في اللحظة ذاتها التي تحرك فيها تشي لي،
هزّ رامي الرمح رمحه، فتغيّر اتجاه ظلاله واندفعت كأنها تلتفّ حوله.
كان طرف الرمح كالنجم البارد،
وجسده كالتنين السائر في الماء.
وزخمه كالقوس قزح—لا يُقاوَم ولا يُصَدّ.
«حين تواجه من لا يُقهَر، فلا تتوهّم أنك ستغلبه بالقوة. بل غلبهم بالحيلة لا بالقوة.»
«العدو الذي يجعل الهجوم دفاعه يبدو لا يُقهَر،
لكن في كلّ دورانةٍ من دوراته، لا بدّ أن توجد ثغرة.»
بينما كان تشي لي يتحدّث،
ظلّ جسده يتحرّك باستمرارٍ على الحلبة،
يتفادى هجمات رامي الرمح دون أن يواجهه وجهاً لوجه.
ومن حينٍ لآخر، يُخرج سيفه بخفةٍ،
باحثًا عن ثغرةٍ حقيقيةٍ يُحوّل بها مسار الهجوم.
لكن كلّ مرةٍ يتحرّك فيها،
تكون مجرد لمحةٍ خاطفة— لم يسبق أن سيطر على المعركة تمامًا.
«تذكّروا جيدًا: أثناء القتال،
يجب أن تميّزوا بين الثغرات الحقيقية والثغرات المزيّفة.
فإن انخدعتم بالثغرات الكاذبة،
فإن ما ينتظركم سيكون عاصفةً عنيفةً من الضربات!»
بينما كان يشرح،
تحكّم تشي لي بالشخصية داخل الكرة البلورية،
فالتفت برشاقةٍ وخفّةٍ ليتجنب هجوم رامي الرمح.
أُصيب الجميع خلفه بالذهول.
ليس فقط من براعة تشي لي الجسدية البهرة،
بل من قدرته على فعل أمرين في آنٍ واحد:
القتال والشرح!
هذا لم يعد يدخل في نطاق «الوحش»…
بل هو وحشٌ من نوعٍ آخر تمامًا!
معظم الحاضرين هنا قد قاتلوا رُماة الرماح من قبل،
ويعلمون جيدًا أن هذا الهجوم الساحق الذي لا يُقاوَم
ليس شيئًا يمكن تجنّبه أو التراجع منه في أي لحظة،
كما لو أن الإنسان العادي يواجه كارثةً طبيعية.
فإن لم تستطع التنبؤ بالهجوم والابتعاد عنه مسبقًا،
فسوف تُسحب إلى إيقاع هجوم رامي الرمح،
وتُجبر على الدفاع السلبي.
إلا إذا استطعت شنّ هجومٍ أقوى منه،
وتردّ عليه بضربةٍ واحدةٍ قاضية.
وإلا، فإن ما ينتظرك هو موتٌ بطيءٌ لا مفرّ منه.
ولهذا بالضبط،
كان أداء تشي لي على الحلبة أكثر إثارةً للصدمة.
لكن تشي لي لم يكترث إطلاقًا لكيفية دهشة أو أنفاس من خلفه.
كلّ تركيزه كان على زخم ظلال الرمح المجنونة أمامه.
«إذا استطعتم إتقان هذه الخطوة الأولى— أي الخروج من إيقاع هجوم رامي الرمح— فإن ما بعدها سيكون سهلًا.»
«انظروا، عندما يدور رامي الرمح ليهاجم…
نعم، هنا! تراجعوا خطوةً أولًا.»
رفع تشي لي حاجبيه، وأشار إلى الجمهور خلفه بنظرةٍ من عينيه.
«وفي اللحظة التالية…
فقط نظرةٌ واحدةٌ إلى الخلف!»
ثم، تحت عيون الجميع المذهولة،
التفت تشي لي إلى الخلف.
وفي تلك اللحظة العابرة،
مدّ يده وأخرج سيفه.
اندلع وميضٌ أبيض كالقوس قزح.
وشعّ نور السيف كالبرق.
في اللحظة الحاسمة، اختَرَق السيف ظلال الرمح،
وظهرت الثغرة في ذلك البرق الخاطف.
قلَب النصل،
فحافة السيف كأنها صاعقةٌ ساطعةٌ،
مرّت كالبرق أمام أعين الجميع.
«شُوَاعْ——!»
انفجرت ظلال الرمح المنتشرة في السماء،
وقطع السيف معصم رامي الرمح،
مطلقًا رشّةً من الدم.
وبالزخم المتبقي،
انزلق السيف الطويل على عنق رامي الرمح.
«انتهت المعركة. أنت الفائز.»
«أرأيتم؟ الأمر بهذه البساطة.»
قال تشي لي بهدوءٍ،
بينما كانت الحروف الذهبية لا تزال تتوهّج داخل الكرة البلورية،
وأكمل تعليمه بنبرةٍ توحي بأنه يأسف على حديدٍ لا يصير فولاًذًا.
امتلأت وجوه من خلفه بالدهشة غير المصدّقة.
هل انتهت المعركة فعلاً؟
لم يرَ أحدٌ منهم بوضوحٍ ما حدث!
كيف انتهت المعركة بهذه السرعة؟
«أستطيع أن أقرأ من تعبيراتكم أنكم لم تستمعوا جيدًا.»
أطلق تشي لي يديه، فاختفى المشهد من الكرة البلورية.
ثم نهض ببطءٍ وقال:
«نتيجة المعركة تُحسم دائمًا في لمح البصر.
هذه ليست حربًا كبرى!
لماذا يجب أن تستغرق وقتًا طويلاً؟
أم أنكم تنتظرون مؤثراتٍ صوتيةً وضوئيةً خاصةً؟»
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
نظام القوة :
شجاع -> محترف -> معلّم -> بطل -> قوي -> ملك -> إمبراطور
وكل مستوى ينقسم إلى عشرين رتبة تصعّد المقاتلين في طريق القوّة.
تصنيفات / مستويات النظام :
شائع (عادي) —> جيّد (ممتاز) —> نادر —> ثمين —> ملحمي —> أسطوري
مستوى البطل: 30