الفصل 15: الانسحاب من المدرسة
دخل إيثان مكتب المدير بخطوات هادئة وواثقة. كان المدير "هارفي" جالسًا خلف مكتبه، عينيه مشغولتان بتقليب بعض الملفات. وما إن رأى إيثان يدخل حتى وضع الأوراق جانبًا وابتسم بابتسامة مهذبة.
قال إيثان وهو يومئ برأسه: "مرحبًا أيها المدير، كيف حالك؟ جئت لأنسحب من المدرسة. أرجو مساعدتي في إنهاء الإجراءات."
رمش هارفي بدهشة وهو يتأمل إيثان لثوانٍ وكأنه يحاول التأكد مما سمعه. ثم انحنى للأمام قليلًا وقال بنبرة يكسوها القلق: "الانسحاب؟ هل أنت متأكد يا إيثان؟ لقد أظهرت قدرات استثنائية، فأنت بالفعل محارب شبه رسمي. ومع موهبتك هذه، لديك فرصة حقيقية للقبول في جامعة أورورا للفنون القتالية. هذا القرار... ليس بالأمر السهل، ألا تريد إعادة التفكير؟"
أخرج إيثان بهدوء من جيبه بطاقة سوداء أنيقة، بطاقة الهوية الخاصة بالمحاربين المعترف بهم رسميًا، ووضعها برفق على المكتب.
قال بابتسامة هادئة: "أنا ممتن لك أيها المدير، لكنني أصبحت محاربًا رسميًا بالفعل. لقد تعاقدت معي التحالف بشكل رسمي، ومن الآن فصاعدًا أريد أن أكرّس نفسي بالكامل لطريق المحارب. شكرًا على كل ما فعلته من أجلي."
تجمّد هارفي في مكانه، وعيناه تتسعان: "ماذا... ماذا قلت للتو؟"
أعاد إيثان الجملة بنفس الهدوء: "قلت إنني أصبحت محاربًا رسميًا. كنت محظوظًا، هذا كل ما في الأمر."
نهض هارفي من مكانه مذهولًا: "قبل يومين فقط أيقظت طاقتك... والآن أصبحت محاربًا رسميًا؟"
كان عاجزًا عن الكلام. لم يسبق له أن سمع بمثل هذه السرعة من قبل، لا في مسيرته التعليمية ولا في خبرته كمحارب رئيسي من المستوى الخامس. ومع ذلك، ها هو إيثان يذكر الأمر وكأنه مجرد تحديث عابر!
نظر هارفي إلى البطاقة السوداء، وأدرك الحقيقة. إيثان لم يكن مجرد عبقري؛ بل ظاهرة نادرة قد تغيّر تاريخ الفنون القتالية. لو كان يعرف هذا من قبل، لكان أبلغ السلطات العليا وربما حظي بالأوسمة أو الترقية... لكن فات الأوان.
أُنجزت إجراءات الانسحاب بسلاسة.
في الخارج، لمح إيثان "مارك" يُنقل على كرسي متحرك بواسطة الفريق الطبي للمدرسة، بينما كان الطلاب ينظرون إلى إيثان بمزيج من الخوف والانبهار، ويفسحون له الطريق دون أن يجرؤ أحد على اعتراضه.
توجّه إلى موقف السيارات، لكنه لمح شخصًا مألوفًا يتقدّم نحوه... "روز".
ابتسمت بخفة وقالت بصوت رقيق: "سمعت بما حدث. أنت مذهل يا إيثان، لم أكن أعلم أنك بهذه القوة."
حكّ إيثان مؤخرة رأسه بإحراج وهو يفكر:
"تلقي الإطراء من فتاة معجب بها... شعور ليس سيئًا أبدًا."
ثم قال بصوت مسموع: "لا داعي للمبالغة. أنتِ المذهلة حقًا، فإيقاظ موهبة روحية ليس بالأمر الهيّن. ما خطوتك القادمة؟"
أجابت روز بهدوء: "تواصل معي كلٌّ من التحالف ووزارة التعليم، وبعد تفكير، قررت الانضمام لفصيل التعليم. سأخضع لاختبار كتابي، وإذا نجحت، سأدخل جامعة أورورا مباشرة دون الحاجة لاختبار المحارب."
ثم سألت: "وأنت؟"
قال إيثان ببساطة: "انسحبت من المدرسة. أريد أن أصبح محاربًا بدوام كامل."
رمشت روز بدهشة، ثم ابتسمت بإخلاص: "إذن أهنئك. أتمنى أن تتقاطع طرقنا مجددًا."
افترقا وعاد إيثان إلى المنزل.
لكن ما لم يكن يعلمه هو أن عائلة "سيلفا" كانت تتحرك ضده بالفعل. وحتى لو علم، لما اكترث. فـ "إريك سيلفا"، مجرد محارب رئيسي في ذروته، لم يكن ليثير قلقه.
عند عودته، توجّه إلى ساحة المنزل وأخرج سيفه وبدأ التدريب. كان والداه، "جاك" و"إلينا"، قد أخذا يوم إجازة نادرًا، وباقتراح منه، خرجا للتنزّه في المدينة، تاركين له الساحة للتأمل والممارسة.
من الظهر حتى المساء، ظل إيثان يتدرّب بلا توقف. كل ضربة سيف كانت أشد حدة من سابقتها، أنفاسه متزنة، وعيناه مركزتان، وعزيمته لا تتزعزع.
وفجأة—
[تنبيه! ارتقت نية السيف إلى المستوى السادس]
شعر بقوة هائلة تتدفق داخله، فتوقف وقلبه يخفق بسرعة.
المستوى السادس... أي مضاعفة القوة ثماني مرات.
رقم مرعب.
وللتوضيح، فإن بعض التقنيات الأسطورية مثل "شقّ الأبعاد" و"الإبادة" — التي تتجاوز قيمتها 100 مليار من عملات التحالف — وحدها قادرة على مضاعفة القوة أكثر من عشر مرات. أما إيثان، فقد اقترب من هذا المستوى عبر الفهم الخالص لفن السيف.
ومع ذلك، لم يكن راضيًا تمامًا. "مستويان فقط بعد كل هذا التدريب..." تمتم وهو يمسح العرق عن جبينه. "ربما لست موهوبًا كما ظننت."
لو سمع أي مهووس بفنون السيف هذا الكلام، لتقيأ دمًا وحاول القضاء عليه فورًا.
فمجرد بلوغ نية السيف للمستوى السادس أمر أسطوري لمعظم الممارسين، ومع ذلك، هو غير راضٍ.
بعد أن استحم، تلقى مكالمة من "المشرف تشارلز": "إيثان، سيفك المخصص جاهز. ستستلمه غدًا من قاعة التحالف، وقد جهزت لك فريقًا مناسبًا لمهمتك الأولى خارج المدينة."
اشتعل الحماس في قلب إيثان؛ فالمغامرة، وصيد الوحوش، وقتال التنانين... كان كل ذلك على وشك البدء.
جلس بعدها يتأمل بهدوء، وبسط طاقته الروحية في محيطه. امتدت لمسافة ثلاثة كيلومترات كاملة، ما أثار دهشته؛ فقد تضاعفت قوته الروحية مرتين، لكن نطاق إدراكه زاد ثلاث مرات.
حاول رفع أكثر من عشرة أشياء دفعة واحدة، لكنه فشل. "ربما أحتاج طفرة نوعية لأزيد قدرتي على التحكم..."
نظر إلى عشرة خناجر سوداء بجانبه، ورفعها في الهواء. ومع إشارة فكرية، انطلقت بسرعة 200 متر في الثانية، محدثة فرقعة في الهواء.
ثم خطرت له فكرة: "إذا كنت أستطيع رفع الأشياء... فهل أستطيع رفع نفسي؟"
وضع سيفه على الأرض، وقف فوقه، وبدأ يضخه بالطاقة الروحية... ثم بدأ يرتفع.
لقد كان يطير.
ببعض الاهتزاز في البداية، لكنه بعد عشر دقائق كان واقفًا بثبات، يجوب فناء المنزل كسياف أسطوري من الحكايات.
كان الطيران مقتصرًا على ملوك المحاربين، أو على سادة الروح الذين يستخدمون أجسامًا كوسائط... مثلما فعل هو الآن.
تلك الليلة، جلس على سريره يتصفح الشبكة، يقرأ عن هذا العالم الشاسع، وحوشه المفترسة، أطلاله القديمة، وكنوزه الأسطورية. كان يتساءل: "من أين جاءت هذه الأطلال الغريبة؟ هل كانت هناك حضارة بشرية قبلنا؟ وما هو المجال الذي يتجاوز إمبراطور المحاربين؟"
لكن تلك الأسرار كانت مخفية خلف طبقات من السرية. المواطنون العاديون لا يمكنهم الوصول إليها.
ثم تذكر أن والده "مواطن بثلاث نجوم".
بحث عن معنى ذلك، فاكتشف أن "المواطن النجمي" هو من قدّم مساهمة كبيرة للبشرية—عبر اختراع، أو بحث، أو قتال، أو تضحية. وتصنيف النجوم يتدرج من 1 إلى 6، حيث يُعادل صاحب النجوم الستة قيمة إمبراطور المحاربين.
زاد احترامه لوالده أكثر.
وفي النهاية، بعد ساعات من القراءة وامتصاص المعرفة، أغمض عينيه واستسلم للنوم.
غدًا، سيخرج إلى البرية... ليقاتل الوحوش... ويصنع أسطورته. وكان دمه يغلي حماسة.