الفصل 126: حاكم الفوضى

قاد إيثان ميليسا إلى غرفته.

كانت روز تقطع بعض الفاكهة في الغرفة عندما دخل إيثان. وحين رأته يعود، سألته بقلق: "إلى أين ذهبت بهذه العجلة؟ هل حدث شيء؟"

ابتسم إيثان ابتسامة متحفظة وقال: "روز، لدينا ضيف."

نهضت روز، وكانت الابتسامة على وجه إيثان تخبرها أن الأمر ليس بخير.

ثم دخلت ميليسا وقالت: "أنا ميليسا جالبة الخراب."

أصيب إيثان بالذهول من أن اسم أحدهم يمكن أن يكون بهذا الشكل، لكنه قدّم نفسه على أي حال: "أنا إيثان هانت. وهذه صديقتي روز."

حين رأت روز مدى تهذّب إيثان في التعامل معها، فهمت فورًا أن هذه المرأة على قدر كبير من الأهمية، فانحنت لتحييها.

قال إيثان: "تفضّلي بالجلوس يا آنسة ميليسا."

جلست ميليسا قبالتهما، ونظرت إليهما قائلة: "فلننتقل مباشرة إلى العمل. أنت تعرف مدى قوتي، لذا أنا سأطرح الأسئلة وأنت ستجيب… وإلا."

كانت لا تزال غاضبة من حادثة سابقة، وأرادت أن تُخضع إيثان لتحصل على المعلومات التي تريدها. لكنها لم تكن تتوقع أن هذا الرجل ليس مجرد شاب قوي من الشوارع.

إيثان لم يتأثر بتهديدها، بل ابتسم نحو روز وقال: "هل يمكنك إحضار بعض الشاي لضيفتنا؟"

فهمت روز الإشارة على الفور، ونهضت وغادرت.

قال إيثان: "أوه، أرى أن لديكِ تصورًا خاطئًا عني يا آنسة ميليسا. أعلم أنكِ قوية، لكنني لا أبالي بكِ، إن كان هذا يريحك. وأمر آخر، رغم قوتك، فقد كان هناك غزو من عالم الشياطين ولم تفعلي شيئًا حياله. لذا، لستِ بالشيء العظيم حقًا."

فورًا، انبعثت من ميليسا طاقة مرعبة، وتجمدت عيناها بالبرودة، ولفّت جسده بهالتها القوية، بينما راحت خصلات شعرها تطفو في الهواء. تحولت الآن إلى هيئة المعركة — هيئة جالبة الخراب — حيث ارتدت درعًا ملكيًا فخمًا. أي شخص يرى هذا المشهد قد يفقد السيطرة على نفسه من الخوف. لكنها رغم غضبها، لم تُطلق قوتها بلا ضابط، فذلك قد يدمر عالم القدماء بأكمله.

ومع ذلك، كان إيثان يدرك جيدًا أنه لو أشارت بأصبعها، لتحوّل إلى غبار، ولن تبقى منه ذرة قابلة للتجدد.

قالت ميليسا ببرود: "أيها الفتى، هل تجرؤ على تكرار ما قلت؟"

تواصل إيثان مع نظامه العقلي: "أظن أنني في ورطة حقيقية. أتعرف حلاً لهذا؟"

[آه، سيدي… كعادتك، لماذا تطلق لسانك هكذا وأنت خارج نطاق المنافسة تمامًا؟]

تمتم إيثان في عقله: "أفأدعها تهددني إذن؟ مستحيل، سأموت واقفًا اليوم قبل ذلك."

[حسنًا، لديك خيار. يمكنك تفعيل أحد بروتوكولات النظام الثلاثة: «هبوط حاكم الفوضى». لكن تذكر، يمكنك استخدام هذه الهيئة لمدة 30 دقيقة فقط طوال حياتك. فاختر الوقت والطريقة بحكمة.]

"أوه؟ وهل سأصبح أقوى من هذه المرأة؟"

[هذه المرأة كائن من المستوى الثامن، بينما حاكم الفوضى كائن من المستوى السابع عشر.]

اتسعت عينا إيثان بدهشة: يا إلهي!

أن يمتلك قوة كائن من المستوى السابع عشر لمدة نصف ساعة؟ هذا جنون! يجب أن تعلم أن أعلى سلطة في الكون الذي ينتمي إليه إيثان — «السيد الأسمى للكون» — كان في المستوى السابع فقط. ويبدو أن للنظام ثلاثة بروتوكولات، فهل هناك ما هو أقوى حتى من حاكم الفوضى؟

بدأ قلبه ينبض كطبول الحرب. كان الحماس يجتاحه. لم يعد بحاجة إلى الخوف من أحد. ثلاثون دقيقة تكفي لمسح أي شيء موجود من الوجود.

حتى "المنهي" النائم في الشمس الآن، لم يكن أكثر من كائن من المستوى العاشر.

عندما رأت ميليسا عينيه تتسعان وقلبه يخفق بشدة، شعرت بالرضا، فهذا هو رد الفعل الذي توقعته. لكنها لو علمت السبب الحقيقي وراء ذلك، لارتعبت حتى العظم.

لم تأتِ ميليسا لقتل إيثان. سيدها أخبرها أن هذا الرجل قد يكون حجر شطرنج مهم في نهاية العالم القادمة. لكنها لم تكن لتتحمل قلة الاحترام من كائن أدنى منها.

فجأة، بردت نظرات إيثان، وحدّق إليها بلا مبالاة، رغم أنه كان يختنق تحت ضغطها الهائل.

لم يكن يريد أن يستخدم قنبلة نووية لقتل بعوضة، لكن إن خرج الوضع عن السيطرة، فسيضطر لاستخدامها. كما أن بوسعه تحديد المدة التي سيبقى فيها في تلك الهيئة، فهي ليست إجبارية لمدة 30 دقيقة كاملة.

ولو فعّل هيئة حاكم الفوضى، فسيحتاج إلى جزء من مليار جزء من الثانية لمحو هذه المرأة من الوجود، دون أي خسارة تُذكر.

لكنه كان يدرك أنها تحاول إخافته لا قتله، فبدأ يعد في ذهنه من عشرة إلى واحد. إن لم تتراجع قبل ذلك، فستُمحى. وهنا اتخذ قرار قتلهـا، وبرُدت نظراته تمامًا.

عندما رأت ميليسا تلك النظرة، اجتاحها برد شديد في عمق روحها، وتراجعت فورًا عن هالتها. لقد شعرت بتهديد الموت من هذا الفتى المجهول الأصل، وهو مستوى تهديد لم تتلقاه حتى من سيدها. ما الذي يحدث؟

بدأ العرق يتصبب منها بغزارة، ونظرت إلى إيثان بعينين يملؤهما الرعب.

لقد كانت إحدى القمم في هذا الكون، لا يستطيع أي من شياطين الخطايا السبعة مقاتلتها وجهًا لوجه. سيدها وحده قادر على قتلها.

لكن الآن، هذا الفتى من طائفة نائية، بثّ فيها تهديدًا هائلًا جعلها تشعر بالاختناق.

لم يكن إيثان قد فعّل الهيئة بعد، لكنه بمجرد أن حسم نيته على قتلها، انقلبت المعادلة: أصبح هو المفترس، وأصبحت هي الفريسة، وأطلق إحساسها الفطري جرس الإنذار.

ثم تعرفون ما حدث بعد ذلك…

نهض إيثان من مقعده، ونفض بعض الغبار عن ملابسه، وابتسم قائلاً: "هل يمكننا التحدث كبشر محترمين الآن، يا آنسة ميليسا؟"

شعرت ميليسا بأن الخطر زال، وعاد إيثان إنسانًا عاديًا.

ليس غريبًا أن سيدها لم يتمكن من استكشافه. لا بد أنه ليس من هذا الكون، بل وحش يمكنه ابتلاع الكون بأسره دون أن يُسمع له صوت.

قلبها لا يزال يخفق بقوة.

ولو علم إيثان أن ميليسا ألصقت به لقب "الوحش الأسطوري"، لوقف مدهوشًا وهو يقول: "الوحش أنتِ، وأهلك كلهم وحوش."

اقتربت ميليسا منه وانحنت قليلًا: "السيد هانت، أرجوك لا تأخذ الأمر على محمل العداء. لست عدوة لك. لقد جئت بأمر من سيدي، إليندروس نيهايريم، الكائن الأوحد من الطبقة العليا في هذا الكو…"، لكنها توقفت فجأة وهي تنظر في عينيه.

كان إيثان متحمسًا لسماع البقية.

2025/08/15 · 215 مشاهدة · 892 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025