لقد كنت في الثامنة من عمري

عندما رأيت اول جثة وكانت تلك الجثة تعود لاخي الاكبر

اذكر انه قبل عدة ساعات من مقتله كنت في منزلنا العب مع اولاد عمي ... عندما دخل اخي الى الغرفة وسألني ان كنت ساذهب معه الى الخارج لبعض الوقت على دراجته البيضاء

بطبيعة الحال ما كنت لارفض ذلك ويا ليتني فعلت

فبعد خروجنا من قصر العائلة وعلى الطريق العام عندما كان اخي يقود بسرعة كبيرة ويمزح معي ليرى ان كنت خائفا من تهوره وسرعته .... وفي لحظة لا اذكر متى او كيف ... فجأة وجدت نفسي اطير في الهواء ورأيت اخي يحتضني

وخلال دقائق قليلة حتى استعدت وعيي كان اخي نائما فوقي وملطخا بالدماء وبالرغم من انه كان ميتا في تلك اللحظة الا ان جسده كان يحتضني بقوة ليحميني من اثر السقوط

لم استطع الحراك بل لم افكر في ذلك وكان كل ما يشغلني هو ايقاظ اخي ... صرخت باسمه كثيرا فلم يستجب ... فبدأت انظر حولي بحثا لطلب المساعدة

الا ان الطريق الجبلي الذي كنا نسير به كان نادر الاستخدام وقد لا يمر اي احد خلال نصف ساعة

حتى رأيته ... رجل يقترب من بعيد ببطئ ... ناديته فبقي صامتا اثناء اقترابه ... وعندما وصل رأيته يخرج مسدسا ومن ثم اطلق خمسة رصاصات بالضبط

في وقت لاحق قيل ان جسد اخي تلقى ستة رصاصات وكان موته في الرصاصة الاولى التي اسقطته من على دراجته

وحتى هذا اليوم لم يتم القبض على القاتل ولم تعرف هويته حتى

انا ادعى زيوس ... عمري 22 عاما حاليا وكل ما اذكره هو اول 20 عاما من حياتي

واما السنتين الاخيرتين فلا اذكر منها اي شيء ... آخر ما اذكره هو الخبر الذي تلقته عائلتنا بأن والدي وجدي قد فقدا في احدى مهامها ذات المستوى الرفيع والسري

اذ ان كلاهما كانا من اعضاء فرقة المهام الخاصة رقم 1 التابعة لفرق المهام الخاصة التي يصل عددها الى 350 فرقة تقريبا وتختلف مهامها من التجسس الى الاغتيال او قد تتضمن مهام كالتسلل و التعامل مع الاخطار الرفعية التي تحتاج الى معاملة فردية دقيقة

فكان جدي هو قائد الفرقة الاولى التي تعتبر افضل فرقة بين فرق المهام الخاصة وكان والدي هو نائبه

وما اذكره هو ان الوثيقة التي استلمها اخي الاكبر الثاني زاك و الذي يعمل ضابطا في شرطة المدينة .... ذكر فيها ان فرقة المهام الخاصة قد فقدت معظم اعضائها في مهمة سرية رفيعة المستوى

و رفض الجيش اخبارنا باي تفاصيل عنها

_ يجب ان ترتاح ، ما الذي تحتاجه كي احضره لك ؟

"" تبا جسدي يؤلمي ... ارغب حقا بالخروج من هنا ... كم اكره المستشفيات "" فكر زيوس

_ متى سيلتئم جرحي ؟

_ قدر الطبيب ذلك بحوالي يومين

_ يومين !؟ ... هذا غير منطقي ... لا في الواقع قد يكون منطقيا

كان جرحا ناتجا عن انفجار احرق وشوه نصف جسدي الايمن الى الحد الذي ظهرت عظام صدري للاعين المجردة نتيجة له

ولكن ان كنت مقاتلا جينيا من الدرجة الثانية ستبقى حيا ان لم تمت اعضائك الحيوية الرئيسية وتم اسعافك في الوقت المناسب

ما كان غريبا بالنسبة لي هو كوني مقاتلا جينيا فقبل سنتين لم اكن حتى مقاتلا جينيا من المستوى الاول ولا اذكر انني املك احد الاجساد المميزة المتوافقة بشكل كبير مع التغيرات الجينية حتى اتطور بهذه السرعة

لا تزال فجوة السنتين المفقودتين تشعرني بالحيرة والارتباك الشديد ... اعني يكفي ان هنالك اكثر من عشرون صديقا قد زارني اثناء غيبوبتي وانا لا اعرف اي احد منهم

معظمهم من فرقة المهام الخاصة رقم 293 ، والتي قيل لي انني قد انضممت اليها منذ سنتين تقريبا ... ويبدو ان ذكرى انضمامي لها ضمن نطاق السنتين المفقودتين من ذاكرتي

"" اخيرا غادرت هذه الممرضة المزعجة ... ""

....

راقب زيوس محيطه فكان هنالك بعض الاجهزة الطبية الحديثة وسريره الابيض مع طاولة صغيرة كان هنالك باقة من الورود عليها في اناء فضي مزخرف

وهنالك نافذة كبيرة ادخلت ما يكفي من ضوء الشمس لدرجة ان زيوس رمى غطاء سريره الابيض فوق رأسه ليحجب اشعتها وقرر الخلود للنوم في منتصف النهار

....

[بعد ساعة]

خرجت امرأة من غرفة زيوس كانت تبدو في الثلاثين من عمرها وما كان ملفتا للنظر هو الشبه بينها وبين زيوس من حيث ملامح الوجه العامة

الا انها بالرغم من مظهرها الشاب هي في الواقع تبلغ من العمر 60 عاما

اقترب رجل يرتدي لباس طبيب رسمي واشار لها كي تتبعه

غادرت المرأة و راءه بصمت حتى وصلوا الى مكتب في احد الطوابق العلوية وكان هنالك رجل في الثلاثين من عمره ايضا جالس هناك مسبقا

فأشار الرجل ذو الشعر الاشقر الى المرأة للجلوس والتي تكون والدته و والدة زيوس

وجلس بعدها الطبيب خلف المكتب ليبدأ بالتحدث بلهجة يتخللها بعض البرود الهادئ

_ لقد اخبرتكم سابقا ان الشاب سيشفى بالكامل بعد يومين .... حسنا في الواقع اظهرت نتائج التحليلات المتقدمة مشكلة خطيرة الى حد ما

شعرت والدة زيوس بالقلق الا ان كونها امرأة رائدة في تجارة الاعمال وتربت في عائلة غنية صارمة فكان لديها ما يكفي من انضباط النفس كي تهدئ نفسها وتنظر في عيني الطبيب بهدوء منتظرة منه ان يكمل حديثه

لاحظ الطبيب هدوئها فقرر ان يدخل في صلب الموضوع

_ في بادئ الامر استشعرت اجهزتنا انخفاضا مستمرا في الطاقة الزرقاء في جسد الشاب وبعد اجراء بعض الفحوصات لم نصل الى اي نتيجة دقيقة عن السبب

_ ما الذي يعنيه هذا "" سأل شقيق زيوس وتعابير القلق بارزة على وجهه""

فكان هنالك شيء اكيد يعلمه شقيق زيوس كونه مقاتل جيني ايضا وهو ان خسارة الطاقة الزرقاء يعني خسارة القوى الجينية

فأكمل الطبيب بذات اللهجة الباردة والهادئة

_ هنالك نتيجتين لما يحصل ... اما ان يتوقف فقدان الطاقة الزرقاء بعد الوصول الى الحد الادنى الطبيعي لعامة الناس واما ان يستمر دون توقف

وضع شقيق زيوس يديه المتشابكتين اسفل ذقنه وكان في تفكير عميق لتتحدث والدة زيوس بصوت في ثناياه قلق واضح

_ هذا يعني انه سيخسر قوته بالتاكيد وبعدها اما ان يكون انسانا عاديا او انسانا مريضا يحتاج الى جرعات مستمرة ومنظمة من الطاقة

اشار الطبيب برأسه بالموافقة وتحدث بحزن خفيف

_ اخشى ان هذا هو الحال

2025/04/18 · 92 مشاهدة · 947 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025