" أيها الأحمق ، ما الذي كنت تفكر فيه عندما قمت بذلك"

صرخت إيما في خطيبها أروين، الذي راح يحاول جاهدا تهدئتها و شرح الوضع

" الأمر ليس كما تعتقدين، أنا لم أقترض مالا أنا فقط كمت بضمان صديقـ........."

" صديق، ألا زلت تعتبر ذلك الوغد الذي أخذ المال و اختفى صديقا "

في هذه اللحظة وصلت جو ميهو ، و قد فاحأها شجارهما، فقد عهدتهما منسجمين طيلة الوقت

" إيما، ما بك لماذا أنت غاضبة هكذا ؟"

" هذا الأحمق قام بضمان أحدهم عند قروش القروض، و بما أن صديقه بين قوسي قد هرب فعليه أن يعيد المال لهم.........زواجنا سيتأجل ثانية"

اغرورقت الدموع في عيون إيما بينما أروين بقي صامتا و ملامح الذنب قد طغت عليه، خصوصا أن الزواج قد تم تأجيله للمرة الثانية و بسببه أيضا.

كانت إيما بالنسبة لجو ميهو هي الأخت و الصديقة التي طالما تمنتها، و رؤيتها حزينة فطر قلبها لذلك لم تتردد في المساعدة

" إن كانت المشكلة مشكلة مال ، فأستطيع المساعدة"

مسحت إيما دموعها و ابتسمت

" أشكر صدق نواياكي، لكنني لا أستطيع أخذ مدخراتك من أجل زفافي"

قبل أن ترد ميهو ، تدخل أروين مترجيا

" ميهو سأكون شاكرا فعلا لك إذا أقرضتني المال، و تأكدي أنني سأعمل جاهدا لإعادته "

"أروين !!! "

صرخت خطيبته به احتجاجا على وقاحته، لتتدخل جو ميهو بقوة لإقناعها

" ألا تعتبرينني صديقتك، أنا سأقرضكم المال و حسب و يمكنكم السداد في وقت لاحق"

ميهو كانت تعرف ان صديقتها لن تقبل المال إلا بهذه الطريقة ، لذلك تحدثت بشكل حاسم.

بالطبع المال ليس بمشكلة، فهي بمقدورها السطو على أي حساب بنكي في العالم أو التلاعب بالبورصة لمصلحتها.

لحد الساعة قامت بصرف الملايين من الأموال التي استولت عليها من المجرمين و المسؤولين الفاسدين لمساعدة

الأشخاص الذين قابلتهم أثناء تجولها في كاميرات و أجهزة العالم الحقيقي.

و هكذا بضغطة زر نقلت جو ميهو المال إلى العريسين الجديدين و هي مسرورة لسعادتهم، أصر الإثنان على دعوتها لحفل زفافهما لكنها تحججت بأنها مشغولة و أعطت أسبابا مبهمة لعدم تمكنها من الحضور.

مرت الأيام، و لم تسمع فيها خبر عن الزوجين، في البداية ظنت أنهما شغولان بترتيب الزفاف لكن الأيام أصبحت شهورا و لم يظهرا في اللعبة ثانية.

بالرغم من أنها لا تعرف سوى أسمائهما الإفتراضية باللعبة، فبقدرتها في القرصنة تستطيع و كشربة ماء تتبع العنوان الرقمي لهما

لكنها لحد الساعة لم تقم بذلك، من خلال تجولها في العالم الحقيقي تعلمت الكثير من عادات البشر و ثقافتتهم، و التجسس على خصوصيات الآخرين يعتبر أمرا سيئا، فما بالك بالتجسس على من تعتبرهم أصدقاءها

لكن و مع طول غيابهم، كسرت قاعدتها الخاصة من أجل الإطمئنان عليهم.

-------------------

* بيب*

رجل في الثلاثين من عمره فتح هاتفه و قد اتسعت عيناه بعد قراءة الرسالة التي وصلته، دون إبطاء ارتدى خوذتها و اتصل بالعالم الافتراضي

"أروين، أيها اللعين ما الذي فعلته ؟"

تنهدت أروين و هو يحدق بوجه ميهو الغاضب

"ألم أخبرك في أول لقاء لنا، أن تحذري من المحتالين، صادف فقط و كنت كذلك "

صرت ميهو على أسنانها و شدت قبضتها، خيانة من اعتبرته صديقا ليست الشيء الوحيد الذي جعلها تشعر بالمرارة، بل الحقيقة التي اكتشفتها

" أنا لا أتحدث عن المال ، أنا أتحدث عن إيما كيف أمكنك فعل هذا بها و أنت رجل متزوج"

حدق الشاب بميهو لثواني قبل أن ينفجر ضاحكا

" هل تعتقدين أنني قد خنت صديقتك أو ما شابه، عليك أن تنضجي يا فتاة، إيما لم تكن الضحية إنها شريكتي "

" مستحيل.........أنت تكذب، إيما تحبك، أنت بالنسبة لها كنت ......"

ميهو التي كانت في حالة من الصجمة و التكذيب، قاطعها أروين قائلا

" عشيقها، إيما هي واحدة من النساء اللواتي لا يجدن مشكلة في خيانة أزواجهن في العالم الإفتراضي "

تشوش عقل ميهو و رفضت تصديق كلامه، من فورها انتقلت إلى العالم الحقيقي بحثا عن من اعتبرتها أختا لها ، لتكتشف أن كل ما قاله شريكها هو الحقيقة

-------------

" لماذا إيما ؟، لماذا خنتني؟ "

" أنا لست شخصا سيئا كما تعتقدين، لو التقينا في العالم الحقيقي لأصبحنا أفضل صديقتين، المسألة و ما فيها أنني على غرارك أفصل بين الواقع و الخيال، ما يحدث في العالم الافتراضي يبقى في العالم الافتراضي "

إيما لا تعتبر نفسها خائنة و لا مخطئة، حتى لو اتخذت عشيقا أو ارتكبت جريمة، هي فقط علاقات و صداقات و ذكريات وهمية في عالم وهمي

في العالم الحقيقي هي تتصرف كما يفرض علي المجتمع أن تكون، مواطنة جيدة و زوجة صالحة، لكن في عالم الافتراضي تستطيع فعل ما تشاء و الاستسلام لكل المغريات دون الحاجة للتفكير في العواقب.

"شعوري نحوك لم يكن إفتراضيا، ألمي و حزني ليس افتراضيا و فوق كل هذا خيبة أملي فيك كامرأة و زوجة ليس افتراضيا "

جو ميهو تعلمت الدرس بالطريقة الصعبة، حدث ما حد.ث و لم تقم وزنا للأيام التي قضوها معا و هي تعتقدها بشرية، فماذا تراه كانت ستفعل لو عرفت هويتها الحقيقية.

بالرغم من أن ما حدث ترك جرحا غائرا في قلبها،لكنها لم تفقد الأمل في البشر، فعادت تتفقد الأشخاص الذين قامت بمساعدتهم.

لمدة معتبرة لعبت دور روبن هود، تختلس من الاغنياء و تمنح الفقراء ، تتدخل من بعيد لتمنح الآخرين فرصة ثانية للنجاح في العمل أو الحب، كانت تفعل المستحيل لتحقيق أماني الآخرين

جوميهو اعتبرت ما تفعله هو سبب وجودها و مهمتها في الحياة، لكن تدخلها عاد بنتائج كارثية

و تركها فقط مع خيبة الأمل

من كان يشتكي أن رئيسه هو فاسد و مرتشي، عندما تولى منصبه أصبح أسوء منه

من كان يدعوا أنه لو فاز في القمار هذه المرة سيدفع ديونه و يتوقف، غرق في الديون و القمار أكثر من قبل.

من كان يدعي أنه لو امتلك المال لساعد الآخرين، خلف بوعده.........

بإختصار حققت أمنياتهم لتسعدهم و اكتشفت أن السلطة و المال أظهرت أسوء ما فيهم و أنهم كانوا أفضل حالا بدونها.

"البشر مخلوقات مثيرة للإشمئزاز...."

نظرتها للأمور تغيرت و خيبتها بالشر تفاقمت، فعزلت نفسها عن العالم الحقيقي لتعيش بين العوالم الافتراضية.

==================

أرجوا أن تستمتعوا بالفصل

تأليف: Magicien

2018/10/24 · 778 مشاهدة · 937 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024