قبل 500 سنة من الآن

شيءٌ ما… يرقص.

أجساد بيضاء… كثيرة… تتحرّك في حلقة،

العيون مطفأة، أو لعلّها مفتوحة أكثر مما ينبغي.

لا صوت…

لا صوت أبداً…

فقط ضجيج صامت، كأن أحدهم يضحك داخل الجمجمة.

امرأة تضحك… ثم تتجمد الصورة،

دم…؟ لا، ليس دماً… شيء يشبهه… يتسرّب من أفواههن كالحبر.

أصابع تُصفّق، ثم تنفصل عن اليد.

مراوح ورقية تدور، ثم تذوب…

والقمر… القمر طويل هذه الليلة، أطول من اللازم.

ثم—

فراغ.

وميض آخر… قبل 200 عام من الآن

طفل يبكي.

لكن البكاء مقلوب، يخرج من قدميه…

الهواء ساكن، لكنه ينبض.

دائرة… محفورة في الحجارة،

رموز تشتعل، تنطفئ، ثم تشتعل مرة أخرى… لكن بلون مختلف.

لا أحد حوله…

لكن هناك أنفاس.

أنفاس كثيرة… تتنفّس من تحت الأرض.

الطفل لا يعرف اسمه.

لكن الدائرة تعرفه.

ثم لا شيء.

ثم…

"صوت… يشبه الاسم، لكن لا يُنطق."

(( هلوسة))(( صور ملعونة))

{{قبل 25 عام من الآن }} ‎5 ديسمبر 1999

في قلب مدينة ناها، ارتفعت جدران المحكمة العتيقة كأنها ضلوع وحش حجري نائم. أعمدة حجرية متشققة تنبثق من الأرض مثل أطراف مقيدة، وسقف متهالك تدلّت منه مصابيح شاحبة تُصدر طنينًا خافتًا، بالكاد يلامس وجوه الحاضرين بنور رمادي.

‎الهواء داخل القاعة كان ساكنًا، لكنّه يرزح بثقلٍ لا يُرى... رهبة خامدة، كأن الغرفة ذاتها على وشك أن تبتلع الجميع.

‎إيفا (تُخرج زفيرًا باردًا وهي تحدّق في المجلس بنظرة مشبعة بالازدراء):

‎"أتحملُ؟... أتُرى ينبغي على المِرآة أن تُحاسب على وجوه من ينظرون إليها؟ ذلك القاتل الذي تتحدثون عنه... لم يعد منّا منذ أن قرّر العالم أن يُسقط اسمه من ذاكرته. أنتم لا تحاكمونني... أنتم تتهربون من اعترافٍ كان يجب أن يقال منذ سنوات."

‎أحد أعضاء المجلس (ينهض وقد اهتز صوته بين الغضب والخوف):

‎"كفاكِ فلسفةً مفرغة! إنكِ الكاهنة الأخيرة لبيتٍ كُتب عليه الزوال، ولن تَنجو بجُرمك! لقد حُكم عليكِ... وعلى كل دمٍ يمتّ لكِ بصلة! حُكمتم بالموت. ولستَ أنتِ سوى الرأس الأفعى!"

‎عضو آخر (يضحك ضحكة ميتة لا حياة فيها):

‎"كم نحن بارعون في تقمص دور العدالة... ألا يبدو الأمر مضحكًا؟ نحن نُدينكِ، فقط لأن أحدًا ما يجب أن يُدان. كلنا نعلم من الذي أطلق الرصاصة الأولى... لكننا نُفضل أن نضع اللوم على من بقِي واقفًا."

‎إيفا (تخفض رأسها لحظة، ثم ترفعه ببطء، صوتها يقطر حدة):

‎"أنتم لا تبحثون عن الحقيقة... بل عن كبش فداء يقي وجوهكم من أن تُحرق بنار الفضيحة. لكن دعوني أُخبركم بشيء: حين يُحاصر الذئب، لا يُفاوض... بل يُمزق."

‎إيفا (تتقدّم خطوة للأمام، ترفع ذقنها بنظرة غارقة في الهدوء):

‎"بان... هو من قتل الرئيس، نعم. وقد قال إننا كنا معه، إن العائلة باركت جرمه، أليس كذلك؟ لكن أخبروني... هل ترك خلفه دليلًا واحدًا؟ أثرًا؟ شاهدًا؟ لا شيء... فقط كلمات نطقها رجل مات محترقًا، وانتهى."

‎عضو من المجلس (بصوتٍ بارد، يتكلم كأنما يقرأ من ورقة دُفنت في قاع روحه):

‎"لسنا بحاجة لدليل يا إيفا. نحن لا نحاكم لأننا نبحث عن العدالة... نحن نُنفذ ما يجب تنفيذه فحسب. هذا المجلس لا يُصغي للحقيقة... بل يكتبها."

‎عضو آخر (بلهجة ساخرة، كأنما يستمتع بالخراب):

‎"بان مات . لقد أغلق فمه، لكن فتح أبوابًا كنتم تحاولون إبقاءها مغلقة. والآن... أنتم ستُعدمون. هذا هو التوازن... أليس كذلك؟ موتٌ بموت."

‎إيفا (تضحك بهدوء... ضحكة قصيرة، لكنها مشبعة بالمرارة):

‎"وهكذا تُكتب الأحكام في هذا العالم. ليس بالحقيقة، بل بالرغبة. أنتم لا تُنزلون العقوبة لأنكم متأكدون، بل لأنكم خائفون من أن يكون على حق."

‎أحد القضاة (بصوتٍ حاد):

‎"صهٍ! يكفي هذا الهراء! لقد انتهت المحاكمة، وما تبقّى ليس إلا مراسم دفن ما تبقى منكم."

‎في اللحظة التي ساد فيها الصمت داخل المحكمة،

‎سمع الجميع أولَ "طَقة".

‎صوتٌ خافت... لكنه شقّ الرؤوس مثل شُعلة برق.

‎السلاسل تَمزقت. لا، بل تَبخرت.

‎انفجرت جدران القاعة بصدىٍ عميقٍ كضربات طبول في جحيم قديم.

‎إيقاع الدم بدأ يُقرع، كأن قلب الأرض نفسها انفتح تحت أقدامهم.

‎حلقات الحديد التي كانت تُقيد أفراد "عائلة أودجين" تطايرت في الهواء،

‎تدور لحظةً قبل أن تسقط على الأرض...

‎وتنزف.

‎تقدّم كي تاي أولًا، لم ينظر للخلف.

‎انسلّ كأن الليل نفسه ترك ظله على الأرض ليمشي.

‎ثم تبعته ميشا، لا تترك أثرًا...

‎لكن الهواء خلفها كان يختنق.

‎كوانغ انطلق كحيوان مجنَّح لا يُرى،

‎جي كان يبتسم، لكن وجهه بدا وكأنما خُلق من رماد الحرب.

‎إنزوي مرّت قرب أحد الحراس،

‎لم تلمسه... لكنه سقط على ركبتيه يصرخ، كأن شيء بداخله كُسر.

‎إيفا لم تتحرك أولًا.

‎وقفت وسط الغرفة، عيناها نصف مغمضتين، تهمس بشيء لا يُسمع،

‎وحين فتحت عينيها، اختنق المكان بأنفاسٍ خفية،

‎كأن الموت ذاته استدار نحو القاعة لينظر من بعيد.

‎آي جي كان يسير، لا يجري،

‎وكل من حاول أن يقترب منه... سقط،

‎كأن خطواته تفرز جاذبية غريبة تُنهي كل شيء.

‎أما بيوم، فلم يُرَ أصلًا.

‎كانوا فقط يسمعون:

‎"صرخة..."

‎ثم

‎"رأسٌ يسقط."

‎ثم

‎"صمت."

‎الحراس لم يكن معهم سلاح.

‎امتلكوا قلوبًا فقط،

‎لكنها خانَتهم.

‎اختنق البعض، تجمد البعض، تراجع البعض دون وعي.

‎منهم من غطى عينيه، لا ليحمي نفسه... بل ليهرب من المشهد.

‎الشوارع... لم تكن ممرات هروب، بل مقبرة من نار.

‎تحركت العائلة كخيطٍ من الحمم...

‎يتفرّق، يتشابك، ينساب في الظلال.

‎لا أحد نجا من الطريق.

‎حتى الهواء، شعر بالذعر.

‎وحتى القمر، اختفى.

‎وفي لحظة، تحوّلت شوارع "ناها" إلى مقبرة مفتوحة.

‎خرجت عائلة أودجين من بوابة المحكمة كأنها قُذفت من جوف جحيم،

‎تشقُّ الأزقة بجنونٍ منظم،

‎كأن الشوارع خُلقت لتُداس، لا ليمشي فوقها بشر.

‎الحراس؟

‎أولهم لم يرَ سوى ظل،

‎ثم انفصل فكه عن رأسه،

‎ثم تهاوى جسده بلا صوت.

‎الثاني حاول أن يصرخ، لكن الهواء هرب من رئتيه قبل أن يفعل،

‎الثالث ركض،

‎لكنه لم يصل سوى لمنتصف الطريق... قبل أن يجرّه الظلام من قدميه.

‎ميشا تمشي على الحواف، كأنها تطفو،

‎أذرعها تنزلق، رقاب تتمزق،

‎وهي لا تنظر.

‎كوانغ يمر كنيزك، جسد الحارس الذي اعترضه ظل واقفًا لحظة،

‎ثم انقسم لنصفين ببطء.

‎كي تاي مرّ من سوقٍ مغلق،

‎لم يدخل، لكنه خرج من الجهة الأخرى

‎وقد خلف وراءه دمًا يقطر من السقف.

‎جي كان يضحك،

‎ضحكة طويلة، وهادئة،

‎كأن القتل لا يُشبع، بل يُسلّي.

‎إنزوي...

‎اقتربت من فتاة صغيرة على الشرفة،

‎لم تؤذِها، فقط رفعت رأسها نحوها...

‎ثم مشت.

‎لكن الفتاة لم تتحدث بعد تلك الليلة أبدًا.

‎آي جي وبيوم؟

‎لا أحد رآهم،

‎لكن كل جثة في الطريق كانت بلا أعين.

‎إيفا مشت خلف الجميع،

‎تنظر للموت الذي خلفوه،

‎وتهمس:

‎> "هكذا فقط... تبدأ الأساطير."

‎كان صوتها يرافق الرياح،

‎وكانت الرياح خائف

‎الدم نهر،

‎الخطوات هدير،

‎والشوارع لا تنسى.

منذ أن خرجت عائلة أودجين من المحكمة، وشوارع "ناها" تكتب تاريخًا جديدًا بالحبر الأسود.

‎لكن حين وصلوا إلى أطراف معبد "تايمن"،

‎توقفت الأرض عن التنفّس.

‎هناك، فوق المباني العالية، وقفت فرقة "أوڤا" بصمت.

‎ثلاثة ظلال تراقب المشهد كأنها تماثيل من زمنٍ آخر:

‎أوقا... قائدة الفرقة، عيناها لا ترفّ، تحمل نظرة من جرّب كل أنواع الموت.

‎أمادا... لا تظهر أي انفعال، يداها خلف ظهرها كأنها تنتظر نتيجة تجربة معملية.

‎كايزو... فتى شاحب، لكنه مرعب، يشاهد الهاربين دون أدنى توتر، كأن هذا المشهد تكرّر في حلم قديم.

‎هذه هي الفرقة التي أمسكت بأودجين أول مرة.

‎وكانت الآن هناك... لا لتُهاجم،

‎بل لتشهد

‎في الأسفل، توقّفت أقدام العائلة.

‎الطريق مقطوع.

‎وحدات التدخل بدأت في الاقتراب، لا كقوات، بل كطاعون.

‎كان واضحًا للجميع:

‎المعبد ليس ملجأً... بل فخًّا.

‎الجميع استدار نحو كي تاي.

‎صمت.

‎ثم تقدم خطوةً بطيئة نحو منتصف الساحة.

‎رفع يده بهدوء كأنه يلمس شيئًا لا نراه.

‎وهمس:

‎> "إغلقوا أعينكم."

‎ثم حدث شيء لا يوصف...

‎الأرض تحرّكت.

‎الهواء تراجع للخلف، وكأن شيئًا ضخمًا على وشك أن يُولد من العدم.

‎قبة سوداء بدأت تتكوّن حول كي تاي.

‎لم تكن حجرًا، ولا طاقة، بل كأنها نسيج من الظلال المتجمدة.

‎ارتفعت ببطء، تنمو مثل رحم مغلق، تصدر صوتًا عميقًا... كأنها تُنادي شيئًا.

‎ثم...

‎بدأت الأيادي.

‎أول يد خرجت من القبة كانت بحجم حصن.

‎مكسوّة بعلامات غريبة، تنزف نورًا أسود من أطرافها،

‎ممتدة نحو السماء، ترتعش كأنها تصلي للغضب.

‎ثانية... ثالثة... عاشرة...

‎عشرات الأيادي خرجت من القبة،

‎بأحجام مختلفة، بعضها ببطء، بعضها بسرعة صادمة،

‎تلتف وتضرب وتخترق الهواء نفسه.

‎لكنها لا تضرب بلا هدف...

‎كل يد كانت تحمل نية القتل.

‎وحدات التدخل؟

‎أول من اقترب من حدود القبة لم يتراجع...

‎بل توقف فجأة،

‎ثم انفجرت عظامه من الداخل،

‎كأن شيئًا أمسك بروحه وسحقها قبل جسده.

‎الثاني؟

‎رفع يده ليستعد،

‎فامتدت له يد من الأعلى وسحبته للأعلى،

‎ثم أسقطته جثة لا ملامح لها.

‎الثالث ركض.

‎لكنه لم يصل لخط النهاية،

‎لأنه انقسم، بلا ضربة،

‎بلا دم، فقط صمت ميت.

‎القبة كانت لا تزال تنبض.

‎تتمدد، تتنفس، وتزأر.

‎ومن جدرانها السوداء،

‎كانت الأيادي تخرج كأنها آلهة غاضبة من الأساطير المنسية.

‎أول يد اندفعت نحو ثلاثة من النخبة.

‎ذراعها يدور مثل مروحة حجرية ضخمة،

‎لكنّ تحركها لم يكن فوضويًا،

‎بل راقصًا.

‎كل ضربة تُفجّر الأرض تحتها،

‎كل انحناءة تُغيّر اتجاهها بشكلٍ مستحيل.

‎الحراس حاولوا مجاراتها،

‎قفزوا، التفوا، أطلقوا وميضًا من طاقتهم.

‎لكن اليد تدور فوقهم، تحتهم، بينهم،

‎كأنها تفهم الخطأ قبل أن يُرتكب.

‎ضربة!

‎انفجر أحدهم ليرتطم بجدار المعبد،

‎ضربة ثانية!

‎تمسّك آخر بيدها...

‎لكن اليد انشطرت إلى اثنتين، وسحبته للداخل.

‎اليد الثانية كانت أنحف،

‎كأنها يد جراح...

‎لكنها كانت تقاتل وكأن الزمن عندها لا يمضي.

‎كل حركة تقوم بها تسبق خصمها بثانية.

‎الحرّاس أمامها بدوا كأنهم يتحرّكون في الماء،

‎رغم أنهم كانوا الأسرع في فرق التدخل.

‎واحدهم حاول خداعها.

‎لوّح من الخلف،

‎لكن اليد استدارت 180 درجة...

‎وضربته بكفّ مفتوحة.

‎ضربة واحدة، ومات دون جرح.

‎اليد الثالثة؟

‎كانت لا تقاتل فحسب.

‎بل تُعذّب.

‎تخترق الأرض كرمح،

‎تطارد الحارس تحت التراب،

‎ثم تخرج من خلفه دون أن يفهم أين اختفت،

‎تصفعه، ترفعه، ثم ترميه للأعلى،

‎وتتلقّاه بكفها كأنها تحمله إلى الجحيم

‎وفي قلب هذا الجحيم...

‎كان كي تاي ساكنًا.

‎عينيه مغمضتان، يده مرفوعة،

‎كأن صراخ المعركة لا يصل إليه،

‎لكنه يرى كل شيء.

‎ثم...

‎ظهرت فرقة "أوفا".

‎ولم تلمس الأرض.

‎في رمشة عين، كانت بينهم.

‎أوقا تقدّمت، وقفت على جدار القبة، ونظرت داخله.

‎الأيادي توقّفت.

‎كأنها شعرت بشيء يفوقها.

‎كي تاي فتح عينيه.

‎وشعر.

‎بأن الموت الحقيقي لم يبدأ بعد.

‎> "لا وقت..."

‎همسها، ثم فعلها.

‎ضم كفيه ببطء..

‎وتشقّقت القبة.

‎لم تسقط، لم تنفجر...

‎بل تمدّدت.

‎غلفت الجميع،

‎وجعلت من نفسه الحاجز. ضحى بآخر نقطة دم فيه

‎إيفا كانت في الخلف، داخل المعبد ترتّل بصوتٍ عميق.

‎كلماتها ليست بشرية.

‎كل حرف يُنطق يُطفئ نجمة.

‎يدها ترتجف، وعيونها تسيل دمعًا أسودًا.

‎كانت تستدعي تعويذة الشياطين...

‎لكن الوقت لا يكفي.

‎"أمادا" اقتربت من الداخل،

‎كايزو اختفى وظهر داخل القبة.

‎كي تاي اهتزّ.

‎بدأت القبة تنهار.

‎إيفا رفعت يدها بقوة،

‎وصاحت بأمرٍ أخير:

‎> "الشيطان المتنقّل! !"

‎لم تكن كلمات…

بل شيء يُشبه الندبة… نُطقَ بصوت.

في البداية… ظهرت الرموز.

أحمرٌ لا يشبه الدم،

بل كأنّه ظلّ الألم ذاته.

تكاثرت على الأرض كأنّها تتنفس،

دوائر داخل مربّعات،

ثم زوايا تنكسر على نفسها،

ثم شيء… يشبه العين… لكنه لم يكن يرى، بل يُذكّر.

كلما اقترب أحدهم من الرمز…

اهتزّ الهواء حوله،

وصار أثقل… كأنّ الروح تُسحب بخيوط لا تُرى.

ثم… انشقّت الأرض.

ليس انشقاقًا… بل تراجعًا،

كأنّ التربة خافت مما سيخرج، فانكمشت.

ظهرت البوّابة.

ليست من حجر… ليست من نار… ليست من مادة.

بل كانت أشبه بثقبٍ في الإدراك.

مستطيلٌ مرتجف،

أسود… لا، أغمق من الأسود…

كأنّه يمتصّ النظر، يبتلع التفكير،

وكل من نظر إليه…

رأى نفسه يسقط، من دون أن يتحرك.

من داخل البوّابة…

لم يخرج شيء،

لكن كل شيء اقترب منها… توقف.

النار انطفأت.

الزمن تردّد.

الظلال تجمّدت كأنها تخاف أن تتحرك.

‎برمشة عين،

‎كأن العالم انشقّ للحظة عن وجهه الآخر،

‎وتلاشت خلاله عائلة أودجين،

‎قطعةً قطعة، ظلًا ظلًا،

‎حتى اختفوا تمامًا...

‎ولم يبقَ سوى

‎فراغٍ ملوّث بالدم،

‎وسكونٍ يُشبه ما قبل العاصفة.

‎على سطح المعبد،

‎كانت فرقة "أوفا" قد وصلت للتو،

‎توقّفت الحركة،

‎وتبادل الثلاثة النظر فيما بينهم.

‎كايزو شدّ قبضة يده...

‎أمادا صمتت تمامًا،

‎عيناها تتفحّصان كل شيء، وكأنها تحفظ تفاصيل الهروب.

‎لكنها لم تقل شيئًا.

‎أوقا؟

‎هي من كسرت الصمت.

‎أخفضت رأسها للحظة...

‎ثم انفجرت في ضحكة.

‎ليست ضحكة فرح،

‎ولا جنون،

‎بل ضحكة تقطر تهديدًا، مرعبة، ساخرة، كأنها من عالم آخر.

‎> "هربوا؟"

‎قالتها وهي تمشي بخفّة على حافة السقف،

‎ثم أضافت بصوتٍ هادئ، لكنه يحمل آلاف الجثث خلفه:

‎"جميل... سيكون هذا أكثر إثارة مما توقّعت."

‎ثم نظرت إلى القبة التي بدأت تتلاشى،

‎أثر المهارة ما زال يتصاعد منها كأنها موقدٌ شيطانيّ.

‎> "لكن...

‎إلى متى تظنّون أن الظلال ستحميكم؟"

‎في الخلف،

‎كايزو كان قد غرز يده في الأرض،

‎يتفحّص الطاقة المتبقية من التعويذة.

‎> "هذه ليست تعويذة تقليدية..."

‎قال بنبرة خافتة،

2025/08/03 · 123 مشاهدة · 2033 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025