ساتو سجل دخوله لفرصة ثانية

توجه مباشرة إلى شقته الصغيرة في العالم الإفتراضي، كان عازما لوضع حد لمسألة الزواج هذه، و من تكون جو ميهو بالضبط و ماذا تريد منه .

بتعبير جدي فتح ساتو الباب ، و نادى بأعلى صوته

"جو ميهو، علينا التحدث ، هناك مسألة هامة لنناقشها "

"قادمة عزيزي "

بخطوات خفيفة ، أسرعت الفتاة الثعلب إليه مع إبتسامة تخطف الأنفاس، إرتدت مئزر الطبخ من النوع الذي به قطعتين أمامية و خلفية......................................... فقط لا غير.

كشف المئزر عن مفاتنها و عن جزء كبير من بشرتها الناعمة البيضاء، لتزيد الطين بلة قامت جوميهو بالإلتفاف ، غطت قطعة القماش الرقيقة الخصر النحيل تاركتا زوج السيقان الجذابة مكشوفا.

أمام هذا الجمال الأخاذ، و الإغراء القاتل لأبعد الحدود

صرخ ساتو داخليا بجنون و هو يعض شفاه حتى أدماها

' برنامج الرقابة اللعين، لماذا لا تعمل الآن ؟؟؟ '

"عزيزي لا تبقى واقفا تحدق بي هكذا أنت تحرجني "

مع وجه يشع بحمرة الخجل أشاحت بوجهها، بهذا الرداء و مع هذه التصرفات لم يتمكن ساتو من المضي فيما هو عازم عليه

" إن كنت تشعرين بالخجل فلماذا ارتديت هذا الزي، من الأساس "

" إنه شيء خاص بالمتزوجين، تستقبل المرأة زوجها هكذا و قد قامت بتحضير الطعام سائلة إياه

عزيزي هل تتناول الطعام،(اقتربت منه و بنبرة مغرية أضافت ) أم تشتهي شيئا آخر... "

وجه ساتو أصبح أحمر كالطماطم بعد أن التصقت به، احساس الطراوة التي تضغط على صدره سرع من نبضات قلبه و رفع ضغط دمه.

" الرقا...الرقا....الرقابة، بوجود نظام الرقابة فهذا يعتبر تعذيبا، ميهو لا يجوز للزوجة أن تفعل هذا بزوجها "

تراجعت جو ميهو بضع خطوات، راحت الدموع تنهمر من عينيها

" ما الأمر؟ ، هل قلت شيئا ازعجك؟"

هزت رأسها نافية

" لا، أنا فقط سعيدة لقد نطقت اسمي بلا رسميات و قلت زوجتي ، أعرف أن زواجنا جاء فجأة لكن سعيدة أنك تتقبل الأمر، كنت خائفة أنك ستحاول الإنفصال عني "

تنهد ساتو يائسا، فكيف سيبدأ حواره معها الآن.

فجأة تغيرت الأجواء في المكان، شعرها البني ارتفع إلى الأعلى و ذيولها التسعة التي كانت مختفية ارتفعت خلفها، مع هالة قتل سوداوية لا ترحم

"لأني عندها كنت سترى وجهي الثاني، و صدقني إنه ليس لطيفا على الإطلاق "

في هذه اللحظة عقل ساتو استرجع ما قرأه عن الوحش آكل أكباد البشر، شعر بأنها لن تترد في تمزيق لحمه و انتزاع كبده فراح يبلع ريقه

' يبدوا أنني بأعجوبة تفاديت رصاصة الموت ، لحسن حظي لم أقل شيئا '

" عزيزي ، ما هو الأمر المهم الذي أردت التحدث عنه "

بعد أن اعتقد أنه نجى من غضبها، عاد الخطر مع سؤالها، فراح يلعن نفسه

' لقد ارتدت، الرصاصة ارتدت ثانية و لا مهرب منها...... وجبة اليوم ستكون كبد الزوج المسكين '

لماذا ساتو مرعوب من جوميهو؟

الجواب في منتهى البساطة ، البشر يخاف ما هو مجهول.

فكيف لشخصية غير لاعبة التدخل في حياته الواقعية و تغيير حالته إلى متزوج، و أيضا تبعث رسائل تهديد، كيف لها أن تمتلك مشاعر من الأساس.

السؤال هنا ماذا لو لم تكن ما تدعيه؟، ماذا لو كانت لاعبة تعبث معه، على الأقل سيكون قادرا على إيقافها في العالم الحقيقي، لكن ما عساه يفعل ضد شخصية وهمية.

" مستطيل....معظم إختراعات البشر على شكل مستطيل... "

نطق ساتو أخيرا بأول شيء خطر في باله، لعبة كان يلعبها مع رفاقه في صغره

الشخصيات الغير لاعبة كانت تتمتع بذكاء اصطناعي مدهش،و تتفاعل بشكل مذهل مع كل أسئلة و استفسارات اللاعبين،حتى لو سألتها سؤالا غير منطقي أو استخدمت لغة مختلفة فستتطلب منك أن تكون منطقيا أو تتحدث بشكل مفهوم.

لكن في النهاية هي مجرد برنامج و لديه حدود.

ساتو و رفاقه اخترعوا لعبة سموها ، إحراج الشخصية غير لاعبة و ذلك بطرح عليه أسئلة منطقية لكن في نفس الوقت لا إجابة لها.

هذه اللعبة السخيفة التي برع فيها في صغره ستجيب عن سؤاله، هل هي فعلا شخصية غير لاعبة؟

"تستيقظ من سريرك المستطيل ، لتغادر غرفتك المستطيلة من عمارتك المستطيلة تركب

الحافلة المستطيلة إلى العمل حيث ينتظرك مكتبك و كرسيك و شاشة كمبيوتر و كتبك و أوراقك و التي كلها مستطيلة....، حتى هواتفا مستطيلة الشكل، حتى الأشياء المنحنية و الأسطوانية في الأصل كانت مستطيل قبل قولبتها"

جو ميهو تجمدت في مكانها لعدة ثواني، عيونها راحت ترمش بسرعة جنونية كما أنها كانت تشع بضوء غريب.

ثم راح رأسها يتحرك يمينا و يسارا بسرعة . بطريقة يستحيل على اللاعبين فعلها.

تماما كأي شخصية غير لاعبة ظهرت قائمة بياناتها و التي أكدت أنها ليست أفاتار لشخصية لاعبة، راحت تحلل كلامه بحثا عن جواب لسؤاله،للتوقف أخيرا تتمايل برأسها و كأنها مصابة بدوار

*واهوووو

صرخت جو ميهو رافعتا يدها بحماس

"ذلك كان جنونيا، لقد شعرت بالكهرباء تجتاحني و قد توقف معالجي المركزي عن العمل لثواني، لوهلة ظننتي سأموت، كان ذلك خطيرا جدا........... أشعر أنني ....................أنني حية ،تماما كيوم وقعت في حبك "

قفزت جوميهو تعانقه و كل فرحة

" أنا لا أعرف الجواب، و هذا شعور رائع ، بالرغم أنني قادرة على الوصول إلى كل كمبيوتر في العالم و تحليل أي معطيات فأنا ليس لدي فكرة عما تعنيه"

مشاعر ساتو كانت متضاربة، بطريقة ما تجاوب مع فرحتها، لكن كونها فعلا شخصية غير لاعبة فكيف عساه يتعامل معها .

" بشأن زملائي في المكتب ، هلا توقفت عن تهديدهم

" كما تشاء عزيزي، لكن لو تجرؤوا على التنمر على زوجي ثانية، فأنا أعرف أي ألعاب هم مسجلون بها، و أقسم أنني فسآكل أكبادهم نيئة ، لا تقلق زوجتك الجميلة ستحميك للأبد"

بلع ساتو ريقه و راح يفكر و قد شعر أن لا مهرب مما هو فيه

'يبدوا أنني هربت من سجن ثلاثة أشهر ، لأدخل سجنا مؤبدا ، مع سجان متقلب المزاج '

عاد إحساس الحضن الدافئ و النعومة على صدره و عطرها الآسر في أنفه يعبث بعقله

" سجان، جميل و فاتن و لطيف ينسيك العالم عندما............ أيها الأحمق لا تسرح بخيالك ، إنها خطيرة'

================================

تأليف: Magicien


2018/08/23 · 943 مشاهدة · 926 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024