في زمن آخر و مكان آخر
بعد شهرين من المسير
احدي القمم أطلت علي منظر تنقبض منه القلوب
سور ممتد تظن أنه لا ينتهي
ملأته الأبراج التي تدلت منها الرؤوس
وآلات التعذيب أمام البوابات لا تنقطع حناجر من يسكنها عن الصريخ
يقف علي تلك القمة جملان يحملان الجندي والعجوز
* تحدث الأول :
هؤلاء عصوا أوامر سيد البلاد
عليك أن تكون شاكرا لأني لم أطعك وأصررت علي احضارك

نعم إنه هذا المشهد مجددا
علي القمة نفسها يقف الشاب الي جوار العجوز
هذا العجوز كان هو سفردين بنفسه ذلك الذي كانت تخشاه الجيوش وتهتز له العروش الرجل الذي أدخل نيروميديا في عصر الرعب فاهتزت أمام انتقامه قلوب ملوكها انه سفردين أكثر الوسطاء قوة وأول زعيم لهم كابوس نيروميديا المرعب
الآن يقف عاجزا أمام هذا الشاب
الآن وبعد كل ما أريق علي يديه من دماء الآن وبعد أن وصل الي هذه السن كان قد تخلي تماما عن حياته القديمة ولكن أمام هذا السور أمام تلك الجثث التي مزقتها الكلاب أمام ضحايا البشر وأسري آلات التعذيب
أمام تلك الدماء والصرخات
أمام ذلك الافتراس البشع للأبرياء أمام الانتهاك المزري لأصدقائه وأتباعه السابقين
تلك النيران التي انطفأت منذ زمن قد نشبت في روحه من جديد نار الغضب التي أطلقها في حرب الثأر تأكل نيروميديا قد اندلعت في روحه من جديد
ذلك الجرح الذي لم يندمل
قد مخضته الدماء من جديد
لكان حقاً علينا أن ندعو ذلك الجندي الذي حجزه قدره مع سفردين في هذا الموقف بالمسكين لكن هذا الشاب لن يؤذيه أبدا سفردين لأنه ابنه
نعم انه ابنه الذي سمح له الملوك بانجابه شريطة أن يتربي بعيدا عنه
انه الابن الذي حرم من أبيه يقف الآن أمامه ولا يعرفه ولكنه لم يغب عن عيني أبيه أبدا
نظر له سفردين وقد ملأ عينيه غضب اهتزت له نيروميديا ذات مرة
لكن أمام ابنه سرعان ما تبدلت بنظرات من العجز والأسي

* تكلم سفردين : ليتك قتلتني قبل أن أعود الي هذا المكان

** * * * * * * **

علي عرشه المهيب جلس سيد البلاد يرقب سفردين الذي مشي إليه يحمل وجه أسد غاضب مع عينين كجمرتين وفم تظن لو فتحه لأطلق اللهب

* سفردين : أتجرؤ أن تفعلها ؟
* سيد البلاد : ولما لا ؟
* ألا تخشي غضبي
* خلق الخوف ليكون من جنودي وفي خدمتي أسلطه علي أمثالك ولتختر ألفاظك أمام سيدك ولا يغلبك غضبك في حضرتي ولا تناقشني في أمر هؤلاء الأوغاد خارج الأسوار فقد عصوا أوامري
* أجل أنا غاضب بشأنهم وسأحاسبك لجرائمك معهم لكن الآن أنا أقصد ابني أتجرؤ علي استخدامه في لعبتك القذرة تلك ؟
* ههههههه تحاسبني أنا !!!
ضحك الملك بسخرية ثم تكلم بصوت غاضب ولهجة قاسية :
رأيت تواً جزاء الكلاب التي عارضتني فقط تجرأت علي الاعتراض تخيل مصير كلب أهانني
لن تكون أنت أو ابنك كافيان حتي لأشفي غليلي

سمع سفردين كلمة "ابنك" ولم يقدر علي ضبط نفسه اشتعل كأنه شعلة من اللهب نار تتدفق من كل جزئ في جسده أطلقها مع هدير مرعب ثم قفز تجاه الملك
فقط وعندما اقترب من الملك تحرك بالدوين قفز ووجه ركلة قوية تجاه سفردين
كان بالدوين هو حارس الملك رجل شديد القوة خاض نزالات من قبل أمام العديد من الوسطاء وانتصر عليهم
أمام جنون الملك كان بعض الوسطاء ينقضون عليه ليمزقونه ولكن كان الأمر ينتهي ينتهي دائما وجثثهم تحت قدمي بالدوين والملك يضحك
لكن هذه المرة المهاجم هو سفردين بنفسه
بالدوين والذي وقف كلوح حجري ممسكاً بسيف أكثر منه طولاً فتح عينيه فجأة وانطلق تجاه سفردين موجهاً له ركلة قوية سفردين لم يلتفت إليها حتي تلاشي جسده ليمر بالدوين بركلته من خلاله ثم عاد مرة أخري أمام الملك والذي اتسعت عينيه فزعاً وارتبك بشدة
أرجح بالدوين سيفه الضخم وهاجم العجوز بضربة من الأعلي نزل السيف علي رأس سفردين فانكسر
أدرك بالدوين والحراس من خلفه عجزهم ولكن كان ذلك متأخراً أطلق الآن هجومه كان كأن كرة نار انفجرت لترمي باللهب في كل مكان كانت القاعة محترقة بالكامل والنيرات في كل مكان وبالدوين والحرس جميعهم موتي وجثثهم ليست كاملة
شيئا ما في نفس الملك منعه من التوسل لسفردين حتي الآن لكن لم يمنعه من الرجفة
مع ذلك الخوف في قلبه تتعجب حقاً كيف تجرأ وعاد يهدد سفردين مجددا بابنه لقد أظهر سفردين الرحمة عندما اكتفي بقطع رأسه

هو لم يتدخل في اختيار الملك الجديد أبداً ولكن تأكد من سلامة ابنه وأختفي من جديد في صحرائه وترك أمر الحرب لينهيها تافرال علم جيدا أن ابنه وأحفاده لن يسلموا أبدا من الباحثين عن إرثه أو الباحثين عن الانتقام منه لذلك وكما ضمن سلامتهم من أهل نيروميديا بمعاهدته مع الفيوي كان عليه أن يضمن سلامتهم من البشر بمعاهدة مع الآرومينيين
لذلك كان عليه أنا يذهب في رحلة جديدة لعالم آخر ليجرب حظه من جديد في لعبة الحياة والموت

2017/12/05 · 249 مشاهدة · 746 كلمة
Forceg525
نادي الروايات - 2024