الفصل القرمزي

———-

عصر هايديس

استيقظ نيوفيليت في عوالم اللاوعي ، متشابكًا في شبكات الظلام السرمدي الذي لم يكن له بداية ولا نهاية . نهض ببطء ، كما لو كان يحاول الانفصال عن جاذبية مظلمة تجذبه نحو الأعماق . حدق في الظلام الحالك الذي يلتف حوله ، متوغلاً في سراديب هذا الفراغ اللانهائي . تحركت عيناه بتردد ، تساءل عن ماهية هذا الوجود ، هذا الفراغ المملوء بالعدم ، كمن يبحث عن سر دفين في عمق كهف قديم نسيه الزمن . لم يجد إلا ظلامًا يعكس انعكاسات نفسه الممزقة ، وكأنه في رحلة بلا مرفأ ، رحلة تهيم فيها الأفكار وتنساب فيها الأرواح إلى حيث اللاشيء .

أول آمر ، تسلل إلى عقل نيوفيليت ، هو الموت الأبدي ، والجحيم القرمزي ، نطق الكلمات العميقة ، التي هي الكلمات الصحيحة لهكذا مواقف .

“ هل أنا في أعماق هايديس “

هذا أول سؤال تسلل إلى عقله ، وهل هو في في أعماق هايديس ! وفي تلك الأثناء بدأت تظهر أمامة مشاهد غريبة ، وغير مفهومة ، وصور غير واضحه .

لقد جثى على ركبتيه. وهو مُتحطم كـ شخص خسر كل شيء في حياته ، هل سوف يستسلم إلى هذا الظلام ، هل يدع الغوامض في هذا العالم ينتصرون عليه ، إلا يجب على المرء أن يرتاح ، ولكن من جانبه كان يريد الراحة الأبدي في مكان ضيق وهادئ .

عصر نيوفيليت قبضته حتى سالت الدماء على الأرض الفارغة ، رفع يده بشكل مستقيم ، وجعل الدم الذي خرج من راحة يده ، يسقط على فمة .

وفي تلك الاثناء أنزل رأسه إلى الأسفل ، وكان يقول في ذاته

‘ ما هذا الألم ، ما هذا التعب الذي يغمر صدري ، ما الذي يجري لي ‘

تابع نيوفيليت كلامة ، في وسط الظلام المرعب ، قائلًا ما بين جدران العوالم .

‘ أن هذا العالم لا يريد موتِ وأنما أنا من يريد موت هذا العالم . ولهذا حياتي مُتصلة بشكل مباشر في البقاء ‘

عندما أنها نيوفيليت كلامة ، أمسك شخصًا مجهول كتف نيوفيليت ، قائلًا له بهدوءً شديد .

" يا طفلِ العزيز هل تريد حقًا الأستسلام ،أنتَ الطفل العزيز على قلبي لا يجب عليك الهروب من المجهول ، بل عليك مُحاربته " كان المُتحدث هو المهرج .

تحدث نيوفيليت بهدوء مزعج ، وصوتًا فقد فيه هوية الحياة ، قائلًا .

" ما الذي علي فعله أيها المهرج في هذا العالم مرعب ، وكأني أسير في دوامة غامضة ، مصيرها الرجوع إلى نقطة البداية ، أو حتى ما قبلها "

بدأ المهرج يسير بشكل دائري حول نيوفيليت ، قائلًا له .

" يا طفلِ العزيز لا يجب فعل ذلك هذا خطأ فادح سوف تقترفه مما يجعلك تحوم في نفسك ، وكأنك ترسم دائرة ليس لها نهاية.... قف بشكل مستقيم ، وقم بمواجهة هذه التحديات ، لا تجعلها تسيطر عليك "

وقف نيوفيليت على قدمية ، وكان مرسوم على وجهه بالون الاحمر ، والاصفر ‘ المهرج ‘

" هذا صحيح ، في هذا العالم يجب على قوي أن يعيش ، والجبان يتم قطعة إلى قطع أضعاف الغبار "

أمسك المهرج كتف نيوفيليت ، وقال له

" هذا القلم الذي في جيبك عليك الأحتفاظ به ، بشكل جيد لا تنسى تلك النصيحة "

نظر المهرج المحقق إلى المهرج عديم الوجه ، قائلًا له ، بصوتًا مُخيف .

وقال له

" أنا المهرج ، وأنتَ المهرج ، من هو النسخة الحاكمه ! "

نزف دمًا المهرج عديم الوجه ، قائلًا بصوتًا يُصلب الشرايين .

" الآن… الآن بدأت تفهم يا نيوفيليت ، يبدو أن البدائي في الغبار الكوني قد عاد بناءة من جديد "

يُتابع المهرج عديم الوجه كلامة ، قائلًا .

" هناك سيناريو عليك فعله ، لتنجو من مصيرك الغامض يا نيوفيليت "

تجعدت حواجبة ، قائلًا

" وما قصة السيناريو الغامض هذا ؟ "

تحدث المهرج وهو يسير في آفاق بعيدة عن المجهول ، قائلًا .

" عليك النجاة خلال أثنان وسبعون ساعة ، ويجب أن لا يتم قتلك من قبل أي أحد . أيها المهرج المحقق أنتَ الأن مطلوب في عالم هايديس . حاول أن تنجو من هذا سيناريو أيُها الكاتب "

أعطى المهرج عديم الوجه ، مُسدسًا وسيف فوقه قطع إلماس مُتناثرة على سطح النصل ، وجمجمة تنظر إلى المحقق .

" هذه الأشياء لك أيها المحقق ، لتنجو من هذا السيناريو "

أمسك المحقق المسدس ، والسيف قام بوضع السيف على ظهرة ، والمسدس في جيب السترة .

رفع المهرج عديم الوجه ، أصبعًا واحدًا ، قائلًا .

" لا تثق في أحد في هذا السيناريو ، عليك فقط النجاة . الشخص عندما يرى الموت يقوم بالتضحية حتى بولده أو حتى العالم أجمع ، وأنتَ تفهم مقصدي جيدًا أيها المهرج المحقق . تذكر جيدًا لا تبقى في نفس المكان لمدة ‘ ساعتين ‘ "

نظرة المحقق ، بـ نظرات الثقة والكبرياء ، قائلًا .

“ سوف يصبحون عشاء لـ هايديس ، تحت أعماق الجحيم الأسود “

وضع المهرج عديم الوجه ، يديه خلف ظهرة . وبدأ يسير بعيدًا ، وهو يغني بصوتًا ومخيف .

“ نيوفيليت الصغير نيوفيليت الصغير ، هل تريد الموت أو نجاة يا نيوفيليت الصغير “

ظهر أشعاع قرمزي من مكان مجهول ، دمر فيه الظلام السائد في هايديس . ظهر نيوفيليت في شقته ، كان نيوفيليت يتسائل كيف ظهر مرةً أخرى هنا .

نظر نيوفيليت نحو المرآة ، و وجد وجهه بالون الأحمر ، والأصفر ‘ المهرج ‘ آشاح بنظرة نحو النافذة ليرى لندن في عصر هايديس . كان القمر القرمزي يضيء المدينة المُدمرة ، حيث الأبنية مُدمرة ، وبعض القصور الفيكتورية قد سقطت ما بين الأرض ، والسماء . يوجد أبنية حديثة مُعلقة في السماء ، وبعض الآخر مُحطم على الأرض .

نظر نيوفيليت إلى الأسفل ، و وجدة مجموعة تحمل أسلحة ، وسيوف . كانوا في أنك الأستعداد ، وكأنهم ينتظرون شخصًا مهمًا سوف يأتي .

جلس نيوفيليت على سرير ، وبدأ في تحليل الامور ،

‘ لدي من الوقت حوالي أثنان وسبعون ساعة ، ولكن الاختباء ليس بفكرة جيده أبدًا ، بسبب وجود قانون يمنع البقاء في المكان لأكثر من ساعتين ، لعين يريد مني السير في لندن كلها ‘

أمسك نيوفيليت المسدس ، وبدأ يحدث فيه ، قائلًا

" ليس باليد حيلة يا أم الموت كالجبان أو النجاة كالشجاع لا يوجد ثلاث بين كلمتين “

مرة ساعة كاملة وهو في نفس المكان ، حتى قام نيوفيليت بالخروج من الشقة .

بدأ يسير في وسط الحطام ، والفوضى . وهو يتمعن بالأماكن بحذر شديد وأيضًا كان يفكر أن يقطع مسافات طويلة ، وإلا يبقى في مكان واحد أكثر من اللازم .

وهو كان يسير في الأزقة والمناطق الضيقة التي تجعل الشخص يصعب ملاحظته ، نظر إلى السماء ، و وجد ‘ ٤٠٠ ‘ عين تنظر إليه ، ولكن عند اختباء عن أنظار العيون ، تُغلق العين . ولكن أذا خرج تُفتح العين لـ تراقبه مرةً آخرى .

كان المحقق يسير في وسط الطريق الذي من حولة الحطام ، حتى لاُحظ من قبل مجموعة مُسلحة ، وكان عدد هولاء الأشخاص حوالي العشرة ، وكان يحملون سيوف ، وخناجر ، ومسدسات .

بدأوا بأطلاق النار نحو المحقق ، ولكن قام نيوفيليت بالاختباء في أحد الأماكن المُحطمة ، كان المكان عبارة عن حانة مُدمرة . دخل مجموعة مكونة من خمسة أشخاص من الحاملين للسيوف يقوموا بتفتيش المكان الذي اختبئ فيه .

هجم نيوفيليت على أحد الأشخاص ، وقطع رأسه . مما جعل الأشخاص الأربعة في حيرة من أمرهم ، لأنهم لم يلاحظوا تواجده . من المزايا التي يمتاز بها الصياد وهو أن يكون غير مرئي وأيضًا يمتلك السرعة ، وقتل بطريقه سريعة .

أطلق المحقق النار بشكل عشوائي لجذب الانتباة ، أطلق أثنان النار على مكان الضجيج ، حتى ظهر نيوفيليت من خلفهم ، قائلًا لهم

" أن كنتم تحاولان أصطيادي ، عليكما الاستعداد لصيد "

وقطع المحقق رؤسهما . بقية فقط خمسة أشخاص ، كان المحقق يحاول تفكير بطريقة تجعله ينقض عليهم كالافعى. بدأ بإطلاق النار على رأس أحد الاشخاص ، ومن ثم رمى السيف بشكل دائري من أجل قطع نحر الشخص الآخر .

بقي الثلاثة في حالة صدمة مما حدث... لم يعرفوا أين اختفى نيوفيليت...

قام نيوفيليت بالصعود إلى أحد المباني المتوسطة الحجم... ونظر إلى هؤلاء الثلاثة... أخرج مسدسه وركز عليهم ، ثم أطلق النار عليهم بسرعة خاطفة خلال ثانيتين فقط...

لأنه حسب استنتاج نيوفيليت ، إذا تأخر أكثر من ثانيتين ، سيفسد خطته وقد يتمكنون من قتله . لكنه كان واثقًا أن إصابتهم كانت حتمية ، فوضع المسدس بشكل مستقيم ومن ثم انحدر منهمرًا...

في لحظة واحدة ، اخترق الرصاص أجسادهم واستقر ، ومن ثم بدأ الدخان يتصاعد من أجسادهم المحترقة .

نزل نيوفيليت من المبنى... ومن ثم رفع نظره إلى السماء...

وهنا كان الرعب... كانت العيون مفتوحة، وكانت ذات أعصاب مشدودة وكانت تقطر دمًا بشكل مروع. نظر نيوفيليت إلى العين، لكنها قامت بالاختباء وأغلقت.

أخذ نيوفيليت يسير، مما جعل العين تتفتح وتغلق مجددًا في حركة متكررة تشير إلى معنى غامض...

وفي أثناء سيره ، ظهر شخص أمامه...

كان يرتدي نظارات ذات عدسة واحدة ومعطف طويل أسود مع سترة سوداء تحت المعطف ، وقميص أبيض تحت السترة . شعره أسود طويل ، وعيناه زرقاوان كالسماء الصافية .

قال الشخص للمهرج المحقق ، بصوتًا فيه الريبة والاحتيال ، قائلًا له

" مرحبًا أيها الضائع "

2024/08/18 · 21 مشاهدة · 1464 كلمة
MYDE
نادي الروايات - 2025