"تبا..."

خرج كيكيمورا منزعجا مما حدث داخل الغرفة، فهو لم يحصل على متعة كافية، واضطر لإستخدام إحدى فنون القتال الأربع.

"آآآآه، قمت بجرح إصبعي لكنني لم أستعمل التقنية، لماااذا؟ ..... سأقتل ذلك المذيع اللعين."

بينما يلعن في المذيع سمع كيكيمورا صوت شخص خلفه ليلتفت إليه.

لقد كان شيطان على هيئة بشري محاط ببضعة شياطين كما لو أنهم يحرسونه، كان يرتدي بذلة صفراء وسروال أبيض اللون، حذاء أسود جلدي يشع من شدة اللمعان.

ليقول بنبرة يغلبها التكبر والتعالي: "أيها البشري، رأيت التصفيات سابقا وأعجبت بك."

عرضت التصفيات للجمهور على شاشات عملاقة وسط الحلبة، كل شاشة موجهة في إتجاه منصة محددة. بالإضافة إلى شاشة كبيرة موجهة لمدرج متوسط الحجم للشخصيات الهامة ورؤساء الطوائف.

يتكون عالم الشياطين بدوره لطوائف، كل طائفة تحكم مساحتها المحددة من الأراضي مشكلة حدودها.

في كل مرة تقام فيها المباريات، يأتي قادة ورؤساء الطوائف لمراقبة الأجواء، وتحديد مواهب لضمها مستقبلا.

كما أنه هناك بعض المدربين ضمن الطوائف يحضرون تلاميذهم للمشاركة، لربما يتأهلون للطابق التالي.

الشخص الذي ينتقل للطابق الثاني والثالث يلقى إحتراما كبيرا، كما أنه تصبح له عدة صلاحيات منها الدخول للمكتبة الكبيرة للقصر. وهذا من شأنه أن يساعد التلاميذ ومدربيهم، وتعتبر هذه الفرصة لا تعوض. وهناك إشاعة تقول بأنه لو فزت بالمسابقة بالطابق الثالث ستصبح تلميذ مالك القلعة. لكن لم يؤكد أي أحد الخبر وبقيت محض إشاعة محفزة.

أكمل الشيطان كلامه قائلا: "أنا ابن رئيس طائفة الشرق، وأريد منك أن تنظم إلينا."

إلتفت كيكيمورا ليكمل سيره متجاهلا كلام الشيطان بعد أن رفع يده قائلا: "آسف لا أهتم."

لم يهتم كيكيمورا حقا بالإنضمام لأي من الطوائف سواء حاليا أو مستقبلا، فالهدف الحقيقي من دخوله لعالم الشياطين هو التعاقد مع شيطان ما للتحكم بطاقة الظلام وليس هناك أي داع للانضمام لأي من الطوائف بما أنه سيغادر فور الإنتهاء.

صرخ أحد حراس الشيطان بقوة قائلا: "أيها النذل، إعرف مكانتك، أنت تخاطب إب-"

قبل أن يكمل كلامه أوقفه ابن الرئيس رافعا يده: "لا بأس."

ليستأنف كلامه قائلا:" هل هناك أي شيء تريده أيها البشري؟ أستطيع أن أوفر لك أي شيء تحتاجه، المال، السكن، النساء، الشهرة وحتى العبيد، فقط سمي وأنا ألبي."

في نظر إبن الرئيس كيكيمورا ياقوتة براقة قيمة، وسترتفع قيمتها مستقبلا، ويمكن إعتباره إستثمار لا يمكن تعويضه، فمن خلال مشاهدته للتصفيات، كيكيمورا هو أقوى المشاركين، لذلك هو مستعد لأن يضحي بماله الثمين لكي يضمه.

إنزعج كيكيمورا من كلامه قليلا لكنه إستعاد رابطة جأشه، فبالرغم من غضبه سابقا، إلا أنه قرر ألا يقوم بأي مشاكل حاليا. لذلك لم يجبه وأكمل طريقه فإتجاه إحدى الأبواب.

لم يستطع الحارس تحمل غطرسة كيكيمورا ليقفز من مكانه مهاجما إياه: "أيها الوغد..."

أحس كيكيمورا بالخطر، فمن خلال غريزته، هذا الشيطان أقوى منه حاليا، ليلتفت برأسه قائلا:

"وأنا من ظننت بأن المتعة انتهت."

-----------------------------------------------

"أين ذهب هذا البشري الأحمق؟"

عندما خرجت الفتاة ملاحقة كيكيمورا لم تجده بأي مكان، كأنه تبخر في الهواء، بطبيعة الحال لو لم يكن له علاقة بسيرس لما إهتمت به، كما أنه قوي وهي تحب الأقوياء. ليس حبا رومنسيا لكن يمكن إعتباره إعجابا.

تعبت الفتاة بعد مدة من البحث لتجلس قرب حائط ما متكئة عليه بعد أن اصطدمت به بظهرها بقوة بسبب إعياء البحث.

"*تنهد*، وأنا من ظننت بأنني إقتربت للإجابة."

في الأول عندما سمعت الفتاة من كيكيمورا كلمة سيرس لم تتيقن بأن له علاقة به، فبطبيعة الحال يمكن لأي أحد أن يعرف كلمة سيرس، او يخَرِّف بشأنها، لكن أثناء القتال إستعمل إحدى تقنيات سيرس التي لا يمكن تعلمها إلا تحت إشرافه بنفسه وما يؤكد ذلك هو استعداده لإستخدام تقنية أخرى، وهذا ما أزال شكها وتأكدت بأن كيكيمورا له علاقة بسيرس.

"*تنهد*، آسف يا أمي، يجب عليك أن تنتظري أكتر قليلا."

نهضت من مكانها بعد أن ذهب العياء قليلا، نفضت سروالها الجلدي من القش الملتصق به أثناء الجلوس، وإستعدت لإكمال بحثها، لا يمكنها أن تتكاسل بينما هناك أمل بأن تجد سيرس.

*بوووم*

فجأة سمعت الفتاة صوت إنفجار آتي من أسفل إحدى المدرجات لتتجه نحوه بكامل سرعتها، من يعلم يمكن أن يكون كيكيمورا.

---------------------------------

*خارج عالم الشياطين~ قرية كيكيمورا السابقة*

دخل سيرس إلى القرية بعد مدة طويلة من البحث. كان يرتدي لباسه الذي دخل به مع كيكيمورا إلى عالم الشياطين، عباءة سوداء تغطي جسمه ورأسه معا، من الممكن أنه توجه للقرية فور خروجه من عالم الشياطين.

كانت الساعة تقارب السادسة صباحا، والجميع يستعد لبدء يوم جديد لجني المال. لكن بما أنه مازال الوقت مبكرا قليلا، هناك فقط القليل من الضوضاء الصغيرة الناتجة عن فتح المحلات، لكن غير ذلك كان الهدوء يجوب المكان.

بدأ سيرس يتمشى داخل القرية ببطئ بحدائه الخشبي القديم نسبيا، وكلما ارتطم حدائه بالأرض كلما دوى صوته، فبسبب الصمت القاهر، لو ارتطمت إبرة بالأرض لسمعتها.

لم يكن يعرف القرية بالطبع، لذلك لم يعرف مكان تواجد بيت كيكيمورا السابق، وهو بالحاجة إليه لبدء البحث منه.

منذ أن سمع بأن لعنته مازالت سارية، قرر أن يبحث عن الأمر فهو قد ظن بأنه إنتهى من عشيرة الظلام لكن الأمر عكس ذلك، فيبدوا أن كيكيمورا هو السليل الأخير للعشيرة، لكن هذا ليس ما أثار فضول سيرس، بل كيف إستطاعت عشيرة الظلام الصمود بعد أن أبادها كليا.

فجأة أثناء سيره في الطريق مرت فتاة بسرعة أمامه ليصطدم بها بدون قصد.

سقطت الفتاة التي كانت تحمل إناء به ماء ساخن على الأرض جاعلة من الماء ينسكب على قدميها.

"آآه."

"أ~أ~آسف، لم أقصد."

"لا عليك."

حمل سيرس الإناء ليمده إلى الفتاة الصغيرة التي يبدو أنها في سن العاشرة تقريبا، ليلمح حرق بسيط أسفل قدميها.

وضع العجوز الإناء على الأرض ليمسك بقدم الفتاة.

"م~ماذا تفعل؟"

"لا عليك، أنا أساعدك فقط."

قام سيرس بتحرير سحر الظلام من يديه ليبدأ الظلام بالإلتفاف على قدم الفتاة بسرعة، ليختفي بعدها بثواني متزامنا مع إختفاء الحريق من على قدمها.

"أنا آسف."

"لا، لا تتأسف، أنا التي لم أرى الطريق بشكل جيد."

(ما نوع هذا السحر، حتى سحر الماء لا يستطيع شفائي بهذه السرعة)

"ما إسمك أيتها الفتاة؟"

وقفت الفتاة بعدها ونفضت رداءها من التراب الناتج عن السقوط لتقول بعدها بعد أن إستعدت للرحيل: "اسمي ماكيرا ... أنا آسفة، علي الذهاب."

(ماكيرا؟ يبدوا مشابها لإسم حفيدتي ماهيرا، هاهاها، آه يجب علي أن أسألها على مكان بيت كيكيمورا السابق)

لكن فور إلتفاته لسؤالها وجدها قد ذهبت بالفعل ليطلق تنهيدة بعدها:

"أظن أنني سأضطر للبحث بنفسي."

2017/06/02 · 627 مشاهدة · 966 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2024