مغلقاً الباب خلفي و انا اخرج من الحجرة , فما هي الا خطوة أخطوها حتي جاءني الصوت .
"عما كنتما تتحدثان , أنت و هانيكاوا ؟"
فالتفت لأراها .
لم يسعني التعرف عليها من الصوت لوحده , فقد كان غريباً و في نفس الوقت مألوفاً بعض الشئ_ أجل!! ذلك الصوت الشاحب الذي عهدته أذني قائلاً "لا أعرف "كلما سألها أحد الأساتذة شيئاًـــــــ
"لا تتحرك"
و بالجملة الثانية أدركت أنني أتعامل مع سنغوجاهارا ,و بالمثل أدركت أنه في لحظة التفافي قد قامت سينغوجاهارا و كأنما تستهدف فتحة دقيقة بوضع نصل سكين قاطع الورق الممتد في تجويف فمي .
نصل سكين قاطع ورق !! متكئاً علي جانب فمي الأيسر !
"..كك!"
"مهلاً !كان من المفترض أن "يمكنك الحراك و لكن احذر""
نكان النصل البارد يداعب لحم وجنتي من الداخل و لغرابة الأمر لا بعنف أو بلين _ بل بمقدار مناسب من الضغط عليها .
جل ما بوسعي هو أن أقف هناك صاغر الفاه كالأبله بلا أي حراك منصاع لأوامر سينغوجاهارا!
مخيفة, فكرت لنفسي.
ليس نصل قاطع الورق !
هيتاجي سينغوجاهارا , من أمكنها أن تحدق فيني بعينين باردتين هكذا بلا أي تردد—لقد كان موضعاً مخيفاً.
لقد كانت –
لقد كانت ذات عينين مخيفتين !
لقد تأكدت!
نظرات كتلك اقنعتني أن النصل القابع قبالة وجنتي بداخل فمي لا هو ثلم من كثرة الأستخدام او هو الطرف غير الحاد فيه !
"فضول المرء كالصرصور! تحوم حول أسرار يريدها أصحابها مدفونة ,مثير للحنقة ! تحاول حشرة تافهة مثلك أن تثير أعصابي "
"مـ-مهلاً..!"
"ما الأمر ؟ أيشعر هذا الجزء من فمك بالوحدة ؟ لم لم تقل هذا منُذ البداية ؟"
عوضاً عن يدها اليمني التي كنت مشغولة بالنصل بفمي , امتدت يدها الأخري بسرعة شديدة حسبت ما كان قادماً ناحيتي صفعة فتنبهت لها و الصفعة تميل علي وجنتي و لكن الخطاً كان نصيب تخميني .
في يد سينغوجاهارا و كانت هناك دباسة أوراق !
بدون أن أعي ما يحدث , كانت قد وضعتها بفمي _ليست كلها للأسف و هذا ما كنت أفضل بل كانت قد أدلفت منها ما يكفي لتكون وجنتي اليمني بين فكي الدباسة .
و من ثم بلطف- ضغطت.
و كأنها تكبس علي أوراق !
" كـ...كك"!
لقد كان الجزء الأضخم التي به الدبابيس ما كان بفمي , لقد صار فمي مسرحاً لما به من أدوات , في البداية حينما كان قاطع الأوراق بفمي له أريحية الحركة , حينها كان يمكنني أن أحاول أتكلم و لربما أتفوه ببعض الكلمات و لكن الأن بوجود الدباسة فباتت هذه أفكار لا يسعني حتي التفكير فيها .
أن تضع قاطعة أوراق حتي تتمكن من فتح فمي لأخره حتي تتمكن بعدها من وضع دباسة الأوراق فيه – لقد كانت خطة جهنمية تم تنفيذها بدقة !
أخر مرة قد وضع شئ في فمي كان في الصف السابع حينما كنت مصاباً بالتسوس , سحقاً!من حينها و أنا أستخدم فرشاة اسناني ثلاث مرات يومياً بعد كل وجبة افطار , غداء أم عشاء كان بينهما فترات امضغ فيها العلكة الطبية كل هذا كي لا أعيد هذه التجربة من جديد , و يا لسخرية القدر انظر إلي وضعي هذا !
و قد بات محاولاتي بالفشل!
أغمض عيني للحظة و هذا ما يحدث !
عدا أني متأكدا بوجود هانيكاوا علي الناحية الأخر من هذا الحائط الهزيل تختار ممثلين من أجل المهرجان الثقافي فلحسبت ردهة المدرسة هذه كجزء سيريالي من فضاء سرمدي لا ينتهي .
هانيكاوا ...
اسم عائلة سينغوجاهارا قد يجعلها تبدو كمصدر للمخاطر من الوهلة الأولي ! يا له من حياة اختارتها لتفي بمعني اسمها !
لقد كان حكم هانيكاوا علي الشخصيات اسوا مما تصورت !
"و الأن بعدما سألت هانيكاوا عما كنت عليه في المرحلة الأعدادية ! ماذا بعد ؟ معلمتنا هوشينا ؟ أم أتريد أن تتوقف عن هذه الألعاب و تذهب للممرضة هاروكامي ؟"
"....."
لا يسعني الكلام !
و لكن ها هي تتنهد " كم أنا حمقاء , أحاول مرتين أن آخذ حذري حينما اصعد الدرج, و لكن إلي أين اوصلني هذا ؟ يبدو أنهم لم يكونوا بمازحين حينما قالوا أن ضرطة قد تمحي ما فعله واعظ بـ100 يوم من الخطب!" 1*
"......."
علي الرغم من كوني في مأزق ! إلا ان سماع فتاة حسناء في ربوع شبابها تتفوه بكلمة كـ"ضرطة" بدا لي كأمر خاطئ! يبدو أنه علي الرغم من كل ما يحدث أني فتى مهذب !
" قشرة موز علي الأرضية , من كان ليتخيل هذا ؟!"
" ..........."
حياتي بين يدي فتاة وقعت من قشرة موز .
مهلاً , لماذا كان هناك قشرة موز علي درج المدرسة من الأساس! " لقد لاحظت بالفعل ! أليس كذلك ؟" سألتني سينغوجاهارا .
لازالت عيناها حادتان !
أميرة مدللة ؟ هيهات قالت !
" بالفعل !—أنا لا وزن لي !"
لا وزن لها !