة، سوف يقومون ببث في كامل القارة ويحملوننا مسؤولية كل ارواح الاقزام "

ابتسمت فايوليت وقالت:" ليسقطوا ميتين ، ولم بحق الجحيم نهتم بهم"

كلماتها بثت الرعب في قلب هيلور ، كيف سيثق بها رغم الوعود والضمانات ، فلو كانوا في موقف عصيب ، فعليه توقع خيانتها اذا عثرت على فرصة للنجاة .

لم يقل هيلور اي شيء بعد ذلك ، حل صمت للحظات قبل ان يكسره صوت فايوليت :" أنا واثقة انك لن تثق بي هيلور ، لكن لا تتوقع مني ان اثق بك ايضا ، فمن يعلم من سيكون اول من يخون الاخر"

كلماتها كانت في الصميم ، فهو يستطيع ان يعدها بالتحالف ويتخلى عليها مباشرة عندما تبدأ حرب في ألتير ، ويتركها بدون فرصة للمفاوضة معهم وسيضرب المنظمة حينها بكامل قوة ألارياس للاطاحة بهم مهما كانوا

سألت فايوليت:" ابنتك ؟ اسمها آلين على ما اعتقد ، لقد التقيتها من قبل ، تبدو جميلة ، وريث العهد انه صغير لكن سيكبر ليصبح وحشا مثل جده "

هيلور :" اخبرتك من عشرات المرات ، اضربي الى صميم الموضوع مباشرة وارمي عليك هذه المماطلة واللف والدوران"

ضحكت فايوليت بخفة وقالت :" هه ، حسنا اذن ، لدي ثلاث ابناء إيفور-"

قاطعها هيلور :" اشعر بالاشمئزاز عندما تنادينهم بأبنائي وهم ليسوا كذلك ، لا تتحدثي هكذا امامي"

ابتسمت فايوليت وقالت:" حسنا ولكن ما يزالون في نظر العالم انهم ابنائي على كل حال هذا ليس مهما صحيح ، ما احاول اخبارك به هو ان نعزز تحالفنا عن طريق الزواج"

لم يقل هيلور شيئا وانتظرها لتكمل

فايوليت:" إيفور هو الاكبر بعمر 18 ، ابنتك الكبرى في مثل عمره او اقل بسنة ، لنزوجهما ، اضافة اخوك لديه ابنة أيضا اعتقد انها مناسبة لآستن ، و وريث عهدك الصغير سنعطيه صغيرتي شوغر ، ليس هناك فارق عمر طويل بينهما ، فهي ستظل جميلة حتى وقت الزواج ، زهرة لم ولن تقطف الا على يديه "

ضحك هيلور باستهزاء :" هاهاها فايوليت حقا ؟ لا تخبريني انك خسرتي كل قواك العقلية ، لم اسمع نكتة كهذه منذ مدة'

حتى مع ما قاله هيلور بقيت فايوليت مبتسمة وتنظر اليه، سرعان ما تغيرت تعابير هيلور الى الصدمة وقال:" أ-أنتي لا تخططين لهذا صحيح؟

أجابت:" نعم ، هذا ما سنفعله لتعميق الروابط بيننا ، ابنتك ستصبح الملكة المستقبلية للجان و شوغر تصبح الملكة المستقبلية للبشر "

هيلور :" لا لا لا، انسي هذا، اتريدين ان تقلبي العالم على حين غرة ، العائلة الملكة تتكون فقط من نفس الجنس وحسب بشرية في الجان و جان في البشر ، مستحيل شيء كهذا لا يحدث ابدا"

ابتسمت فايوليت وقالت :" اتعرف ما ينقصنا حقا هيلور؟ لما نحن بقينا هكذا؟

لم يقل هيلور شيئا ، او انه ما يزال يفكر باجابة عما قالته فايوليت

ابتسمت مرة اخرى وقالت:" انه التغيير ، نحن بحاجة له ، كل ما تمسكنا به من القدم ماهو الا شيء يمنعنا من التقدم للامام "

" فقط برمي كل تم غرسه في تفكيرنا منذ الصغر ، نستطيع اكمال السلم والصعود نحو الاعلى "

صدى صوت كلماتها في داخل قرارة هيلور ، حطمت كل شيء كان يفكر فيه

وبدأ يفكر في نفسه :" هل نحن حقا نحتاج التغيير ؟ هل الصعود للاعلى هو كل ما يجب علينا فعله؟ هل دائرة تفكيرنا مغلقة في الحقيقة؟ هل الفوارق كانت ولا تزال عبئا علينا في الفتح؟ هل علي ان اصغي لما تقوله ؟"

كسر صوت لحظة تأمله مع ذاته، لقد كان صوت فايوليت :" هيلور ، هل ستضحي ؟ هل ستبني مجتمعا جديدا وآمنا لشعبك ؟ هل انت خائف من اسلافك ان يخيبوا ظنهم فيك بسبب فعلتك؟

قالت مجددا:" لا تفكر في اجابة لهذه الاسئلة مطلقا لانها سوف تؤثر عليك-"

ابتسم هيلور وقال:" ما كنت افكر فيه هو التغيير الذي تحدثتي عنه، واجد نفسي موافقا عليه لسبب او لاخر ، فايوليت لقد فتحتي عيني على الواقع "

لم تفهم فايوليت ما يقوله ، وسألت:" مذا تعني"

ضحك هيلور وأجاب:" هاها لقد فهمت حاليا كل شيء ، نحن لا نفعل هذا لاننا نريده ، نحن نفعله لانه يتوجب علينا فعله من اجل القضاء على تهديد يقوم على هز استقرار الامم ، انا وعائلتي سنكون مستعدين للتضحية في سبيل هذا ومهما كانت نظرة الاخرين علينا، وليتم لعننا لمئات السنوات فليس مهما "

ابتسمت فايوليت لم تقل شيئا فقد كان هيلور اتخذ قراره مسبقا ، مد هيلور يديه نحو الزجاجة وصب النبيذ في الكأسين ، اخذت فايوليت كأسا ورفعته و بالمثل قابلها هيلور

قالا في صوت واحد:" نخب مستقبل ألارياس و ألتير "، اخذت فايوليت رشفة من النبيذ ، اما هيلور فقط احتسى الكأس بالكامل

قام هيلور من مكانه وقال:" سأذهب حالا لاقيم اجتماعا مع عائلتي حول ما تناقشنا عليه ، وسأخبر مجلس ألارياس ايضا عن التحالف لنجعله رسميا ،كما ان اي شخص يعارضه سوف يتم قتله بتهمة عرقلة مصالح الشعوب"

"اضافة سأرسل قوات لقتل الكورز من العوائل الثلاث وابادة عوائلهم"

غادر هيلور بسرعة بدون قول اي شيء ، بقيت فايوليت في مكانها بينما تحتسي النبيذ رشفة رشفة ، فجاة وقع نظرها على الحجر الابيض على الطاولة

سرعان ما اختفى الحجر ، يبدو انها اعادته الى الفراغ , اختفت من مكانها فجأة وغادرت

======>

[العودة للماضي قبل اسبوعين]

|داخل الغرفة في العلية كان ويليام قد غط في نوم عميق |

كل شيء كان أسودا ، لا يهم أين توجه عينيك الظلام يحيطك من كل الجوانب ، في وسطه كانت هناك عينان حمراوين قرمزيتان تشعان ، لقد كان ويليام

بدأ يتمتم لنفسه :" أين أنا؟ ما هذا المكان ؟ ألم اكن نائما ؟ هل انتقلت من ذاك المكان ؟ ، مهلا اوربان لا أحس بوجوده !، هل انا احلم ؟

انبثق ضوء في وسط الظلام ، لقد كان تسجيلا ، سوف يتم عرض شيء ، حدق ويليام للضوء وانتظر ليرى ما سيتم عرضه ، ظهر في التسجيل طفل لقد كان حوالي 7 سنوات ، لم يرتدي شيئا فقط غطاء مهتري يغطي جسمه الصغير ، عيونه الحمراء القرمزية كانت قد فقدت الحياة داخلها ، شعره الاسود و خصلات الشعر الفضية على جوانب رأسه كانوا متسخين ، هذا الطفل لقد كان " ويليام"

لقد كان ينظر الى شجرة أو بالاحرى يحدق في جذعها الكبير ، لقد لم يتبقى من الشجرة سوى جذعها اليابس ، لونه البني كان يختفي ويبهت ويحل مكانه لون رمادي أبيض يدل على ان الجذع سيبذل ، المكان كان تحيط به صخور ولم ترى الارض ، نقشت في الصخور كتابات غريبة و سيوف ذهبية غرزت في الصخور.

تقدم ويليام الصغير نحو الجذع بينما يتسلق بعض الصخور وهو يمسك بالغطاء المهترئ الذي يحيط بجسده ، انبثق ضوء من داخل الجذع نحو السماء الزرقاء في الافق ، وجاء صوت :" قف! لا تتقدم اكثر من ذلك"

كان الصوت موجها نحو ويليام الصغير ، لكن المفاجأة انه تقدم بدون خوف ، ليس وكانه لم يكن خائف بل لقد

{فقد الحياة في عينيه مسبقا ، لم يستطع سماع أي شيء فقط يتقدم، من يراه يعتقد انه شخص عاش لمئات السنوات وذاق كل انواع تجارب الحياة القاسية }

كيف ينطبق هذا على طفل ، من يعرف ما تعرض له ، الكل سيكونون مصدومين بالنظرة على وجهه ، لكن الاكثر صدمة كان هو نفسه ويليام الذي يشاهد شريط حياته عندما كان صغيرا في التسجيل امامه

ثم يصرخ وبدأ يضحك بطريقة مثيرة للشفقة:" هيهيه ، تمازحني؟هاهاها احقا اهذا نوع من المزاح ؟ من المؤكد ان هناك من يعبث معي ! ، اوقف هذا التسجيل الحقير !"

بدأت الدموع تنزل من عيني ويليام وهو يتضرع ويقول :" ارجوك اوقفه انا لا استحق التواجد هناك ، لم اكن استحق ذلك ، ما يزال يتبقى لي الكثير لاصل اليهم "

لم يتوقف التسجيل ، كان الضوء من الجذع يحذر ويليام الصغير ويخبره ان يتوقف ، لكن بدون جدوى ، وصل ويليام الصغير الى الجذع ومدى يده نحو الجذع .

في لحظة تلامس يده الصغيرة والمتسخة مع الجذع ، ارتفع ضوء من الارض وغطى ويليام الصغير بالكامل ، فيووو!

الضوء انتقل واخترق السماء للاعلى ، فجأة تحول كل شيء للابيض ، عندما فتح ويليام الصغير عينيه لاحظ انه كان يقف على السحب ، امامه كان 6 اعمدة من الضوء على شكل اسطوانة ، كان طول كل عمود يبلغ 6 امتار ، وفوق كل عمود يوجد كرسي من الضوء ، كانت الكراسي فارغة .

فجأة جاء صوت قوي ، ومليء بنية الرغبة للقتال :" هل هو السابع!؟ ، انه ضعيف للغاية و - و انه انه طفل !"

اجابه صوت امرأة ، صوتها كان حنونا:" اوه ، انه لطيف، لكن انا ايضا متسائلة كيف دخل الى هنا ، اعني انه طفل كما قلت، ثيورن أعتقد انك تعرف السبب؟

المدعو ثيورن تحدث بعدها صوته كان معتدلا وباردا :" بمحض الصدفة قد تمكن من الدخول مع ان قوته أقل من القاع ، افترض ان النور الالهي اكتشفه على انه السيد السابع ، لا اعرف كيف لكن دخل بعد كل شيء "

تحدث صوت حيوي ولكن بغضب بنفس الوقت ، لقد كان صوت فتاة :" هاا ! اتمزح معي ، لقد عانيت الأمرين كي أكون هنا ، وذاك الطفل يدخل هنا مباشرة بدون اي -"

قاطعها الصوت الذي تحدث في البداية لقد كان قويا كما كان:" هاهاها ، مثير للاهتمام ، سأقاتله واجرب قوته"

سخر صوت اخر منه وقال:" ديستا ، يبدو انك جننت حقا ، الا ترى انه مجرد طفل ، حتى ولو تم اختياره كالسابع فإنه ضعيف جدا ، ضعيف بشدة حتى نفس منك قد يقتله "

قال صوت اخر كان صوتا متفائلا وجاد :" ياهاااا !، حقا من كان يتوقع ، يبدو ان النور الالهي قد انعم عليه بقدرات السابع "

صرخوا جميعا بنفس الوقت:" مذا ! ،

الصوت الحيوي والغاضب الذي كان ينتمي لفتاة ، صدى بقوة مرة اخرى وقالت :" فايلون مذا تقول ؟ احقا النور الالهي منحه قوة السابع؟

قال الرجل المدعو فايلون بصوت متفائل :" ياها! نعم انت تعلمين انه لا يوجد شيء يخفى على عيني ، اضافة الى ان قدراته خرافية حقا ، فهو الاخير بعد كل شيء .

جاء صوت المرأة الحنونة :" أوه ، يبدو ان النور الالهي قد اصدر حكما غريبا ، اتعلم قدراته؟"

حل صمت على المكان ، كان الجميع ينتظر ان يلقي فايلون بالاجابة على سؤال تلك الانثى ، ويليام كان ينظر بعينيه الفاقدتين للحياة الى الاعمدة الستة ، وكان يستمع الى الاصوات التي تدخل اذنيه ، لم يقم بأي حركة فقط اكتفى بالتنصت .

جاء الصوت المتفائل مرة اخرى :" يييه ! ، نعم اعلم ، يبدو ان النور الالهي منحه قدرة التلاعب بالمانا الجوية لكن بنسبة ضعيفة للغاية ويجب عليه ان يتعود عليها وجعلها تحت تصرفه، اضافة الى انه غرس فيه كل انواع العناصر النادرة ، بما فيها الضوء و الظلام "

كلماته جاءت كصاعقة لهم، التلاعب بالمانا الجوية ، مذا كان هذا؟ اي قدرة هذه؟ مذا لو تحكم فيها بالمستقبل بشكل كامل؟ من سيقف في وجهه؟

لم يقل احدهم اي كلمة تشكيك اخرى وكأنهم واثقين بما قاله فايلون ، فقط بعد لحظات جاء صوت من كل الجوانب

" ويليام ألاين - السيد السابع والأخير - بسبب ضعفك لا تستحق التواجد هنا بعد - مكانك سيبقى لك - اغدوا قويا وعد هنا مرة اخرى "

2021/08/26 · 102 مشاهدة · 1881 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025