كانت غرفة الانتظار ضخمة حقا، والدليل على ذلك هو حملها ل 100 مقاتل دون شعور المشاركين بالضيق.
في كل جهة من الغرفة، يوجد تجمع للمتسابقين، فقد تم تشكيل تجمعات صغيرة مند أن بدأت المسابقة وتم تحديد الفئات الطبقية مسبقا، فالذئاب لا تستطيع النجاة وحيدة كما يقال. بينما كيكيمورا هو الوحيد المتبقي الذي لم يجتمع مع أي أحد، هذا إذا استثنينا الفتاة الشيطانية والفتى بجانبه.


فُتح باب الغرفة ودخلت فتاة في عمر كيكيمورا ترتدي لباس جلدي أسود مرقع بنقط حمراء. -اللون الأحمر حقا اللون المفضل للشياطين-. كانت تحرك رأسها يمينا يسارا كأنها تبحث عن شخص ما بوجه مألوف لكيكيمورا، إنها الفتاة الشيطانية.


تأهلت هي الأخرى بجدارة للمسابقة التالية بعد أن قضت على عدد كبير من الشياطين وأصبحت لها مكانة مرموقة في لائحة المتسابقين بدورها.
هي بالفعل جمالها لا يقارن بجمال الفتيات بعمرها، فهي تبدوا كالزهرة الحمراء وسط الشوك. لم يصدق كيكيمورا في السابق جمال هذه الفتاة، ففي مخيلته الشياطين كائنات ضخمة الحجم بدون شعر وبقرون طويلة، ولا ننسى شعر الصدر، واللحية بالطبع، كما أنه ليس هناك أي فرق بين الذكر والأنثى.
لكن هذه كانت سوى مخيلة كيكيمورا ، فقد صدم حقا عندما رأى نسوة الشياطين، جمالهم حقا بدون منازع الأفضل.


"أين إختفيت؟ لقد بحثت عنك لأيام ولم أجدك." باشرت الفتاة الشيطانية بالكلام فور وصولها بالقرب من كيكيموار موجهة كلامه إليه.


في المقابل كيكيمورا لم يرد عليها وبقي صامت، هو لا يريد أي علاقة مع أي شخص داخل عالم الشياطين، فمهمته الأصلية وهدفه الرئيسي منذ قدومه لهذا العالم هو التدرب ليتطور مستقبلا. لذلك تبقى العلاقات الثانوية مجرد درجات يخطوا عليها ليصبح أقوى.


(ما باله؟ لما لا يرد علي؟ هل مازال غاضبا لأني هجمت عليه أثناء دخوله للقصر؟)


لم تلقي الفتاة بالا وارتاحت لأنها وجدته أخيرا. هي ليست مهتمة به بسبب جماله او للتقرب منه بسبب قوته، بل هي مهتمة بأمر واحد فقط، هو علاقته مع سيرس. لذلك هي تحاول جاهدة ألا يغيب عن نظرها ثانية.


تذكرت الفتاة شيئا ما وباشرت بسؤال كيكيمورا "بالمناسبة مت—"


*أوم*


قبل أن تنهي الفتاة الشيطانية كلامها اشتغلت شاشة ضخمة في أحد جدران الغرفة الأربعة، كان هناك شخص يرتدي قناع أسود ظاهر على الشاشة، لا يمكنك رؤية ملامحه المخفية لكنك تستطيع الإحساس ببعض الوقار من طريقة كلامه فقط.


” مرحبا بكم أيها المشاركين الأعزاء، أتأسف عن التأخير، لن يتم الإعلان عن قوانين المسابقة حتى يقترب موعد المسابقة، وبالضبط قبل المسابقة بدقائق."


فتح باب حجري فجأة وسط الغرفة مشكلا صوتا مزعجا بسبب احتكاكه مع الأرض


"المرجو من المتسابقين التوجه للغرفة المجاورة، سيتم نقلكم إلى مكان المسابقة بعد لحظات، هذا كل شيء"


وفور انتهائه من الكلام انطفأت الشاشة وعاد الصمت إلى الغرفة.


وقف كيكيمورا من مكانه وتوجه إلى باب الغرفة دون أن ينتظر أي أحد وجلس على الأرض قرب أحد الجدران في مؤخرة الغرفة، تبعه بعض الأشخاص، منهم الفتى النائم والفتاة الشيطانة وبعض الشياطين، في المقابل بقي البعض مترددا لكنهم دخلوا في نهاية المطاف.


انغلق الباب بعدها بلحظات، وعاد الصمت إلى الغرفة.


مرت ساعات ولم يحدث أي شيء، حتى أنه لم يكلم أحد الآخر.


بالطبع ليس هناك سبب لذلك، ففي نظر المتسابقين الكل أعداء، بالرغم من أنه تم تشكيل تحالفات إلا أنه إذا اقتضت الضرورة سيتم تفكيك التحالف.


كانت الغرفة مظلمة، لا يمكنك رؤية ما بجانبك إلا بصعوبة. كان كيكيمورا غارق في تفكيره بسبب المرحلة الأخيرة من العقد، كان كلما أغلق عينيه تبدأ ذكريات المقبرة بالعودة، دائما ما كان يتساءل عن ماهية الفتاة المتكئة على الحجر، وما هو ذلك المكان بالضبط، ومن دفن داخل ذلك القبر، عدة أسئلة بادرت في ذهنه وبقيت دون جواب.


لم يمر وقت طويل من التفكير حتى غلبه النوم.


-----------------------------------------------------------------------------


*هاه ، هاه ، هاه"


صوت أنفاس تكاد تنقطع لرجل في ربيع شبابه يجري حافي القدمين، في كل خطوة يخطوها على الأرض يزداد أنينه، ومن وجهه المتألم المليء بالجروح يمكنك معرفة حالته السيئة.
كان يخطوا بخطوات غير متناسقة كما لو أن إحدى قدميه مصابة، وبمساعدة سيف مكسور يقوم بتقطيع أغصان الأشجار أمامه المعيقة طريقه.


كان يبدوا كما لو أنه هارب من شخص أو وحش ما.


كان الرجل طويل القامة، أسود الشعر، لا يرتدي سوى لباس رث يغطي فقط الجزء السفلي من جسده، عيناه زرقاء كعين القط، مع بؤرة كالشعرة سوداء اللون.


أخيرا وصل لكهف مهجور محاط بأعشاب تخفيه، تكاد ترى مدخله حتى لو ركزت، لكن بسبب نظره القوي إستطاع ملاحظته.


قام بالدخول إلى الكهف دون تغيير شكل مدخله حتى يبقى متخفيا.
وصل الرجل أخيرا لعمق الكهف واتكئ على حجر بعد أن ضمد جرح قدمه بثوب ممزق، وبدأ باستعادة أنفاسه.


-------------------------------------------------------------


*صوت العصافير*


بدأت أشعة الشمس بإيلام أعين كيكيمورا جاعلة منه يستيقظ بسرعة مبعدة عنه الكابوس الذي كان يحلم به.


كان كيكيمورا يتعرق من كل جزء من جسده بسبب حرارة الجو، من أين أتت هذه الحرارة؟
فتح كيكيمورا عينيه بعدما إنتهى من حكها ليرى الأشجار ي كل جهة، أغصان عملاقة مغلقة الطريق وأصوات العصافير والحشرات الصغيرة يملأ المكان. إنها غابة...


"أ-أين أنا؟" قالها كيكيمورا بصوت متردد بسبب هول المنظر.

----------------------------------------------

الفصل 40 إنتهى~

أعلم أني تأخرت كثيرا عن الرفع. كنت قد قررت في أحد الأيام أن أتوقف عن الرفع بسبب الإنشغالات المتواصلة إلا أنني عدت أخيرا ليس لأني متفرغ، بل لأني لا أريد أن أنقطع لمدة أطول من هذه.

سأحاول أن أرفع فصلا أخر قريبا وشكرا

لا تبخلو علي بتعليقاتكم وآرائكم وشكرا ...


2017/11/05 · 670 مشاهدة · 826 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2024