الفصل 81: صعود العنقاء

تلاشت رؤية "فينغ مي" وأصبحت ضبابية، وبدأ عالمها يضيق.

شعرت بأن وعيها يتلاشى، لكن شيئًا ما في أعماقها صرخ مطالبًا إياها بالمواصلة.

كان جسدها كله يرتجف، وكل خطوة تخطوها كانت معركة ضد الضغط الهائل الذي كاد يسحقها.

وفجأة، خانها جسدها وسقطت على الدرجات. تمكنت يداها من الإمساك بها قبل أن تنهار تمامًا.

تدفقت الدماء من شفتيها، لتتسرب إلى الحجر أسفلها.

"هاه... هاه..."

لهثت من أجل الهواء، وصدرها يشتعل وكأن رئتيها تحترقان.

"مي'er..."

للحظة، بدا كل شيء صامتًا. وكأنها سمعت صوت "فينغ يون" ينادي اسمها، لكنه سرعان ما تلاشى.

تلاشى العالم من حولها، وبدأ الظلام يسيطر على رؤيتها.

(هل هذا هو النهاية؟)

تساءلت فينغ مي مع نفسها، ووعيها يتآكل ببطء. كانت تعتقد أنها قادرة على التحمل، فقط لتكتشف العكس.

ولكن قبل أن تغرق رؤيتها في العدم، أحاط بها دفء مفاجئ.

كان ناعمًا في البداية، مثل لمسة يد حانية تنتشلها من حافة اللاوعي.

ثم، وسط الظلام الخانق، ومضة من الضوء ظهرت أمام عينيها.

كانت البداية مجرد وهج بعيد، بالكاد يمكن ملاحظته، لكنه أصبح أكثر إشراقًا وأكثر تألقًا حتى أضاء الفراغ بأكمله من حولها.

ثم، وسط الضوء، رأت ذلك المشهد.

(ما هذا؟)

عنقاءٌ أسطوري!

لكنها لم تكن مثل أي عنقاء قرأت عنها أو تخيلتها من قبل.

ريشها كان يتلألأ بجودة تشبه اليشم الشفاف، يلمع وكأنه منحوت من أنقى الأحجار الكريمة.

جسدها يشع وهجًا زمرديًا باردًا بدا وكأنه يهدئ آلامها، ومع ذلك كان طاقتها هائلة وعنيفة.

عينَا العنقاء العميقتان والمليئتان بالحكمة القديمة تماسكت مع نظراتها.

كانتا تنبضان بحكمة عميقة، وكأنهما شاهدتا آلاف الأعمار.

نظرت فينغ مي بذهول، مسحورة بجمال الكائن والقوة التي لا يمكن إنكارها التي تشع منها.

ورغم أن رؤية هذا الكائن القديم كان من المفترض أن تثير الخوف فيها، إلا أن فينغ مي لم تشعر بأي خوف.

بدلًا من ذلك، غمرها شعور غريب بالألفة، وكأنها تعرف هذا العنقاء منذ زمن بعيد.

كان شعورًا غريبًا، لكنه بدا طبيعيًا.

لم تستطع فينغ مي أن تُبعد عينيها عن العنقاء وظلت تنظر إليه لفترة طويلة.

وبعد لحظات، فرد العنقاء جناحيه الضخمين، وبحركة واحدة ورشيقة، بدأ يهبط نحوها.

كانت ضربات جناحيه تتماشى مع نبضات الأرض نفسها، نبض قوي وثابت يتردد عبر روح فينغ مي.

وعندما اقترب منها، ازداد الدفء الذي أحاط بها، لكنه لم يكن خانقًا كضغط الدرجات.

ومع فرد جناحيه مرة أخرى، بدأ شكل العنقاء يتحلل إلى جسيمات متلألئة من اللون الأخضر والذهبي التي أخذت تدور حولها.

تلك الجسيمات – جمرات اليشم – بدأت تندمج مع كيان فينغ مي، تتغلغل في جلدها، عظامها، وقلبها.

شعرت فينغ مي بتغير عميق داخلها.

رغم ضعفها، شعرت بشيء يتحرك في أعماقها.

طاقة قديمة وهائلة كانت تسري في عروقها، وكأن جوهر العنقاء ذاته كان يشاركها قوته.

شهقت فينغ مي، وجسدها لا يزال يرتعش، لكن الألم الذي كان يهدد بإغراقها أصبح الآن ذكرى بعيدة.

حل محله شيء جديد – القوة.

فتحت عينيها فجأة، ووجدت نفسها مرة أخرى على الدرجة السادسة عشرة، وجسدها لا يزال مضغوطًا على الحجر.

الضغط كان لا يزال موجودًا، ساحقًا وهائلًا، لكنه لم يعد يبدو مستحيلًا.

"مي'er!"

وكأن الوقت توقف؛ عندما فتحت عينيها، بدا وكأنها لم تغمضهما إلا للحظة واحدة، حيث كان "فينغ يون" لا يزال في نفس الوضع الذي كان عليه قبل أن تفقد وعيها.

ببطء، بحركة مدروسة، دفعت فينغ مي نفسها للأعلى.

ولم تعد تشعر بأي ضغط.

وعلاوة على ذلك، بدا أن كل الإصابات التي تعرضت لها قد اختفت أيضًا واستبدلت بقوة متجددة.

تفاجأ فينغ يون عندما رأى فينغ مي، التي اعتقد أنها فقدت وعيها، تستيقظ فجأة وتقف.

والآن، كانت تمسح الغبار عن ملابسها بهدوء، وكأنها تعثرت للتو في طريقها.

"مي'er، هل أنتِ بخير؟"

سألها فينغ يون، وصوته مليء بالقلق. كان مذهولًا من حالتها الحالية، لكن قلقه طغى على ارتباكه.

أراد أن يجد إجابة لأسئلته لاحقًا؛ الآن كان همه الأساسي هو التأكد من أن فينغ مي بخير.

استدارت فينغ مي لترى فينغ يون يراقبها بتعبير قلق.

في تلك اللحظة، شعرت بالارتباك، غير متأكدة مما إذا كان ما شهدته مجرد حلم أم حقيقة.

لكن كان هناك شيء واحد كانت متأكدة منه:

جروحها قد شُفيت تمامًا، الضغط الساحق قد خف بشكل ملحوظ، وجسدها كان الآن مليئًا بالطاقة.

"أخي يون، أنا بخير!"

ردت بسرعة، ملاحظة القلق المتزايد في عينيه.

"لكن-"

"انظر!"

قاطعت كلامه وبدأت تتحرك حول المكان، حتى أنها قفزت قليلًا، لتثبت أنها لم تعد تشعر بأي ضغط.

فتح فينغ يون عينيه بدهشة، غير متأكد من كيفية تفسير ما كان يراه.

كانت قبل لحظات فقط تكافح من أجل التنفس وكادت تفقد وعيها، والآن، كانت تقفز وكأنها في مكان عادي تمامًا.

"أنتِ- كيف؟"

لم يستطع فهم هذا الأمر.

الوحيد التفسير الذي خطر في باله هو أنها كانت تمثل ولم تكن تعاني حقًا.

لكنه كان يعلم أنها لم تكن تمثل.

"أخي يون، سأشرح لاحقًا."

قالت فينغ مي. ورغم أنها لم تكن تعرف السبب بالكامل، شعرت أن العنقاء الذي رأته كان السبب وراء ذلك.

ومع ذلك، شعرت أن هذه الأسئلة يمكن أن تنتظر؛ لا يزال هناك شيء عليها القيام به.

"أخي يون، أريد الذهاب إلى الدرجة السابعة عشرة!"

نظر فينغ يون إليها في صمت، ثم أومأ برأسه.

"لكن إذا أصبتِ أو سقطت قطرة دم واحدة، عليكِ التوقف. عِديني!"

وعدته فينغ مي، واثقة تمامًا بأنها ستنجح هذه المرة.

"يمكنني فعل ذلك!"

همست، بصوت ناعم ولكنه مليء بالثقة.

ثم، بخطوة ثابتة، تقدمت للأمام.

دون مقاومة، وجدت نفسها على الدرجة السابعة عشرة.

لقد نجحت!

2024/12/15 · 218 مشاهدة · 832 كلمة
ZERO
نادي الروايات - 2025