إسمي أكيرا و هذا ما أطلقته على نفسي بما أنني لم أعد بحاجة إلى إسمي الحقيقي و هذا لأنني مت.

أنا مجرد رجل حازة على درجة ماجستير في علوم البرمجة ، ولدت في اليابان و عشت فيها حياتي كلها، لن أقول أن حياتي مثالية لكنها حياة تشوبها الشواءب و مخيبة للأمال كثيرا، لدرجة أنها تسبب لي الصداع كلما تذكرتها.

حياتي بدأت من الصفر مثل كل الناس، أنا لا أقصد الذين لديهم ملعقة من ذهب منذ طفولتهم لكن أنا أتحدث عن الأشخاص المتوسطين و الأقل منزلة.

درست في مدرسة عادية و مثل كل طفل دخل إلى المدرسة فقد يكون عرضة للتنمر و السرقة و الكذب و أيضا الوقوع في الحب.

أنا مررت بكل هذا لكن مع مرور الوقت إستطعت تخطي تلك الفترة و كل الفترات التي بعدها إلى أن تخرجت بأعلى الدرجات في كل المواد.

مع شهادتي إستطعت العمل في إحدى الشركات الكبرى و كالعادة مررت بفترة حب لم تدم طويلا.... و تعرضت للسخرية و الإزدراء و الشتم من قبل الأشخاص أعلى مرتبة مني في العمل و حتى من الأشخاص الأدنى مني في العمل.

حاولت أن أتمسك بصبري قدر الإمكان لكن ذلك سبب لي الكثير من الضغوطات و الأمراض النفسية ، لكن إستطعت في النهاية شفاء نفسي بنفسي.

بعد جمع القليل من المال إستقلت من تلك الوظيفة و إشتريت منزلا إنه ليس كبيرا و لا صغيرا ، على الأقل يكفي لأربعة أشخاص.

بعد ذلك مباشرة بدأت أبحث عن عمل و لحسن حظي وجدت الكثير لذا إخترت أفضل وظيفة من ناحية الدخل و جدول العمل و أيضا الزملاء.

أحسست في ذلك اليوم كما لو أن الحظ إبتسم لي، لأنني تزوجت بعد حوالي شهر.

على الرغم من أنه زواج ليس عن حب بل مجرد تقاليد عائلية، إلا أنه كان زواجا ناجحا ......لكن هذا ما يعرفه الناس، في الواقع إنه زواج كاذب و منافق .

بعد سنة و نصف من زواجي رزقت بطفلة، على عكس ما تتوقعون ، فأنا لم أشعر بأي شيء .

ليس لأنني متحجر القلب أو ما شابه بل لأنني عندما أنظر إلى الفتاة لا أستطيع إيجاد أي تشابه فيها يدل علي.

سواء في لون البشرة أو العيون أو الشعر، كل شيء يوحي بأنها ليست إبنتي ، دون ذكر أنها تبدو بشعة أكثر من مؤخرة غوريلا.

من أجل إزالة الشك أخدت بعض من شعر الفتاة و ذهبت إلى المشفى لأقوم بإختبار الأبوة و بعض الإختبارات الأخرى..... النتيجة كانت نفس ما توقعته بالظبط.... إنها ليست إبنتي و فوق هذه الصدمة بدأت أشعر و كأن سيفا من الخيانة تم غرسه في قلبي.

لكن هل تعتقدون أن هذا كافي، بالطبع لا......بعد أن قرأت النتائج أتت إلي أحد الممرضات مع نتائج أخرى.....و مع بعض الشفقة في كلامها، تأسفت لي و أخبرتني أنني لن أستطيع الحصول على أطفال لأنني عقيم.

في تلك اللحظة أحسست بالدوار لكن حاولت الصمود قدر الإمكان لكي لا أبدو ضعيفا.

ليس من أجل الناس و لكن من أجل نفسي....

مع تدفق هذه الأخبار في عقلي مرارا و تكرارا فقدت الثقة في كل شيء، أردت فقط مخرج من كل هذا، أردت شيئا يحررني من قيودي و قيود هذا العالم اللعين.

لكن لم أتوصل إلا لحل واحد و هو الإنتحار.

وقبل القيام بهذه الخطوة قررت الإستمتاع بما تبقى من حياتي على أكمل وجه.

كل المال الذي إدخرته في حياتي، بين ليلة و ضحاها إختفى كما لو أنه لم يكن.... أعدت فعل كل شيء فعلته و لم أفعله في حياتي ، من أكل و لعب و مشاهدة و قراءة، على الرغم من أن فعل كل هذا إستغرق مني الكثير من الوقت إلا أنه يستحق.

بعد سنوات أتت نهايتي أخيرا ....لكن قبل أن أنتحر أخدت معي بعض الأشخاص ..كل من كان سبب في تعاستي في هذه الحياة قتلتهم ، على الرغم من أنني لم أخد وقتي في تعذيبهم بسبب الوقت المزدحم بين كل ضحية. لكنه أفضل من لا شيء....

قتلت من أساء إلي في طفولتي و زملاءي في العمل الذين شتموني و عاءلتي التي باعتني من أجل بعض المصلحة و السلطة و زوجتي و ذلك الخاءن معها الذي إكتشفت أنه شخص إعتبرته مثل أخي الأكبر و أخيرا إبنتي التي تعتبر نتيجة لهته الخطيئة.

كيف قتلتهم، إنه أمر بسيط و ذلك عن طريقة جمعهم في مكان واحد تحت عنوان "حفلة" الحنين.

لم أستطع جمع كل الأشخاص المعنيين بسبب ظروف كل شخص إلا أن من حضرو الحفل كانو أكثر مما توقعته.

مع إغلاق أبواب القاعة حيث تم إقامة الحفل قمت بفتح العديد من قنينات الغاز مع إضافة الزيوت القابلة للإشتعال... أشعلت النيران بعود ثقاب ، بعد ذلك هربت من الباب الخلفي للقاعة و أغلقته وراءي لكي لا يتمكن أحد من الهرب

و إبتعت قدر الإمكان باحثا عن الضحايا المتبقين و أيضا لوضع مسافة أمان.

و كما توقعت حدث إنفجار كبير زعزع المنطقة بأكملها ، بعد تلك اللحظة أمضيت بضع ساعات في تعقب و قتل ما تبقى من ضحاياي .

بعد أن إنتهيت من تحفتي الفنية توجهت نحو أحد أطول المباني الموجودة في المدينة، صعدت إلى السطع و قمت بتشغيل أغنية تسمى "سمفونية صفارات الشرطة" بينما كنت أشاهد من السطح سيارات الشرطة تتوقف أمام المبنى.

و اللون الأحمر و الأزرق يشع على طول مد البصر.

لقد كان مشهدا جميلا، لكن للأسف لم أستطع التمعن به طويلا لأنني قفزت من فوق المبنى ، طبعا قبل أن أموت قمت بتفجير المبنى مع كل رجال الشرطة الذين حاولو الإمساك بي.

إنه ليس خطأي هم من أرادو التدخل في حياتي، لذا فل يلومو أنفسهم.

من يحاول تخريب حياتي سيلقى حتفه، هذه هي القاعدة الوحيدة التي أصبحت لدي.

"و هذا إختصار صغير لحياتي السابقة"

بعد أن مت وجدت نفسي في فراغ أسود و أمامي نوع من الكيانات التي تنضح بالقوة و الحكمة في كل حركة يفعلها.

(الكيان )

"إذن أنت تقول بأنك أنت هو أنا من المستقبل البعيد و تريد مني إصلاح و الإستمتاع بتناسخي الذي سيحدث عما قريب، أليس كذلك؟؟"

"أجل، في أول تناسخ لي، أحم !!! أقصد عندما تناسخت أنا الماضي، يعني أنت الحاضر، المهم هو أنك تفهم ما أقصده "

"لقد قررنا أنه يجب علينا أن نحصل على القوة و السلطة لا غير لكي نتحكم في حياتنا كما نريد و هذا ما نجحنا فيه لكن للأسف متنى في تلك الحياة دون فعل الكثير من الأشياء التي يمكن أن يفعلها الإنسان العادي "

"ربما و من حسن حظنا, إستطعنا إيجاد طريقة لكي نتناسخ إلى مالانهاية و مع كل حياة نمضيها كنا نزداد قوة و جبروة، في المقابل كان الثمن هو إنسانيتنا و مشاعرنا و كل شيء متعلق بالجانب العاطفي و الروحي منا ."

"و بهذا أصبحنا المتحكمين في كل صغيرة و كبيرة في كل الأكوان المتعددة لانهاءية و متوازية."

"قد تتساءل ، لماذا لا أتخد خطوة بما أنني قوي لهذه الدرجة ، و سأقول لك أن هذا لا طاءل منه لأنني حاولت تعديل شخصيتي و روحي بكل الطرق التي وُجِدٓتْ لحد الأن لكن لم أنجح لأن قوتي لا تأثر على جسدي و روحي."

" تماما كما لو أن جسما لا يمكن إيقافه إصطدم بجدار لا يمكن إختراقه و هذا سيولد اللانهائية على ما أتذكر فقد درسنا جزءا من هذا الدرس في الثانوية و أنا أعلم بأنك تعلم ما يعنيه هذا."

"أيضا، لا يوجد أحد يستطيع مساعدتنا و هذا بسبب عدم تواجد نسخ منا في الأكوان أو العوالم الموازية "

"و هذا لأنني قتلتهم جميعا ما عدا أنت , الذي يمثل أصلي، أمل أنك فهمت ما أقصده..........إذن هل توافق على طلبي؟؟ "

"إن رفضت، أمل ألا تلوم نفسك الحالية في المستقبل عندما تصل إلى هذه النقطة "

"هههه ما نوع الحياة التي أعيشها، كنت متشككا بك لكن بعد أن ذكرت أنك قتتلت كل نسخنا في الأكوان الموازية تأكدت من أنك أنت، فأنا وحدي من يعلم ما قد أفعله في المستقبل بعد أن أحصل على القوة "

"ههه كنت أعلم أن هذه النقطة ستزيل شكوكك, من سيقامر بحياته ...." تحدث الكيان و قبل أن يكمل كلامه تحدثنا في نفس الوقت

"لقد قتلنا النسخ لكي لا تكون هناك إحتمالية لأن يحصلوا على نفس قوتنا أو يعيشوا نفس تجربتنا و حياتنا "

"لقد قتلنا النسخ لكي لا تكون هناك إحتمالية لأن يحصلوا على نفس قوتنا أو يعيشوا نفس تجربتنا و حياتنا "

تحدثنا في نفس الوقت و بنفس الإبتسامة التي تظهر الجشع القليل، هذا فقط جعلني أخفض حذري.

(شكل أكيرا)

"إذن هل أنت موافق ؟"

" بالطبع " تحدث مع بتسامة كبيرة و غريبة تظهر أسناني.

" كما توقعت , سأقوم بتعديل جسدك و روحك و سأغير بعض من قدرك في ذلك العالم و سأسهل عليك الكثير من الأشياء "

"هاا!!! مهلا لماذا ستغير قدري أهناك مشكلة له ؟ "

"لم أقصد قدرك بالتحديد و لكن حظك بعد أن تتناسخ في العالم الجديد ستولد في عاءلة حقيرة و فقيرة و لا أظن أنك ستحب هذا لذا سأغير طفولتك لتعيشها في أحسن الأحوال "

"حسنا لديك وجهة نظر،....إذا بما أنني إنتهيت من الأسإلة، هيا فل نبدأ..."

إنتهيت من التحدث ليغمرني شعور جميل، أحسست بالماء الدافء يداعب جسدي من الداخل و الخارج.

إنه لم أسبق و أن مررت به.

إستمرت العملية لبضع دقاءق بعدها سمعت الصوت المألوف مرة أخرى.

"لقد إنتهيت بالفعل، صنعت لك جسدا متكاملا حسب ذوقي (ذوقك) ، عدلت القليل من شخصيتك و مشاعرك حتى لا تحرج نفسك أمام الناس لتبدو مثل المعتوه الأحمق في نظرهم و أضفت بعض الأشياء التي ستحبها و ستكتشها بعد أن تتناسخ "

أكيرا : "أوه!! هيهي!! يبدو أنك تفكر فيما أفكر فيه"

الكيان : "توقف عن قول أشياء لا معنى لها"

\`•__•`\

أكيرا : "(؛ لا يمكنك الكذب علي ، فقط إعترف، أعدك أنني سأسامحك "

"فل تخرس لقد حان الوقت تقريبا ،،،،اللعنة، يبدو أنني نسيت كيف أعد.....إلى اللقاء"

" مهلا إنتضر أيها اللعين ، فل تعترف أولا بعد ذلك فل ترسلني إلى أي مكان "

"أوبس أسف فهذا شيء لا سلطة لدي عليه. "

"إلى اللقاء، و بالمناسبة العالم الذي ستولد فيه إنه مميز سيعجبك بالتأكيد "

"أيها ساف..."

لم أستطع إنهاء جملتي بسبب ظهور بوابة غريبة خلفي قامت بشفط مؤخرتي بعدها قامت بشفطي بالكامل .

خلال عملية الشفط فقدت وعيي ببطء ، لكن قبل أن أسقط في نوم عميق رأيت الكيان يبتسم و يحرك شفتيه دون إصدار أي صوت : أمل أن تحقق رغبتنا.

لم أستطع حينها إلا الإيماء برأسي قليلا و هو ما فهمه.

2023/08/05 · 671 مشاهدة · 1607 كلمة
.
نادي الروايات - 2025