871 - ملك الخوف (16)

كم من الوقت اضطر ملك الخوف تحمل المعاناة من أجل هذه اللحظة؟

لقد كان حلمًا مريعًا، جميلًا، طبيعيًا، وغامضًا. كابوسًا أعلن أخيرًا نهاية عالمٍ ما. ظلامًا لا نهائيًا لم يجرؤ أي ضوء نجمي على كشف مصدره.

في ذلك الظلام، تحرك الذيل الأخير.

[كيم دوكجا!]

صرخت جانغ هايونغ، التي جاءت متأخرة عبر البوابة. إلا أن صوتها ضاع وسط قصة الحكاية العملاقة ولم يُسمع.

سقط إصبع ملك الخوف من الأعلى، فغاص ذيل التنين الأخير استجابةً له.

《الحكاية العملاقة، "موسم النور والظلام"، يُعاد صنعها!》

رفرف الذيل الأخير بصوتٍ مدوٍّ. ومرت أول موجة صدمة عبر بوابة صدع الزمن.

راقبت المشهد عبر [منظور القارئ العليم] – المرحلة 0. الزمن الذي تحمله ملك الخوف في حلمه مرّ عبر روحي.

《القصة، "ملك الخوف"، تبدأ في سردها.》

في تلك اللحظة، كنت أنا ملك الخوف، وكان ملك الخوف هو أنا.

كيم دوكجا، الذي حلم طويلًا في "بيتٍ كبير" كان صغيرًا جدًا مقارنةً بالعالم الذي حلم به.

「"هايونغ-آه."」

وكان هناك مقاتل ظل بجانبه.

「"هل سأستطيع أن أحلم حلمًا سعيدًا يومًا ما؟"」

حتى هو، الذي أحب الحزن أكثر من أي أحد، كان في الحقيقة يريد أن يحلم حلمًا سعيدًا.

لكنه لم يكن يعرف ما هو "الحلم السعيد". لقد نسي معناه، وربما لم يتعلمه أصلًا.

قالت له جانغ هايونغ:

「"ليس المهم أن تحلم حلمًا سعيدًا."」

وبينما كانت تمسح على رأس الفتى الذي نسي معنى السعادة، أخبرته جانغ هايونغ قصة قديمة.

「"المهم هو أن تكون حيًّا الآن."」

هي أيضًا لم تكن تعرف ما هي السعادة.

لكنها كانت قد كتبت منذ زمن جملًا على الجدار.

جملًا ثمينة كتبتها واحدة تلو الأخرى على الجدار المجهول – 「جدار التواصل المستحيل」 – على أمل أن يقرأها أحدهم يومًا ما.

كانت تقرأ تلك الجمل مجددًا بعد وقتٍ طويل. الجمل التي كانت تأمل أن يقرأها أحدهم.

مساعدتها لأيلين في متجر الساعات "إيتيكا" ("في الواقع، لا أعرف الكثير عن الساعات.").

طعم "كرشة الشيطان المقلية" التي أعدها الطاهي مارك ("ستندم إن لم تأكلها لمجرد مظهرها.").

اليوم الذي قابلَت فيه كيم دوكجا لأول مرة في عالم السيناريوهات الرهيب ("ذلك الوغد وجه لي لكمةً على الكتف...").

اللحظة التي بدأ فيها الزمن بالجريان مجددًا في عالم الشياطين الذي كان متوقفًا ("كان الأمر محبطًا جدًا.").

ذكراها، هي التي كانت متشائمة بشأن موهبتها طوال حياتها، وهي تزدهر للمرة الأولى وتصبح "مقاتلة" كيم دوكجا. ("كان الأمر غامرًا جدًا في ذلك الوقت.").

الوقت الذي استطاع فيه أشخاص لم يُمنحوا أي أدوار في السيناريو أن يصبحوا جميعًا "كيم دوكجا" في الوقت نفسه، وهم يهتفون بـ"الثورة". ("لن أنسى ذلك أبدًا.").

تحدثت جانغ هايونغ عن كل تلك الأمور كما لو كانت محزنة أو مقلقة أو سعيدة.

استمع كيم دوكجا للقصة بصمت، ثم أومأ وسألها:

「"هل هذه هي السعادة؟"」

صمتت جانغ هايونغ لحظة، ثم ابتسمت بخفة وأجابت:

「"لا أعلم."」

「"لماذا تخبرينني بذلك؟"」

「"أريدك أن تعيش."」

وفي اللحظة التي أخذت فيها القصة نفسًا عميقًا، اختفى.

《القصة، "ملك الخوف"، تنهي سردها.》

تحدث ملك الخوف إلى جانغ هايونغ، المقاتلة التي كانت تصرخ من بعيد.

【أنا آسف. لم أستطع أن أوفي بوعدي حتى النهاية.】

موجة الصدمة الناتجة عن حركة الذيل كانت تقترب، ساحقة الجزء العلوي بأكمله من "غرفة صدع الزمن". ووفقًا للقصة الأصلية، فإن "الضربة الأولى للذيل" للتنين الأخير دمّرت ربع <تيار النجوم>.

تكونت ضربة الذيل من ثلاث موجات صدمة، والموجة التي كانت تقترب الآن هي "الموجة الأولى".

في تلك اللحظة، وجّه زيوس صاعقته نحو السماء. كان أسطول <الأوليمبوس> الذي انتهى من ترتيب قواته ينتظر الأوامر.

[أطلقوا النار.]

أطلقت عشرات السفن مدافعها الضوئية في الوقت نفسه.

مدافع سحرية تحمل أسطورة <الأوليمبوس> العظيمة.

القوة الهائلة التي احتوتها كل طلقة اجتاحت الحكام الخارجيين القريبين واصطدمت بموجة صدمة "التنين الأخير".

كوووكوكوكوكوكوكو!

ومع ذلك، رغم ذلك القصف الشديد، لم تتضرر الموجة على الإطلاق.

كانت النهاية تقترب ببطء وثبات.

اسودّت وجوه الحكام الاثني عشر الذين تأكدوا من الموجة.

[كيف يمكن هذا...!]

تلك كانت قوة "التنين الأخير". كارثة <تيار النجوم> التي أنهت "المعركة الكبرى بين المقدس والشيطان".

ومع ذلك، كان هناك سبيلٌ لإيقاف تلك الضربة.

في القصة الأصلية، تصدّى كيم دوكجا لتلك الموجة الصدمية.

「الضربة الأولى للذيل تتكوّن من "البرق".」

وبالنظر إلى ترتيب الكوكبات الذين تصدوا للموجة في القصة الأصلية، كان زيوس، كوكبة من الدرجة الأسطورية يتحكم في "البرق"، مؤهلًا لصدّ الموجة الأولى.

ومع ذلك، كان حكم زيوس كما يلي:

[انسحبوا.]

فُتحت بوّابة في الهواء وبدأت السفن بالانسحاب.

في تلك اللحظة القصيرة، اتخذ زيوس قراره.

حتى لو تمكن من تحييد "الموجة الأولى"، فسيكون من الصعب السيطرة على قوة التنين الأخير هنا.

وحتى إن تمكن من ذلك، فقد رأى أنه سيكون ضرره أكثر من نفعه.

لقد كان قرارًا جبانًا لكنه حكيم.

لأن—

تسوتسوتسوتسوتسوت!

فور بدء حركة الذيل، بدأ كل شيء في عالم الخوف يُجرف بتداعيات الاحتمال.

【آهاهاهاهاها!】

مكانٌ يمكن أن ينكسر وجوده في أي لحظة.

لو كان كوكبة عادية، لما رغب في البقاء هنا لدقيقة أو ثانية واحدة.

[تُدفع "شظايا الحلم الأقدم".]

زيوس، الذي كان يختبئ خلف البوابة، نظر إلينا للمرة الأخيرة.

[<الأوليمبوس> سيستعيد حتمًا ■■ خاصتنا.]

وبنهاية كلماته، اختفى وجود زيوس والحكام الاثني عشر تمامًا.

《السديم العملاق <الأوليمبوس> تلقّى ضربة هائلة ويغادر "عالم الخوف".》

ابتسمت بمرارة في داخلي.

بعد أن فعلوا كل هذا، يهربون الآن.

ومع ذلك، بهذا، تكون قصة <الأوليمبوس> العظيمة قد تلقت ضربة قاسية.

ومهما كان "ميزان الاحتمال" قد اختل، فإن القوة التي استخدمها زيوس في "عالم الخوف" كانت قوةً تليق بالفصل الأخير من السيناريوهات.

ربما حان الوقت ليتنحوا عن مكانتهم ضمن السدم الثلاثة العظمى.

لكن، ماذا سيحدث لنا الآن؟

لقد اختفى <الأوليمبوس>، لكن موجة الصدمة التي خلفتها "الضربة الأولى للذيل" كانت لا تزال تضربنا.

【أوووووووووووووووووووووووو!】

كان الحكام الخارجيون المذعورين يهربون كلٌّ إلى "صدع زمني" مختلف.

فكرت أنه سيكون من الجيد استدعاء جيهوان مجددًا، لكن كما قالت جانغ هايونغ، لم يكن هناك سبيل لاستدعائه الآن.

وهذا يعني أنه من الآن فصاعدًا، علينا أن نصدّ موجة الصدمة بقوتنا الخاصة.

في القصة الأصلية، كانت هناك أربع كوكبات تصدّت لتلك "الضربة".

ثور وديونيسوس، وكيم دوكجا الذي فعّل [الكهربة]، وكيرجيوس. فقط بعد أن اتحدوا تمكنوا من صدّ "الموجة الأولى".

لكن لم يكن هناك لا ثور ولا ديونيسوس هنا.

ما كان هنا هو...

[يبدو أن ذلك الوغد قد استيقظ أخيرًا، مما يعني أن تلميذي قد فشل.]

عندما نظرت خلفي، رأيت تشوك جونغيونغ يحدق نحونا بعينين متسعتين. ولحسن الحظ، بدا أن قادة "تحالف المتساميّن" قد نجوا.

[لكن من المبكر جدًا الاستسلام.]

كيرجيوس، الذي خرج من البيت الكبير، فعّل [التجسد] وارتفع إلى السماء مطلقًا طاقة متسامية.

[يوجد هنا "مفارقة".]

مع صوت "كودّوك"، بدأ البرق الأبيض المزرق الذي أطلقه في معادلة موجة الصدمة.

كوغوغوغوغوغو—

لكن الأمر كان أكثر من قدرته وحده. رغم كونه أحد قادة "تحالف المتساميّن"، فإن متساميًا واحدًا لا يمكنه صدّ "الموجة الأولى"، وإلا لما كان التنين الأخير سُمّي كارثة.

ولحسن الحظ، لم يكن وحده.

[إييييييييييييييييييييييي!]

انطلقت ملكة المتساميّن، جانغ هايونغ، التي فعّلت [الكهربة]، مندفعًة نحو كيرجيوس المشتعل.

واتبعهم حكام خارجيون مجهولين.

【أوووووووووووووووو!】

هل كان هذا وهماً؟

للحظة، بدت ظهور الحكام الخارجيين الذين يحاربون التنانين مشابهة تمامًا لثور وديونيسوس.

وكما هو متوقع، التفتت جانغ هايونغ، التي بدأ جسدها كله يحترق بالسواد، وصرخت:

[كيم دوكجا! أغلق الباب! بسرعة!]

خطر لي فجأة بعد سماع كلماتها.

السبب في أن ذيل "تنين نهاية العالم" غطى عالم الخوف هو أن "ملك الخوف" فتح باب "صدع الزمن". إذن، بالعكس، إن استطاع ملك الخوف إغلاق ذلك الباب مجددًا—

「ملك الخوف لا يستطيع إغلاق "الباب".」

《المهارة الحصرية، "منظور القارئ العليم" المرحلة 0 تُلغى.》

「أُطلق سراح منظور القارئ العليم، فعطس ملك الخوف بقوة في الهواء. خرجت من فمه مع مخاطٍ لزج.」

【أيها الأصغر.】

فتحت عينيّ في جسدي المتجسد بشيءٍ من الدوار. كان ملك الخوف المتألق أمامي.

كنت أعلم لماذا يناديني.

لقد كان كيم دوكجا الذي لم يحلم سوى بكوابيس. ولأجل استدعاء "تنين القيامة"، أهدَر كل الاحتمال الذي كان يملكه.

【لا أستطيع إغلاق ذلك "الباب".】

لا يمكنه إيقاف كابوسه.

【سيأتي القطار قريبًا، وسأضعك أنت والأطفال على ذلك القطار، لتفرّوا بعيدًا عن هذا "عالم الخوف".】

حتى في اللحظة الأخيرة، كان قلقه على الآخرين لا على نفسه.

"هل ستستسلم هكذا؟ لقد وصلنا إلى هنا. يمكننا فعلها! إنها كارثة أنت من استدعيتها، لذا يمكنك التخلص منها. إذًا—"

هزّ ملك الخوف رأسه نافيًا كلامي.

【على الرغم من أنني حلمت طويلًا، إلا أن الأحلام الوحيدة التي أستطيع رؤيتها هي الكوابيس.】

"لكن."

【ربما باستثناء حلمٍ واحد.】

ألقى ملك الخوف نظرة خفيفة على عالم الخوف بأكمله، ثم التفت إليّ للمرة الأخيرة.

كان نظره خانقًا بحق. تعثّرت، عاجزًا عن احتمال ذلك النظر.

【ربما هذه اللحظة.】

حين قابلت "ملك الخوف" لأول مرة، ظننته مخيفًا قليلًا. لكن اللعنة، في هذه اللحظة، بدا لي جميلًا.

بدت هيئته، وهو يخاطر بكل شيء ليحمي الآخرين، أكثر شبهًا بكيم دوكجا من أي كيم دوكجا آخر عرفته.

【ربما لهذا كنت أحلم طوال هذا الوقت.】

انطلق صوت بوق من بعيد. قطار مألوف يجري على السكة.

صوت العجلات.

قطار الأنفاق كان يقترب من بعيد.

「قطار الأنفاق في طريق العودة من العمل.」

القطار الذي أدخلنا إلى عالم السيناريوهات الرهيب هذا.

【شكرًا لأنك منحتني حلمًا جميلًا، أيها الأصغر.】

ومع ذلك، كان ذلك القطار الخلاص الوحيد القادر على إنقاذنا من الجحيم في هذه اللحظة.

"لنذهب معًا."

قلت ذلك، ممسكًا بيده بقوة. عندها هزّ ملك الخوف رأسه.

【هذا غير ممكن. فأنا "عالم الخوف" نفسه.】

"إن متّ هنا، ستختفي كل الأحلام التي جمعتها، أليس كذلك؟"

【...】

"هناك طريقة واحدة."

أنهيت كلامي، وأنا أنظر تارة إلى موجة الصدمة التي كانت أمامي مباشرة، وتارة إلى القطار المسرع نحونا من بعيد.

"هناك طريقة لتجنّب "النهاية" دون أن يختفي أيّ من هذا العالم."

_____________________________

Mero

2025/10/08 · 8 مشاهدة · 1468 كلمة
Mero
نادي الروايات - 2025