ترنح كيكيمورا في مكانه واستيقظ من دهشته، هو مازال مستغرب من كيفية نقله إلى الغابة دون أن يشعر، هل تم نقل الجميع أيضا دون علمهم، أم هو الوحيد؟
"آه الخريطة..." تذكر كيكيمورا أخيرا كلام الكرة الغريبة حول خريطة ما وبدأ بالبحث عنها في مكان استيقاظه.
وجد بعد بحث ليس بطويل ورقة تبدوا كما لو أنها بالية بسبب غمق لونها المائل إلى البني، بينما نوعية الورق لا يختلف عن الورق المستعمل في الكتب القديمة.
لكن الورقة فارغة، لم تكن أي خربشة حتى عليها.
"آآه، وما فائدتها إذن؟؟؟" قالها كيكيمورا بعد أن ضربها مع الأرض وإنهال بالضرب عليها بأسفل حذائه السفلي بسبب غضبه.
"هل يمزح معي هذا العجوز؟ يضعني في غابة في مكان غير معلوم، ويطلب مني أن أصل إلى مكان المسابقة باستعمال ورقة فارغة؟ آآه سأقتله عندما أراه في المرة القادمة..."
هو يعلم بالفعل أن العجوز ماركوس هو من ينظم المسابقات في جميع الطوابق، وهو المسؤول عن القوانين وعدد الأشخاص المتأهلين، ولابد أنه هو السبب في تغيير القوانين التي لم تتغير منذ زمن طويل لأن كيكيمورا مشارك فيها، ويريد منه أن يتعذب أكثر.
*في منصة الجماهير*
"ماذا يفعله ذلك الفتى؟"
"هل أصبح مجنون أخيرا؟"
كان الجمهور يشاهد على شاشات ضخمة أعلى المنصة، تتغير الشاشات مرورا على المتسابقين وتبقى مدة لا تتجاوز دقيقتان ثم تتغير إلى متسابق آخر، وإذا ما كان هناك قتال تتغير الشاشة لذلك القتال حتى ينتهي، وإذا ما لقى ذلك القتال استحسان الجمهور يتم التركيز على ذلك المتسابق أكثر من المتسابقين وتزداد مدة عرضه بدقيقة، وهكذا...
وفي هذه اللحظة كانت الشاشة مركزة على كيكيمورا الذي يضرب ورقة ما موضوعة على الأرض بغضب، مما جعل الجمهور يشكون في اتزان عقله، لتتغير الشاشة إلى متسابق آخر قبل حتى أن تنتهي الدقيقتان.
*في الغابة*
"حسنا، حسنا يجب علي أن أهدأ"
"لنبدأ بالمعلومات التي حصلت عليها."
"أولا أنا متواجد في مكان ما في عالم الشياطين، والواضح أنها غابة"
بدأ بالإلتفات يمينا ويسارا متفحصا الأجواء.
"حتى الآن لم أرى أي كائن آخر مغاير لتلك الكرة."
"بما أن المتسابقين تم نقلهم إلى غابة مختلفة، إذن لن أتقابل مع أي متسابق آخر مؤقتا."
"حسب كلام الكرة الغريبة، الخريطة تؤدي إلى مكان المسابقة، وكل متسابق له خريطة مغايرة، لكن جميع الخرائط لها نفس الهدف، وسيتقابل جميع المتسابقين في نهاية الخريطة."
"لكن إذا ما فكرت قليلا، كل غابة في مكان مختلف، وبحسب عدد المتسابقين الكثير لا يوجد إحتمال تلاقي جميع الغابات مع بعضها البعض."
"إذا لابد أن نهاية الخريطة يؤدي إلى مكان آخر سيوصلني إلى مكان المسابقة، ربما أذاة ما ستنقلني، أو سأقابل شخصا سيرشدني إلى مكان المسابقة."
"لكن في جميع الأحوال يجب علي أن أصل إلى الهدف، ولأصل له يجب علي أن أستعمل..."
وبدأ بالنظر في إتجاه الخريطة.
"آآآآآآه، اللعنة، اللعنة عليك أيها العجووز."
------------------------------------
"كيف لك أن تتحدث إلى ضيفي بتلك الطريقة" ضاقت أعين العجوز ذو اللحية البيضاء بعد أن أطلق هالة قوية جعلت من كارديس يرتجف في مكانه.
(هذا العجوز اللعين، لايمكنني التعامل معه في حالتي الضعيفة، إنتظر حتى أنتهي من الخطة وسأستولي على مدرستك هذه)
"أنا أسف لقد زل لساني فقط" قالها كارديس مخاطبا العجوز وإنحنى بعدها لسيرس قائلا
"أنا أدرك خطأي وأتمنى أن تسامحني."
ضاقت عينا سيرس قليلا ليباشر بالكلام مخاطبا الجميع هذه المرة ليس كارديس فقط
"هل تعلمون لما أحضرني المدير"
لاحظ سيرس أنه من الغريب مناداة شخص عجوز كالمدير بالطفل لذلك سيكتفي بمناداته بالمدير أمام الجميع لكنه لن يتوقف عن مناداته بالطفل الصغير عندما يكون معه فقط، فهو يحب مضايقته قليلا.
لم يجبه أي أحد منتظرين كلامه القادم.
"أنا لدي قدرة تستطيع تحديد الكاذب من الصادق."
تفاجئ الجميع عند سماع كلمات سيرس.
"هل توجد قدرة كهذه حقا؟"
"لم أسمع بها من قبل."
بدأت المحادثات الجانبية بالفعل، فهذه القدرة هي ناذره بالفعل، ناذره لدرجة أن أغلب الأساتذة في الغرفة لم يسمعوا بها من قبل.
حتى العجوز ذو اللحية البيضاء تفاجئ، فهو لم يعلم أن سيرس له مثل هذه القدرة بالرغم من أنه شارك معه عدة سنوات من حياته.
"نعم، أستطيع معرفة الكاذب من الصادق، وذلك بلمسة واحدة فقط."
"كما قال هذا المعتوه سابقا، الجاني داخل هذه المدرسة ليس من الخارج."
سيرس متأكد أن الجاني داخل المدرسة بالفعل فهو أحس ببعض طاقة ملقي اللعنات في القاعة، لكنه ليس متأكدا ممن هي صادرة. لذلك هو يحاول الضغط عليهم باختلاقه لكذبة ما ودفعهم لاستعمال بعض من طاقتهم حتى ولو قليلا منها، سيحس بها سيرس بالطبع.
عندما علم سيرس أن ملقي لعنات هو السبب في اختطاف والدة كيكيمورا جن جنونه، فهو بالكاد يكبح غضبه في هذه اللحظة.
أصبح الجو داخل الغرفة متوترا بشكل لا يوصف.
بينما كارديس يحاول أن يحافظ على حالته النفسية حتى لا يفضح نفسه.
---------------------------------
الفصل 42 إنتهى~
لا تنسو تقييم الرواية
بالمناسبة أنا لا أفرض عليكم التعليق ولكن عندما أجد عدد التعليقات قليل ينقص حماسي لكتابة الفصل القادم، لكن هذا لن يؤثر على القصة فأنا أعلم أن هناك متابعين أوفياء فحتى ولو بقي عدد قليل من المتابعين سأستمر في النشر.
حسنا نلتقي بعد يومين ~~~