_ كيف قطعت قدمك هذه المرة ؟

سأل الساقي زيوس و الذي كان يقف خلف الطاولة الطويلة و يقدم المشروبات للزبائن

_ لقد كنت امشي في الميناء الذي حصلت فيه....

_ المعركة السابقة فحصل انفجار قريب منك وقطعت قدمك ... هل هذا ما كنت تريد قوله ؟

_ !!

_ اصبح من السهل حقا توقع قصصك هذه ... عليك ان تعمل على تطوير كذباتك مجددا

_ تبا ...المشكلة انه لم تبقى اي كذبة ولم اخبرك بها اليس كذلك ؟

اخذ الساقي نظرة متأملة واجاب بشكل مؤكد

_ لا هنالك افكار كثيرة لم تذكرها بعد ... يمكنك ان تقول لي ان قدمك اصابها مرض طفيلي سريع الانتشار مثلا فكنت مضطرا لقطعها

_ اللعنة كيف لم افكر في هذا !

_ المعتاد ؟

_ اجل اي شيء خالي من الكحول

_ حليب ؟

_ !! ... طبعا لا

_ ربما بعض الدماء ؟

_ انت تقصد عصير توت ... اجل ايا يكن

_ لا بل اعني ذلك حقا ... هنالك منتج جديد من المشروبات يتم استخراجه من دماء احد الوحوش النادرة ... لقد سمعت ان هذه الوحوش قابلة للتربية وهنالك بعض المزارع بدأت برعايتها ومساعدتها على التكاثر

_ كيف هو طعمه ؟ ... حامض ام حلو المذاق

_ خليط بين المرارة والملوحة

_ هذا لا يبدو لذيذا

_ صدقني هو كذلك ... معظم من جربه قد احبه

_ انسى ذلك لن اشرب هذه الدماء ... اعطني عصير توت

وعندما كان زيوس يتحدث مع ساقي الحانة ... جاء شاب فجأة و وضع يده على كتف زيوس ثم جلس بجانبه

_ صديقي لم ارك منذ مدة ... سمعت ان عائلتك منعتك من الخروج ... ولكنني كنت واثقا انني ساجدك هنا يوما ما

شعر زيوس ببعض الحيرة عندما رأى الرجل ... ليس لانه لا يذكره ... بل لان هذا الشاب مألوفا لديه وكانه كان يعرفه قبل فقدان السنتين المفقودتين من ذاكرته ولكنه لا يتذكر اين او متى التقى به

وفجأة فتح زيوس عينيه على مصراعيها وقام بخنق الشاب بيده وثبته على الطاولة

_ ايها اللص اللعين ! ... انا اتذكرك

ضحك الشاب وتحدث بصعوبة نتيجة خنق زيوس له

_ يا صديقي ... لقد ضربتني .. من اجل تلك الحادثة ... واعدت لك اغراضك

فتحدث الساقي مؤكدا

_ انتما اصدقاء منذ اكثر من سنة

قام زيوس بتركه ولكن بعض الغضب كان لا يزال باقيا لانه لا يذكر متى عاقب هذا اللص الذي قام بسرقته قبل شهرين مما يذكر

حسنا هذه سنتين وشهرين في الواقع الان

سعل الشاب قليلا وبدأ يلتقط انفاسه

_ زيوس يا اخي ... نحن اصدقاء مقربون ... عندما تستعيد ذكرياتك ستفهم ما اعنيه

_ ليس هنالك سبب يجعلني اصدقك ... ايضا اشك في انني ساصادق لصا جبانا مثلك !

_ يا رجل !! ... الم تسمع السيد روبنسون ! ... اخبره كم مرة جئنا سويا للشرب في حانتك

_ مئات المرات

_ هل سمعت ؟

نظر زيوس بشك الى الشاب وبالرغم من الحقيقة الواضحة كان الامر صعب التصديق الى حد ما

نظر الشاب الى قدم زيوس الصناعية وتحدث مستغربا

_ بالمناسبة انت توقفت عن استخدام هذه الحيلة في الفترات الاخيرة

_ لماذا ؟

_ لقد اخبرتني ان خنزيرا جشعا كان يأخذ الكثير من الاموال منك مقابل هذه الاطراف

_ يبدو اننا كنا حقا اصدقاء الى حد ما

_ ماذا !! .. اما زلت تشك في صحة هذه الحقيقة !؟

لم يجب زيوس وانما طرح سؤالا آخر

_ ما هو اسمك

_ انت تعلم انك طعنت قلبي الان ... هل حقا نسيت اسمي ايضا ؟

بقي زيوس صامتا فأكمل الشاب بعد تنهد بسيط وضربة على الصدر

_ اسمي سام ... وانا اعدك يا صديقي انني ساجعلك تستعيد جميع ذكرياتك

_ لقد عجز الاطباء عن ذلك ... حظا موفقا في هذا المسعى الفاشل

_ يمكنني تفهم تعاملك البارد معي ... ولكن لا تقلل من قدراتي ... وانا لست لصا بعد الان ... في الواقع انت من علمني كيف اتوقف عن ذلك وكيف اصلح نفسي

_ لماذا سافعل ذلك ؟

_ قصة طويلة ساحكيها لك لاحقا ... الان ما رأيك ان تقابل بقية اصدقائنا ... انا واثق من انهم متشوقين لرؤيتك

نظر زيوس حوله ورأى سام يقف ويتجه الى زاوية الحانة البعيدة

لحق به زيوس بتكاسل و وصل الى طاولة مستديرة في الزاوية وكان هنالك شابان آخران وفتاة تبدو في سن العشرين

في البداية كانوا متفاجئين لرؤيته ومن ثم رحبوا به جميعا وصافحوه واحدا تلوى الاخر

بطبيعة الحال كل واحد منهم سأل نفس الاسئلة التي اعتاد عليها زيوس في الفترة الاخيرة واولها هو "" الا تتذكرني ""

وباستثناء سام نفسه لم يكن يذكر اي شيء عن بقية المجموعة

جلس زيوس على الاريكة مع سام وسأل السؤال الذي كان يشغل تفكيره

_ اذا كيف تعرفت عليكم بالضبط ؟

ليجيب الرجل ذو البنية العضلية الضخمة والرأس الاصلع

_ جميعنا اعضاء في فرقة المهام الخاصة

فاكمل الرجل الاخر النحيف والطويل قليلا ذو الشعر الاسود الطويل والمربوط للخلف

_ القسم السري تحديدا

_ اذا جميعكم مقاتلي جينات "" سأل زيوس ببعض المفاجأة ""

(سام) : اجل معظمنا مقاتل جينات من المستوى الثاني وبعضنا طيار ميكانيكي

_ طيار ميكانيكي ؟ ... هذا يذكرني ... اين تلك الفتاة ؟

(سام) : من ؟

_ فتاة ذات شعر فضي طويل تقود ميكا بيضاء طائرة

_ اوه اجل ... انت تقصد بياتريكس ... حسنا انت لا تتذكر ذلك ... هذه الفتاة من الصعب حقا التقرب اليها والحديث معها ... لذا جميعنا لا نعتبر اكثر من مجرد معارف عامة بالنسبة لها

_ لقد كنت انت صديقها الوحيد في الفريق فعليا "" قالت الفتاة ذات الشعر الاسود الطويل والقامة المتوسطة وملامح الوجه الناعمة هذه الكلمات بلهجة ظهر عليها بعض الا مبالاة لتكمل بعدها "" .... يمكنك القول انها امرأة مغرورة

ضحك سام قليلا ليعلق قائلا

_ حسنا هي الافضل بيننا كمقاتلة ولديها خلفية عائلية مميزة ... ليس غريبا ان تملك بعض الغرور

شعر زيوس بالغرابة وكان متأكدا ان بياتركس هذه التي قابلها لم تكن مغرورة باي شكل من الاشكال ... يمكن القول انها صامتة بشكل عام وهادئة و واثقة من نفسها ... ولكنها بالتاكيد ليست مغرورة من باب التكبر

قام زيوس بنتف شعرة من رأس سام ...< _ تبا ياخي !! >... وتحدث بنبرة هادئة لفتت انظار المجموعة اليه

_ هنالك خيط رفيع للغاية ...< امسك زيوس الشعرة بطرفي اصابع كلتا يديه ورفعها امام وجهه >...ارفع من هذه الشعرة بين الغرور والثقة ... اظن انكم تسيئون الظن حيال تلك الفتاة

ضحكت الفتاة منزعجة وتحدثت بثقة

_ ما الذي تعرفه انت بذاكرتك المفقودة هذه

_ قد لا اذكر اي شيء ولكن دائما ما يكون حدسي صحيحا حيال تحديد الشخص السيء من الجيد

(سام) : !! .... اذا هل يخبرك حدسك انني شخص سيء !؟

_ انت قمت بسرقتي لست بحاجة لان اسأل حدسي عنك كي اعلم انك شخص سيء !

_ وهل تسأل حدسك عادة !؟ .... يا رجل متى ستتعلم ان ثقتك الزائدة بنفسك قد تدمرك مستقبلا

_ ! ... هل سبق وان خذلتني ثقتي طوال السنتين الماضيتين ؟

صمت سام قليلا ولكنه اجاب بثقة بعدها

_ نعم في كثير من الاحيان

_ هل تحلف برأس جدتك انك تقول الحقيقة ؟

_ !! ... هذا شيء جديد منك في الواقع ... في العادة تسألني ان كنت ساحلف برأس امي

ابتسم زيوس ضاحكا وتحدث بثقة

_ لقد توقعت ذلك من نفسي ... لذا غيرت العبارة الى جدتك .... هل ترى ثقتي بنفسي لن تخذلني ما لم يحصل شيء خارج حساباتي

_ صدقني سيحصل ذلك يوما ما

_ ماذا !؟ ... هل تقصد ان ثقتي بنفسي ستخذلني يوما ما ؟ ... ولكنك اخبرتني توا انها قد خذلتني كثيرا في الماضي ... لماذا اراك متشوقا لرؤية مخططاتي تفشل !

_ ! ... هل تعلم دعنا نتوقف عن هذا النقاش .. لم يسبق لي ان ربحت عليك في المجادلة

وفي هذه اللحظة تلقت الفتاة مكالمة

_ كيف هذا ! ... لقد اخبرتني ان السباق سيبدأ في الساعة الثالثة ! ... حسنا سنكون هناك قريبا

(الشاب النحيف ذو الشعر المربوط) : هل تغير الموعد ؟

_ نعم سيبدا السباق في الساعة الثانية

وعلى الرغم من ان زيوس لم يفهم ما يجري ولكنه نظر الى الساعة و وجدها الواحدة والنصف بعد منتصف الليل

2025/04/18 · 10 مشاهدة · 1281 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025