927 - حرب السجلات (4)
عينان حادتان تألقتا في ظلمة المسرح الحالكة.
صوت أحدهم يطرق باب المسرح بانتظام. تجاهل أسموديوس الضجيج وركّز على الشاشة.
「"هاها، هاهاهاهاها! أستطيع أن أصبح قوياً الآن! يا ابن الكلب، كيم دوكجا! لم تكن تعلم هذا!" 」
صرخ رجل على الشاشة. رجل في منتصف العمر، مغطى بدماء الشياطين، كان يطعن "الحارس المظلم" الساقط بسكين حادة.
「 "الخلود؟ أيها الأحمق! ما نوع الخلود في عالم كهذا؟ لهذا السبب لا يمكنك أن تكون قائداً! هل تفهم—" 」
دق، دق، دق. ازداد الطرق على باب المسرح ارتفاعاً. قطب أسموديوس حاجبيه وتنهد منزعجاً، ثم أطفأ الشاشة وفتح باب المسرح.
【ما الأمر، أيها الناسك؟】
كان "الناسك" أحد المسجّلين المساعدين الذين استقطبهم أسموديوس حديثاً. كانت طريقته في الكتابة قاتمة، لكنه أظهر موهبة في تجسيد [المصير] بالاختزال، وكان يُعتقد أنه سيكون مفيداً.
بدا عليه شيء من التردد، لكنه كان متحفظاً نسبياً. وقد وصل إلى رتبة "الأحمر" في أرشيف سجلات بيشونهوري، لذا لم يرَ بأساً في تجنيده...
【قلتُ لك ألا تأتي إلا إن كان الأمر عاجلاً.】
【أعتذر. يا ملك شياطين السينما، لدي تقرير عاجل.】
راقب أسموديوس الناسك وهو يتحدث بسرعة تفوق سرعة نسخ [المصير]، وقرّر أن يستمع له.
【...في "أرشيف سجلات" بيشونهوري؟ هل هذا صحيح؟】
【نعم.】
كان ملخص كلام الناسك كالآتي:
ظهر مسجل يرتدي "قناع الثعلب الأبيض" في البعد الفرعي لبيشونهوري، "أرشيف السجلات". لكن ذلك المسجل الغامض قد "تاجر" بمعلومة بدت غريبة في الوهلة الأولى.
【الطعام الذي يكرهه "الحلم الأقدم"؟ هل كان يقترح حقاً "صفقة" باستخدام تلك المعلومة؟】
【نعم، لذا...】
【هاهاها.】
ضحك أسموديوس فجأة، فبدا الارتباك على وجه الناسك. ثم تنحنح أسموديوس بخفة وأضاف:
【أنا فضولي. ذلك الأرشيف... إلى أي مدينة يتصل؟】
عند سماع تعبير الاهتمام على وجه أسموديوس، ازداد حماس صوت الناسك بشكل واضح.
【نقطة الوصول لذلك الأرشيف هي—】
في تلك اللحظة، سُمِع همس خافت من زاوية المسرح.
「 أوه— 」
صوت غناء طفل. وبينما توقف الناسك من الدهشة، بدأ الأطفال الآخرون في القاعة يتحدثون واحداً تلو الآخر.
「 أو أو أو أو أو أو أو أو 」
أنشد الأطفال بصوت واحد.
قبض احتمال غريب على المسرح.
شعر الناسك بدوار رهيب، فترنح.
【آه.】
رفع رأسه، فرأى أسموديوس، وملامحه مفعمة بالذهول.
وكأنه نسي القصة التي كان يسمعها، ترك أسموديوس الناسك خلفه ومشى نحو مقاعد الجمهور، حيث سقط هناك.
وبعد لحظات، بدأ مقطع مصوّر يظهر على الشاشة الممزقة للمسرح.
「 ...ملك الخوف قوي... 」
مجرد سماع اللحن جعل معدته تنقلب. قصة "الخوف" كانت تتردد داخل أسموديوس، فبدأ يبكي.
【أرى الآن. عودة تليق بك حقاً.】
فوق "منطقة الموريم الجديدة"، نزل ملك الخوف.
صرخات مسجلي الخوف. وحتى وسط ذلك كله، استمر نضالهم اليائس، يحاولون كتابة جملة إضافية واحدة فقط.
「 المراقب المنسي للأحلام قد كشف عن نفسه أخيراً. 」
「 سيد الخلل الزمني، الموقَّر من كل النجوم... 」
「 الفتى من المنزل القديم، الذي يتناغم مع حزن المفقودين... 」
وبينما كان أسموديوس يراقب ساحة المعركة على الهامش، حيث تتصارع الرغبة في الكتابة والقراءة والبقاء، التفت إلى الناسك المرتجف في زاوية المسرح وقال:
【انظر، أيها الناسك. هذا العالم "معركة سطر واحد".】
سطر واحد يحدد الحياة والموت، سطر واحد يكتب [مصير] أحدهم. وسطر واحد يمكنه أن يقرر نهاية عالم بأكمله.
السؤال الحاسم هو: من يكتب "الجملة الأخيرة"، وكيف.
【نهاية خط العالم تقترب حقاً.】
"صيد الكوكبات" قد بدأ.
______________________________
「 "لا تستخدم ’الوضع الثاني‘." 」
في اللحظة التي فعّلت فيها القصة، تذكّرت كلمات هان سويونغ غريزياً.
「 "وضعك الثاني لم يكتمل بعد. إن أسأت استخدامه، قد تلتهمك القصة نفسها." 」
الوضع الثاني الذي تحدثت عنه هان سويونغ كان استعارة لقوة "ملك الخوف".
《القصة، "ملك الخوف"، تتناغم معك.》
ما إن دخلت "القاعة العظمى"، حتى تحدث ظلام العالم إليّ.
【أوه أوه أوه أوه أوه أوه أوه أوه أوه أوه】
صرخات الحكام الخارجيين ترددت في <تيار النجوم>. الحكام الخارجيين البعيدين، المنتشرين عبر خطوط العوالم، كانت تحدق بي.
【مـلـك الـخـوف】
ومع أنني عادةً كنت سأفزع، لم أشعر بالخوف. ربما لأنني أدركت في اللاوعي أنهم لم يكونوا أعداء لي.
【مرحباً بك في ملعبنا】
بالطبع، لم يكن كل الحكام الخارجيين مرحبين بي.
【رائحة الكوكبات】
【أنتَ ■ ■ ■ ■ ■ ■…؟】
وفي اللحظة التالية، ومع شرارة هائلة، تدفقت قصة من داخلي.
《القصة، "وارث الاسم الأبدي"، يمسك بسلطته.》
《الحكاية العملاقة، "مراقب النور والظلام"، تبدأ سردها.》
القصة الرئيسية لكيم دوكجا الثاني، الحكاية العملاقة "مراقب النور والظلام"، بدأت بالتحرك.
سياق أبعد بكثير من القصص السابقة اجتاحني.
「’الحكاية العملاقة‘ أشبه بظاهرة طبيعية. قصتها لا تساوم التجسد، بل تتحقق فقط من خلال جسده. 」
وسط الألم المحرق في دماغي، بدأ أحساسي بالذات تتلاشى تدريجياً.
هل لهذا السبب حذّرتني هان سويونغ من استخدامها؟ حاولت بيأس أن أستحضر قصة "الثاني". لكي أتقن هذه القصة، كان علي أن أُحاكي سيدها، ولو قليلاً.
「 من هو ’ملك الخوف‘؟ 」
مصدر <تيار النجوم>—كائن وُلِد من شظايا "الحلم الأقدم". سيد "الخلل الزمني" الذي يحلم ويجد متعة في تفسير الأحلام.
كل من سجّل حياته حاول أن يترك ولو سطراً واحداً من التفسير، وكل نجم رآه انسحب من الخوف الذي يعجز الضوء عن تفسيره—
「 غرابة <تيار النجوم>. 」
على عكس الأول، الذي كان كثير الكلام، نادراً ما تحدثت مع الثاني.
ومع ذلك، ما زلت أذكر المشهد الذي رأيته معه في "المنزل الكبير". مشاعره تجاه "الخلل الزمني". تعاطفه مع الحكام الخارجيين. فضوله الذي لم يتجاهل حتى قصص الشخصيات الثانوية أو الأشرار.
「 لقد كان وحشاً وُلد ليحب كل القصص. 」
مجرد الحفاظ على وجودي جعل عقلي على وشك الانهيار.
متشبثاً بوعيي بالكاد، تابعت السير في "القاعة العظمى".
طريق من النجوم والظلام. عبر نظرات اختلط فيها الخوف بالإعجاب، بدأت أرى مخرج القاعة.
「 ’ملك الخوف‘ سيُصغي مجدداً إلى القصص. 」
بدا أن ظل رمادي نزل على كل منظر في العالم.
「 ملك الخوف، الذي يرى العالم بعينين مغلقتين ويسمع الحقيقة بأذنين مسدودتين، سينزل. 」
احترقت الكائنات الحية حتى الموت، دون أن يبقى حتى طوق واحد. واختفت آثار جميع الكائنات أمام عينيّ.
「 أكره الحزن. 」
هذا هو العالم الذي رآه "ملك الخوف".
[هراء، هراء—]
حاكم اللهب، وهو يحرق الأرض، رفع بصره في ذهول.
[لا يمكن أن يكون ذلك الكائن الشرير لا يزال حيّاً—!]
هل رأيت يوماً حاكماً يرتعد من الخوف؟
《عدد قليل جداً من الكوكبات يحاول مغادرة القناة!》
كنت أراقب.
「 "إذا اضطررت إلى كشف قوتك مبكراً..." 」
وبينما كانت كل الكائنات التي شعرت بـ"الخوف" مترددة في رفع رؤوسها، كنت أسير ببطء نحو حاكم اللهب.
「 "أرهم بوضوح الفارق في القوة. لا أحد في <تيار النجوم> يمكنه تجاهلك. هكذا فقط ستحمي ما هو ثمين بالنسبة لك." 」
حضور "ملك الخوف" ملأ "منطقة الموريم الجديدة" كلها.
「 و ج ود ف ر ا غ و ج ود ف ر ا غ و ج ود ف ر ا غ و ج ود م س ا ه م ة 」
「 ب ق ا ي ا ن و ر ب ق ا ي ا ن و ر ب ق ا ي ا ن و ر ب ق ا ي ا ن و ر 」
「 تـو■تـوـتـو■تـوـتـو■تـوـتـو■تـوـتـو■تـو 」
كان المسجلون المجانين يقذفون بجمل بلا معنى، وقد عجزوا عن تفسير الخوف الذي رأوه.
حتى آغني، كان يحدق بي، يقرأ شيئاً مختلفاً تماماً.
「 الرجل الذي رأى نهاية عالم كان هناك. 」
نهاية العالم. مشهد "الجدار الأخير" الذي وصل إليه مرتين عبر "ملك الخوف". احتمال نهاية يخشاها جميع الكوكبات ويوقرونها.
[آه، آآآآآآه—!]
الحاكم، الذي لمح هذا الاحتمال، بدأ ينزف دماً من كامل جسده.
《بعض مسجلي الخوف يفرّون من ساحة السيناريو!》
بعضهم، وقد شعر بالنذير المشؤوم، حاول أخيراً الهرب من السيناريو.
【بيهيونغ.】
عند ندائي، اجتاحت الشرارات منطقة "الموريم الجديدة" كلها.
《الإدارة تحظر مؤقتاً مغادرة السيناريو في هذه المنطقة.》
《مسجلي الخوف في هذه المنطقة في ارتباك عميق!》
لن أدع أحداً يهرب. لن أدعكم تفلتون من الجمل التي كتبتموها. لن أدعكم تتجاهلون الحزن القديم.
「 الارتداد الناتج عن تدمير [المصير] سيعود على من أطلقه. 」
مع كل خطوة خطاها آغني، كانت أنين المسجلين يتردد في أذني.
《السديم العملاق، <فيداس>، لا تستطيع إخفاء ارتباكها من وجودك.》
《السديم العملاق، <فيداس>، توفر احتمالاً إضافياً!》
استعاد آغني رباطة جأشه بصعوبة بعد أن تلقى الاحتمال من <فيداس>، وصرخ متحملاً ارتداد الاحتمال.
[أيها المسجّلون، لا تصابوا بالذعر. هذا ليس "ملك الخوف" الحقيقي. لقد مات بالفعل. موته قد سُجِّل! هذا ليس سوى بقايا خوف ميت—!]
كان على حق. الآن، لم أكن أملك القوة الساحقة لـ"الخوف" التي أظهرها "ملك الخوف".
فملاذه، مملكة الخوف، قد دُمِّرت بالفعل، و"الصدوع الزمنية" التي كان يتحكم بها قد أُغلِقت جميعها.
الآن، لم أكن سوى كيم دوكجا، مرتدياً ثوب "ملك الخوف".
《مسجلي الخوف يبدأون في إصلاح السجلات!》
مثل الجرذان المحاصرة، تجمعوا من جديد. الآن، كانوا يائسين هم أيضاً.
وهذا طبيعي. لأن موت آغني هنا يعني موتهم جميعاً.
نظرت إليهم مبتسماً بهدوء.
「 ليس لديهم أدنى فكرة عمّا يعنيه أن تكون ’ملك الخوف‘. 」
الآن فقط سيفهمون ما يعنيه أن توازن الاحتمال مع لوكابالا العظيم بمجرد "الوجود".
فتحت فمي ببطء.
【ثعلب السماء، بيشونهوري، الملك ويلونغ.】
وكأن العالم توقف، سكتت كل الكلمات أمام التعويذة الهادئة.
【ملك شياطين السينما، حاكم الغضب والشهوة، أسموديوس.】
تحول السماء إلى سواد حالك، وحبست الكوكبات أنفاسها. أما المسجلين الذين توقفوا عن التدوين، فقد ركزوا على كلماتي.
【تحذير لهم ولكل "المسجِّلين". من يقف في طريقي، من يجرؤ على كتابة [مصير] قبلي—】
وكأني أنقش تعويذة في أرواحهم، سجّلت خوفهم.
【ذلك [المصير] سيكون جملتكم الأخيرة.】
إنها نهاية من نوع ما.
صرخ آغني بجنون.
[لا تصغوا إليه! إنه مجرد قشرة فارغة! وفقاً للمعلومات التي وصلت لتوها من السديم...!]
وفي اللحظة التالية، بدأ ارتداد غير مألوف يتغلغل في جسده.
[ما هذا؟]
كانت الجمل المحيطة به تتفكك. كل القصص التي عززت احتماله ومدحته وحمته كانت تنهار.
「 في لحظة، أدرك آغني ما الذي حدث. 」
آغني، مذهولاً، التفت بسرعة نحو الفراغ.
[<فيداس>! الآن...!]
「 قوة "ملك الخوف"، "النهاية التي لا يمكن لأحد تجاهلها". 」
بهذه القوة، سمع كل المسجّلين في منطقة السيناريو "معلومات لا ينبغي لهم سماعها".
《كل "مسجلي الخوف" المتورطين في إعلان "المصير" في "منطقة الموريم الجديدة" دخلوا الآن حالة "انقطاع التسجيل".》
ضعف تجسد آغني، الذي كان يقوّى عبر [المصير] الخاص بالمُسجّلين، وتجسد الحاكم، غير القادر على احتواء الاحتمال المتكاثف بداخله، بدأ بالانتفاخ.
[آان...!]
وبانفجار من الاحتمال، تناثر جسد آغني أمام عينيّ.
______________________________
Mero