يوم آخر ممل في المكتب، ما أن جلس ساتو على مكتبه حتى بدأت المتاعب

" ساتو، أيها الغبي أين أنت؟"

صوت أجش كان يصرخ بغضب، كان ذلك رئيسه المباشر و هو بالتأكيد هنا من أجل يومي

بإختصار يومي هذه فتاة غبية تم تعينها بالمحسوبية و بسبب ذلك يضطر ساتو المسكين دائما إلى التدقيق خلفها، و كلما أنبها عن أخطائها يأتي رئيسه المباشر مدافعا عن الحمقاء.

هذا السيناريو تكرر عشرات المرات،

في الأخير عرف ساتو ما عليه فعله، و توقق عن تأنيبها و أيضا عن التصحيح خلفها

" أيها الغبي، كيف تقوم بإرسال ملفات خاطئة دون أن تقوم بتدقيقها "

صرخ الرئيس المباشر و عيونه تطلق شررا

تحدث ساتو بهدوء ثم راح يكرر على مسامعه ما قاله له منذ أيام

" الآنسة يومي ، هي موظفة كفؤة و لا يحق لك المراجعة خلفا أو تأنيبها ، أليس هذا كلامك "

رسم على وجه ابتسامة و أضاف ساخرا

" أما بالنسبة لهذا الموظف الغير كفؤ، فقد دقق في عمله مرتين "

كان هذا إنتقام ساتو، لقد جعل رئيسه يتذوق من نفس الكأس التي سقاها منه ، فلا شك أن المدير قد أعطاه محاضرة طويلة عن الإنضباط في العمل و ديمومة سير المؤسسات الحكومية.

كان للمدير ميولات سياسية، و هذا النوع من الناس بإمكانه التحدث بالهراء لساعات دون كلل، ما فعله ساتو جعل حتى زميله في المكتب مادو يتعاطف مع الرئيس بالرغم من عيوبه.

" أيها اللعين، تتذاكى علي إذا، أنا أعرف كيف سأتعامل معك ، من اليوم و صاعدا.......... "

* بيب بيب*

رن هاتف الرئيس معلنا عن وصول رسالة، ما أن قرأها هذا الأخير حتى تغيرت ملامح و جهه، ثم راح يهادن ساتو بعبارات لطيفة و كأنه يحاول استرضاءه

"سيد ساتو أرجوك، ضع نفسك مكاني الفتاة حمقاء لكنها مدعومة، ما رأيك نتقاسم العمل ، أنت حدد الأخطاء و أنا أتولى تصحيحها اتفقنا"

هذا التغير المفاجئ من التهديد إلى المهادنة، حيرهم فراحوا يحدقون باستغراب في الرئيس الذي يتصبب عرقا ، و هو ينظر لهاتفه.

و لم تعد الدماء إلى وجهه إلا بعد أن وصلته رسالة ثانية، فعادر مسرعا و هو لا يرى أمامه

" كان هذا غريبا، وكأن أحد ما أجبرهم على الاعتذار منك ؟ "

تساءل زميله مادو، بينما رفع ساتو كتفيه في دلالة أنه لا يعرف أيضا.

-----------

(( جوميهو و تعرف أيضا بالكيتسوني، هي أسطورة عن ثعلب خالد بتسع ذيول لها القدرة على التحول إلى امرأة جميلة و تستدرج الرجال وتلتهم أكبادهم ))

بما أن الرئيس يقوم بالتدقيق خلف يومي ، ساتو الآن يمتلك بعض الوقت للراحة، دخل النت و راح يتفحصها بحثا عن معلومات حول زوجته

" هي بالتأكيد استدرجتني للزواج بها ، لكنها بالتأكيد لن تأكل كبدي........... هي لن تأكل كبدي أليس كذلك ؟"

حتى و لو كان الأمر مجرد لعبة، فالإحساس يعتبر واقعيا جدا و فكرة أن أحدا سيلتهم كبده جعلت العرق البارد يتصبب من جبينه

" لا تكن سخيفا، الزوجة الصالحة لن تأكل كبد زوجها.....................إلا إذا لعبت بذيلك"

* ها...*

صرخ ساتو مرعوبا و هو يلتفت يمينا و شمالا، كان متأكدا بأنه سمع صوت زوجته تحدثه ، لكنه كذب نفسه و اعتبرها مجرد تهيئات

" بالرغم من أنه ليس لديك ذيل.........ها ها ها ها "

هذه المرة تجمد الدم في عروقه، لقد سمعها ثانية و بكل وضوح

" هاي، ساتو.....ساتو ، لقد كنت تصرخ قبل لحظة و تبدوا شاحبا هل أنت مريض ؟"

زميله مادو راح يسأله، ليرد عليه بسؤال

" هل سمعت صوت امرأة للتو ؟"

استغرب مادو السؤال و أجاب ضاحكا و هو يوجه شاشة هاتفه نحوه

" أتعني (ليس لديك ذيل)، آسف لم أنتبه أن الصوت مرتفع "

على شاشة هاتف مادو، كانت هناك سيدة تلوح بذيل وحش، مادو كان يلعب على هاتفه المحمول، لعبة قتالية بين الوحوش، و عليك نزع ذيل الخصم لتفوز.

" يا لها من مصادفة غريبة..........."

في هذه اللحظة دخل أحدهم المكتب، فأسرع مادو يخبأ هاتفه ، لحسن الحظ من دخل كانت إحدى زميلاتهم بالعمل من شؤون الموظفين بعد التحية توجهت نحو ساتو سائلة

" ساتو هل غيرت رقم هاتفك؟، أحاول الإتصال بك منذ مدة "

" لا الرقم هو نفسه، لماذا اتصلتي بي؟"

" حسنا حدث أمر غريب، حالتك المدنية على مستوى قاعدة بيانات العمال تغيرت إلى متزوج"

" و ليكن، فقط قومي بتصحيحها"

أجاب ساتو بلا مبالاة ، بما أنها أدركت الخطأ فكل ما عليها هو تصحيحه، لكن ما قالته زميلته لم يكن متوقعا

" الأمر ليس على مستوى قاعدتنا المعلوماتية فقط، لقد سمحت لنفسي بتفحص معلوماتك الثبوتية الإلكترونية ، و كلها تقول نفس الشيء ، أنت متزوج من المدعوة جو ميهو"

الخبر نزل كالصاعقة على ساتو، و تركه بعيون مفتوحة و فك يكاد يلامس المكتب، بينما زميله راح يبارك مازحا

" مستحيل، العازب الأبدي وقع في المصيدة و دخل قفص الزوجية، يا لئيم على الأقل كنت أعلمتني لأقوم بالواجب"

ساتو المسكين لم يعرف هل يكذب الخبر أم لا، و إن لم يفعل فما عساه سيقول

' زوجتي الإفتراضية هي من غيرت حالته الشخصية إلى متزوج،من سيصدق كلاما كهذا'

ساتو اصطنع ابتسامة مزيفة تنكر صحة الخبر.

في هذه اللحظة جاءت الآنسة المدعومة يومي و الدموع في عينيها

" أرجوك سيد ساتو ، أنا أعتذر بشدة عن كل ما تسببت به لك، سأفعل كل ما تطلبه و سأعمل بجد أرجوك سامحني أرجوك "

" حسنا حسنا، أنا أسامحك، ما بالكم اليوم ؟ "

عيون الفتاة أشرقت فرحا بمسامحتها، و راحت تنظر إلى ساتو، و كأنها تنتظر منه أن يفعل شيئا ما، و عندما لم يفعل عادت الدموع تنزل أنها من عيونها لتتوسل من جديد

" أرجوك سيدي، أنا أرجوك، زوجتك ستفسد حياتي، أرجوك اتصل بها و أطلب منها التوقف ......"

حدق الجميع بساتو غير مصدقين ، الرئيس أولا و من ثم الفتاة المدعومة، هذا ليس مجرد خطأ حاسوبي

" ساتو............من تكون بحق الجحيم زوجتك ؟"


================================

تأليف: Magicien


2018/08/19 · 1,074 مشاهدة · 911 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024