انا ماريبو، الفتى ذو الخمسة عشر عاما الذي يعيش مع خالته في نفس المنزل، لقد اخذتني خالتي وتكفلت برعايتي منذ عشر سنوات بعد ان سجن والداي بسبب العنف المنزلي.

اعيش على هذه الحالة منذ عشرة اعوام، اذهب للمدرسة يوميا وعندما أعود لا اخرج من المنزل الا للضرورة، اكره الخروج من المنزل فأنا شخص انطوائي منذ طفولتي، لم يكن لدي اصدقاء في طفولتي ابدا حتى الان، ولكن هناك بعض الزملاء بالمدرسة استطيع ان ادعوهم باصدقائي.

حلمت ان اصبح مغامراً ولكن بسبب ضعف شخصيتي وانطوائيتي تخليت عن حلمي، لا أعلم ماذا سأصبح بالمستقبل، ربما سوف اصبح لا شيء، هكذا كنت اعتقد حتى جاء ذلك اليوم، اليوم الذي قام بقلب موازين حياتي وغير شخصيتي وجعلني اعيش حلمي.

لا اعلم كيف اشرح الامر فهو شيء حقا مبتذل في القصص الخيالية، ولكن ذات يوم في الساعة التاسعة مساءا، خرجت من البيت لاحضار بعض المتطلبات التي طلبتها خالتي من البقالة في آخر الشارع، انها في الثانية والثلاثين من العمر، ما زالت شابة لمَ لم تذهب بنفسها ! انا حقا ادين لها كثيرا، قامت بتربيتي منذ انفصالها عن زوجها ولم تتزوج منذ عشرة سنوات انها تفضل رعايتي على ذلك.

عدت الى البيت، وجدت بعض السيارات السوداء رباعية الدفع وعليها ارقام حكومية وتقف جميعها امام المنزل، دخلت لأرى ماذا يحدث فوجدت خالتي وحولها العديد من الرجال الذين يرتدون ملابس رسمية سوداء.

- خالتي، ماذا يحدث؟ من هؤلاء؟

- انها الحكومة يا ماريبو، يريدون اخذك مني لتجربة جهاز ما.

- ما الذي سوف تفعلونه؟ ما هي التجربة؟ ايضا لا احد يمكنه إجباري على فعل شيء.

تقدم احد اولئك الرجال ويبدو انه المسؤول وأصبح يتحدث عن التجربة.

- انه جهاز اخترعه علمائنا من اجل الحكومة يمكنه ان ينقل البشر لعوالم اخرى، وكواكب اخرى.

- يا الهي ما أروع هذه الفكرة، كيف لم افكر بهذا من قبل !!! (باستهزاء)

- اصمت ودعني اكمل كلامي. سنختار ما يقارب المئة مراهق الذين تتجاوز اعمارهم ما بين 15 - 20 ويعيشون دون والدين او مسؤوليات وتجربة الجهاز عليهم.

بالطبع سيتم تعويض خالتك ماليا، وفي حال حدوث اي ضرر على جسدك نحن من سنعتني بتكاليفه، وفي حال متّ سنقوم بتعويض خالتك ماليا بمبالغ كبيرة.

- حسنا موافق، خالتي هل تسمحين لي بالذهاب؟

- ليتهم يقبلون بي ايضا، ما المشكلة لو كنت ثلاثينية فأنا ابدو مراهقة، على كل حال بالطبع انا موافقة، فهو قرارك بعد كل شيء ولا تنسى انهم سيدفعون لي مقدما، لمَ يبدو الأمر كاني ابيعك لهم؟

ضحكت خالتي والرجال، ولكن ضحكة خالتي كان خلفها بعض الحزن هي على وشك البكاء ولكنها تكتم ذلك، انا اعيش معها منذ عشرة سنين واعرفها جيدا.

ذهب الرجال، سيأتون لأخذي بعد يومين لاجهز نفسي.

في ذلك المساء، سمعت صوتاً خفيفا قادما من غرفة خالتي ذهبت لأرى، انها تبكي بشدة، انا حقا آسف خالتي ماي.

بعد يومين، يوجد سيارة تنتظرني على عتبة المنزل، خالتي انه وقت الوداع.

اقتربت من خالتي وحضنتها بشدة:

- خالتي، انا حقا آسف لذها...

-((خالتي بصوت بكاء عالي)): انا اسفة لاني لم اكن امك، ارجوك سامحني لاني كنت مقصرة بواجبي معك، اعلم كم تكره الذهاب الى تلك البقالة آخر الحي، انا حقا اسفة سامحني.

كم افتقد ذلك الاحساس، حضن خالتي الدافئ والآمن.

لم اشعر بهذا الامان من قبل الا في تلك اللحظة.

لم اشعر اني بدأت بالبكاء في حضن خالتي، لقد ذهبت وكانت آخر كلماتي لها "شكرا لانك امي".

ركبت السيارة وتوجهنا الى منظمة حكومية ضخمة، لقد اذهلتني ضخامة المبنى، لم اكن اعلم بوجودها حتى، يا الهي هل نحن على قمة جبل كبير !

دخلت تلك المنظمة: وااااه حقا هناك العشرات من المراهقين والمراهقات، بدأت ابحث بينهم على امل ان اجد احد من الذين اعرفهم ولكن لم اجد احد.

المكان ايضا مليء بالجنود، لماذا؟

(صوت قادم من مكبرات الصوت المعلقة على الجدران، "كحكح اعيروني انتباهكم رجائا، انا اقف على المنصة خلفكم"

التفت الجميع نحو المنصة.

- مرحبا بكم جميعا ايها المراهقون او كما سيطلق عليكم "شباب المستقبل" لقد كنت اسمعها كثيرا في طفولتي على التلفاز ولكن لا يهم، حسنا ايها المراهقون، جميعكم تعلمون سبب وجودكم هنا اليس كذلك؟

- رد احد الاشخاص يضع السلاسل وبعض الوشوم، انه يبدو شاباً: "احضرتونا الى هنا من اجل تجاربكم العلمية"

- هذا صحيح آيرس، ولكن لكي نكون اكثر وضوحا، انتم هنا من اجل تدريبكم لتصبحوا قادرين على التعايش مع التجربة، تجربة تحت مسمى "ماريبوس"

- كيف علمت اسمي؟

- هل تمزح؟ بالطبع سأعلم واحفظ اسماء واشكال جميع المتواجدين في هذا المكان.

على أي حال، ستخضعون لتدريب جسدي لمدة 6 اشهر قبل انطلاق التجربة، لن يخضع احد للتجربة قبل ان نتأكد من قابلية جسمه للسفر.

سررت بمعرفتكم جميعا، ادعى اديل سيلفر، انا المسؤول عنكم من اليوم فصاعداً.

غادر السيد سيلفر وترك الجميع في حالة غضب من كلامه عن تدريب الست اشهر.

2019/10/25 · 304 مشاهدة · 741 كلمة
O-ABUMUSHREF
نادي الروايات - 2024