الجزء الثانى

وعلى هذا النحو، صار اللوم كله على عاتق باول واستقرت الأمور.

في النهاية، حدقت زينيث بباول وكأنها تريد سلخه.

قد تعتبر هذه مكافأة عند المازوخية، لكن تقلصت خصيتاي من شدة الخوف.

عادت زينيث إلى غرفتها لوحدها بعد انتهائها من التحديق.

ما زالت ليليا تبكي رغم أن وجهها خالٍ من التعابير، لكن الدموع تتساقط من عينيها.

أما باول فهو متردد هل يحضنها أو لا.

على أية حال، سأترك الأمر لزير النساء.

لحقت بزينيث إلى الغرفة الرئيسية لكي لا تتفاقم المشكلة وتنتهي بالطلاق.

قرعت الباب، وفتحت زينيث الباب بسرعة.

” أمي، كل ما قلته قبل قليل كان كذبا، أرجوك لا تكرهي أبي.“

أخبرتها بذلك دون مقدمات.

انصدمت زينيث للحظة، ثم ابتسمت ابتسامة مخيفة ومسحت على رأسي.

” فهمت، لم أعتقد أبدا أن أقع في حب هذا النوع من الرجال السيئين، ولطالما كنت مستعدة لمواجهة خيانة هذا الرجل الغبي والشهواني، لكن الأمور تفاقمت فجأة وأصبت بالصدمة.“

” ….. هل أبي يحب النساء لهذه الدرجة؟“

سألتها وكأني لا أعرف هذا مسبقا.

” نعم، إنه الآن أفضل مما كان عليه في السابق إذ لم يكن يأبه للعواقب آنذاك، ومن المحتمل أن يكون لرودي أخ أو أخت كبيرة في مكان ما.“

أثناء حديثها، بدأت تتزايد قوة يدها وهي تربت على رأسي.

” رودي لا تصبح من هذا النوع من الكبار، مفهوم؟“

فركت رأسي بشدة. لا، إنها تمسك رأسي بقوة متزايدة…..

” لا تعامل سيلفي باستخفاف، مفهوم؟“

” آي، أح ،أكيد يا أماه، آي~“

أشعر أن هذا التحذير شديد اللهجة يشمل سلوكياتي من الآن فصاعدا.

يبدو أن الأمور باتت مستقرة الآن، الباقي يقع على عاتق باول.

لكن رب الأسرة شاب لعوب جدا.

لن تسنح لك فرصة أخرى يا محترم.

في اليوم التالي.

أصبحت تمارين السيف قاسية جدا.

لقد ساعدتك في إرضاء والدتي، لماذا تصب غضبك علي؟

— منظور ليليا —

سأكون صريحة.

هذا الحمل هو خطئي أنا لأني تعمدت إغراء باول.

لم أنوي هذا عند مجيئي إلى هذا المنزل، لكن بعد سماعي لتأهواتهم الكثيرة في كل ليلة وبعد تنظيفي لغرفتهم المشبعة برائحة الليلة الساخنة، أخذت تتزايد رغبتي الجنسية.

في البداية، اكتفيت بنفسي.

لكن كلما رأيت باول يتمرن بالسيف يوميا، تشتعل بداخلي نار جامحة لا يمكنني إخمادها.

في كل مرة أرى باول يتمرن، أتذكرّ تجربتي الأولى.

كنت صغيرة آنذاك أيام نادي تدريب القتال، طبعا كانت تجربتي مع باول حيث اغتصبني في إحدى الليالي.

لم أكن أكرهه لكني لم أحبه أيضا، تجربتي الأولى ليست رومانسية جدا بل مليئة بالدموع.

بعدها جاء دور الوزراء السمان.

عندما أحسست أن باول كان أفضل منهم، لم أعد أبالي بتلك الحادثة كثيرا…

كنت أخطط لاستغلال تلك الحادثة للضغط على باول بعد أن جاء على مسامعي أنه يريد خادمة منزل.

باول الذي لم أراه منذ تلك الأيام بات أكثر رجولة الآن.

اختفى ذلك الفتى اليافع وصار رجلاً صارما وقوياً.

استطعت كبت جماح نفسي أمام رجلٍ كهذا طوال ست سنوات.

لم يغازلني باول في بداية الأمر.

ولو استمر الأمر على هذا النحو، لانخمدت شهوتي.

لكن تحرشاته العابرة أشعلت النار بداخلي.

كان بإمكاني التحمل، لكني أدرك أني كنت على شفا حفرة.

حمل زينيث جعلني أقع في تلك الحفرة.

استغليت شهوة باول الجنسية لصالحي وأغويته إلى تلك الغرفة….

لذا هي غلطتي أنا، والحمل هو عقابي لأني خنت زينيث وانجريت وراء شهوتي.

لكنهم سامحوني.

سامحني روديوس.

استوعب ذلك الطفل الذكي الأحداث وقاد الحديث بمهارة حتى نصب المهرب المثالي.

كان هادئا وكأنه عاش أحداثاً مشابهة من قبل.

هذا مخيف جدا….. لـ- لا يجدر أن أقول هذا عنه بعد الآن.

لطالما كنت أتجنب روديوس لأنه كان يخيفني.

روديوس ذكي جدا، لا بد أنه لاحظ أني كنت أتجنبه عن قصد وأنقذني رغم ذلك، رغم أنه لم يكن مرتاحا لتصرفاتي.

تجاهل مشاعره وقرر إنقاذ طفلي.

أشعر بالخجل لأني كنت أحسبه مخيفا وتحاشيته.

إنه منقذي، شخص جدير بالاحترام.

سأخدم هذا الشخص بخالص التقدير والاحترام حتى مماتي. لا….. لا يمكنني أن أرد الجميل بنفسي إذا وضعت في الحسبان ازدرائي له في السابق.

صحيح.

إذا كبر هذا الطفل بصحة وعافية، سأجعله يتبع روديوس.

سأجعله يخدم السيد روديوس.

— منظور روديوس —

لم يحدث شيء يذكر في الأشهر التالية.

تطور سيلفي في السحر ملحوظ، تمكنت من الترنيم الصامت حتى المستوى المتوسط، وبدأت تتحسن مهارتها في التحكم بالتسخير.

مقارنة بذلك، لم تتحسن مستوياتي في تقنيات السيف كثيرًا.

يوجد تقدم بسيط لكني لم أستطع إصابة باول حتى الآن، لذا لست راضيا بهذا.

كما أن تصرفات ليليا تجاهي قد تحسنت إذ كانت حذرة معي في السابق، طبعا لا ألومها لأني كنت أسخر السحر منذ نعومة أظافري.

التغير غير ملحوظ على تعابير وجهها الجامدة لكن كلماتها وتصرفاتها تجعلني أشعر باحترامها الكبير لي، لا أنكر أن هذا الشعور جميل بالنسبة لي لكنه يجعل باول يخرج من طوره لذا آمل أن تتوقف عن ذلك قريبا.

عمومًا، أصبحت ليليا تتحدث معي نوعا ما بعد تلك الحادثة.

أغلب حديثها عن باول.

اكتشفت أن ليليا تعلمت تقنيات السيف مع باول في نفس نادي تدريب القتال.

كان باول موهوب جدا في ذلك الوقت، لكنه لم يحب التدريب وكان يتهرب ويلهو في المدينة.

كما شرحت لي ليليا أيضا كيف فقدت عذريتها في إحدى الليالي عندما دخل باول إلى غرفتها خلسة، ثم اغتصبها وهي نائمة.

خاف باول من انكشاف الحادثة وهرب.

سقط باول من عيني بعد أن سمعت تفاصيل هذه الحادثة من ليليا.

اغتصاب وخيانة زوجية… باول حقير.

لكن شخصية باول لا تعني أنه شخص سيئ، صحيح أنه جامح وعابث كالأطفال مما يكسبه تعاطف النساء ويحاول بشدة أن يكون أباً صالحا، بغض النظر عن كونه عديم صبر وأفعاله تسبق لسانه إلا أنه ليس بالشخص السيئ.

” ما الأمر؟ لماذا تحدق بي؟ أتود أن تصبح رائعًا مثل أبيك؟“

سألني باول ذلك لأني كنت أحدق به ونحن نتمرن على السيف.

هذا الشاب يحب المزاح دائما.

” أتقول أن رجلا كاد يفرط بعائلته بسبب خيانة زوجية يعتبر رائعًا؟“

” كح كح…..“

اعتصر الألم قلب باول، والتزمت الحذر عندما رأيت تعبير وجهه.

صحيح أني مغفل في بعض الأحيان إلا أنني لن أتسبب بالمشاكل ما عدا في حالة تقاتل الفتيات على حضرة جنابي. نعم أنا شخص أميل لافتعال مثل هذه الأمور.

” حسنا، استفد من هذه الحادثة ولا تضع يديك على أحد سوى أمي.“

” لـ.. وليليا أيضا؟“

يبدو أن هذا الشاب لم يتعلم درسه بعد.

” ستغادر أمي إلى بلدتها دون نقاش إن تكرر هذا….“

” كح……“

هل ينوي هذا الشاب إقامة علاقة ثلاثية لوجود امرأتين حوله؟ عنده زوجة جميلة وخادمة يستطيع افتراسها في أية لحظة، ويقضي أوقاته بتعليم ابنه فن السيافة في منطقة ريفية، حياة ترف.

مهلاً لحظة، هذا الوضع يُحسد عليه، أليست هذه من أفضل النهايات السعيدة؟

إنها تذكرني بإحدى الروايات التي ينجح فيها البطل من تشبيك لويز وتاباسا . *إسقاطة على Zero no Tsukaima * هل أترك مسار البطل المغفل وأتعلم منه….؟

لا، لا، اهدأ، تذكر نظرة زينيث المخيفة في اجتماع العائلة.

أتريد أن تحصل على نظرة كتلك؟ لا بأس بالحصول على زوجة واحدة.

” بما أنك شاب فأنت تتفهم، أليس كذلك؟“

ما زال باول مصرا على الأمر، أتفهمك لكني لا أوافقك الرأي.

” ما الذي تريد أن يفهمه ابنك ذو الست أعوام؟“

” لا تنسَ عبثك مع سيلفي، تلك الفتاة ستغدو جميلة في المستقبل.“

أوافقه في هذا الأمر.

” أعتقد ذلك، كما أنها ظريفة جدا الآن.“

” أتفهم ما أعنيه؟“

” معك حق.“

باول حقير لكن الحديث معه سهل.

رغم أنني بجسد طفل إلا أن عقلي قد تخطى سن الأربعين، أنا الحقير فعلا.

قد تكون خبرتي مقصورة على الألعاب إلا أني أحب الفتيات وبالطبع أحب الهاريم.

قد أتشارك مع باول في حب النساء من ناحية المبدأ.

تبادر إلى ذهني هذا الشعور عند حديثي مع باول بعد حادثة تفسيخ سيلفي.

أشعر أن باول بدأ يتقرب إلي بنفسه بعد تلك الحادثة ويفاتحني بهذه الأمور، ربما لأنه رأى جانبي الضعيف ولا حاجة ليلعب معي دور الأب الصارم، هذا يعني أنه نضج أيضا.

” هههه…..“

لاحظت باول يبتسم.

إنه لا ينظر إلي وإنما خلفي، أدرت رأسي ووجدت سيلفي واقفة هناك.

زياراتها لمنزلي نادرة جدا.

عندما أمعنت النظر، وجدتها ترتعش قليلا ووجهها محمر.

لا بد أنها سمعت ما قلته قبل قليل.

” هيا أعد ما قلته مرة أخرى لكي تسمع…“

مزاح باول تقليدي للغاية.

ضحكت بنخير، أنت لا تعرف هذه الأمور حق المعرفة.

باول ما زال جاهلا في بعض الجوانب.

سيفقد المديح طعمه لو سمعه الآخر كثيرا حتى لو كنت تعنيه من صميم قلبك، سيفقد تأثيره بالتكرار.

يجب أن تقنع الآخرين أنك مغفل حتى النخاع، فهكذا يتضاعف مفعول كلماتك الصادقة بين حين وآخر.

يجب أن تقولها مرة واحدة لفترة، لا يمكنك أن تقولها مرة ثانية.

لذا اكتفيت بالابتسام والتلويح لسيلفي.

ناهيك أن سيلفي ما زالت في السادسة، ما زال أمامها عشر سنين حتى تسمع هذا.

إذا أطريت عليها كثيرا وقلت عنها ظريفة فلن تغدو امرأة صالحة.

أختي الكبرى خير مثال على ذلك.

” بالمناسبة، وكذلك روديوس… رائع، أيضا؟“

” هكذا إذن، شكرًا يا سيلفي.“

ابتسمت بلطف وأظهرت سني اللامع )متعمدًا(.

سيلفي جيدة في التواصل الاجتماعي، كدت أصدقها عندما كانت تنظر إلي بنظرات مليئة بالإعجاب.

مدح سيلفي ومناداتها بالظريفة هي مشاعري الصادقة، لكنها ليست مشاعر حب عاطفية.

على الأقل ليس الآن.

” إذن يا أبتاه، سأذهب الآن.“

” لا تقفز عليها وتثبتها بالأرض!“

من يفعل هذا أصلا؟ أنا لست مثلك.

” أمي!! أبي يقول….“

” مهلاً، توقف، توقف….!!“

مجرد يوم آخر جميل في حياة عائلتنا.

بعد فترة، دخلت زينيث في المخاض.

مررنا بوقت عصيب لأنها كانت ولادة مقعدية.

لم تستطع ليليا الحراك ولم تستطع قابلة القرية تقديم المساعدة أيضا.

عملية ولادة زينيث كانت عصيبة جدا.

بقيت في المخاض فترة طويلة وصار وضع الأم والطفل حرجًا للغاية.

استنفدت ليليا كل خبرتها في التوليد، كما أني حاولت مساعدتهم قدر استطاعتي بتسخير سحر الشفاء.

وأخيرا بعد جهد جهيد، نجحت عملية الولادة.

أتى الطفل إلى هذا العالم معافى ويبكي بنشاط.

إنها فتاة، أخت، لحسن حظي لم يكن أخ صغير.

وبينما كنا نستريح، دخلت ليليا في المخاض.

في نفس اللحظة التي كان يشعر فيها الجميع بالراحة والتعب.

تراقصت كلمة )ولادة مبكرة( في رأسي.

نجحت القابلة العجوز في التوليد هذه المرة، طريقة توليدها سيئة لكن يبدو أن لديها خبرة في الولادات المبكرة، كبر السن له دور.

اتبعت تعاليم القابلة وركلت مؤخرة باول الخائف وجعلته يحمل ليليا إلى غرفتي.

سخرت السحر لصنع ماء ساخن وحاولت بقدر الإمكان إيجاد قطع قماش نظيف وأحضرتها إلى القابلة.

ثم تركت الباقي للقابلة العجوز.

نادت ليليا اسم باول بكل محبة أثناء الولادة.

أمسك باول المتعرق يدها بشدة.

كان حجم الطفل أصغر من ابنة زينيث، لكنه يصرخ بعافية.

النتيجة هنا فتاة أيضا.

كلتاهما فتاتين، كلتاهما أختين.

بنتان كلتاهما؟ - - - قالها باول وضحك بطريقة غريبة.

وجه أب غبي، هذه المرة الثانية التي أرى فيها هذا التعبير.

إذا أمعنت في الأمر، باول حقا شخص بائس، لقد ازداد عدد الإناث في منزلنا للضعف، من سيكون الحلقة الأضعف في هذا الموقف؟

على الأرجح سيكون الأب الذي ارتكب الفاحشة مع الخادمة التي وضعت حملها.

هدفي الآن هو أن أصبح أخ أكبر محترم، أما باول فقد خسر الاحترام في أغلب الأحوال.

ابنة زينيث اسمها نورن.

ابنة ليليا اسمها آيشا.

هذه الأسماء التي اختاروها

2020/06/14 · 476 مشاهدة · 1713 كلمة
dark_king
نادي الروايات - 2025