الفصل 151: نهاية المعركة
علق كايل في هذا العالم لمئات آلاف السنين، ومع ذلك لم يستطع كسر حدوده للوصول إلى المرتبة المجرّية .
كان بحاجة إلى جوهر دم وحش من المرتبة المجرّية إضافةً إلى فهمٍ كافٍ للقوانين .
والآن، ظهرت أمامه فرصة ذهبية. إن تمكن من قتل ذلك الوغد، فسيكون قادراً على اختراق حدوده بعد انتظار طويل، وقد أوشك أن يفقد الأمل تماماً.
وفوق ذلك، كان يكره ذلك الشاب المتفوق من البشر . ذلك الحقير تجرأ على تهديده أمام الجميع، ولم يستطع حينها فعل شيء.
قريباً، استيقظ كلا المجالين — مجال البشر الأوائل و مجال مصاصي الدماء . لقد انفجرت قنبلة معلومات نووية.
الشاب المتفوق للبشر الأوائل سيواجه مصاص دماء في مرتبة الثقب الأسود في معركة حياة أو موت.
حتى سكان الأرض غمرتهم الحماسة والقلق والترقب.
اجتمعت عائلة إيثان وعائلة روز أمام جهاز عرض ضخم.
كانت إيلينا وروز تقفان جنباً إلى جنب، ووجوههما يكسوها التوتر البالغ.
الجميع كان ينتظر المشهد الذي سيُبثّ قريباً.
حتى فريقي ألفا وأوميغا كانوا يراقبون الشاشة.
"هذا هو رئيسنا بحق… يتحدّى مباشرة شخصاً في مرتبة الثقب الأسود. ونحن بالكاد نعاني للوصول إلى مرتبة الملك، آه!"
أما التنين فكان يراقب الشاشة ويداه خلف ظهره، يقبض كفيه بشدة. لقد كان يتوق إلى جلب المجد للأرض مجدداً، لكن موهبته لم تكن كافية.
"أيها التنين العجوز، هل تظن أن الرئيس قادر على هزيمة ذلك المصاص؟" سأل ليون، وهو يقف بجانبه.
فأجاب التنين: "إن كان قد تحدّاه بنفسه، فبالتأكيد يستطيع."
أومأ ليون موافقاً.
وبدأ البث أخيراً.
البشر كانوا يشاهدون من منظور إيثان، بينما كان مصاصو الدماء يشاهدون من منظور كايل.
ارتفعت الهتافات بين مصاصي الدماء: اليوم سيفقد البشر شابهم المتفوق.
ولم يكن البشر ومصاصو الدماء وحدهم يتابعون — بل بُثّت هذه المعركة لكل الأعراق المرتبطة بالنظام الكوني، بما فيها الأعراق السيادية الثلاثة الأخرى.
جلس قادة الجيل الشاب من كل عرق أمام الشاشات.
من بينهم، يورييل ألوكارد و أليستير ثورنفايل كانا يراقبان باهتمام بالغ. لم يفهما ما الذي يفكر فيه ذلك الوغد ليتحدى مباشرة شخصاً في مرتبة الثقب الأسود. سيكون الأمر مؤسفاً لو مات هنا، فلن يحظيا بفرصة الانتقام منه كما أرادا.
أما يورييل، فقد أطلقت كامل إمكاناتها، لتصبح في مرتبة مكافئة لـ لوسيان و أليستير . كانت تنوي تحدي إيثان غداً، لكنه على الأرجح سيموت الليلة.
أليستير لم يكن محبطاً، بل كان متلهفاً لموت إيثان. فقد حصل على أقوى سلالة دم — سلالة السرافيم — وقوته وصلت الآن إلى 1.3 شمس . لكنه لم يكن واثقاً بما يكفي لهزيمة إيثان، لذا سيكون موته الليلة خبراً ساراً له.
داخل ساحة المعركة، أُحيط كل شيء بحاجز خاص. فهجوم من مرتبة الثقب الأسود قد يمحو الكوكب بأكمله لو أُطلق بحرية.
تقدّم إيثان بهدوء نحو مركز الساحة، حيث كان كايل ينتظره بشغف لم يستطع كبحه.
وقف الاثنان وجهاً لوجه. إيثان يضع يديه في جيبيه، يحدّق في خصمه.
فعّل موهبة التقييم لديه:
الاسم: كايل فين النوع: مصاص دماء المرتبة: ثقب أسود القوة: 1.2 ثقب أسود الموهبة: لا شيء السلالة: سلالة مصاص دماء عادية
تنهد إيثان: "قمامة."
ابتسم كايل بسخرية: "أخيراً تجرأت على الظهور أيها الصعلوك؟ ظننتك ستبقى مختبئاً خلف والدتك."
إيثان لم يبدُ عليه التأثر، واكتفى بكلمة واحدة: "قمامة."
فاشتعل غضب كايل، امتدت أنيابه، وانبسط جناحان هائلان من ظهره، طوله تجاوز ثمانية أقدام، وعينيه توهجتا بالدم القاني.
قال بصوت أجش: "ستموت ميتة بشعة اليوم."
ابتسم إيثان باستهزاء: "على يد من؟"
وانقض كايل صارخاً: "مُت!"
بدأت معركة أسطورية بين قوتين في مستوى الثقب الأسود، سرعتهما بلغت سرعة الضوء.
هاجم كايل قلب إيثان بمخالبه. لكن إيثان كان يرتدي درعاً حربياً يضاعف دفاعه خمس مرات. لتحطيمه، كان يلزم هجوم بقوة تتجاوز 5 ثقوب سوداء .
لذلك لم يوقفه، بل أراد أن يستنفد كايل كل ما عنده، ليغرق في اليأس عند الضربة القاضية.
لكن مخالب كايل ارتطمت بدرع إيثان بلا أثر يُذكر، فقط أرسلت جسده يتطاير.
صُدم كايل — هاجم بكل قوته، وكان يتوقع أن يتحول إيثان إلى ضباب دموي، لكنه لم يترك حتى خدشاً.
أما إيثان فقد توازن سريعاً في الهواء، ثم ظهر أمام كايل بضربة مفاجئة.
بووم!
ارتطم كايل بالقبضة، وكأنما تلقى ضربته هو ذاته. قوّتها مساوية لقوته، بل أقوى، فأُطيح به بعيداً.
صرخ في ذهول: "لا… هذا مستحيل!"
استعاد توازنه، لكن إيثان اختفى وظهر أمامه من جديد. هذه المرة ردّ كايل بقبضته.
انفجار كوني!
مع أن قوة كايل بلغت 1.2 ثقب أسود، إلا أنه لم يستطع إخراج سوى 80% منها، بينما أخرج إيثان كامل طاقته. لذا كانت ضربة إيثان أقوى.
تبادلا ملايين الضربات بسرعة الضوء .
قبضا إيثان كانت تتشقق لكنها تتجدد أسرع مما تُجرح، فلم يظهر عليه الدم. أما كايل، فقد غدا في حالة يرثى لها.
والعالم كله يراقب في صمت مهيب: كائن في مرتبة الكوكب يهزم كائناً في مرتبة الثقب الأسود.
قال إيثان وهو يهز رأسه: "قمامة… أهذه حدود قوتك؟ ألا تملك تقنية مثل حرق الدم؟ استعملها الآن، وإلا ستموت."
أدرك كايل الخطر الداهم. الآن فهم سبب المكافأة الضخمة التي عرضها العُليا — لقد علموا بالحقيقة.
صرخ: "فليكن!"
ارتفعت هالته شيئاً فشيئاً، حتى توقفت عند 4.7 ثقب أسود .
قال إيثان ببرود: "جيد! هيا."
استحضر إيثان سيف فروست مورين ، وأطلق نية السيف ، فاهتز الهواء وتقطّع.
كايل شعر بالخطر، فأطلق تقنيته الدموية: مطر الدم . غطت الغيوم الحمراء السماء، وانهمر الدم كالمطر، كل قطرة تحمل قوته. لكن حياته كانت تتلاشى مع كل ثانية.
صرخ إيثان: "ممتاز. سأكافئك الآن."
"الإبادة."
انفجر الضوء الأبيض، وتبخر كل شيء — الغيوم وكايل معها.
لم يشعر إيثان بالرضا، كان بحاجة لعدو أقوى بعشر مرات ليُختبر حقاً.
لكن بالنسبة للعالم الخارجي، كان المشهد أسطورياً: مصاص دماء من مرتبة الثقب الأسود يُسحق على يد بشري في مرتبة الكوكب — حدث غير مسبوق في تاريخ الكون.