الفصل 168: نظام القوى في عالم الـ"ماغوس"
مضت ثلاثة أيام على الأرض.
نظر إيثان إلى لوح حالته:
[الماستر: إيثان هانت البنية الجسدية: 1.092 مليون مجرة الروح: 1.092 مليون مجرة الموهبة: استيعاب لا نهائي]
انتهى التجربة الأخيرة، وكانت تكنولوجيا الـDNA ناجحة تمامًا.
الخطوة التالية أمام إيثان كانت دمج هذه التكنولوجيا مع البزّات. لقد كانت التقنية دقيقة لدرجة أنّه لا يمكن أن يستخدم البزّة إلا مالكها وحده. لا ابنه، ولا شقيقه التوأم، ولا حتى نسخة مطابقة له، لأن إيثان قرر أن يعتمد أيضًا على بصمة الروح الخاصة بالمالك.
قال له جاك وهو يبتسم: "عمل رائع يا أبي. الآن يمكنك أن ترتاح أو تفعل ما تشاء. يمكنك حتى الدخول إلى الكون الافتراضي، فإجراء التجارب هناك سيكون أسهل، كما ستلتقي بأفضل العلماء."
ثم استدعى إيثان المئة بزّة التي صنعها سابقًا. واستخدم قانون الخلق وقانون الكارما إلى جانب تكنولوجيا الـDNA لدمجها مع البزّات. ولتحقيق ذلك استند أيضًا إلى قانون الفوضى، إذ إن كل بزّة تحتوي على جوهر عنصري أساسي.
وبعد ثلاثين دقيقة فقط، تكلّل الأمر بالنجاح. لقد ابتكر إيثان البزّات التي لطالما حلم بها. بزّات تعدّ كنزًا مطلقًا على الأرض. حتى أعظم فناني القتال سيصابون بالجنون رغبةً في امتلاك مثل هذا الشيء المحرّم.
بعدها نادى على "دراجون". قال له: "دراجون، رتّب بطولة خلال يومين، وأريد أن يعرف كل إنسان على وجه الأرض بأمرها، حتى يتمكّن المرشحون المحتملون من المشاركة."
بدأ دراجون مع ليون العمل على ذلك فورًا.
ثم أخذ إيثان "روز" واختفى معها عبر بوابة فضائية أخرى، كما وعدها.
في عالم الماغوس، كانت ثلاث سنوات قد مرّت. تحوّل إيثان إلى فتى وسيم، عيناه زرقاوان بلون الياقوت، وشَعره فضيّ يلمع. ذلك الشعر الفضي كان سمة وراثية في سلالة العائلة الملكية.
كان يلعب مع والدته في غرفتها، وفجأة سألها: "أمي، ما هو الماغوس؟ هل يمكنك أن تخبريني عنه؟"
كان فضوله كبيرًا، لا يعرف السبب، لكن هذه الأمور دائمًا ما تبعث السعادة في قلبه.
رفعت "ترينا" رأسها من الكتاب الذي كانت تقرأه، ورسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها حين سمعت اهتمام ابنها. نادته ليقترب منها، أجلسته على ركبتيها، وبدأت تشرح:
"الماغوس هم أولئك الذين يستطيعون استخدام العناصر لابتكار السحر.
وهناك نوعان منهم:
الماغوس العنصري ،
و الماغوس الجسدي ، ويُعرفون أيضًا بالفرسان.
وبجانب الماغوس، هناك مهنة أخرى من الطبقة العليا، تتجاوز القوانين المألوفة: إنهم سادة الوحوش . يستطيعون ترويض وحش جديد في كل اختراق عظيم، ويكتسبون قوته. وكأن شخصًا واحدًا يمتلك قوة عدة أشخاص في المستوى نفسه.
المسار الذي يسلكه كل شخص يعتمد على موهبته الفطرية. وهذا ليس بيد أحد. بل ويحتاج المرء إلى حظ عظيم كي يمتلك أصلًا موهبة تؤهله للسير في هذا الطريق. ففي عالمنا، واحد فقط من بين كل مئة شخص يحظى بفرصة السير في طريق القوة."
أصغى إيثان باهتمام بالغ، ملامحه الطفولية المليئة بالجدية جعلته يبدو شديد الظرافة. لم تستطع والدته مقاومة رغبتها، فمدّت يدها وقرصت وجنته الممتلئة.
أفاق إيثان من شروده وسألها: "أمي، أي طريق من طرق الماغوس اخترتِ أنتِ؟ وماذا عن أبي؟"
أجابته: "أنا ووالدك، وكذلك زوجاته الأخريات، كلّنا من الماغوس العنصريين. ويُعتبر هذا الطريق أرفع من طريق الفرسان.
أما سادة الوحوش، فلا يوجد منهم إلا سلف عائلتنا الملكية. إنه أقدس طريق للقوة."
سألها مجددًا: "وماذا عن إخوتي وأختي؟"
كان لإيثان أربعة أشقاء: أخت واحدة وثلاثة إخوة، لم يلتقِ بهم بعد. بعد خمسة أيام فقط، سيبلغ عامه الثالث، وهو اليوم الذي سيُقدَّم فيه إلى العالم رسميًا، وسيُختبر استعداده الفطري.
هكذا هي العادة لكل أبناء العائلة الملكية: يبقون في قصر أمهاتهم حتى يتم اختبار مواهبهم عند سن الثالثة، ثم يُرسَلون إلى الأكاديمية الملكية وفقًا لطريقهم.
قالت ترينا: "أخوك الأكبر والثالث وأختك جميعهم على طريق الماغوس العنصري، أما أخوك الثاني فقد سلك طريق الفرسان. إنهم يدرسون الآن في الأكاديميات. وسيحضرون جميعًا حفل ميلادك ليشهدوا اختبارك."
"حسنًا." قال إيثان، ثم أخذ كتابًا وابتعد قليلًا. لقد كان يقرأ ويكتب باحترافية مذهلة. فهي موهبة تجري في دماء السلالة الملكية، حيث يولد كل فرد منهم عبقريًا بالفطرة.
وبما أنّ والدته قارئة نهمة، فقد ورث عنها حب المطالعة. جلس يتأمل: "ترى، أي طريق سيكون طريقي؟ لا بدّ أنني لن أكون من عديمي الموهبة، أليس كذلك؟ سيكون ذلك محزنًا جدًا لأمي. آمل أن أمتلك أي موهبة، حتى لو كانت طريق الفرسان. سأبذل جهدي إلى أقصى حد."
مضت الأيام الخمسة سريعًا.
تزين القصر بأبهى حلّة احتفالًا بالحدث العظيم: اليوم سيظهر الأمير الخامس لإمبراطورية لوكيدونيا إلى العالم.
جاء ممثلو الممالك التابعة للإمبراطورية، كما حضر نبلاؤها. فمراسم البلوغ هذه ليست مجرد عيد ميلاد، بل لحظة حاسمة تحدّد مستقبل الطفل، وبالتالي فهي مناسبة كبرى لدى العائلة الملكية والأُسر النبيلة.
كان إيثان يرتدي ثياب أمير فاخرة اختارتها له أمه، أجمل نساء الإمبراطورية. وبرغم أنه لم يتجاوز الثالثة، إلا أنّ هيبته الملكية بدت جليّة عليه.
نظر إلى والدته، التي بدت كجنية متألقة بحلّتها الاحتفالية، وقال بإعجاب: "أمي، تبدين جميلة جدًا."
ابتسمت ترينا وقالت: "شكرًا يا حبيبي. وأنت أيضًا تبدو وسيمًا بشكل مذهل. لا أدري كم من أولئك المشاغبين سيحاولون الاقتراب منك اليوم، عليّ أن أراقبك جيدًا."
فزع إيثان وقال بارتباك: "أمي! هل سيأتي شياطين إلى عيد ميلادي؟ هل يمكنك هزيمتهم؟ ما مدى قوتهم؟"
تجمدت ترينا لبرهة، ثم انفجرت ضاحكة. لحسن الحظ لم يكن معهما أحد، وإلا لكان الموقف محرجًا للغاية.
قالت له وهي تضمّه: "بالطبع أستطيع هزيمتهم. سأحميك دائمًا يا صغيري. لا شيء يستحق الخوف مادمتُ بجانبك."
كانت تشعر براحة وسعادة بالحديث معه، إذ معه فقط تستطيع أن تكون على حقيقتها. أما أمام الآخرين، وحتى أمام زوجها الإمبراطور، كان لا بد أن تحافظ على وقارها كإمبراطورة.
هدأ إيثان قليلًا.
ثم فُتح باب الغرفة، واصطف عشر خادمات في صفّين ينحنين برؤوسهن. سارت ترينا مع ابنها متوجهَين إلى القصر الرئيسي حيث ستُقام المراسم.
وكانت تلك المرة الأولى التي يخرج فيها إيثان من قصر أمه. لقد كان يترقب بشوق اختبار الموهبة.
ومهما كانت النتيجة، فقد عقد العزم على أن يعمل بجدّ أشد من أي شخص آخر، ليجعل والدته فخورة به.