الفصل الثالث عشر: ردة فعل العائلة

عاد إيثان إلى المنزل مع امتداد ظلال المساء فوق أرجاء المدينة. كان والداه قد وصلا قبله — جاك مستلقٍ على الأريكة يتابع التلفاز، وألينا منشغلة بمكالمة هاتفية.

قال إيثان بنبرة عادية وهو يدخل: "مرحباً، عدت."

التفت جاك ونظر إليه باهتمام: "أين كنت يا بني؟"

رد إيثان بلا اكتراث: "لا شيء مهم… فقط ذهبت إلى قاعة التحالف للتسجيل كمحارب رسمي."

قالها وكأن الأمر لا يختلف عن شراء بعض الحاجيات.

توقفت أصابع جاك في منتصف الضغط على جهاز التحكم، ثم رفع رأسه بسرعة: "أها، ذهبت لتسج— مهلاً، ماذا قلت للتو؟" ارتفع صوته بنبرة ذهول. "ابني، هل يمكن أن تعيد ما قلت؟ ربما سمعته خطأ."

كان إيثان يتوقع هذه الصدمة ويستمتع بها في داخله، لكنه حافظ على هدوئه: "قلت إني ذهبت لأصبح محارباً رسمياً."

انزلقت أداة التحكم من يد جاك وسقطت على الأرض. وقف فجأة، وعيناه متسعتان وكأنه رأى شبحاً.

أما ألينا، التي كانت تتحدث على الهاتف، فتجمدت، وسقط هاتفها من يدها بينما ظل الصوت من الطرف الآخر يكرر: "مرحباً؟ مرحباً؟"

حدق كلا الوالدين في إيثان بعدم تصديق.

ثم انفجر جاك ضاحكاً: "هاهاها! ألينا، هل سمعتِ؟ إيثان أصبح صاحب نكتة! تلك كانت ضربة موفقة يا بني. حتى أنا أيام شبابي ما كنت أملك هذا التوقيت… ومع ذلك استطعت الفوز بقلب أمك الجميلة. لديك مستقبل مبشر مع الفتيات، يا فتى. فخور بك!"

ابتسم جاك بزهو والتقط جهاز التحكم ليعود لتقليب القنوات.

ألينا اكتفت بالتنهيد: "كفى مزاحاً، اذهب واغسل يديك، سأحضر لك بعض الوجبات الخفيفة." لم تصدقه هي الأخرى.

أما إيثان، فاكتفى بالصمت، ثم مد يده وأخرج من جيبه بطاقة المحارب السوداء، ووضعها أمام جاك.

ألقى جاك نظرة واحدة عليها… ثم أسقط جهاز التحكم مرة أخرى.

جهاز التحكم: ???

هذه المرة لم يكن يمزح. جاك، ذو الخلفية العريقة، كان يعرف تماماً ما تعنيه هذه البطاقة. لم يكن هناك شك: إيثان أصبح بالفعل محارباً.

ساد الصمت في الغرفة، ولم يبق سوى صوت التلفاز الخافت. ثم بدأ جاك يضحك… ضحكة عالية حرّة، حتى انهمرت الدموع من عينيه.

"أنا، جاك هانت، ربيت تنيناً! هاهاها! لم أكن مخطئاً حين اتخذت ذلك القرار!"

أما ألينا، فلم تقل شيئاً، بل انهمرت دموعها بصمت.

أصيب إيثان بالارتباك من رد فعلهما. ذاكرة الجسد الذي يسكنه لم تحوِ أي إشارة لشيء كهذا. عقد حاجبيه وسأل: "أبي… ما الذي تتحدث عنه؟ أي قرار؟ هل لديك ماضٍ لا أعرفه؟"

مسح جاك دموعه ببطء، ونظر إلى إيثان بنظرة امتزج فيها الفخر والحزن — نظرة أب يرى مستقبل العائلة متجسداً في ابنه. "لقد تأخر الوقت… وكان يومك طويلاً. اذهب لترتاح الآن، وسنتحدث في الصباح."

لم يُلحّ إيثان: "تصبحان على خير يا أمي، يا أبي." ثم توجه إلى غرفته.

وبينما كان يبتعد، تمتم جاك: "لقد كبر ابننا حقاً… ربما، فقط ربما، بوجود إيثان معنا، سنستطيع مواجهة تلك العائلة مجدداً."

ألينا لم ترد، بل جلست بجانبه وعانقته، فبادلها العناق بصمت.

في وقت لاحق من تلك الليلة، عاد إيثان إلى سوق التحالف عبر الشبكة.

بعد يومين، سيخرج للصيد حين تصل سيفه الجديد، لكن كانت هناك أشياء أخرى يحتاجها. وبما أنه أصبح قادراً على التحكم في عشرة أشياء على الأقل في الوقت نفسه، قرر شراء بعض السكاكين الطائرة.

كان طقم سكاكين طائرة من الفئة C يتراوح سعره بين 100 و200 مليون، ويحتوي على عشرة سكاكين. طلب إيثان مجموعة C-9 .

تبقى معه 300 مليون من عملات التحالف. سيفه سيكلف نحو 100 مليون، والنصف الآخر ستغطيه التحالف، ما يترك له 200 مليون للإنفاق.

تصفح تقنيات السيف المتاحة. أرخصها كانت تقنية السيف الخفيف بسعر 100 مليون، فاختارها.

كما اشترى درعاً ليّناً من الفئة D-9 — بسعر 100 مليون أخرى.

في لحظة… أصبح مفلساً مجدداً.

تنهد قائلاً: "كنت أظن أن الـ500 مليون جعلتني غنياً… والآن تبخرت كلها. آه… آه…" واستمر في التنهيد بشكل درامي قبل أن يؤكد الطلب. النظام أكد أن الشحن سيتم خلال ثلاث ساعات، ومعها على الأرجح سيصل سائل تعزيز الجسد من الدرجة العليا.

كان يأمل أن يبدأ تعلم تقنية السيف فوراً، لكن ملاحظة على الطلب أوضحت أن هذه التقنية تُسلَّم يدوياً من قبل مسؤول معتمد.

وبما أنه لا يوجد ما يفعله الآن، أخذ سيفاً قديماً من غرفته — كان المالك السابق للجسد قد اشتراه كهواية — وخرج ليمارس فن السيف الأساسي البدائي .

هذه المرة، على الرغم من حدة حركاته ونظافتها، لم تتسرب أي هالة سيف إلى الخارج — فقد تعلم السيطرة عليها.

بعد ساعتين من التدريب المركّز:

[تنبيه: تمت ترقية نية السيف إلى المستوى 2] [تنبيه: تمت ترقية نية السيف إلى المستوى 3]

في ساعتين فقط، ارتقت نيته في السيف بمستويين. تضاعفت قوة ضرباته إلى 4 مرات. وبقوة أساسية تبلغ 30.8 طن، صار قادراً على إطلاق قوة مذهلة تعادل 123.2 طن — على أعتاب مستوى سيد فنون القتال ، وليس من النوع الضعيف.

عاد إلى غرفته، استحم، ثم نزل لتناول العشاء.

لم يقل جاك الكثير، واكتفى بسؤاله: "ما خطتك التالية؟"

أجاب إيثان بهدوء: "أبي، أريد أن أصبح محارباً متفرغاً. بعد يومين، سأنضم إلى فريق لصيد الوحوش." ثم ناوله نسخة من العقد.

كادت عينا جاك تخرجان من مكانهما: "اللعنة! ظننت أنني لم أعد أندهش من شيء… لكن هذا العقد… هذه الشروط… أي عبث هذا؟"

استعاد هدوءه بعد لحظة، وعاد لتناول طعامه. في أعماقه، اهتزت ثقته قليلاً. فامتلاك ابن موهوب شيء… أما امتلاك عبقري خارق، فذلك يزلزل الأساس. ومع ذلك، لم يستطع كبح ارتعاش شفتيه وهو يكتم ابتسامة.

ألينا بدورها رمقته بنظرة طويلة.

بعد العشاء، تبادلوا الحديث حتى رن جرس الباب.

فتح إيثان ليجد رجلاً طويل القامة عريض الكتفين يرتدي الزي العسكري.

"هل أنت السيد إيثان هانت؟" سأله الرجل. "لديك طرود. يرجى التأكد من المحتويات والتوقيع."

تحقق إيثان من الأغراض بعناية، وكلها كانت موجودة — بما في ذلك سائل تعزيز الجسد من الدرجة العليا.

قال: "كل شيء على ما يرام."

ثم سلّمه الرجل لفافة مختومة: "هذه تقنيتك الخاصة. تذكير: هي مخصصة لاستخدامك فقط. مشاركتها جريمة خطيرة. إذا تسرّبت، سيتعقبك التحالف بلا هوادة. فهمت؟"

أومأ إيثان: "فهمت."

وقّع الاستلام وأدخل الطرود، ثم عاد إلى غرفة المعيشة.

قال مبتسماً لوالديه: "قلت لكما إنها ستصل الليلة."

ثم أخرج قارورتين وقدمهما لجاك وألينا: "هاتان لكما — سائل تعزيز الجسد من الدرجة العليا. سيرفع قوتكما الجسدية بشكل كبير."

أمسك جاك بالقارورة وحدّق فيها، وعيناه تتألقان بمشاعر مختلطة. ومضة حزن عابرة مرت على وجهه — مخفية بإحكام، لكنها لم تفُت على إيثان.

لم يسأل إيثان، فهو يعرف أن الإجابات ستأتي غداً.

2025/08/14 · 534 مشاهدة · 988 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025