تم تفعيل نظام التعليقات الجديد على الموقع، ونعمل على إضافته لتطبيق
الهاتف قريبًا.
رواية جرحي يلاحقني حتى قبري
في قريةٍ يلفّها الضباب وتخنقها الظنون، عاش آسر، فتى طيّب القلب يحمل ضميرًا لا يعرف الصمت، وضعفًا يجعله أسيرًا لطيبةٍ مفرطة لا تعرف حدودًا. لم يكن بطلًا، بل إنسانًا يحاول أن يكون بخير وسط عالمٍ لا يرحم.
ذات ليلة، عاد أخوه جيفر ملوثًا بالدماء، مرتجفًا كطفلٍ مذعور. أخبره بأنه قتل رجلًا خطأ، وأن نهايته باتت وشيكة. عندها، قرر آسر التضحية بنفسه، مدفوعًا بشعورٍ قاسٍ بالمسؤولية، مع علمه أن لا أحد سيصدّق براءته. وهكذا، اعترف بجريمةٍ لم يرتكبها، ليُعدم في صباحٍ غارقٍ بالمطر والخذلان.
لكن النهاية لم تكن موتًا، بل بدايةً لعنة.
خرجت من جسده روحٌ غامضة تدعى لاباتيرو، تجسيد الألم والظلم والحنق المكبوت. راحت تجوب القرية الملطخة بالذنوب، تسلب أرواح الخائنين واحدًا تلو الآخر، كأنها عدالةٌ داكنة تسير على هيئة شبح.
وفي خضمّ الفوضى، يظهر رجل غريب يُدعى ميوساكو، خيميائي قادم من بلادٍ بعيدة، يبحث في أسرار المادة والحياة. يحاول إصلاح ما كُسر، متحديًا قوانين الكون في سبيل إعادة آسر إلى الوجود. يتمكن من استدعاء روحه، لكن الثمن فادح… روحه هو.
تستيقظ جيوفاني، أخت آسر، لتجد نفسها بين عالمين: عالمٍ التهمه الجشع والخذلان، وآخر وُلد من النقاء والأمل. هناك، في أرضٍ لا تعرف الكراهية، تجد الحب الذي يستحقها وتتزوج ميوساكو في عالمٍ نقيٍ خالٍ من الخيانة.
«جرحي يلاحقني حتى قبري» رواية عن إنسانٍ خُذل لأنه كان صادقًا أكثر مما ينبغي، عن جرحٍ لم يُدفن حتى مع صاحبه، وعن نقاءٍ قاوم موته ليصير ضوءًا يطهّر ما تبقّى من العتمة.
هي صرخة داخل قلبٍ لم يتعلّم الكره… بل اختار أن يُحب حتى النهاية.
✦ بقلم الكاتبة: دعاء ✦