الفصل 140: المجزرة

كان القصر بأكمله في حالة استنفار قصوى، فالحراس وقادتهم لم يكونوا ضعفاء. فإذا كان أحد ما قد تمكّن من جعلهم عاجزين بهذا الشكل، فلابد أن العدو ليس هيّنًا.

في داخل القصر، كان حُرّاس خط الدفاع الثاني يتبادلون الأحاديث:

قال أحدهم: "أي مجنون تجرأ وهاجم القصر مباشرة؟"

أجابه الآخر وهو يهز رأسه: "لا أعلم… ربما شخص أراد الانتحار، لكنه اختار أن يموت موتة بطولية."

ثم انفجرا ضاحكين.

قال الأول: "لكن عائلته ستُمحى من الوجود معه بسبب هذه الخطيئة."

"صحيح."

وفي تلك اللحظة، كانت أميليا تتقدّم ببطء.

جسدٌ تلو الآخر كان يتساقط في طريقها، والدماء شكلت نهرًا يمتد خلف خطواتها.

الاضطراب كان يتزايد، لكنها لم تكن تقتل إلا من يحاول اعتراضها. أما من فرّ هاربًا، فلم تكن تلاحقه.

وبعد سبع دقائق، وصلت إلى المنطقة الداخلية من القصر، حيث يتمركز خط الدفاع الثاني.

كان جميع الحراس في وضعية قتالية. حتى الحارسان اللذان كانا يسخران قبل قليل، أصبحا الآن متأهبين للقتال. لم يصدقوا أن القاتل استطاع التقدم إلى هذا الحد.

وحين رأوا القاتل، اتسعت أعينهم بدهشة.

لم تكن سوى امرأة نحيلة المظهر. لكنها كانت تحصد الأرواح كأنها تقطع العشب. خطواتها لم تتوقف ولو لمرة واحدة.

كان هذا الخط الثاني من الدفاع يتكون من فناني قتال في مرحلة صقل الجلد ، وقائدهم في مرحلة صقل العظام .

لكن أميليا قطعت القائد كما فعلت بالأول… لم يكن هناك أي فرق.

وعندما رأى الحارسان ذلك، فرّا مذعورين وهما يصرخان بجنون.

كان القصر يحتوي على خمس طبقات دفاعية. الطبقة الأخيرة يحرسها اثنان من قديسي القتال .

وبعد ثلاثين دقيقة فقط، كانت أميليا قد اخترقت الطبقة الثالثة.

الآن، القصر بأكمله استيقظ. الجميع صار في حالة إنذار.

وبعد خمسين دقيقة، كانت قد اجتاحت الطبقة الرابعة، مسقطةً أكثر من مئتي حارس.

والآن… كانت تتقدّم نحو الطبقة الخامسة.

نظر أحد قديسي القتال، نائب قائد الجيش الملكي، إلى قائده وقال: "سيدي… هل تعتقد أنها ستتمكن من هزيمتنا أيضًا؟ لقد اخترقت أربع طبقات خلال خمسين دقيقة… حتى أنا لا أستطيع فعل ذلك."

كان القائد رجلاً في الأربعينيات، ضخم الجثة يبلغ طوله مترين، وعلى وجهه ندبة عميقة.

أجاب ببرود: "سنرى ذلك."

كانت ثقته في مهاراته وخبرته لا تتزعزع. حتى لو واجه قديسًا أقوى منه، لم يكن ليطرف له جفن.

وبعد لحظات، ظهر أمامهم طيف امرأة تقترب. وجهها لم يكن واضحًا تمامًا، لكن شيئًا غريبًا كان يحيط بها.

القائد، واسمه سِيث ، كان من أقرب أصدقاء الملك… وهو أيضًا أحد السبعة الذين اغتصبوا أميليا.

وحين رآها، شعر بأنها مألوفة بطريقة غريبة، لكن ذاكرته لم تسعفه فورًا. لقد مرّت ثمانون سنة على تلك الحادثة، وكم من النساء دمّر حياتهن… حتى فقد العدّ.

أما أميليا، فعندما وقعت عيناها عليه، انفجر داخلها سيلٌ هائل من الدمويّة.

دمويّة الأشباح كانت مرعبة بطبيعتها، فكيف إذا كان الشبح بقوة أميليا؟

ذلك الجو المرعب شلّ كل من في المكان. أجسادهم توقفت عن الاستجابة من شدّة الخوف.

حتى القديسان أصابهما الشلل. ولم يستطع سيث سوى أن يصرخ مرة واحدة:

"النجدة!"

لكن صوته انقطع، ولسانه خذله.

اختفت أميليا لتظهر أمامه بسرعة لم يستطع أحد أن يتابعها. لم يكن الأمر سحرًا أو انتقالًا، بل مجرد سرعتها الطبيعية.

رفعت الغطاء عن رأسها لأول مرة.

وما إن وقعت عينا سيث على وجهها… حتى صرخ كل خلية في جسده بالخطر. لقد عرف هذا الوجه.

لسبعة أيام كاملة، كانوا قد عذّبوها في ذلك الجبل، تنفيذًا لخطة الأمير آنذاك. وكيف ينسى وجه فتاة من عائلة سيلون؟

أمسكت عنقه ورفعته عاليًا.

كانت عظام رقبته على وشك الانكسار. حاول سيث أن يتوسل: "الملك… الملك هو من أمرنا… أرجوكِ اغفري لي!"

لكن أميليا لم تكن تسمع.

أمسكت بيده الأخرى عضوه الذكري وانتزعته مع خصيتيه دفعة واحدة.

صرخ سيث صرخةً جهنمية، لكن أميليا لم تتوقف.

غرست يدها في صدره، حطمت أضلعه، وانتزعت أعضاءه الداخلية واحدًا تلو الآخر.

ثم قبضت على قصبته الهوائية وسحبتها مع رئتيه خارج صدره.

كان الحراس يراقبون المشهد، ورغم أنهم شهدوا المعارك والدماء من قبل، إلا أن ما رأوه الآن كان شيئًا يتجاوز حدود الفظاعة.

بعضهم فقد وعيه وسقط على الأرض.

وبعد أن انتهت من سيث، قطعت رأس نائب القائد بضربة واحدة. لم ترد أن تهدر وقتها معهم.

لكن… في تلك اللحظة، ظهرت ثلاثة عشر هالة قوية في المكان، جميعها بمستوى سيث.

لقد كانوا القديسين الثلاثة عشر في القصر.

منذ ثمانين عامًا، كان للأسرة الملكية سبعة قديسين فقط. والسبعة المغتصبون جميعًا أصبحوا قديسين لاحقًا، ومن بينهم ولي العهد السابق… الملك الحالي.

أما نائب القائد الذي قتلته، فكان قديسًا جديدًا فقط.

كانت أميليا واقفة، وشعرها الطويل يرفرف في الهواء.

وحين وقع نظر أولئك الستة، المغتصبون القدامى، على وجهها… اتسعت عيونهم حدّ الذهول.

قال أحدهم بصوت متكسّر: "مستحيل… كيف يمكن أن تكوني حيّة؟!"

لكن أميليا لم تجب. لم تأتِ لتسأل أو تجيب… بل لتقتل فقط.

2025/08/16 · 143 مشاهدة · 734 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025