هذا الفصل الثاني اتمنى ان تنال اعجابكم
قراءة ممتعة ❤️
[ منتصف الليل - غرفة مايكل -دوقية آرون ]
طق طق [ صوت طرق على الباب ]
طرق احداً علي الباب ، مايكل لم يبالي واستمر في محاولته للنوم ، نهض جون من كرسيه بهدوء واتجه ناحية الباب ، فتح الباب ليجد فتاة صغيرة ، همس جون للفتاة بصوت هادئ محاولا عدم ايقاظ مايكل ، حاول مايكل تجاهل صوت ونوم ولكن اوقفه صوت طفلة عندما تحدث مع جون
" سيدتي الصغيرة ماذا تفعلين هنا ؟"
نظرة فتاة الي جون بتردد ، تحدث بهمس الي جون وهي تلعب بأصابع يدها بتوتر
" اممم ، جون هل اخي بخير "
دخلت فتاة بتردد الي الغرفة وهي تنظر الي سرير بخوف
" لا تقلقي سيدتي الصغيرة ، اخبرنا الطبيب انه بخير لقد نام للتو "
عندما سمعت كلام جون ، ذهبت بتردد الي سرير ووقفت تنظر الي ملامح وجه مايكل
" جون ..... اخي لن يموت ، أليس كذلك ؟"
ابتسم جون للفتاة محاولاً طمأنيتها
" بالتأكيد لن يموت ، الدوقة والدوق يبحثون عن علاج الان ، وعندما يجدونه سيشفى سيد الشاب ،لا تقلقي "
عبست فتاة صغيرة وتمتمت بصوت حزين ولكن جون. ومايكل تمكنى من سماعها
" كاذب لقد سمحت محادثة طبيب مع والدي ، قال انه لا يوجد علاج لمرضه "
بينما جون وفتاة يتحدثان ، كان مايكل يسمع كل شيء محاولاً النوم او تظاهر بالنوم
' اللعنة ، حاولت تظاهر بالنوم لكن لا فائدة '
فتح مايكل عينيه ، ونهض جالساً على سرير بتثاقل مما جعل جون وفتاة يجفلان ، نظر الي فتاة بشعر ذهبي وعيون زرقاء مثل الدوق وملامح وجهها لطيفة طفولية مع خدين ممتلئتين
' هممم ، هذه يجب ان تكون اخت مايكل الصغيرة اسمها كان....... '
" ....دوروثي "
نادى مايكل بأسمها بعد تفكير طويل ، خافت فتاة كثيراً ثم ابتعد واختبات وراء جون ، بينما جون يفكر في طريقة ليهدئ مايكل ولا يصرخ في دوروثي
' هذا سيئ ، اذا رأى سيد مايكل سيدة دوروثي ، فستقع كارثة '
بينما يفكر جون في طريقة لأصلاح وضع ، كان مايكل يفكر في شيء اخر تماماً
' اللعنة لا عجب انهما خائفاً ومتردداً هكذا ، فلمايكل سمعة سيئة ، وايضاً علاقته مع عائلته كارثية ، ذكر انه كان يعامل اخوته بقسوة ،........ لكن انا لا اريد ذلك ، حتى لو تغير جسدي فأنا سأتصرف على طبيعتي ، ...... كما انها صغيرة ولا اريدها ان تبكي بسببي '
قبضت دوروثي اكثر على سروال جون ، وهي تنظر لمايكل بتردد كانت متأكدة من ان مايكل سيصرخ في وجهها ويخبرها الا تدخل غرفته مرة اخرى كما حدث سابقاً
" انا ، انا ... اسف اخي اعدك الا ادخل غرفتك مرة اخرى ، لقد هيك .... هيك ، لقد كنت قلقة عليك "
بدأت دوروثي بالبكاء وهي تتحدث ، تنهد مايكل وهو ينظر اليها والي دموعها وشهقاتها فنقطة
" هاااه........ اقتربي دوروثي "
" هيك "
قبضت دوروثي على ملابس جون اكثر حتى كادت تغرس اصابعها في كفيها ، تحدث جون بسرعة محاولا ابعاد دوروثي عن مايكل
" سيدي الشاب ، السيدة صغيرة لم تفعل شيئاً ارجوك هذه المرة فقط سامحها "
عقد مايكل حاجبيه وعبس من كلام جون
' ايعتقد انني سأكلها ام ماذا ؟ '
" جون ابتعد وقرب دوروثي ، انا لن اضربها اعدك "
قرب جون دوروثي بعد تردد ، اقتربت دورثي من سرير واغمضت عينيها معتقداً ان مايكل سيضربها ، رفع مايكل يده وربت على شعر دوروثي بحنان
" هيك ........ هاه "
نظرت دوروثي الي مايكل وعلامات سؤال ظهرت على وجهها
" آسف، هل اخفتك ؟ "
تسمر جون ودروثي في مكانيهما بصمت ، عندها اكمل مايكل كلامه بأبتسامة حنونة وهو مازال يربت على شعرها الناعم ذهبي
" لا تقلقي ، منذ الان وصاعداً اعدك انني لن اضربك او اصرخ بوجهكي ، حسناً ، كما يمكنكي زيارتي متى ما اردتي "
بقي دوروثي وجون صامتين بينما فتح عيونهما على مصراعيها من الصدمة بسبب كلام مايكل لطيف وابتسامته حنونة ، عندما رأى مايكل صمتهما عبس قليلا لأنه لم يتلقى اي جواب ، التفت الي جون وقال بنبردة باردة ومتعبة
" جون ، انا متعب قليلا الان ، هلا تساعد دوروثي للعودة الي غرفتها ، واذا ارادت رؤيتي يمكنها ان تأتي في يوم اخر "
بقي جون صامتاً وكأنه يحاول تحليل ما يقوله مايكل ، وعندما رأى علامات تعب على مايكل انحني له وخرج مع دوروثي
" نعم سيدي ، سيدتي الصغيرة السيد الشاب متعب لذا فالنخرج الان "
اخرج جون دوروثي واخبر الخادم بجوار الباب ان يأخذها الي غرفتها ، بينما هو عاد الي مايكل فقد امره دوق بالبقاء بجانبه
دخل جون الي الغرفة ، ونظر الي مايكل بنظرة معقدة من الصدمة التي تلقاها الان
' ما هذا؟ ، ماذا حصل للتو ؟ ، لم يغضب سيد الشاب بل الاعتذر للسيدة ، وفوق ذلك اخبرها انه لا بأس بزيارته ، لا حقاً ، هل هذا سيد مايكل حقاً ، هل يمكن انه ااستبدل بشخص اخر '
تنهد جون وابعد هذه افكار عن رأسه اتجه ناحية سرير وجلس على كرسي بجانبه وهو يعقد دزاعيه ناظراً الي مايكل وكأنه يحاول ان يحل مسئلة حسابية صعبة
[ صباح يوم التالي - غرفة مايكل ]
تحرك مايكل قليلا في سرير ، ثم فتح عينيه ثم اغلق وفتح عينيه عدة مرات الى ان اعتاد على الضوء ، اسند جسده على ذارعه وجلس بصعوبة وتثاقل على سرير
" هل انت بخير الان "
سمع مايكل صوتاً بجانب سرير فالتف الي مصدر صوت ليجد ، شاب ببشرة بيضاء كالاطفال وعيون رزقاي غامقة كالمحيط مع شعر اسود كالليل يجلس بجانب سرير وعلى وجهه ملامح باردة
" ........ أيان ؟ "
كان ايان البطل الرواية واخ مايكل ، عندما توفي مايكل في الرواية سمع ايان بعض النبلاء يشتمون ويتحدثون عن مايكل بطريقة سيئة ، غضب كثيراً ودخل في شجار كبير بسبب ذلك
وضع مايكل يده علي رأسه وضغط علي صدغيه بسبب ألم رأسه الذي لا يتحسن
" ماذا تريد ؟ "
نظر أيان الي وجه مايكل الذي ازداد شحوباً ، ويبدو عليه انه يتألم بشدة
" لماذا ؟ "
نظر مايكل اليه وهو في حيرة من امره من أيان
" نعم ؟ "
" اقول لماذا تفعل ذلك ؟ ، انا اعرف انك تمر بوقت عصيب بسبب مرضك ، ولكن لما ، لما تحاول الانتحار بينما نحن نبحث ليل نهار عن علاج لمرضك "
تكلم أيان بغضب وبصوت بارد ، ولكن مايكل استطاع ان يعرف من صوته انه قلق عليه وانه لا يعرف ماذا يفعل
تذكر ايان ما اخبراته به دوروثي قبل ان يأتي لملاقات مايكل
" اخي ~ ، اخي~ ، لقد ذهبت لرؤية اخي مايكل "
" ماذا؟ ،دوروثي اخبرتكي ان لا تذهبي هو مريض ويحتاج الي راحة ، هااااه.... هل صرخ في وجهكي مجدداً "
" لا اخي لم يفعل "
" ماذا؟ "
" لم يصرخ علي ، واخبرني انني استطيع زيارته لاحقاً "
" ماذ؟ ، هو اخبركي بذلك "
" نعم ....... اخي ها هذا يعني انه لم يعد يكرهني "
" لاتفكري كثيراً ،اذهبي والعبي مع ديل "
" حاضرة "
ابعد ايان ذكرياته ونظر الي مايكل الذي لم يجب بعد على كلامه ، بينما مايكل ينظر الي يديه شاحبتين وهو يفكر
' ماذا اقول له انا لست مايكل انا جين سو ، ماذا افعل اخوه الكبير الذي يجب ان يكون سند له حاول الانتحار ، وفوق ذلك اخوه مريض بمرض مجهول لذا لم يبقى له سوى اربع سنوات ، كم يجب ان يكون قلقاً ، كيف يجب ان اتصرف؟ ، ....... لا يهم سأتصرف بطبيعتي '
" اخي ارجوك اجب "
التفت مايكل ونظر الي نافذة محاولا عدم رؤية اعين أيان
" أنا اسف "
" ........ماذا؟ "
" لم اكن اخاً جيداً لك ، اعتذر لجعلك تقلق "
فتح ايان عيونه بصدمة من كلام مايكل ، انفعل ونهض من كرسي وقال بصوت غاضب
" كاذب ، انت تكذب "
نظر مايكل الي ايان وقال بصوت متعب
" سواء كذبت او لا سيظهر ذلك لاحقاً "
" لاااا ، اخبرني ماذا تقصد ، هل تحاول ان تجعلنا نثق بك ثم تنتحر مرة اخرى ، هل تعرف كم مرة حاولت الانتحار "
نظر مايكل اليه وتنهد تنهيدة طويلة متعبة
" لن انتحر "
" كاذب "
عبس مايكل وعقد حاجبيه
" اخبرتك انني لا احاول الانتحار ، هلا تخرج الان انا متعـ..ايغغ "
" اخي "
امسك مايكل رأسه وانحني للأمام ، مما جعل أيان يمسك كتفه بسرعة منادياً اسمه بقلق
" جون ، اذهب بسرعة ونادي طبيب "
" لا بأس .... أنا .... بخير "
" اي بخير ، انت تتألم ، ووجهك شاحب جداً "
" أنا .... بخير أيان ، أ ....نا متعب فقط "
استلقى مايكل على سرير بمساعدة أيان واغلق عينيه ، بينما ايان ينظر اليه بخوف وقلق
" حسناً اذا قلت ذلك ، سأغادر الان اخي "
ثم التفت يحادث جون
" جون ابقى معه اذا شعر بأي الم ، استدعي طبيب حتى لو لم يرد ذلك "
" نعم سيدي "
غادر ايان الغرفة بينما مايكل مغمض عينين وهو يفكر
' اللعنة ، لقد مضت ثلاثة ايام فقط وانا في جسد مايكل لم كل هذه الزيارات من العائلة ، لست مستعداً بعد لرؤية افراد العائلة ،....... أسف أيان ، اضطررت لأدعاء ألم لكي تخرج '
بعد نصف ساعة فتح مايكل عينيه وجلس على سرير
" سيدي الشاب ، هل انت بخير "
التفت مايكل الي جون الذي يبدو على ملامحه قلق
" انا بخير ، جون احضر الطعام فأنا جائع "
" أه ، نعم ! ، نعم سيدي سأذهب لأخبرهم بتجهيز العذاء "
" حسناً "
[منتصف الليل - اروقة قصر الدوقية سايرس ]
سار جون في الاروقة بخطوات ثابتة ، وقف امام باب كبير خشبي ، طرق الباب منتظراً الاذن له بالدخول , وعندما سمع صوت يخبره " ادخل " ، فتح الباب ودخل الي مكتب ثم انحنى بأحترام للدوق
" ماذا يفعل مايكل "
سأل الدوق جون مباشرتاً وعينيه مازالت على مستندات امامه
" انه ، نائم سيدي "
" هل فعل اي شيء مريب "
" لا يا سيدي ، كان هادئ طوال وقت ، يتناول طعامه وينام ولا يخرج من غرفته ابداً ،على رغم من ان طبيب اخبره بأن يمشي ساعة في اليوم على الاقل "
توقف دوق عن الكتابة ورفع رأسه وعقد حاجبيه
" ... لا يخرج من غرفته ؟ "
" نعم سيدي "
" هااااه ، اخبره في الصباح ان المشي لمدة ساعة امر اجباري واذا رفض اخرجه بالقوة الي حديقة ، ومن الان وصاعداً سيتناول طعام مع العائلة "
" نعم سيدي "
"............. ، اخبرتني دوروثي انها التقت بمايكل هل حدث شيء سيء "
دلك دوق رأسه من ألم وهو يسأل جون ، ابتسم جون للدوق وقال بصوت ثابت
" لم يحدث شيء سيدي ، بل على العكس ، اخبره انه لن يغضب منها مرة اخره وانها تستطيع زيارته ، كما التقى سيد أيان ايضاً ، لم يصرخ لم يكسر شيء كل ما فعله انه الاعتذر لسيد أيان وقال انه لن يحاول الانتحار مرة اخرى "
فتح عيون دوق بصدمة ولكن مع ذلك وجهه بقي بارداً ذو نظرة حادة
" ماذا ؟ "
" وايضاً سيدي بخصوص اصابته انها لا تتوقف عن النزيف مهما حاولنا "
استكمل جون كلامه مما جعل دوق يعبس
" هاااه ، فل يفحصه جوزيف بأستمرا ، واستمر بمراقبته ولا تتركه وحده ، حتى لو قال انه لن يحاول الانتحار لا تصدقوه .... قد يكون كل ذلك تمثيلا لينتحر مرة اخرى "
" نعم سيدي "
انحنى جون وخرج من الغرفة ، عندها تنهد دوق مرة اخرى وتمتم لنفسه بقلق
" هااااه ، مايكل ماذا تحاول ان تفعل "
[صباح اليوم التالي - غرفة مايكل ]
' لقد مرة اربعة ايام منذ تجسدي ،..... يكفى مماطلة يجب ان اجد علاجاً لمرضي بسرعة ، ولكن المشكلة تكمن في كيف ابدأ بالبحث انا لم اشفى بعد ، لا استطيع المشي الا بمساعدة شخص ، ودوق لن يسمح لي بالخروج من دوقية بالتأكيد ، فها هو جون يبقى بجانبي كالصمغ ولا يتركني ولو لثانية هل يعتقدون انني سأنتحر ، للأسف انا لست غبياً مثل مايكل الحقيقي للأنتحار ،.......... اللعنة ، كيف ابدأ بالبحث '
وضع مايكل رأسه بين يديه وهو جالس على سرير ، بعد دقائق رفع رأسه وتنهد تنهيدة متعبة وكأن مشاكل العالم كله فوق رأسه
" هاااااه "
التفت جون الي مايكل الذي يستمر بالتنهد منذ الصباح
" سيدي الشاب "
التفت اليه مايكل ببطئ ، وقال بصوت متعب
" نعم ؟ "
" امرني دوق بأن اجعلك تمشي في يوم لمدة ساعة على الاقل ، وانك ستتناول وجبات الطعام مع عائلتك من الان وصاعداً "
رفع مايكل حاجبه وقال بسخرية
" هل هذا الاجباري "
" نعم سيدي "
' حسناً ربما الخروج قليلا سينعشي ، اذا بقيت في هذه الغرفة اكثر سأصاب بالجنون '
" هاااه ، حسناً "
انصدم جون من موافقة مايكل لم يتوقع ان سيده الشاب الذي يرفض كل شيء ان يوافق على امر الدوق له بالخروج وتناول الطعام بكل سهولة ، غالباً كان سيصرخ ويرفض خروج الا بالاجبار
" جون ساعدني بالمشي ، لا استطيع المشي جيداً ،قدماي تؤلمانني "
" حسناً سيدي "
اقترب جون من سرير واسند مايكل ، فبعد ان نام لثلاثة اشهر قدماه الاصبحتا ضعيفتين لذا عندما يسير يرتجف قدماه ويسقط
[ حديقة القصر - دوقية سايرس ]
بعد ساعة من سير في الحديقة توقف مايكل واتجه ناحية الدفيئة لكي يصفي الافكاره
" سيدي الن تعود لغرفتك "
" لا بأس سأبقى هنا قليلا ، الجو جميل "
ابتسم جون لكلامه وساعده للوصل لدفيئة ، جلس مايكل على كرسي بجانبه طاولة دائرية عليها بعض مرطبات
" هاااه "
' من الجيد انني خرجة من تلك الغرفة كئيبة ، اشعر ان كل ثقل قد انزاح على كاهلي '
استمتع مايكل بالضوء الشمس وهدوء الحديقة ، محاولا عدم تفكير في مشاكله وانه سيموت بعد اربعة سنوات
" اخي ديل انظر ، اخي الكبير هناك ، انه ليس غاضباً هو لا يصرخ على احد "
من وراء العمود اخرج طفلان رأسيهما ، طفلة بشعر ذهبي وعيون زرقاء وطفل بشعر اسود وعيون حمراء كانا ديل ودوروثي ، اخوة التوأم لمايكل ، كانا يراقبان مايكل مثل جواسيس
" اخفضي صوتكي دوروثي والا سننكشف "
غطت دوروثي فمها بسرعة ، ونظرا كلاهما الي مايكل ، جفل طفلان عندما رأيا ان مايكل ينظر ناحيتهما
' هممم ، تلك طفلة انها دوروثي والذي بجانبه.........يجب ان يكون ديل اخ مايكل ..... هل يخافاً من الاقتراب ؟ '
' حسناً ، من طبيعي ان يخافا ، لقد تعامل مايكل بطريقة قاسية مع الجميع حتى والديه ، لقد كان وغداً حقاً '
" هاااه "
تنهد مايكل لا ارادياً ،مما جعل طفلان يرتجفان من الخوف
" اخي ، ماذا نفعل هل سيغضب اخي مايكل منا مجدداً "
" لهذا قلت لكي لا يجب ان نقترب منه "
" ولكن عندما ذهبت اليه اخرة مرة لم يغضب وتعامل معي بلطف ، لقد بدا حقاً مثل اخي قبل ان يمرض "
تحدثت دوروثي بصوت مكتوم محاولاً عدم البكاء ولكن عينيها قد امتلأ بالدموع
" جون "
تحدث مايكل منادياً جون ليقترب منه بسرعة
' حسناً هما طفلان لا بأس بالتحدث اليهم قليلا ، وربما اجعلهما لا يخافان مني ،...... لا اريد ان ارى نظرتهما خائفة ، لما تعامل مايكل معهم بسوء ، لو كنت مكانه حتى لو اصبت بمرض مجهول كنت عاملتهم جيداً حتى يوم الذي اموت فيه '
" سيدي "
" نعم "
" هل انت بخير ، لقد ناديتني وبقيت صامتاً هل تشعر بألم في اي مكان "
" لا انا بخير ....... ، جون خلف العامود احضر اخي واختي صغيرة "
جفل جون معتقداً ان مايكل سيصرخ في وجهيهما لأنهما ظهراً امامه خصوصاً ديل الذي لم يكن مايكل يطيقة ابداً
" سيدي، ارجوك هذا المرة سامحنم انهم مجرد اطفال ، سأخبرهم ان يبتعدو عن ناظريك "
عبس مايكل وعقد حاجبيه ناظراً لجون وتحدث بغضب ولكن بهدوء حتى لا يخاف طفلان
" ما الذي تقوله ، اذهب واحضرهم يبدو انهم اتو للعب في الحديقة ، اخبرهم انه لا بأس بأن يأتوا الي هنا فأنا لن اغضب منهم "
انصدم جون ونظر الي مايكل الذي كان ينظر الي طفلان خلف العمود لم يبدو عليه الغضب بل ندم والحنين
" حاضر سيدي سأحضرهم "
' كم هذا مزعج هاااه ، رأسي بدأ يؤلمني مرة اخرى ما كان يجب ان اغضب '
" ...اغغ ، هذا ألم لا يخف ابداً ، بدأت اشعر بالشفقة على مايكل لأمتلاكه هذا جسد ،...... اوه صحيح انا مايكل الان "
تمتم مايكل لنفسه بينما ذهب جون ناحية طفلان ، ارتجف ديل ودوروثي خلف عامود محاولين الاختباء بعد ان رأو جون يقترب منهم
" سيدي الصغير ، سيدتي الصغيرة "
" هيك "
" اه "
خرج طفلان من خلف عامود ببطئ ، وهما ممسكان ببعضهما ويرتجفاً
" لا تخافا ، لقد اخبرني سيدي الشاب انه ليس غاضباً ، بل يريد منكما ان تقتربا لتجلسا معه "
" هل ، هل تمزح جون ، اخي لا يريد رؤية وجهنا حتى ، كيف سيطلب ان نجلس معه "
سأل ديل بأرتباك ، بينما يمسك يد دوروثي التي تختبئ وراه ، ابتسم جون ابتسامة لطيفة للاطفال محاولا ان يخفف من توترهما
" لا سيدي انه "
" جون "
التفت جون لمايكل الذي ناداه فجاءة
" دعنى نعد للغرفتي "
صاح مايكل ونهض من مقعده محاولا ذهاب
" ..... حسناً سيدي الصغير "
لكن فجاءة !
" اه ، ماذا ؟ ،لما...... "
امسك مايكل رأسه وترنح للخلف، هرع جون اليه منادياً عليه عندما رأى انه يتألم وتبعه طفلان بقلق
" سيدي!! "
" اخي ! "
" اخييي !! "
اسند مايكل نفسه بيديه على طاولة ، وجلس مجدداً مطلقاً انيناً بسبب دوار
" اغغ "
اقترب جون وامسك بكتفه ، وخلفه اللطفال الذين وقفو على مسافة قريبة من مايكل
" سيدي هل انت بخير ؟ "
اسند جون مايكل الذي شحب وجهه وبدأ الاصابتة رأسه بالنزيف قليلا
" أ....أخي ..... هل انت بخـ..ير ؟ "
سأل ديل بتردد خوفاً من اغضاب مايكل الذي يبدو عليه ألم
"هاااه ، أنا....... بخير "
عند تنهد مايكل جفل طفلان ، واختبات دوروثي وراء ديل بسرعة
" أنا بخير لا تخافا لست غاضباً منكما "
انصدم طفلان من كلام مايكل اللطيف فلم يتوقعا ان مايكل لن يغضب منهما ، نظر جون الي ملامح مايكل المتعبة وسأله مرة اخرى
" سيدي هل انت متأكد انك بخير ؟ ، هل استدعي الطبيب لفحصك ؟ "
" لا ، ليس هناك حاجة لذلك ........... آه "
امسك مايكل رأسه مرة اخرى بسبب ألم مفاجاء التي شعر به ، تنهد بتعب ونظر الي جون متمتم له
" اشعر بالدوار ، جون فالنعد للغرفة "
نظر جون الي مايكل الذي بدأ جسده بالارتجاف ، ثم وضع يده على جبين مايكل بسرعة وهو يساعده على وقوف
' جسد السيد الشاب يرتجف وساخن ... هل اصيب بالحمى مجدداً '
" نعم سيدي الشاب لنذهب الان "
بقى طفلان في مكانيهما ينظراً لظهر مايكل الذي يبتعد شيئا فشيئاً وهو مايزال يرتجف ، توقف مايكل قليلا واستدار ناحية طفلان
".......... ،أسف ، يبدو انني اخفتكما ، لم اقصد "
جون : "....... "
طفلان : ".......... أه ، ن... نعم "
اكمل مايكل سير الي ان اختفى من ناظريهما ، التفت دوروثي ناحية ديل وقالة بحماسة
" اخي ، اخي ، ارأيت اخبرتك انه لم يغضب مني ذلك يوم ، وايضاً لقد اعتذر ، ربما ربما عاد اخي مثل السابق "
" هيك...هيك .... هل يمكن ان يعود اخي مايكل .... هيك كما كان "
" أخي لما تبكي ....اهيييي اهي "
بدأ طفلان بالبكاء بينما ينظراً الي مكان الذي اختفى فيه مايكل
وضع جون مايكل الفاقد للوعي على سرير غرفته ببطئ ، تذكر ما حدث بعد ان ابتعد قليلا عن طفلان
[ فلاش باك]
" سيدي الصغير ، سأنادي الطبيب يبدو انك مصاب بالحمى "
" هاه....هاه... ايغغغ"
لم يجب مايكل فقط امسك رأسه ضاغطاً على صدغيه
تك تك [ صوت قطرات الدماء تسقط على الارض ]
نظر جون الي الاصابة مايكل الذي بدأ ينزف بغزارة حتى اصبحت ضمادة ملفوفة حول رأسه باللون احمر ، نادئ جون بسرعة عليه محاولا جعله لا يفقد الوعي
" سيدي ، سيدي لا تغلق عينيك "
ترنح مايكل و سقط على الارض ، امسك به جون قبل ان يرتطم بالارض بسرعة ، وحمله الي غرفته
ابعد جون افكاره بسرعة والتفت الي خادم الذي مر بجوار غرفة ، صاح بصوت عالي للخادم مما جعله يجفل راكضاً بأتجاه جون
" انت اذهب احضر طبيب جوزيف بسرعة ،واخبر دوق بحالة السيد الشاب "
" نعم سيدي "
هرع الخادم وبقي جون في الغرفة بجوار مايكل يضغط علي جبينه كي لا يفقد مزيد من الدم
" هاه ..هاه...هاه ..أه "
بعد ثواني دخل طبيب جوزيف راكضاً للغرفة ، وخلفه كان دوق وأيان ، ركض طبيب بأتجاه مايكل وبدأ بفحصه
" ..... كيف هو حاله ، لما ينزف مرة اخرى "
قالها دوق بغضب وبصوت بارد جعل جميع في الغرفة يرتجف من الخوف بسبب هالة التى يطلقها
"....... ، سيدي تحكم في الانفعلاتك انت تجعل حالة سيدي الصغير اسوء "
تنهد الدوق واخذ نفساً ليهدئ نفسه ناظراً الي مايكل الذي ينزف بغزارة ووجه شاحب وكأن دم سحب منه شفتاة مزرقة ويداه يرتجفاً ممسكاً بالغطاء سرير من ألم ، التفت الي طبيب عندما سمع صوته مرة اخرى
" ...... سيدي ، ان نزيفه بسبب مرضه ، سأعطيه بعض الحقن لأيقاف النزيف ، كما انه مصاب بالحمى لذا يجب ان نكون حذر من حالته الي ان يخف قليلا , لا يجب ان نتركه وحده ، سأحقنة ايضاً ببعض حقن خافضة للحرارة "
عض ايان على شفتيه ، لقد كره هذه الشعور ، هذا الشعور بالعجر عندما يضطر لرؤية اخاه يتألم بينما هو واقف لا يستطيع فعل شيء
" حسناً "
قال دوق بصوت بارد وهادئ لم يبدو عليه قلق او الاضطراب ابداً ،اخرج طبيب ثلاث حقن بسرعة من حقيبته وحقنه في ذراعه مايكل
" اغغ "
اطلق مايكل انيناً بسبب ألم حقنة ، التفت دوق الي حراس والخدم وقال بصوت بارد يقشعر له الابداً
" احضرو الماء ومنشفة وغادرو الغرفة "
ارتجف اتباع الدوق وخرجو جميعاً بعد ان انحنو له
" نعم ، نعم سيدي "
خرج جميع ولم يبقى سوى مايكل والدوق وايان ، اقترب دوق من السرير وجلس على كرسي بجواره ، نظر الي مايكل الذي يئن من ألم انفاسه متقطعه وشفتيه تتحركان وكأنه يحاول قول شيء ، امسك يديه التي مازالت ترتجف ليثبتها
" هاه...هاه ..هاه..."
نظر ايان الي وجه مايكل الشاحب وقبض يديه حتى كادت تغرس اظافره في راحة يديه بغضب
' اللعنة ، اللعنة ، فقط لما لا يوجد علاج لهذا المرض ، هل يجب ان نبقى هكذا كل مرة ننظر اليه وهو يتألم وحدة، الا يوجد شيء نستطيع فعله '
تذكر ما اخبره به مايكل عندما قام بزيارته
" اخي ارجوك اجب "
" أنا اسف "
" ماذا؟ "
" لم اكن اخاً جيداً لك ، اعتذر لجعلك تقلق "
" كاذب ، انت تكذب "
" سواء كذبت او لا سيظهر ذلك لاحقاً "
" لا اخبرني ماذا تقصد ، هل تحاول ان تجعلنا نثق بك ثم تنتحر مرة اخرى ، هل تعرف كم مرة حاولت الانتحار "
" لن انتحر "
" كاذب "
عاد أيان من ذاكرياته ونظر مرة اخرى لمايكل بعيون دامعة ، وهو يتمتم لنفسه بصوت منخفض
" كنت سعيداً لأن ولأول مرة منذ سنتين ، كان يبدو ان جالته تتحسن ، ظننت انه سيعود كما كان من قبل............، اللعنة اذن هل يجب ان ارى اخي يموت ببطئ امامي "
اخذ دوق منشفة وبللها بالماء وهو يمسح جبين مايكل وجهه