857 - ملك الخوف (2)
سأعيد كتابة العالم.
في اللحظة التي التقت فيها عيناي بعيني تشيون إينهو الذي قال ذلك، شعرت غريزيًا أن عليّ أن أهرب من هنا. غير أنّه لم يكن لدي خيار.
تمامًا كما أنّ تشيون إينهو، الذي حصل على 『وجهة نظر القارئ العليم 』، لم يكن أمامه خيار سوى قراءة القصة رغم معرفته بالمأساة التي ستقع، ربما كنتُ أنا كذلك.
《مستوى تزامنك مع "مسجّل الخوف" 'السفسطائي الشرير' مرتفع جدًا.》
ربما لأنني عشت أيضًا تاريخ الجولة الأربعين. ولهذا أيضًا أصبحت فضوليًا. كقارئ قبل أن أكون كاتبًا، ما الذي يريد "الإضافي" تشيون إينهو بالضبط أن "يعيد كتابته"؟
"كيم دوكجا."
ذلك الإضافي الذي بلغ "نهاية العالم" ناداني باسمي، فرفعت رأسي مجيبًا.
بصوته المملوء بقوة [التحريض] القاسية، أعلن:
"من الآن فصاعدًا، أنت أنا."
آخر ما رأيته كان آثار أقدام الشخص الذي سرنا معه سويًا.
"أنا أنت."
اختفى عالمي.
_____________________________
فتحت آنا كروفت عينيها تحت الأضواء المتذبذبة. ومع اندفاع النفس البارد، اجتاح جسدها أخيرًا الإحساس الحيّ بـ "أنها لا تزال على قيد الحياة".
'غرفة خلل الزمن'.
وبينما كانت تنهض، تدفقت إلى رأسها ذكريات "الجولة الأربعين" التي عاشتها حتى نهاية الحرب. هناك، شاركت في السيناريو الأخير مع تشيون إينهو و"الملك الأسمى".
'لقد بلغتُ فعلًا نهاية السيناريوهات.'
كان تشيون إينهو... لا، كلمات الشخص الذي استحوذ على تشيون إينهو صحيحة.
فمع أنّها كانت خطًا زمنيًا افتراضيًا، إلا أنّ تلك التجربة كانت حقيقية.
وبذلك، نالوا "تجربة" رؤية نهاية السيناريوهات.
《لقد اكتسبت حكاية جديدة!》
《لقد اكتسبت نصيبًا من "حكاية عملاقة" جديدة!》
الحكاية التي نالتها هذه المرة كانت حتى "حكاية عملاقة". يبدو أنّ اسم القصة لم يُحدد بعد بسبب تأخر نظام <البث النجمي>، لكنّها قصة ضخمة حصلت عليها بعد رؤية نهاية "السيناريو الأخير".
إن كانت هناك هذه الحكاية وحدها، فلن يكون من المستحيل رؤية النهاية مجددًا في الجولة الحادية والأربعين.
'لقد كان من المجدي القدوم إلى عالم الخوف .'
وأكبر إنجاز هو أنها حصلت على رباط صغير لتواجه به الكوكبات معًا.
لو استطاعت تنفيذ السيناريو مع يو جونغهيو وتشيون إينهو في الجولة الحادية والأربعين...
انتظر لحظة، أين ذهب تشيون إينهو؟
نظرت حولها، فلم تستطع أن ترى تشيون إينهو.
آخر ما تذكّرته كان ظهره وهو يجري نحو غرفة طاقة الفُلك.
هل يمكن أنّه فشل بعد ذلك؟ ولكن لو كان قد فشل، فكيف عادت هي بسلام إلى غرفة خلل الزمن؟
"تشيون إينهو؟"
في اللحظة التي همست فيها باسمه بلا وعي، ارتفعت عشرات الأعمدة من الضوء بالقرب منها دفعة واحدة.
"آه."
إنهم المتساميـن الذين تلبّسوا أجسادًا في الجولة الأربعين، عادوا الآن. أطلقت تنهيدة ارتياح بالكاد. كما توقعت، ذلك السفسطائي الشرير نجح أخيرًا في رؤية نهاية الجولة الأربعين.
"يا له من أمر خطير... هذه المرة كدت أهلك حقًا."
"لقد كانت مغامرة عظيمة فعلًا."
"هل بينكم من اكتسب بصيرة جديدة؟"
"ذلك الرجل... النهاية، لقد أصابها أخيرًا."
تاركة وراءها المتساميـن يتبادلون الأحاديث الصاخبة، خرجت آنا كروفت تبحث عن تشيون إينهو بين الثغرات بين المتجسدين.
"تشيون إينهو!"
لم يكن له أثر. حاولت تفعيل [رؤية المستقبل] تحسبًا لحدوث مكروه، غير أنّ المهارة لم تعمل كما ينبغي.
وقد حدث هذا من قبل، خاصّة في الحالات التي يكون فيها تشيون إينهو متورطًا بعمق؛ إذ كانت الرؤى المستقبلية تختفي على نحو غريب.
إلى متى تاهت هكذا؟ سرعان ما وقع بصرها على هيئة مألوفة ظهرَت مع عمود ضوء جديد.
"أأنت بخير، تشيون إينهو!"
كان معطفه أشدّ احمرارًا من قبل.
ذلك الشرير الذي كانت تبحث عنه قد ظهر أمامها. لكن لماذا؟
في اللحظة التي أمسكت فيها بكتفه النحيل، شعرت آنا كروفت باختلال توازن العالم. انتابها فجأة قلق ودوار، وقرعت في عقلها أجراس إنذار متتالية: شيء ما خاطئ.
لكن... ما الذي كان خاطئًا بالضبط؟
كان خلل الزمن قد تم تجاوزه بسلام، ولم ينتهِ بعد عالم الخوف.
لكن، لماذا...
"هكذا كان الشعور."
لماذا ارتجف جسدها بقشعريرة عند سماع صوته؟
"لقد اشتقت فعلًا إلى هذا الهواء."
بغريزة حادة حاولت أن تدفع كتفه بعيدًا، لكن تشيون إينهو قبض على معصمها أسرع مما تحركت، وسألها:
"أيتها الرسولة، ماذا ترين في [رؤية المستقبل]؟"
"..."
"ألا ترين شيئًا؟"
"أنت—"
"بالطبع. لن تنفع أي 'رؤيا' على هذا الجسد بعد الآن."
انتفضت آنا كروفت، وانتزعت يدها بقوة، وحدّقت به بغضب.
"أنت... من تكون؟"
"أما عرفتِ من أكون؟ ألستِ تنادينني كل هذا الوقت؟"
ارتدت آنا كروفت إلى الوراء، وشفتاها ترتجفان.
الإحساس بداخلها كان واضحًا. لقد تنبّأ بدقة بهوية الرجل الذي أمامها. لكن آنا كروفت لم ترد أن تصدّق.
لماذا؟ لماذا الآن؟
"أين... أين ذهب؟"
"هو؟ من تعنين؟"
"الروح التي كانت تسكن جسدك—"
آنا كروفت لم تكن تعرف اسمه الحقيقي. لم تكن تعرف الاسم الذي كان يحمله ذلك المستحوذ الذي منحها لقب "كيم آنا".
ولهذا لم يكن أمامها سوى أن تنطق بالاسم الذي اعتاد الجميع مناداته به.
"ماذا حدث لـ كيم دوكجا؟"
ابتسم تشيون إينهو ضاحكًا عاليًا، كأنّه وجد الأمر في غاية الطرافة.
"الآن نطقتِ بذلك الاسم أخيرًا."
"أنا كيم دوكجا الآن."
"ماذا قلت؟"
"افتحي عينيكِ جيدًا وانظري، آنا كروفت. لم يتغير شيء."
وفجأة بدأ صوت قصة يتردّد من مكان ما.
「 شعرت آنا كروفت أنّ قلبها يهدأ تدريجيًا. 」
من أين أتى ذلك السطر؟
لم تكن آنا كروفت تدري.
「 لم يتغيّر شيء. كل ما هنالك أنّ كل شيء عاد إلى مكانه الأصلي. 」
الرجل أمامها كان تشيون إينهو.
روح تشيون إينهو عادت بكل بساطة إلى جسده.
"أتذكرين؟ لقد تعاهدنا أن نعيش معًا للجولة الحادية والأربعين. جئت لأفي بذلك الوعد. ستقومين بعملك، وسأساعدك على إنجازه."
كان الأمر كما قال. كل ما عليها فعله أن تواصل ما كانت ستفعله أصلًا. أن تُنهي السيناريو وتقاتل الكوكبات.
ذلك سيكون كافيًا، لكن لماذا...
"أنا—"
بدأ بصرها يضطرب دون وعي منها.
ارتسمت ملامح دقيقة على وجه تشيون إينهو وهو يحدّق بها.
وفي اللحظة التي همّ فيها بالكلام مجددًا، دوّى صوت ذو هيبة غير عادية:
[من أنت؟]
عندما التفتت برأسها، كان تشوك جونغيونغ واقفًا هناك.
[أين ذهب تلميذي؟]
ما إن سمعت صوته حتى أشرق وجه آنا كروفت بالأمل. ربما... لو كان تشوك جونغيونغ.
"ألستَ قادرًا حتى على تمييز وجه تلميذك بعد الآن؟"
أجاب تشيون إينهو بنبرته الماكرة المعتادة، فتقدّم تشوك جونغيونغ نحوه بخطوات حازمة.
[أنت.]
قبضت يده الضخمة على كتف تشيون إينهو بقوة ساحقة، حتى كاد يسحقه.
[أنت لستَ تلميذي.]
بدأت هالة ضغط هائلة تثقل كاهل تشيون إينهو. إنّه كوكبة من أعلى المستويات، كوكبة متسامية، برتبة قائد الفرقة الثالثة في تحالف المتسامين.
لكن المدهش أنّ تشيون إينهو تلقّى الضغط بلا أن يرف له جفن.
《القصة "وارث الاسم الأبدي" تبدأ في سردها.》
القوة المتدفقة من كامل جسده كانت تحميه.
"هذا صعب، يا معلمي."
اندهش تشوك جونغيونغ، فزاد من قوته أكثر، لكن القصة التي تفجّرت من تشيون إينهو أخذت تتعاظم كأنها تناهض قوته.
حدثت هزّات أرضية متتالية زلزلت المكان كله، وتطايرت شرارات حجبت الرؤية من شدتها.
وحين اختفت الشرارات والغبار، انكشفت أمامهم مشهد مدهش:
تشوك جونغيونغ، قائد الفرقة الثالثة، جاثٍ على ركبتيه أمام تشيون إينهو.
كان تشيون إينهو، وهو يضغط بيده على كتف جونغيونغ المحترق تمامًا، يتلفّت من حوله قائلاً:
"أيها الجميع، أرجو أن تظلوا صامتين."
لم تكن سوى كلمة واحدة. لكن عند تلك الكلمة وحدها، تجمّد كل المتسامين غير قادرين على الحراك.
وأدركت آنا كروفت ما هي القوة التي أطلقها تشيون إينهو للتو.
「 التحريض. 」
「التحريض، وقد بلغ ذروته، كان يقيد المتسامين.」
ومن ذلك، فهمت آنا كروفت أن تشيون إينهو قد استعاد قوته الأصلية من الجولة السابقة.
إنه تشيون إينهو، "السفسطائي الشرير" و"مخادع النجوم".
ذلك الذي رأى نهاية العالم بصفته آخر إنسان، قد ظهر الآن في الجولة الحادية والأربعين.
غير أنّ جسده لم يكن كافيًا لردع كل المتسامين.
"أيها السفسطائي الشرير، هل استعدت جسدك؟"
"حاكم اليأس."
إنّه تشونهوه، قائد تحالف المتسامين. ومعه حرسه: ريونارد وكارلتون، وقد وقفوا أمام تشيون إينهو بهالة مهيبة.
هزّ تشونهوه كتفيه وقال:
"ليست لدي نيّة للقتال معك."
"ألم تكن أنت من بدأ الفوضى أولًا؟"
"حسنًا، لم أفعل ذلك عمدًا."
رفع تشونهوه يده عن كتف تشوك جونغيونغ، ولمس معصمه، ثم نقر بلسانه قائلًا:
"إن كنت قد استوليت على هذا الجسد، فهذا يعني أنّك حققت غايتك. عليك فقط أن تغادر هذا المكان."
"أنت متعجل، أيها القائد. لم أحقق غايتي بعد. ثم... الآن ليس وقتك لتقف في وجهي."
دوّى انفجار من الطابق الأعلى في خلل الزمن.
تقدّم بعض المتسامين المذعورين لمعالجة الوضع.
"الباب تحطّم!"
"أغلقوه! إن تحركنا الآن، قد نعيده!"
لقد كان الحكام الخارجيين من العالم الأعلى يحاولون كسر الخلل وعبور الباب.
رفع تشيون إينهو بصره نحو أولئك الحكام، وقال:
"النهاية لم تنتهِ بعد."
إنّ النهاية، التي كانت معلّقة مؤقتًا أثناء مجريات قصة الجولة الأربعين، قد استؤنفت. وكانت أعنف من ذي قبل.
"ملك الخوف حزين. ربما لأنه قرأ قصتي."
"سأتكفّل بذلك."
"لا يمكنك دخول 'البيت الكبير'، أليس كذلك؟"
"..."
"لإيقاف النهاية، لا بد لشخص أن يذهب ويُهدّئه. ويبدو أنّه ليس هنا الآن إلا شخص واحد يملك المؤهلات لذلك."
أطلق حاكم اليأس، تشونهوه، تنهيدة خفيفة، ثم أومأ إيماءة قصيرة لجنرالاته. عندها أفسح الجنرالات الطريق لـ تشيون إينهو.
انحنى تشيون إينهو قليلًا، وبدأ يصعد الدرج المثبّت في زاوية الخلل.
وأثناء متابعته له، قال تشونهوه:
"ذلك الشاب الذي استعمل جسدك... كان صديقًا طيبًا."
"..."
"كان فعلًا صديقًا عزيزًا."
"أهكذا؟"
أجاب تشيون إينهو، ثم التفت برأسه نحو آنا كروفت.
"أيتها الرسولة، أما ترغبين برؤية نهاية عالم الخوف؟"
ابتسم تشيون إينهو ومدّ يده نحو آنا كروفت المذعورة.
"هلمي، لنذهب معًا لملاقاة ملك الخوف."
_____________________________
كانت الكتب في المكتبة تهتز كلها دفعة واحدة. الحروف المثبتة على الصفحات أخذت تتفكك وتتناثر، والقصص المتدفقة من بين الأوراق الممزقة تتسرب خارجة.
كان [الجدار الرابع] يهتز.
"(أيها اللعين... أيها الأصغر! أجبني! أيها الأصغر!)"
كان كيم دوكجا الأول—ملك الخلاص الشيطاني —يصرخ وهو متشبث بالطاولة المرتجفة. لكن مهما نادى، لم يجب الأصغر.
لم يكن الأمر أنّه لا يرد على المكالمات فحسب، بل كان غير واضح إن كان حيًا أم ميتًا.
كان الاسم في الكتاب أمامه دليلًا على ذلك. جميع المواضع التي كان يظهر فيها اسم "الأصغر" قد طُمست، والآن اسم آخر يحاول أن يُكتب مكانه.
تشيون ■هو
■ إينهو
تشيون إن■
...
كان الأمر جليًا.
لا بد أن يجد الأصغر حالًا.
لكنه مهما صرخ، لم يكن صوته سوى جملة محبوسة داخل [الجدار الرابع]. لم يصل إلى الأصغر.
وكان " كيم دوكجا الصغار " يصرخون ويبكون هنا وهناك. ولحسن الحظ، كان الصغار الأكثر ثقة، مثل غو سيوناه، تحاول تهدئتهن، لكن من الواضح أنّه إن ظل الوضع هكذا، فسوف يتحطّم حتى [الجدار الرابع] نفسه.
رفع " كيم دوكجا الصغار " أعينهم إليه كأن لا سبيل آخر.
تنهد كيم دوكجا بصمت.
「 (يا رفاق.) 」
كما توقّع، لم يكن هناك سوى شخص واحد يمكنه مساعدة الأصغر الآن.
فحسم ملك الخلاص الشيطاني أمره.
「 (لنخرج قليلا ونتفقد المكان.) 」
____________________________
نو كومنت .... بديت نخاف من تشيون إينهو شن الرعب هادا ._.
____________________________
Mero