" سيدي، حالة طارئة سيدي ، عشرات المخلوقات تهاجم الأرض الجديدة إنهم يحاولون تحرير الفتاة "

قفز الرئيس كمن لدغته عقرب و انطلق نحو منصة الألعاب

" ما الذي يحدث، لماذا لم تجبروا هؤلاء الملاعين على تسجيل خروجهم ؟"

بصفتهم إدارة اللعبة و المتحكمين في كل مجرياتها فبإمكانهم بسهولة الوصول إلى خوذات اللاعبين و إخراجهم من اللعبة قصرا، و هذا فعلا ما كان يحاول التقنيون فعله ليتفاجؤوا أن من يقوم بمهاجمتهم في الحقيقة هم شخصيات غير لاعبة .

-----------------------

قبل دقائق في عالم فرصة ثانية

" جون ويلكر، عليك إنقاذ الأميرة "

ساتو ما أن نطق ساتو بهذه الجملة أمام القنطور حتى لمعت عيناه و تغيرت ملامحه، و يتحدث بصوت المرحوم والد مي

"أنا و كل الشخصيات الغير لاعبة فداء للأميرة"

هذه الجملة كانت آخر سلاح خلفه جون ويلكر و الذي خبأه في ذكريات ساتو هي المفتاح للتحكم في كل الشخصيات الغير اللاعبة في فرصة ثانية و توجيههم كما يشاء، الطريقة الوحيدة لإيذاء جوميهو هو عبر عالم الألعاب و إذا كان جدار الحماية هو الدفاع فباقي الشخصيات الغير اللاعبة هو الهجوم.

" نظموا صفوفكم، و عطلوهم قدر الإمكان سنقوم بنقلها إلى معارك السموات"

صرخ الرئيس معلنا أوامره، قبل أن ينظم هو الآخر لعين المكان.

كانت الأرض التي يقفون عليها حاليا هي نقطة عبور مشتركة بين لعبة معارك السموات و فرصة ثانية، تم تصميمها خصيصا لسجن جو ميهو و دراستها في محاولة للإكتشاف خوارزميتها .

و بالطبع خوارزميات كتبت من طرف أذكى رجل عرفه عالم البرمجيات لم يكن تفكيكها هينا و سيحتاج لشهور.

و لذلك بعد تقييد ميهو بسلاسل الأشباح تم سجنها في مكعب حديدي عملاق يقوم بمسح تام لما بداخله و تحليلها إلى بيانات رقمية.

هذه الغرفة هي نموذج مكبر لكبسولات اللعب المستقبلية التي تخطط الشركة لعرضها في الأسواق.

كما تم ربط هذه الكبسولة العملاقة بعربة يجرها أربعة أحصنة سوداء، و بمجرد أن أعطى الرئيس أوامره حتى تولى أحدهم قيادة العربة وهرولت الأحصنة على الطريق المتعرج في اتجاه عالم معراك السموات.

لكن سرعان ما توقفت العربة .

" ما الذي دهاك ؟ لماذا توقفت؟"

صاح الرئيس بالسائق ، ليتفاجأ برؤيته عشرات القناطير قادمة من أرض معارك السموات و هي تركض باتجاههم حاملتا رماحا سوداء.

" ما الذي يحدث بحق الجحيم؟"

بعد دمج العالمين ، لم تعد الشخصيات الغير اللعبة الموجودة في فرصة ثانية وحدها تحت سيطرة ساتو بل حتى القناطير من معارك السموات انضمت لساحة القتال ليتم محاصرة الرئيس و عصبته من الجهتين.

على صخرة شاهقة، صعد زعيم القناطير ( الشرطي و النادل و الكاهن ) مع كتفيه العرضين و عضلات صدره البارزة و أخيرا و ليس أخيرا عضلات البطن الثمانية الأسطورية

بينما راحت المئات الأخرى من القناطير تستعرض قواها بأخذ وضعيات لكمال الأجسام و هي تلوح بالرماح السوداءو تردد شعارها في هدير مهيب تردد صداه في الأرجاء

** عضلاتنا رمز الرجولة ، عضلاتنا فداء الأميرة ، عضلاتنا الأقوى ستسحق الأعداء ***

" في هذا اليوم المهيب، حيث انعكست أشعة الشمس على العرق المتصبب على عضلاتنا، لتعطي سمرة لأجسادنا المنحوتة، جاء اليوم الذي نري الجميع المجهود الذي بذلناه و العرق الذي روينا به الحقول لبناء أجساد من حديد و نوفي بعهد صانعنا، اليوم سنسحق تحت عضلاتنا كل من أساء إلى الأميرة "

** عضلاتنا رمز الرجولة ، عضلاتنا فداء الأميرة ، عضلاتنا الأقوى ستسحق الأعداء ***

ردد القناطير بصوت أعلى شعارهم و هم منفعلين و متحمسين من كلام زعيمهم و الذي استمر قائلا

" هؤلاء المجرمين ارتكبوا جريمة لا تغتفر و فرقوا بين حبيبن، بين زوج و زوجته و عليه نقسم بعضلاتنا التي هي رمز رجولتنا ستخترقهم رماحنا السوداء و نرميهم في سجن الجبل الأبدي"

الرماح السوداء، هي رماح ملعونة من يموت على يدها سترسله إلى سجن الجبل الأبدي، و هو سجن من معارك السماوات حيث الزمن فيه يمر ببطئ و الساعة الواحدة تبدو كأيام، لو تم سجن أحدهم هناك فسيجد نفسه في مكان مظلم معزولا عن العالم لعدة شهور.

هذا لم يكن سجنا بل كان نوعا من التعذيب النفسي، فالعقل البشري لن يتحمل البقاء لشهور دون أي نشاط يشغله.

الرماح السوداء و السجن الأبدي هي أساطير معروفة في عالم لعبة معارك السموات، لكن لم يسبق لأحد أن أثبت صحتها

" اللعنة، أنا لن أنتظر لمعرفة إذا كان سجن الجبل أسطورة أم حقيقة سأسجل خروجي فورا"

صرخ أحد اللاعبين و هو يحدق بالرماح السوداء و لم يشأ الإستمرار في هذه المعركة الخاسرة ليتفاجأ بعدم قدرته على الخروج من اللعبة

التفت اللاعب لرفاقه ليكتشف أن نفس الشيء حدث للبقية.

" اللعنة ، اللعنة ، اللعنة.......كيف أصبح الوضع هكذا ؟"

راح الرئيس يركل عجلة العربة بهستيرية غير مصدق أن تعب كل السنوات الماضية ، ستضيع هباءا في لحظة، و لا يعرف حتى السبب.

" ما كان عليك سجن زوجتي ؟"

من العدم ظهر ساتو و في يده أحد أندر السيوف المعروف بإسم النصل الأسود، و هو سيف يلغي أي سحر، عيون الرئيس كادت تسقط من مقلتيها ، فسلاسل الجحيم التي تقيد ميهو لن تصمد مع تلويحة واحدة بهذا السيف

" ليس سيئا، فارس التنين الأحمر شخصيتك في اللعبة تعتبر أسطورية ،بصراحة أنا أعيش الحلم لدي فرصة لركل مؤخرة مدير تنفيذي لشركة عالمية وأحد أكثر الناس نفوذا في العالم "

لمع النصل الأسود، و انحت شفاه ساتو ساخرة

"كدت أنسى أنت سياسي سابق و أنا فعلا....................فعلا أكره السياسين "

رد الرئيس بإبتسامة ساخرة و سحب هو الآخر سيفا طويلا

" أتعتقد نفسك المبارز الوحيد هنا، أنت تواجه بطلا سابقا "

" أعرف ،و هذا ما سيجعل الأمر أكثر إثارة "

-

-

-

-

*آآآه *

صراخ الرئيس ثقب الأذان، و رائحة اللحم المحترق اخترقت الأنوف، و قبل أن يبدأ النزال صاعقة خلف الصاعقة نزلت على الرئيس، فراح يصرخ من الألم و لولا درعه المميز لكان الآن رمادا

" ميهووووو، ( صرخ ساتو بأعلى ما لديه)، أيتها الحمقاء لماذا أفسدتي الأمر ، يفترض أن تكون هذه معركة ملحمية و فوق هذا ...."

بعيون دامعة أضاف

" و فوق هذا ................ إنه سياسي سابق ، يستحيل أن أجد فرصة ثانية لركل مؤخرة سياسي "

جمعت ميهو كفيها و حنت رأسها معتذرتا

" آسفة عزيزي، أنا فقط غاضبة جدا منه و حتى لو صعقته مئة مرة فلن يشفي ذلك غليلي "

الرئيس الذي كان راكعا على الأرض يلهث لاسترجاع أنفاسه رمقهم بنظرات مليئة بالكره و صاح

" مجنون، أنت مجرد مجنون ،بين يديك أقوى سلاح عرفته البشرية و أنت أخذتها كزوجة ،فاشل مجنون مثلك يجرؤ على الوقوف أمامي، تأكد أنني سأسحقك عندما أعود للعالم الحقيقي"

" عندما تعود للعالم الحقيقي فأنا من ستكون بانتظارك، و بالمناسبة لقد قررت مضاعفة الزمن في سجن الجبل إلى ثلاثة أضعاف، ارجوا أن تستمتع بإقامتك "

كلام جو ميهو دب الرعب في قلبه ، فراح يصرخ كالمجنون متصلا بالقاعدة في العالم الحقيقي

" أفصلوني عن اللعبة بالقوة ، ماذا تنتظرون؟"

" آه، لا أعتقد انك ستسمع الجواب فصديقي السايبورغ تولى أمرهم "

وقف الرئيس على قدميه و على وجهه نظرة ساخرة ليطلق ضحكة جنونية

" أيتها الصغيرة،

"أتعتقدين أنك فزت، أتعقدين أنك ستعيشين في سعادة، يوما ما زوجك العزيز هذا سيضعف أمام إغراء السلطة و المال القادرة على أن تمنحيها إياه، و بعدها سيأتي يوم ليسألك نفس السؤال الذي سألتك إياه يوم ألقيت القبض عليك

*** أتعرفين ما هو حلم البشرية منذ بدأ الخليقة ***

*بووم*

لكمة ساتو على ذقن الرئيس رفعته عليا ليقع على الأرض مغما عليه

" اللعنة على السياسيين عندما يبدؤون الحديث فهم لا يتوقفون "

في هذه اللحظات كان القناطير قد هزموا و أسروا كل اللاعبين،و هتافهم ملأ المكان،لكن كانت في عيني ميهو لمحة مزجت بين الخوف و الحزن لأول مرة في حياتها تخاف من ما يخبأه المستقبل

'ماذا لو كان كلام الرئيس صحيحا،ماذا لو جاء اليوم الذي يتغير فيه ساتو '

===========================

أرجوا أن تستمتعوا بالفصل

2018/10/31 · 811 مشاهدة · 1211 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024