الفصل 119: المعركة الكبرى القادمة – الجزء الثاني
تقدَّم إيثان نحو الرجل الملقى على الأرض، والد الصبي من قبل قليل، وكانت روز قد بدأت بالفعل بفحصه.
سألها: "كيف حالته؟"
أجابته روز: "أعضاؤه الداخلية تحطمت بالكامل. لا يوجد سوى قدر ضئيل من الإشارات العصبية في جسده."
أومأ إيثان برأسه، ثم قال: "هل يمكنك الانتظار هناك؟ أحتاج إلى معالجته."
حملت روز الصغير برفق معها وابتعدت.
فعّل إيثان مهارة العلاج خاصته، وخلال أقل من دقيقة عاد جسد الرجل إلى حالته الطبيعية، بل بدا أفضل من ذي قبل.
لكن ملامح الرعب ما زالت مرتسمة على وجهه. بعد ذلك، اتجه إيثان لمعالجة الطفل أيضًا. وعند إتمام العلاج، تفاجأ إيثان بوجود شيء مميّز في هذا الطفل.
وفي تلك الأثناء، بدأت ذاكرة الأب تعود إليه ببطء. وعندما استعاد وعيه الكامل، بدأ يتلفت حوله وكأنه يبحث عن شيء ما.
ثم جاءه صوت من خلفه: "أبي!"
كان ابنه واقفًا هناك، حيًّا يُرزق، والدموع تنهمر من عينيه.
ركض أليكس مباشرة نحو والده، فركع الرجل على الأرض واحتضن ابنه بشدة، وبكى الاثنان بلا توقف.
بعد فترة، أخبر أليكس والده بما يتذكره — أن ذلك "الأخ الكبير" الذي يقف هناك هو من أنقذه.
ورغم أن الأب مجرد رجل عادي، فإنه لم يكن غبيًا. أدرك تمامًا ما يعنيه أن يقف شخص في وجه هؤلاء الوحوش، وينقذ ابنه، ويبقى واقفًا كأن شيئًا لم يحدث.
ذلك الشخص لم يكن عاديًا أبدًا.
انحنى الأب بعمق وقال: "شكراً لك يا سيدي على إنقاذ ابني."
لم يكن يعلم بعد أن إيثان قد شفاه أيضًا. لكن أحد الباعة اقترب منه وهمس في أذنه.
وما إن سمع الرجل ذلك، حتى جثا على ركبتيه وقال: "لا أعلم كيف أرد لك هذا الجميل، سيدي. حياتي ملك لك من الآن."
رد إيثان: "لا أحتاج حياتك، لكني لاحظت أن ابنك مميّز بطريقة ما. قد تكون لديه فرصة ليصبح ممارسًا لفنون الزراعة القتالية. هل ستسمح له بأن يتبعني إلى أحد الطوائف؟"
كأن صوت الرعد دوّى في عقول الجميع، بما فيهم والد أليكس.
"ابني… لديه فرصة ليصبح واحدًا منهم؟" تمتم بذهول، والدموع تنهمر من عينيه مجددًا دون وعي.
التفت إلى ابنه وقال: "أليكس، هل سمعت ما قاله السيد؟ هل تريد أن تتبعه؟"
أجاب أليكس، وهو مرتبك قليلًا: "لا أعرف يا أبي، لكني أحب الأخ الكبير. إذا أرادني أن أتبعه، فسأتبع إذا سمحت لي."
ابتسم وجه روبن، فقد فقد زوجته أثناء ولادة أليكس، ومنذ ذلك الحين عاش الأب والابن وحدهما. كان أليكس أكثر نضجًا من سنه، واليوم بدا وكأن السماء تكافئه على نضجه، وعلى عدم كونه عبئًا على والده… إلا في هذا اليوم.
أومأ إيثان برضى. فهو يحب الشبان الذين يتحلون بالبر والطاعة.
تقدم نحو أليكس وقال: "أنا رايان هانت، سعيد بلقائك يا أليكس."
رمشت روز بدهشة… لماذا يستخدم إيثان اسم رايان في هذا العالم المجهول؟ لكنها التزمت الصمت، فقد تعرف السبب لاحقًا.
انحنى أليكس قليلًا وقال: "تشرفت بلقائك أيضًا يا أخي الكبير، أنا أليكس."
ابتسم إيثان وقال: "أليكس، أظن أن فيك شيئًا مميزًا. ربما تكون لديك فرصة لتصبح قويًا في المستقبل. هل ترغب في اغتنام هذه الفرصة؟"
أجاب أليكس بملامح جادة: "أرغب بذلك يا أخي الكبير. أريد أن أصبح قويًا لأحمي أبي."
ابتسم إيثان: "جيد جدًا. لكن اعلم أننا سنذهب لمكان قد لا تتمكن من رؤية والدك فيه لوقت طويل. هل أنت مستعد لذلك؟"
تردّد أليكس قليلًا، فقد عاش مع والده طوال سبع سنوات، وفكرة الرحيل عنه كانت مؤلمة.
لكن روبن تقدّم وقال: "اذهب يا بني! وإذا أصبحت قويًا، عد وخذ أباك لتجوب العالم كله."
تألقت عينا أليكس، وتحولت ملامحه من الحزن إلى التصميم.
قال لإيثان: "أنا مستعد يا أخي الكبير."
"حسنًا، سنغادر بعد ساعتين. يمكنك توديع أصدقائك، وعد إلى هنا بعدها."
أومأ أليكس وركض نحو منزله، فيما صاح والده خلفه: "تمهل! ستسقط وتؤذي نفسك!" لكن أليكس كان قد اختفى.
عاد روبن وانحنى مجددًا أمام إيثان قبل أن يتبعه.
كان الباعة وكل الحاضرين قد شهدوا المشهد بأعينهم — من لحظة شفاء روبن، إلى عرض أخذ أليكس للتدريب. بدا الأمر لهم كالحلم.
هؤلاء أناس بسطاء، يعيشون حياة عادية، وفجأة يُختار أحدهم لأمر خارق. كان الأمر مزيجًا من الدهشة والحسد والفرح.
لم يجرؤ أحد على النظر إلى إيثان مباشرة، خشية أن يسيء الأدب في حضرة هذه الهالة العظيمة.
تفرق الجميع بهدوء، فلم يعد لأحد رغبة في البقاء. لقد كان يومًا حافلًا أكثر من اللازم.
بعد رحيلهم، سألت روز وهي تنظر إلى إيثان بريبة: "لماذا استخدمت اسم رايان بدلًا من اسمك؟"
ابتسم إيثان وهو يرى تعبيرها الظريف، ومد يده يقرص خدها برفق: "ستعرفين بعد ساعتين. والآن لنكمل جولتنا قليلاً."
وفي تلك الأثناء، كان تيمي وحراسه قد وصلوا إلى وجهتهم.
إنها قلعة ضخمة، لكن شكلها أشبه بمشهد من فيلم رعب. فرغم أن الوقت كان مساءً والشمس لم تغب تمامًا، إلا أن محيط القلعة لمسافة كيلومتر كان مغطى بظلام دامس. كان هذا حالها دائمًا.
دخل تيمي ورجاله إلى القلعة دون تردد، وتوجهوا مباشرة إلى ممر سري، فتحه تيمي باستخدام جوهر دمه.
وسرعان ما وصلوا إلى عرش ضخم غارق في الظلال، يجلس عليه كيان ما… كان نصفه العلوي مغطى بعتمة مطلقة، ولم يظهر منه سوى عينين حمراوين متوهجتين.
جثا الجميع على ركبهم فورًا.