الحياة مثل الصحراء.
يجول فيها المرء تائها بلا هدف وهو ظمآن.
يترنح تحت أشعة الشمس الحارقة حتى يذبل ببطء.
ربما خسر الكثيرون حياتهم على هذا النحو.
لكن ثمة واحات في هذه الصحراء.
الواحة نعمة.
والمرء يقضي حياته بحثا عن النعمة.
وأنا الآن وسط تلك الواحة.
واحة ناعمة.
واحة يتغير شكلها عند لمسها وتمنحك الدفء المريح.
وعبق رائحتها يفوح بالسعادة.
يحيط بالواحة جبلان ولكل جبل قمة، بينهما وادي النعيم.
لن أغادر هذا المكان أبدا.
سأعيش هنا للأبد.
جاء صوت من السماء قاطعًا حبل أفكاري.
” مهلاً روديوس، هذا يكفي….“
تساقط الصوت السماوي على مسامعي بنبرة مرحة بها نفحة من الحياء.
السماء منحتني هذه الواحة.
بوركتِ أيتها السماء!
سأهديك آيات من التبجيل والثناء.
لكن في تلك اللحظة!
” أوه ليليا، هل يمكنك أخذ الطفل؟“
السماء تريد إخراجي من هذه الواحة!
إنه امتحان.
امتحان يبعدني عن هذه الواحة الدافئة الناعمة ويرسلني إلى تلك الصحراء القاحلة.
كيف أرضى بهذا؟
تمسكتّ بالواحة بكل ما أوتيت من قوة.
هذه الواحة هي هدف حياتي.
آه… وا حسرتاه! الواقع مؤلم.
خذلتني أطرافي الصغيرة في التمسك بالواحة وتم إبعادي.
نفيت إلى تلك الصحاري الأبدية الممتدة على مد البصر.
خسر قلبي السعيد رونق حياته وآلمته الجراح.
لماذا تصيبيني بالهموم يا أيتها السماء؟ تشتت نفسي.
وضاقت بي السبل.
سأذبل وأموت.
لكن في تلك اللحظة الظلماء، انبعث بصيصٌ من النور.
” حاضر، سيدتي.“
ظهرت أمامي واحة جديدة فجأة!
يا فرحتاه، لم تغلق أبواب السماء!
هذه السماء تختلف عن سابقتها لكنها توازيها في الحجم والشكل.
دافئة، ناعمة، ممتلئة.
آه، سأظل هنا للأبد.
” احم… سيدتي، يبدو أن السيد روديوس…“
” ما الأمر يا ليليا؟“
” لا شيء.“
” غريب. حسنا يا ليليا، أعطيني.“
” حاضر ،سيدتي.“
إنه امتحان آخر.
بل إعصار.
قذفتني الزوبعة بعيدًا عن واحتي مرة أخرى.
عدت مجددا إلى الصحراء.
لن أنجو هذه المرة.
أنا جاد.
” هيا رودي، تعال إلى ماما~“
لكني أبصرتُ سراباً في تلك الأفق.
إنها واحتي!
يا للعجب، عصفتني الزوبعة وأعادتني إلى واحتي الأولى.
لم تهجرني هذه السماء!
” يا إلهي، لماذا يحب هذا الفتى أن…“
استمتعت بدفء ونعومة هذه الواحة من جديد.
لكني أعلم، ستفرقنا الأيام.
فالسماء لا ترحم، ولا مهرب من الصحراء.
لذا سأتمتع بنعيم الواحة حتى لحظات الوداع.
” ليليا.“
” ما الأمر يا سيدتي؟“
” عندي سؤال… هل دائمًا يرضع الأطفال من الثدي هكذا؟“
” … كلا، لا يفعلون ذلك في العادة.“
” كما توقعت، ربما وراثة؟“
وأنا منهمك في عالمي الخاص، استمرت يداي بتدليك أثداء زينيث وليليا الكبيرة