نار عظيمة متقدة
تخرج منها ألسنة لهب نبتت منها خضرة وأزهار
كانت النيران تجري فوق الماء
تتراقص بين موج يتلاطم وكأنه يضرب بعضه بعضا
تسبقها نيران تنجرف مع التيار لتسقط من ارتفاع شاهق
وتتأخر عنها أخري تكاد تدركها فيأخرها الموج تارة
ويقدمها تارة أخري
فلا تصل الي ما يسبقها ولا يصل اليها ما تلاها
وكأنما هو نسق اصطفت فيه النيران تسبح في رحلة طويلة
هذه نيروبيديا أرض العجائب
هنا يتبدل المنطق فلا يتماشي مع العقل
نيروبيديا لن تفهمها أبدا
فقط عليك ان تتماشي معها
او لا تدخلها
اذا غلبك الفضول واخترت أن تتابع
فارجع معي الي زمن ما قد ضاع في حقبة لم يصل اليها التاريخ
بساط ممتد من رمال ملأت الصحراء
مزخرفة ببعض العشب الجاف
الذي التف حول بركة مياه صغيرة ترعي حولها غنمات عجاف لم يكسوها اللحم و لم تقوي علي در اللبن
علي مد البصر يقف رجلان أمام كومة من الحجارة وضعت لتدل علي وجود قبر
عجوز من هيئته وعصاه كأنه راعي غنم
وشاب قامته الممتده التي نافست جملا فضلا عن منكبيه العريضين و جسمه الذي لم يشكو من النحافة
لا يدلون عن أنه من سكان الصحراء
يستمع الي العجوز
الذي غزت قسمات وجهه تعابير الحزن والندم
عندما استحضر في عقله لمحات من الماضي
تكلم العجوز
هنا دفنت أولادي وزوجتي
تفلتوا من يدي الي الموت الذي تلقفهم في اشتياق
لا زلت أسمع أناتهم وتتردد في أذني صرخاتهم استغاثتهم بي وأنا عاجز عن نجدتهم
كابوس يأبي أن يفارقني
لن أرجع مرة أخري الي ما أقسمت علي التخلي عنه
أمر باحضارك سيد البلاد بنفسه
أخبرهم أنك لم تجدني أو أنني ميت
أمر سيد البلاد
اذا عصاه جندي صغير مثلي
لكان الأفضل أن أتوه بصحرائك تلك التي عجزت أن تسكنها الوحوش
فتح العجوز فمه فحبس الكلمات بين شفتيه
أن أمسك الجندي بمعصمه كأنه يخيره بين الامتثال للأمر أو يجبره علي الطاعة
نفس الموقف اذا حدث أيام شبابه
لجثا الجندي علي ركبتيه يطلب العفو
أو ربما لم يجد الفرصة حتي لطلبه
لكن الآن هو فقط اختار الاذعان
في مكان آخر
بعد شهرين من المسير
احدي القمم أطلت علي منظر تنقبض منه القلوب
سور ممتد تظن أنه لا ينتهي
ملأته الأبراج التي تدلت منها الرؤوس
وآلات التعذيب أمام البوابات لا تنقطع حناجر من يسكنها عن الصريخ
يقف علي تلك القمة جملان يحملان الجندي والعجوز
تحدث الأول
هؤلاء عصوا أوامر سيد البلاد
عليك أن تكون شاكرا لأني لم أطعك وأصررت علي احضارك
بنظرة تداخل الكره فيها مع الشفقه
أجاب الثاني
ليتك قتلتني قبل أن أعود الي العاصمة
*******
كهف يحجب مدخله شلال فلا يترك متسعا الا للفحات من الهواء وبعض الأشعه التي تتسلل للداخل منعكسة عن الماء فتصنع اشكالا متراقصة تلمع في الظلام
فتكسر وحشته وتضفي عليه جمالا أخاذا
دار بداخله الحوار
يسعي الشاب الي ما سعي اليه أبوه
يأمل أن ينجح هذه المرة
لا تخف سيفشل من جديد
لا أظن فالمرة السابقة كان أبوه يغريهم بالمال والسلطة والامتيازات
عاقبنا البعض فارتعد الباقون
وامتنعوا عن افشاء أسرارنا
فضلا عن ذلك غرضه الأساسي كان المزيد من القوة لا أكثر
عندما فقد الأمل توقف عند ذلك الحد
هذه المرة
البلاد في حرب مع عدو أكثر قوة
هو يجمع رجالنا
فاما الاذعان أو يعذبهم مع عائلاتهم
وفي النهاية اذا لم ينجح الأمر يقتلهم ليكونوا عبرة لغيرهم
ماذا عن ……
حتي هو الآن أصبح علي بوابات العاصمة
ذهبوا اليه قبلي!!
حتي في هذه كان له السبق علي
لا تحزن فقد بعثوا جندي فقط لاحضاره
بينما يحاصر المنطفة جيش بأكمله من أجلك
لو أنه اختار القتال مثلي
لكانت جيوشهم كلها غير كافية
حتي بعدما تجاوزت التسعين لا زلت مستمرا في منافستك الصبيانية تلك
المهم
ماذا ستفعل بشأن الجيش الذي يتأهب للقبض عليك
سأبيده
هذا ليس حلا
سيرسلون الجيش تلو الآخر حتي يقبضوا عليك
ماذا تقترح؟
اهرب
وأي مكان في الأرض ليس خاضعا اما لمملكتنا أو الي جارتها
يمكنك الذهاب الي نيروبيديا

2017/08/26 · 254 مشاهدة · 603 كلمة
Forceg
نادي الروايات - 2024