الفصل الأول:

"آآآآآآهههههه..."

"يجب أن أقطع أعناقهم جميعًا... كي أصنع كل شيء... لكن من الذي سينهي كل شيء؟ إنه أنت بالتأكيد، أيها الــ—"

"آعههه... ما هذا؟! أين أنا؟..."

صوت هادئ أجاب من الخلف بابتسامة غامضة:

"أنت في منزلي... وجدتك على عتبة الباب، ساقطًا لا تتنفس."

التفت الشاب نحوه، أنفاسه متقطعة ووجهه يقطر بالعرق:

"من أنت؟ أين أنا؟ وماذا يحدث؟"

قال الرجل الغريب بصوت خافت كنسمة هواء بارد:

"قبل كل شيء... ما اسمك؟"

تردد الشاب، ارتبك، ثم تمتم بصوت خافت:

"أنا... اسمي؟... لا أعلم."

ابتسم الرجل ابتسامة هادئة تحمل شيئًا خفيًا خلفها وقال:

"يبدو أنك فاقد للذاكرة... هل تتذكر أي شيء؟ أي مشهد، أي وجه، أي صوت؟"

رد الشاب وهو يحاول التقاط أنفاسه:

"رأيت رجلًا غريبًا... بيده مشرط ملوث بالدماء... والدم كان يتساقط من السماء كالشلال..."

قال الرجل الغريب بنبرة غامضة:

"يبدو غريبًا... تعال معي إلى الخارج، أريد أن أريك شيئًا."

---

خرج الاثنان. الهواء كان باردًا كأنه يمر من خلال العظام، والسماء متشققة بلون قرمزي عميق. هناك برج عظيم يمتد حتى الغيوم، يحيط به أشخاص طائرون، واقفون في الهواء بلا أجنحة.

سأل الشاب بصوت خافت:

"ما هذا الصرح؟ ومن هؤلاء الذين حوله؟"

أجابه الرجل دون أن يرفع رأسه:

"ذلك الصرح... لا أحد يستطيع دخوله، ضعف قوتهم يمنعهم."

قال الشاب مترددًا:

"وكيف أعرف إن كنتُ قويًا؟ وإلى أين نحن ذاهبون أصلًا؟"

ابتسم الرجل وقال:

"ستعرف كل شيء حين نصل إلى مقر فرقة الشبكة. هناك سيتكفلون بك، سيساعدونك. أنا لا أملك شيئًا لأقدمه... لا مال ولا قدرة."

قال الشاب بعد صمت قصير:

"إذًا... ما اسمي؟"

رد الرجل بابتسامة خفيفة:

"سأعطيك اسمًا... أكريفيريوس. لقد وصلنا، هذا مقرهم."

---

فتحت الباب فتاة ذات ملامح لطيفة، شعرها أسود قصير، بشرتها بيضاء، وعيناها داكنتان كسواد الليل.

قالت بابتسامة دافئة:

"أنا فيرينا... مرحبًا بكما في مقر فرقة الشبكة. هل جئتما للبلاغ... أم لطلب المساعدة؟"

قال الرجل الغريب:

"هذا الشاب مشرد، بلا مأوى... أعتقد أنكم ستستفيدون منه في سعيكم وراء حقيقة المخلوقات الخمسة."

قالت فيرينا بهدوء:

"لست صاحبة القرار... يجب أن نأخذ الإذن من المعلم."

سأل أكريفيريوس:

"وما طبيعة عملكم؟ وكم عدد أعضاء هذه الفرقة؟"

قالت فيرينا:

"هدفنا دراسة المخلوقات الخمسة حول الصرح العظيم. قريبًا سنرسل أول بعثة استكشافية. نحن تسعمائةٍ وتسعةٌ وتسعون، وأنت ستكون العضو رقم ألف... أو بالأحرى، رقم 0×2، أي المجموعة الثانية، الرقم صفر."

ثم فتحت الباب وقالت:

"لقد وصلنا."

---

في الداخل، كان رجل يقف وسط الظلال، وجهه مغطى بنصف قناع، وصوته عميق كأنه يأتي من جوف الأرض.

قالت فيرينا بخضوع:

"سيدي، هذا هو الشاب المشرد الذي جلبناه."

وفجأة، قفز المعلم، رفع سلاحه، ووجّه فوهته نحو صدر أكريفيريوس، وأطلق النار.

لكن الرجل الغريب تصدّى للطلقة بيده العارية.

قال بغضب مكتوم:

"اهدأ أيها المتغطرس!"

ضحك المعلم بصوت مجنون، ثم أمسك بعنق أكريفيريوس بقوة وهمس:

"لماذا أخفيت الجرح الذي تركته في عنقك؟"

أزاح قطعة الجلد الصغيرة التي كانت تغطي عنقه، فظهر جرح غريب، كأنه أثر قطع قديم جدًا.

قال أكريفيريوس وهو يرتجف:

"ما هذا؟ لم أره من قبل!"

ابتسم المعلم وقال:

"أنت مقبول. كل شيء سيسير من أجلك... تبا لهم. اذهب الآن، استحم، وارتَح. غدًا ستعرف كل شيء."

---

المشهد ينتقل إلى الصرح العالي فوق الغيوم.

رجل أشقر يقف هناك، يحدّق نحو الأفق، ويقول بصوتٍ بارد:

"لقد ظهر أخيرًا... اللعين. أليس كذلك، أيها المهمّش؟"

يرد عليه المهمّش بصوت خافت، كأنه لا ينتمي لهذا العالم:

"لا أعلم... سيظهر كل شيء في وقته."

ابتسم الأشقر بخبث وقال:

"لكنّك تعرف كل شيء، يا مهمّش... أنت النظام نفسه."

رد المهمّش ببرود:

"أعلم... لكني لا أستطيع البوح بكل شيء. استعد فقط... لمفاجأة عظيمة جدًا."

قال الأشقر بابتسامة حادة:

"أنا مستعد."

---

صباح اليوم التالي.

تدخل فيرينا الغرفة وتقول بنعومة:

"أكريفيريوس، حان وقت الاستيقاظ. تناول إفطارك، ثم اذهب للمعلم. اليوم ستتعلم الكثير عن هذا العالم."

بعد ساعة...

طرق الشاب الباب.

"تفضل."

دخل ببطء، وقال المعلم بابتسامة غامضة:

"أهلًا بالطالب الجديد... أهلًا بالأقوى... مرحبًا بنهايتي."

تجمد أكريفيريوس في مكانه:

"بماذا تهذي؟"

ضحك المعلم وقال:

"لا تهتم... أخبرني، ماذا تعرف عن العالم؟"

قال أكريفيريوس:

"لا شيء."

قال المعلم وهو يعتدل في جلسته:

"حسنًا، اسمع... هذا العالم يتكوّن من ست دول فقط، لكنها ضخمة جدًا. كل دولة تمثل طبقة من البشر. نحن الآن في الطبقة الثالثة..."

قال أكريفيريوس:

"لكن بالأمس رأيت شخصًا يشعل النار بيده! الكل كان مصدومًا منه... من هذا؟"

ضحك المعلم وقال:

"هؤلاء أصحاب القوى. يوجد سبعة مستويات للقوة حتى الآن... وربما يظهر مستوى ثامن مستقبلًا. قوتك لن تظهر إلا عند بلوغك المستوى الثاني. عندها فقط ستعرف طبيعة قدرتك."

توقف قليلًا، ثم أضاف:

"أما أولئك الذين يستخدمون القوى... فهم قلة نادرة. في المستوى الأول وحده لا يوجد سوى ألف شخص في العالم كله، لأن الوصول لأي مستوى يتطلب أن تشعر بمعاناة بشر آخرين. ليس رؤية الألم... بل الإحساس الكامل به."

قال أكريفيريوس بقلق:

"وماذا عن الذين لا يتحملون الألم؟"

رد المعلم ببرود:

"يموتون... وتذهب أرواحهم إلى عالم التشابك الوجودي. سأشرحه لك ببساطة... إنه عالم غير مرئي، مليء بالخيوط، في مركزه نواة.

كل إنسان يولد، يُزرع له خيط في ذلك العالم. عندما تتغير مشاعرك — غضب، حزن، سعادة، ألم — يتغير خيطك، يكبر ويؤثر في النظام.

لكي تزداد قوة، عليك أن تتعرض لألم شخص آخر.

النظام يشبه التشابك الكمي... حين تنام، أو تتأمل، أو تقترب من الموت، يبدأ النظام بالاندماج مع وعيك... وتبدأ المعاناة. تلك المعاناة هي الثمن الذي تدفعه لترتفع في المستوى."

قال أكريفيريوس بصوت خافت:

"كم عدد الذين وصلوا للمستوى الأخير؟"

رد المعلم:

"أربعة فقط."

قال أكريفيريوس:

"ومن هم؟"

ابتسم المعلم وقال:

"لا أحد يعلم."

---

فجأة، دوى صوت رعدٍ عنيف. البرق ضرب المنازل، والحرائق اشتعلت في الأرجاء.

خرج الجميع مسرعين.

رجل غريب يقف وسط الشارع، شعره يتطاير، عينيه تلمعان كالشرر.

قال بصوتٍ متغطرس:

"أيها القائد... اخرج."

خرج المعلم ومعه أكريفيريوس وعدد من جنود الفرقة.

قال المعلم ببرود:

"من أنت؟ وماذا تريد؟"

أجابه الرجل بصوتٍ متهكم:

"لا يهم."

وفجأة اندفع بسرعة البرق، سيفه مشعٌّ بالنور الأزرق، متجهًا نحو أكريفيريوس.

لكن المعلم تصدى له، وحدّق في عينيه، وهمس بكلمات لم يسمعها أحد.

تراجع الرجل الغريب وقال بغضبٍ مكتوم:

"اسمعني أيها القائد... سيأتي اليوم الذي أنهيك فيه... وداعًا."

ثم اختفى.

واختفى كل شيء معه، كأن المشهد لم يكن موجودًا قط.

قال أكريفيريوس بصوت مرتجف:

"من هذا؟"

أجابه المعلم وهو يشيح بوجهه:

"إنها... إرادة شخصٍ أحمق."

2025/10/28 · 3 مشاهدة · 971 كلمة
OVO
نادي الروايات - 2025