[قصر سيد المدينة --> غرفة بياتريكس]

كانت بياتريكس تجلس في الشرفة المتصلة بغرفتها وكانت تستخدم حاسوبها اثناء جلوسها على الاريكة... وبدا عليها التركيز و الجدية

فقامت بالانتهاء من عملها واغلقت الحاسوب ... لتخرج بعدها من غرفتها

واثناء مرورها من امام مكتب والدها سمعته يتحدث غاضبا

_ ما الذي يعنيه هذا !!؟... الاشجار اصابها الجنون !

اغلق الرجل ذو البنية العضلية الممتازة والضخمة اتصاله مع الحراس خارج منزله وعندما توقف وتوجه خارج غرفته وجد بياتريكس تقف امامه

_ ما الذي يحصل ؟

_ فقط اثنان من الحمقى يسكران اثناء الحراسة ... هذا لن يمر على خير ... لم تحصل مهزلة كهذه من قبل

مشت بياتريكس خلف والدها وسألت

_ سمعتك تذكر شيئا عن الاشجار ؟

_ يقول الحارس ان هنالك ثلاثة اشجار تقدم عرضا راقصا في الخارج

_ !! ... هذا كثير من الكحول ! ... ليس عليك ان تشغل نفسك بهذا الامر ساتحقق منهما بنفسي

_ لا هذا يتعلق بامن المنزل يجب ان اتخذ تدابير صارمة لهذه المشكلة

_ ابي انت تعلم انه يمكنني تولي هذه المسألة

توقفت بياتركس امام والدها لتقطع طريقه فتنهد الرجل وقرر الاستسلام امام اصرار ابنته

_ قومي بالتحقيق معهما بعد استيقاظهما واخبريني لاحقا بما ستجدينه

.....

[قبل عشرة دقائق]

"" تجاوز الجدار ليس مشكلة ولكن هنالك حارس منتشر في كل زاوية ... احتاج للفت انتباههم دون ان الفت انتباههم ... ! .. لحظة ماذا ! ...احتاج الى ان الفت انتباههم دون ان اجعل الحراس يصبحون متنبهين لوجود متسللين .... تبا كيف سافعل ذلك !! ""

كان زيوس في معضلة لبعض الوقت ومن ثم خطرت على باله فكرة غريبة عندما كان يفحص ممتلكاته و وجد قلم النقوش في جيبه

ومن ثم نظر الى الاشجار القريبة من الحائط وبابتسامة خبيثة بدأ زيوس يزحف على التراب بين العشب والشجيرات حتى وصل الى جذع اول شجرة

فقام بكتابة نقش تخزين طاقة عليها و ثلاثة نقوش حركة مستمرة

وكرر الامر لشجرتين ايضا غير هذه اثناء انسحابه

وكان قد اعطى اوامر برمجية محددة لنقوش الحركة

وفعلا خرجت الاشجار من مكانها واصدرت ضجيجا كافيا لجعل الحارس القريب ينتبه لها

ومن ثم بدأت الاشجار الثلاثة الصغيرة تصطف بجانب بعضها وتتمايل يمينا ويسارا في عرض راقص بسيط وربما مثير للرعب

ارتجفت ايدي الحارس قليلا واتصل بسرعة بسيد القصر ونادى على زميله الذي يحرس نقطة اخرى بجانبه

وعندما جاء الحارس الاخر لتفحص الامر هنا انطلق زيوس فوق الجدار من خلال الوقوف على القرص الدوار وجعله يطير في الهواء ... متسللا الى الداخل عبر الثغرة التي فتحها الحارس الثاني

وبعدها عادت الاشجار الى مواقعها تماما وكانها لم تكن قد تحركت سابقا

.....

[الوقت الحالي]

_ سيدتي اقسم لك انني في كامل قواي العقلية ... هذه الاشجار الثلاثة بدأت ترقص .. انظري الى الارض لا يزال هنالك اثار للمكان الذي تحركت به

_ انتما الاثنان ستخضعان لفحوصات مخبرية للتاكد من سلامتكما العقلية ... اذهبا الى المختبر الان

تردد الحارسان ثم قررا عدم الجدال لان الحقيقة ستظهر في كل الاحوال

(الحارسان بصوت واحد متردد) : امرك .. سيدتي

عادت بياتريكس الى المنزل وبعد توزيع نطاق تحرك الحراس مجددا لتغطية مكان الحارسين الناقصين قررت العودة الى غرفتها والخلود للنوم

لتصدم برؤية زيوس يقوم بغسل يده و وجهه على المغسلة

_ !!

_ لقد اضطررت للزحف على الارض كي استطيع الدخول الى هنا

_ !!

_ لماذا لا تردين على اتصالاتي ؟ ... الم تقولي اننا اصدقاء مقربون !؟ ... هل هكذا تتجاهلين رفاقك ... ماذا لو كان هنالك شيء طارئ واجهني ... انظري الى السجل لقد اتصلت بك اكثر من عشر مرات

_ !! ... ماذا تظن نفسك فاعلا بالدخول الى غرفتي هكذا !؟ ... هل سئمت من الحياة حقا !؟ ... الم يخطر على بالك سوى هذه الطريقة للانتحار ؟

_ !! ... يا فتاة كنت ساطرق الباب ولكنني رأيتك تذهبين للخارج مع والدك لذا قررت القدوم الى هنا لغسل وجهي ريثما تعودين ... لم اكن لادخل دون اذن بهذا الشكل

_ لماذا جئت الى هنا ؟

انتهى زيوس من مسح يديه و وجهه بالمنشفة والقى نظرة حوله

_ كل شيء ابيض ... انا على خلافك اعشق اللون الاسود

_ لماذا جئت الى هنا ؟

_ لم ارك في الحفلة لذا قررت المجيء الى هنا لرؤيتك

_ لماذا تفعل هذا ؟

_ افعل ماذا ؟

_ هل استعدت ذكرياتك ؟

_ لا

_ اذا بالنسبة لك يجب ان اكون شخصا غريبا لا تعرفه ... لماذا تهتم برؤيتي ؟

لاحظ زيوس الدموع التي بدأت تتجمع في عيني الفتاة ثم عبس واجاب بنبرة حزينة

_ عندما استيقظت لاول مرة على سرير المستشفى قابلت عدة اشخاص كانوا غريبين عني ... بعضهم كنت اجد نفسي سعيدا برؤيتهم دون ان ادرك ذلك ... وهنالك ممن وجدت نفسي اكرههم دون ان اعلم لماذا ... وعندما رأيتك كنت املك مشاعرا محددة دون ان ادرك متى ولماذا

بقيت بياتريكس صامتة الا ان خط من الدموع قد رسم من عينها اليمنى ذات البؤبؤ الاسود اللامع

_ لقد علمت انكي تعنين لي الكثير منذ اللحظة الاولى لرؤيتك ... حتى انني شعرت باستعدادي للتضحية بنفسي لاجلك ... ولهذا السبب سألتك ان كنا حبيبان في السابق

ابتسمت بياتريكس ضاحكة لفترة قصيرة في منتصف حزنها ... و اجابت بثقة

_ لسنا كذلك ... اذا لماذا انت تبكي الان ؟

_ ! من !؟ ... تبا منذ متى !!؟

قامت بياتريكس باحتضان زيوس بقوة وسألت بصوت ضعيف

_ هل حقا لا تتذكرني ؟

قام زيوس بوضع يده اليمنى على رأسها ليقوم بضمها ايضا ويبدو ان دموعه بدأت تنهار بشكل اكبر دون ان يدرك ذلك

_ انا واثق ان جزءا مني يتذكرك جيدا .... هل ستساعدينني لاسترجاع ذكرياتي ؟

_ ان كان هذا سيذكرك بالدروس التي لقنتك اياها فانا اكثر من مستعدة لفعل ذلك

_ !! ...<ضحك زيوس بصوت مرتفع ليتلقى قبضة خفيفة على معدته >... ماذا !!؟

_ اخفض صوتك !! ... ان علم والدي انك تسللت الى القصر ستكون في مشكلة كبيرة

_ اذا ما رأيك ان نغادر ... ماذا عن اخذي الى اماكن كنا نذهب اليها في العادة ... او اماكن لها ذكريات محددة

_ لقد تاخر الوقت اظن انه من الافضل ان تغادر ... سأراك غدا في القاعدة يمكنني اخذك بعدها

ابتسم زيوس وقام بمسح اثار الدموع عن وجه بياتريكس قبل ان يتلقى صفعة خفيفة على يده

_ هيا غادر الان ... لا تعاملني كطفلة صغيرة

_ حتى في هذا الموقف لا تزالين تفكرين بمنطقية !

قامت بياتريكس بسحب زيوس الى الشرفة من اذنه ثم دخلت واغلقت الباب الزجاجي والستائر

ليقوم زيوس بالاستناد على السياج واخراج سيجارة اضافية اخذها من سوراي ومن ثم اشعلها ليأخذ نفسا عميقا

وفي الطرف الاخر كانت بياتريكس تسند ظهرها على الباب وتبتسم

بعد اشعال السيجارة قام زيوس بكتابة بضع كلمات بسرعة على الباب الزجاجي ثم قام بطرقه قبل ان يقفز مبتعدا

قامت بياتركيس بفتح الستائر وعندما ارادت توبيخ زيوس لعدم مغادرته لاحظت الكلمات المكتوبة امامها

< ابتسامتك جميلة >

_ !!

ثم سمعت بياتركس صوت احد الحراس وهو يصرخ

_ ايها الوغد عرف عن نفسك !

_ !! .. تبا

خرجت بياتريكس بسرعة و وجدت زيوس يطير بشكل غريب فوق الجدار مبتعدا ... و كان الحارس يلحق به

حتى وصل الى الجدار وقفز فوقه

قامت بياتريكس بالاتصال بسرعة بالحراس قبل ان يتصلوا بوالدها ... ثم بدأت تعطيهم اوامر خاطئة للقبض على المتسلل ليهرب زيوس من المنطقة بامان

2025/04/18 · 12 مشاهدة · 1143 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025