931 - قبل ثمان سنوات (3)
فور سماعها آراء ملك القتلة و"دانسو"، قلّت تفاعلات "كيونغ سين" مع المجموعة بشكلٍ كبير.
وكان السبب واضحًا.
"لي دانسو" و"ملك القتلة" بدآ بالعمل على سيناريوهات فردية، اتباعًا لاقتراح "كيم دوكجا" الجديد.
"سمعتُ أن ثمرة سونغيو قد تفتح في منطقة السيناريو 37. أخطط للذهاب هناك ورؤيتها."
"هل آتي معك؟"
"لا، قررتُ أنا ولي دانسو أن نذهب معًا. ابقي هنا وراقبي ييرين."
ربما كان ذلك بدافع مراعاة مشاعر "كيونغ شين".
وأثناء مشاهدتها "ملك القتلة" و"لي دانسو" يغادران، تذكّرت فجأة كلمات "جي أونيو":
「 "لمجرد أننا قرأنا القصة نفسها، لا يعني أن الجميع سيتفقون." 」
غادرت "جي أونيو" المجموعة مبكرًا وبدأت تتصرف باستقلالية.
وعندما سألتها "كيونغ شين" إن كان لا بدّ أن تغادر، وإن لم يكن بإمكانهم تنفيذ السيناريوهات معًا، اكتفت "جي أونيو" بإجابةٍ غامضة:
「 "إذا جعلت الجميع يفكر بالطريقة نفسها، إذا فليست قصةً جيدة من الأساس." 」
كانت "كيونغ شين" كثيرًا ما تتأمل معنى تلك الجملة.
بالطبع، لم يكن هناك جواب سهل.
لم يكن أمامها سوى أن تخمّن أن "جي أونيو"، بصفتها محرّرة، ربما كانت ترى شيئًا مختلفًا عن الآخرين.
「 بينما كان الآخرون يصنعون اختياراتهم، كانت الوحيدة العالقة هنا. 」
لو كانت هي محرّرة، أو قارئة قرأت القصة ذاتها مئة مرة، أو حتى شخصًا يملك قصةً خاصة—
هل كانت لتتخذ قرارًا مختلفًا؟
تأملت ذلك، لكنها لم تستطع الوصول إلى إجابة.
بالطبع، لا يمكن للبشر أن يصبحوا غرباء تمامًا.
"شين-شي."
استدارت مذعورة، فرأت "كيم دوكجا" واقفًا هناك.
"آسف، يبدو أني أفزعتكِ."
"لا بأس."
"هل يمكنني الجلوس؟"
"تفضل."
جلس الاثنان على مقعدٍ أمام القصر، يراقبان الحشود وهي تمر.
أشخاص ينقلون المواد عبر الأزقة، يتحركون مرارًا وتكرارًا.
"تحركوا ببطء!"
بعد اندلاع عالم الخوف، انهار الهيكل الحاكم القائم في "موريم" انهيارًا تامًا.
الأشجار العملاقة التي شكّلت محور "موريم" ماتت، والسدود الضخمة انهارت.
تبعثر المتجسدون الذين فقدوا مركز توازنهم، وبدأوا بالبحث عن مناطق سيناريو أخرى.
وبالطبع، بقي بعض المتجسدين في "موريم"—
أولئك الذين حاولوا إعادة بناء "موريم" المدمّر واستعادة المشهد الذي يتذكرونه.
"انقل هذا هنا! من هذا الاتجاه!"
وأثناء مشاهدتها هؤلاء الناس، شعرت "كيونغ شين" بإحساسٍ غريب.
هل سيُعيد كل هذا الجهد والعرق "موريم" التي يتوقون إليها؟
حتى لو عادت موريم، وحتى لو زُرعت أشجار لا تُعدّ حتى تكوّن غابةً جديدة—
هل سيكون من الصواب حقًا أن نطلق على ذلك العالم "موريم"؟
"لماذا جئت؟"
"هل يحتاج المرء إلى سببٍ لزيارة رفاقه؟"
كان الرجل أمامها يحمل الوجه نفسه لـ"كيم دوكجا" الذي تعرفه.
فكّرت "كيونغ شين" وهي تحدّق في وجهه.
ربما كان شخصًا يستطيع الاقتراب من "الآخرين" أكثر من أي شخصٍ في هذا العالم،
شخصًا يفهم "الآخرين" بوحشية، ويستخدم ذلك أحيانًا كسلاحٍ في القتال.
ربما جاءها هذه المرة ليستخدم ذلك السلاح.
"ماذا قال رفاقك؟"
كررت كيونغ شين في نفسها. لم تكن تعلم أي نوع من الكلام المعسول كان يُلقيه على الآخرين، لكنها لن تنخدع أبدًا. كانت حازمة، كما لو كانت تبني [جدارًا رابعًا].
"هل أخبرك رفاقك أن تحاول إقناعي لأني لا أعترف بك كـ(كيم دوكجا)؟"
لكن ما أغفلته "كيونغ شين" هو أن خصمها كان أكثر مهارة في كسر [الجدار الرابع] من أي شخصٍ آخر في هذا العالم.
"هل تكرهينني، شين-شي؟"
بدلا من الإجابة، حوّلت نظرها بعيدًا.
أكرهك.
لم تكن متأكدة إن كانت تلك هي العبارة المناسبة.
"أنا أحترم مشاعرك، شين-شي. لستُ شين-شي، لذا لا أستطيع أن أفهم تمامًا عداءكِ نحوي، لكن..."
توقّف "كيم دوكجا" للحظة، ثم رفع نظره نحو السماء البعيدة.
"هل تحبين الروايات؟"
"أحبها."
"إذًا، لنتحدث عنها قليلًا؟"
"لا."
"إذًا استمعي فقط. لأني أحب الحديث."
ابتسم "كيم دوكجا" وبدأ يسرد قصته دون إذن.
"هناك رواية كنت أحبها كثيرًا."
وبالطبع، كانت "كيونغ شين" تعرف أي روايةٍ يقصد.
كان يتحدث عن "طرق البقاء".
"لا أذكر كل التفاصيل بوضوح بعد الآن، لكني بالتأكيد أحببتها.
كنتُ أعجب بشكلٍ خاص ببطلها."
كانت "كيونغ شين" على وشك أن تقول إنها تعرف، لكنها التزمت الصمت.
"البطل في تلك الرواية يعيد الزمن مرارًا وتكرارًا. يعيش جحيمًا لا ينتهي فقط ليرى نهاية العالم."
لماذا؟
حتى وإن كانت تعرف القصة جيدًا، إلا أن سماعها من فم "كيم دوكجا" نفسه جعلها تبدو جديدة.
"بالطبع، في بعض الجولات يصبح الحليف السابق عدوًا.
وفي جولاتٍ أخرى، يحب جميع الرفاق البطل، لكن في غيرها يخونونه جميعًا."
أنصتت "كيونغ شين" باهتمام، وقد نسيت أن ترد.
"عندما قرأتُ ذلك المقطع لأول مرة، كرهتُ الرفاق الذين خانوا البطل."
"…"
"كان مؤلمًا أن أرى الرفاق الجاهلين يتبعون شخصًا غير البطل.
كرهتهم لأنهم حموا شخصيةً جديدة حلّت مكان البطل، دون أن يعرفوا تاريخه أو ما ضحّى به من أجلهم."
تساءلت "كيونغ شين" عن أي جولةٍ من "يو جونغهيـوك" كان يتحدث، لكنها أدركت أن هذا الحديث لم يكن عن "طرق البقاء" فقط.
"لا بأس إن لم أكن كيم دوكجا الخاص بكِ، يا شين-شي."
وعندما التقت عيناها بعينيه الهادئتين، عجزت عن الكلام.
"إن لم تريدي مناداتي بـ(كيم دوكجا)، فلا تفعلي. هذا حقكِ، يا شين-شي."
بمجرد أن التقت نظراتهما، شعرت "كيونغ شين" وكأن بإمكانه قراءة كل أفكارها.
وبإحساسٍ طفيفٍ بالدوار، سألت:
"ما الذي تريده مني؟"
"كل ما عليكِ، شين-شي، هو أن تجدي النهاية التي تريدينها.
أما أنا، فسأجد نهايتي أيضًا."
"ما النهاية التي ترغب فيها؟"
"أن يعود جميع 'كيم دوكجا' إلى أماكنهم الصحيحة."
حدّقت "كيونغ شين" فيه بصمت.
كان يحمل وجه "كيم دوكجا" الذي كانت تتصوره.
وللحظةٍ شعرت باضطرابٍ غامض.
"لا أعلم أين يجب أن أعود."
"..."
"هل أنا كيونغ شين أم شخصٌ آخر؟ لا أعرف حتى أي نوعٍ من القصص يفترض بي أن أروي.
ليس لدي أي فكرة عن كيف يتحمل باقي الرفاق كل هذا."
استمع "كيم دوكجا" بصمت.
وبينما أحسّت بالشفقة الخفية في صمته، أو ربما تجاهلتها، تابعت:
"أنا عديمة الفائدة الآن.
جسدي متين نوعًا ما، لكن بالمقارنة مع (هيونسونغ-شي) أنا لا شيء، ومقارنةً بزملائي، أفتقر إلى الموهبة."
لقد تدربت "كيونغ شين" بجدّ.
مثل الآخرين، صقلت مهاراتها بجدية وصاغت قصتها بعناية.
لكن نموّها كان محدودًا.
فالشخصية التي تمتلكها كانت في الأصل شخصيةً ثانوية.
قدراتها ومواهبها كانت ضئيلة.
وفوق ذلك، لم تُختَر من قبل راعٍ قوي مثل "ملك القتلة"، أو "لي دانسو"، أو "جي أونيو".
"غالبًا لستُ ضرورية للنهاية التي تريد رؤيتها."
في اللحظة التي قالت فيها تلك الكلمات، ارتجفت "كيونغ شين" دون وعي.
خوفها من "كيم دوكجا" الجديد لم يكن نابعًا فقط من ولائها لـ"كيم دوكجا" القديم.
كانت خائفة.
"لا داعي لأن تعتني بي. أريد فقط أن أبقى هنا هكذا.
سأبقى هنا بينما أنتظر (كيم دوكجا) الذي أريده."
كان هذا اختيار "كيونغ شين".
الطريقة الوحيدة لتصبح مميزة—
هي، التي لا تتفوق على أحد، والتي قد تُستبعَد قريبًا من السيناريو.
「 ظنت كيونغ شين أن هذه هي النهاية. 」
لقد بذلت جهدها ووصلت إلى هنا.
حتى لو لم يعد (كيم دوكجا) الذي تنتظره، فذلك لا بأس به.
لو كانت شخصية، فـ■■ خاصتها بلا شك سيكون هنا.
"شين-شي."
قال كيم دوكجا، ناظرًا إلى كيونغ شين
"دعيني أُصحح ما قلته سابقًا، أنا أفهمكِ قليلًا."
"تفهمني؟ ماذا تعني؟"
كيم دوكجا لم يُجب. بل نظر إليها بعينين حزينتين قليلًا.
عند تلك النظرة الصامتة، خرج صوت "كيونغ شين" حادًا دون وعي منها.
"كيف يمكنك أن تفهم هذا؟"
"لقد راودتني أفكارٌ مشابهة، يا شين-شي.
لقد عانيتُ أيضًا من فكرة أنني لا أقدّم أي فائدة لرفاقي، وأنني مجرد عبء على السيناريو."
استمعت "كيونغ شين" مذهولة.
"كانت هناك أوقات كرهتُ فيها رفاقي لأنهم مضوا نحو نهايةٍ مختلفة تاركينني خلفهم.
بالتأكيد كنتُ ألومهم لأنهم كانوا يدفعونني بعيدًا حين كنت أرغب بالبقاء."
"أنت كيم دوكجا، أليس كذلك؟"
"لا تعرفين أي نوعٍ من (كيم دوكجا) أكون، يا شين-شي."
توقفت "كيونغ شين" للحظة.
كان محقًا.
لم تكن تعرف أيّ "كيم دوكجا" هو.
هل هو "ملك الخلاص الشيطاني"؟ أم "مراقب النور والظلام"؟ أم "سجين العصابة الذهبية"؟
لا، ربما ذلك "كيم دوكجا"—
"أنا، مثلكِ تمامًا يا شين-شي، مجرد واحدٍ من عددٍ لا يُحصى من شظايا كيم دوكجا."
تجمّدت "كيونغ شين" وسألت.
"ما الذي تعنيه؟ هل استوليت على جسد شخصٍ أيضًا؟"
"لا، لقد وُلدتُ بجسدٍ خاص بي.
لكن على عكسك، هبطتُ خارج السيناريوهات."
"خارجها؟"
"مجالٌ واسع، حقلٌ جليدي يمتد بلا نهاية كأنه محيطٌ أبيض شاسع.هناك وُلدتُ، وهناك تربّيت."
حقل جليدي واسع يشبه المحيط.
لم تعرف "كيونغ شين" إن كان ذلك استعارةً أم حقيقة.
لم تسمع من قبل عن "كيم دوكجا" كهذا، ولم تتخيله.
ومع ذلك، كانت قصته صادقة بلا شك.
شظية صغيرة، نائمة بعمقٍ في روحه، كانت شاهدة على ذلك.
"ربما لو لم ينتشلني أحد، لكنتُ متُّ جوعًا هناك دون أن أعرف اسمي حتى."
شعرت "كيونغ شين" بالارتباك.
"وهناك، التقيتُ بكم لأول مرة."
"بنا؟"
"غالبًا ما تتساقط هناك قطرات من قطرات الثلج."
(م: يمكن أن تكون قطرات ثلج، ويمكن أن تكون شظايا قصة.)
في تلك اللحظة، بدأت الغيوم الداكنة تتجمع في السماء.
بدأ المطر يهطل بخفة، وواصل "كيم دوكجا" حديثه وهو يرفع نظره نحو الرذاذ المتساقط.
"شين-شي، أنا أعرف نوع الحياة التي عشتِها."
"…"
"أعرف كم تعبتِ، وكم احتملتِ لتساعدي رفاقكِ."
"انتظر لحظة."
خفق قلبها بقوة، وشعرت بالدوار.
"توقّف."
「 ربما هذا الشخص هو كيم دوكجا حقًا. 」
شعرت وكأن أحدًا يحاول نقش تلك الكلمات في ذهنها قسرًا. لم ترغب في التفكير في ذلك.
فقط التفكير فيه كان مؤلمًا.
إن كان هو فعلًا كيم دوكجا، إن كان هو الذي عرفوه—فلماذا لم يظهر إلا الآن؟
"أنا آسف."
كان كيم دوكجا يعتذر وكأنه يجيب على هذا السؤال.
" كنتُ أحمقًا. كان عليّ أن آتي إلى هنا منذ زمنٍ طويل. كان عليّ أن أحلّ السيناريوهات معكم بنفسي.
بدلًا من مجرد المراقبة، كان عليّ أن أحاول تغيير القصة بنفسي."
وبينما كانت عيناه اللامعتان تنظران إليها، شعرت "كيونغ شين" وكأنها على وشك الانهيار.
"لقد تأخرت، لكني أنوي تغيير الأمور الآن."
وفجأة دوّى الرعد.
وانفتحت السماء بعاصفةٍ غريبة.
وميض ضوءٍ أبيض نقي تراقص في الجو.
ومن خلاله، نزلت كائنات بعيدة.
《الكوكبة، "لهيب التطهير"، تهبط في هذا السيناريو!》
《الكوكبة، "الشمس المطلقة"، يهبط في هذا السيناريو!》
《الكوكبة، "منهي الحروب"، يهبط في هذا السيناريو!》
《الكوكبة، "حاكم المقليات الصغيرة"، يهبط في هذا السيناريو!》
وقف "كيم دوكجا" بالفعل، وتقدّم خطوة وكأنه يحميها.
"يبدو أن ضيوفًا غير مدعوين قد وصلوا."
كانت تلك كوكبات—ولم تكن كوكباتٍ عادية.
هالة خبيثة غمرت السماء الواسعة.
كانت تلك الكوكبات على الأقل بمستوى درجة السرد، بل وتضاهي القوة الرئيسية للـ"سدم العملاقة".
شعرت "كيونغ شين" بذلك غريزيًا.
لم تظهر تلك الكوكبات هنا بدافع الود.
[هل توجد شظايا من الحلم الأقدم هنا؟]
ابتسم "كيم دوكجا" عند سماعه نداء الكوكبات.
"يبدو أنهم جاؤوا من أجلي."
______________________________
Mero