كنت على السرير نائما،وقد كانت البطانية ملفوفة على جسمي بالكامل،كأني قط صغير.

إذا بأبي يقيظني قائلا:آنج إستيقظ،أريدك أن تذهب إلى الغابة لإحضار الحبن المقدس.


الحبن المقدس هو عبارة عن نوع من التوابل،ويلقب في القرى الأخرى بإكسير الحياة لأن رائحته تساعد على إنتعاش جسم الإنسان و إستخداماته كثيرة وهو مكون من مكونات إكسيرالطاقةوأيضا هو من التوابل النادرة وإذا قلت أن هذه الغابة هو مكان تواجده في الإمبراطورية فلن أكذب.


تنهد أنج:حسنا

إستيقظت وغسلت وجهي،لبست ملابسي،أكلت طعام الإفطارالمقرف الذي أعده.


خرجت متوجها إلى غابة الضباب،تقع قرب جبل قريب لمنزلنا بالرغم من ذلك هي ليست كبيرة لكنها تشارك الحدود مع الغابة العائمة الزاهدة الخاصة بالقرية المجاورة حيث الوحوش تستمر بالهيجان في أغلب الأوقات،إنها خطيرة جدا،الخبير الطبيعي لن يتجرأ على الدخول لوحده،لكن أبي إكتشف طريقا للدخول إلى الغابة فهذا المكان لا يوجد به وحوش مقدسة.


دخلت فأسرني جمالها،أشجارها كبيرة،ثمارها ناضجة،أزهارها و نباتاتها متفتحة والعشب يدغذع رجلي،يا إلهي على هذا الجمال.


هل تعلمون ماذا حدث بعد؟ نسيت نفسي وأنا أتمشى داخل الغابة حتى خرجت من المنطقة التي إكتشفها أبي. فقابلت أفراد من قريتي عددهم ثلاثة، الأول شعره أصفر وصاحب وجه جميل كأنه رسم من رسومات بيكاسو يلبس لحاف أحمر من رجليه إلى عنقه مطبوعة بها شعار نورس أحمر غامق وأما الآخران فهما خادمان لأني أعلم هوية ذلك الشخص فهو صديقي العزيز إبن زعيم الطائفة الفرعية تيان يون إسمه يان يقاتلون وحش مقدس على شكل خنزير فإذا تمعنت النظر إلى ذلك الوحش سترى مخالبه تشبه مخالب قط كبير.


ماذا أفعل؟صديقي العزيز في خطر؟فكر ياآنج،فكرفي ما حدث وما سيحدث وماقد يحدث إذا تدخلت

فكر في الأشياء التي لن تحدث وماذا سيحدث لوحدثت فعلا.


إكتشف أنج خطة قائلا:هناك هاوية قريبة إذا تذكرت جيدا فهي تبعد مئتين متر،فقط يجب علي إستدراجه إلى هناك لا يهمني أن أضع حياتي على المحك فذلك صديقي العزيز.


ذهب آنج مسرعا ويصرخ: أخي،أخي. إستدار يان يون قائلا بغضب لأنه عرف صوت آنج: أيها الأحمق أهرب وإذهب من هنا هل تريد أن تموت بشدة؟


قال آنج غير مباليا لكلام صديقه:إستدر وخد طريق الساعة الخامسة فهو آمن.

آنج أخد حجرة فضرب بها عين الخنزير:أيها الخنزير أنا لحمي طري عكس هؤلاء الشبان،أريد أن أقدم نفسي كوجبة لك ثم تمتم آنج بينما يجري:أنا لم أكسر بعد حاجزالجسم الحديدي إذن أستطيع قطع مئة متر في ثمان ثوان،والذي يتبعني ليس وحش عادي بل وحش مقدس في مستوى الجسم الحديدي،ومكان الهاوية على بعد ستة عشر ثانية لدي ما يقارب ستة عشر بالمئة من فرصة النجاح.

وصل يان إلى المنطقة الخاصة بأبي آنج ممتلئا بدمائه وجروح في نصف جسده قائلا لخدميه بصعوبة بعدما سعل كميات من الدماء:أيها الحمقى إذهبا و أحضرا أبي وأخبراه بما جرى بسرعة لاتهتموا بي فأن بخير.


بعدما ذهب الخادمان،بقي يان في مكانه يذرف الدموع بغزارة ويدعو لكي يبقى آنج على قيد الحياة فهو أنقده من موت محقق.


قرب الهاوية.


لقد إقتربت ، لقد إقتربت قالها آنج بصعوبة.


إستدار آنج ليرى أن الخنزير البري يقترب من بسرعة فقد قلص المسافة بين آنج من مئة متر إلى خمسون متر في خمس ثواني.شاهد آنج حبلا من النباتات آمامه وتمتم:عند أخدهذا الخيط فأكلي حيا من طرف هذا الخنزير تتعدى الخمسة والتسعون بالمئة وبقي لي لأصل إلى الهاوية عشرون متر وبدأت أشعر بألم حارق في يدي اليسرى التي توجد فيها وشم الرمح الأسود و التنين،وهذا الذي يتبعني مصدرا أصوات مزعجة عبارة عن خنزير وهو يسلك طريقا واحدا إذا إغتنمت نقطة الضعف، لا،لا، هذا وحش مقدس لذا مستوى تفكيره يقارب البشر. فكر،فكر،ماذا كان سيفعل أبي في هذه اللحظة،لقد تذكرت قدم لي أبي منذ زمن سم يضبب الرؤية أرجو أن ينجح أمام هذا الوحش ويخفض سرعته،لنجرب فذلك هو الحل الوحيد.

أخد آنج قنينة السم من جيبه الأيمن فرشها في عيني الخنزير فإذا به تنخفض سرعته قليلا.

إغتنم آنج الفرصة فأخد الحبل المشدود من جذور الشجرة فقفز إلى الهاوية متعلقا بالحبل،أما الخنزير سقط لأنه لم يستطع الرؤيا.


نظر آنج للأسفل فرأى أنواع الجثث منتشرة في الهاوية التي تشبه دائرة عملاقة ذي قطر خمسة كيلومترات،فحاول آنج الصعود بإستعمال قوة يديه والحبل فسمع أصوات تمزق شيء ما فنظر إلى ملابسه ولم يجد شيء ثم إعتلت وجهه ملامح الخوف فشاهد الحبل ينقطع قائلا بخوف:إذا سقطت من هذا العمق سأموت.

إنقطع الحبل،وسقط آنج بسرعة كبيرة،فقام آنج بإخراج سكين من كعب رجله اليمنى وأدخلها في الصخور،وشعر بألام في يديه وصار يسمع أصوات إرتطام السكين بالصخور ببطء شديد فقام بالعض على شفتيه وأطلق يده اليسرى من السكين بعدما إنخفضت سرعة نزوله وقام بأخد سكين ثانية من كعب رجله اليسرى وأدخل الحبل الذي قطع عند سقوطه في فتحة موجودة في غمد السكين بإستعمال فمه و

إخترق بها صخرة كبيرة ولف الحبل عليها فتمسك بالحبل ويلهف قائلا: لقد رأيت الموت، يجب علي عندما أرجع أن أشكر أبي لتعليمي مثل هذه الأساليب.


بعد مدة حاول آنج أن يجد طريقة للصعود ،وبسبب خوفه وتشبته الشديد بالحبل وتعبه، لم ينتبه إلى أنه قريب من الأرض،و صار يشعر بألم شديد في يده اليسرى فسقط على الأرض فاقدا وعيه.


لم يفقد وعيه بسبب السقوط بل بسبب ألمه الشديد في يده وتجاوز حدود جسده ونتج عن ذلك كسر حاجز الجسم الحديدي.


آسف لأني لم أنشر البارحة ،هل هذا الفصل يكفي لليوم؟؟؟؟



2017/06/06 · 376 مشاهدة · 801 كلمة
Matrix
نادي الروايات - 2024