في مكالمة بين زيوس و الموظف في مكتب قيادة الشرطة سأل زيوس
_ ما الذي تعنيه بان السيارة اختفت !؟
_ يبدو انها خرجت عن الطريق العام في مسار مجهول عبر البرية ... لم تقم الكاميرة رقم 480 برصدها حتى الان
_ كم مضى على تصوير الكاميرا 479 للسيارة ؟ ... هل الشاحنة خرجت عن الطريق ايضا ؟
_ لقد تجاوز الوقت دقيقة ... الشاحنة سرعتها ابطئ لذا لا يمكننا الجزم بعد ... ولكن ان لم تظهر خلال الثوان الثلاثين القادمة فهذا يعني انها خرجت عن الطريق العام ايضا او ربما توقفت لسبب ما
قام زيوس بزيادة سرعته ولكن عندما لاحظ ان المركبات امامه تعيقه كثيرا قرر تفعيل نظام الطفو
فقام الاطار الخلفي والامامي بالميلان بعدما قفزت الدراجة واصبحت تطفو على ارتفاع نصف متر
وعلى الرغم من ان هذا النظام سيجعله قادرا على القيادة بجانب الطريق العام فوق التراب والارض المتعرجة الا انه يستهلك الكثير من الطاقة وهو شيء كان زيوس يحاول تجنبه تحسبا لمطاردة طويلة
وبعد دقيقتين فقط وصل زيوس الى المنطقة التي اختفت فيها الشاحنة فتوقف وبدأ بمراقبة محيطه ليسمع الصوت الغاضب لموظف الشرطة
_ لماذا توقفت !! ... عليك تتبع السيارة السوداء ! .. انسى امر الشاحنة الان ! ... سيقوم بعض عناصرنا بتتبعها بعد قليل
_ اعتذر سيدي ولكن انقاذ مجموعة من الاطفال اهم من القبض على الخاطف
فقام زيوس بقطع الاتصال و انطلق باتجاه الاثار التي وجدها والتي يجب ان تكون عائدة للشاحنة
واما الموظف الذي كان يجلس بين عشرات الموظفين امام شاشات كثيرة تعرض مختلف المشاهد للمعركة الجارية في مقبرة التكنولوجيا ...قام بضرب الطاولة امامه غاضبا وتحدث الى الميكا الطائرة التي كانت تتابع زيوس وتنسق مع نفس الموظف
_ عليكي ان تتجاهلي اشارة زيوس واكملي الى نقطة الاحداثيات التي سارسلها لك
_ ما الذي فعله هذا الاحمق مجددا ؟
_ لقد ذهب خلف الشاحنة
ضحكت الشابة التي كانت تقود الميكا الطائرة قليلا واعتلت على وجهها بعض ملامح الحزن بعدها
_ هذا متوقع منه ... "" اتمنى ان لا يكون من النوع المتهور الذي عرفته قبل سنتين ... هذا غير محتمل ... من الصعب تغيير بعض العادات والطباع ""
.....
[بعد خمس دقائق]
لاحظ زيوس ان الاثار تتجه الى واد قريب خلف جرف حاد امامه
وعندما اراد الدخول في الوادي لاحظ وجود صخرة فوق شجرة محطمة
وما كان مثيرا للريبة هو ان جذع الشجرة واغصانها كانت خضراء تمام
وهو ما لا يجب ان يكون منطقيا الا اذا كانت هذه الصخرة قد دمرت الشجرة منذ وقت قريب جدا
راقب زيوس مسارات الصخرة ولاحظ بعض الاثار التي ما كان ليكون قادرا على ايجادها ما لم يكن يبحث عنها بشكل متعمد
وهي اثار تسلق لميكا ارضية
"" هل هنالك ميكا تنصب فخا عند مدخل الوادي ! .. ولكن لمن ... لا يعقل ان يكون لي .. لقد كنت بعيدا بما يكفي عنهم وهم لم يسيروا فوق السرعة القصوى اي انهم لم يعلموا ان الشرطة تطاردهم .... هنالك شيء غير منطقي ""
وقبل ان يكمل زيوس محاكمته العقلية وتفكيره العميق انفتحت عيناه على مصراعيها عندما رأى ان اثنتان من الميكا على طرفي الوادي قد خرجتا وقامتا بالتصويب نحوه باسلحة رشاشة عملاقة
لم ينظر زيوس الى الميكا جيدا فبالكاد استطاع ان ينطلق باقصى سرعته ما ان لمحهم وفعلا اندفع زيوس بين الاشجار الخفيفة وكانت زخات الرصاص تطير ورائه الى ان لحق به خط الرصاص ليصيب مؤخرة الدراجة ويقذف زيوس طائرا الى منخفض ارضي يؤدي الى نهر صغير
استعاد زيوس وضوح رؤيته ورأى ان خاتمه يتفتت وهو ما يعني ان رصاصة قد اصابته
علما ان الخاتم الذي كان يرتديه زيوس له ثمن باهظ للغاية نتيجة قدرته الخاصة المضمنة به والتي تستخدم الطاقة الزرقاء الخاصة بالانسان العادي للتحكم بطاقة الخاتم وتوجيهها لصد هجوم قاتل واحد
وما كان يعتبر سيئا في هذه التقنية ان ضغط الطاقة الذي تم فرضه على جسد الانسان الذي لا يكون مقاتلا جينيا ... هو ضغط تسبب بحصول نزيف داخلي وبعض التمزقات العضلية الخفيفة في المنطقة التي تركزت فيها الطاقة
وهذه المنطقة في حالة زيوس هي اعلى ظهره الايمن
اطلق زيوس صرخة الم شديد و وضع يده اليسرى فوق كتفه الايمن وهو مستلقي بالقرب من الماء
وعندما سمع صوت الرصاص وانفجار دراجته علم ان الروبوتان قادمان لقتله
وهو ما جعل زيوس يتجاهل المه الشديد ويحصي اوراقه والوضع الذي هو فيه
فكان اول شيء ادركه هو ان الروبوتان عندما ظهرا كانا يوجهان اسلحتهما اليه مباشرة دون ان يأخذوا وقتهم للنظر بحثا عنه
وهذا يعني ان موقعه كان مكشوفا بدقة وكانوا يعلمون بامره
وهذا يعني ان هنالك جهاز رصد او حشرات رصد طائرة
بالنسبة للحشرات الطائرة فهذا ليس محتملا نظرا للاصدار القديم من الروبوتات القتالية المستخدمة
واما نظام الرصد الذي يرصد المركبات ومصادر الطاقة فهذا شائع في طائرات النقل والطائرات الحربية ... وهو افضل واكثر شيوعا في طائرات النقل العسكرية التي تملك تقنيات اختفاء محددة
ثاني شيء قام دماغ زيوس بتحليله هو كيف سينجو ... كان يملك القرص الدوار معلقا على دراجته وهو سلاحه الوحيد
اما جسده فهو متضرر وحتى و ان كان سليما محال لانسان عادي دون سلاح محدد ان يدمر روبوتا قتالا
حتى لو كان اصدارا قديما معدنيا بالكامل من النوع الذي يتم التحكم به عن بعد ... وهو اسوء انواع الروبوتات القتالية
لم يتوقف دماغه عن التفكير وكان هنالك شيء واحد بقي مع زيوس
علبة الدماء الفضية والريشة ... الغرضان الذان جلبهما زيوس كي يقوم بتجربة فكرته على خناجر الرمي مباشرة دون الاضطرار للعودة للمنزل
اخرج زيوس العلبة فورا من الجيب الداخلي للرداء الطويل والريشة وقام بتنفيذ فكرة مجنونة
نظريا ان تم وضع مسارات طاقة مباشرة على جسد الانسان فهذا سيؤدي الى تدمير الجسد مباشرة ما ان تمر الطاقة في المسارات الخارجية لتعارضها مع طاقة الانسان الداخلية
ومع ذلك تجاهل زيوس هذا وقرر وضع نقش طاقة حركية من نوع التفريغ الكامل على اسفل قدمه للحصول على قفزة يجب ان ترميه بعيدا الى مسافة تزيد عن عشرات الامتار ويجب ان يكفي رون تخزين الطاقة للحصول على عشرة تفريغات كاملة
فعل زيوس ذلك بحركة رسم سريعة لم يكن يعلم انه قادر على فعلها .. فوضع نقشين واحد لتخزين الطاقة والثاني للحركة
وفعلا ما ان وصلهما قام زيوس بتفعيل رون الحركة ليقذف بنفسه بعيدا في الهواء ... وعندما كان في الهواء قام بصنع ثلاثة تفريغات طاقة متتالية ليرمي نفسه بعيدا على بعد 100 متر تقريبا