952 — الأسطورة (5)
ملك الخلاص الشيطاني تصفّح العناوين في الجريدة الملقاة على الطاولة.
『كيم دوكجا اليوم』.
كانت الجريدة مهترئة وممزقة هنا وهناك. ومع ذلك، ظلّ الوفاء بمهمتها: أن تروي قصة كيم دوكجا.
「لقد كانت رحلة طويلة.」
تتبّع العديم من كيم دوكجا الصغار الجمل التي ظهرت بعناية على صفحات الجريدة، وابتلت أعينهم بالدموع. نظر ملك الخلاص الشيطاني إليهم للحظة وقال،
「(لم تنتهِ بعد، فلا تحتفلوا).」
فلمجرد أن وصل إلى مستوى الأسطورة، لم يعني ذلك أن الأمر انتهى. الأصغر لم يفشل قطّ في الوصول إلى مرتبة الأسطورة في المعارك التي خاضها.
علاوة على ذلك، كان للأصغر وقت أقلّ في تراكم القصص مقارنةً بهم، لذا كان مرجّحًا أن يكون في موضع ضعف في القتال الفعلي.
「(حظّي كان جيدًا هذه المرة، لكن...)」
كان عرض مسرحي لـ«عودة الحرب». لو أن أحد العناصر الثلاثة — شجرة العالم الخاصة بقديسة سيف تحطيم السماء، وظهور يو جونغهيوك — لم يكن في مكانه، لكانت حياة الأصغر قد فُقدت في هذه المعركة.
كما أن لمساعدة المسجّلين الذين حموا سجلات الأصغر دورٌ كبير أيضًا.
《مسجّل الخوف، «الذي لا يتغيّر »، يساعد «مُعيد كتابة الأبدية» في سجلاته.》
أحدهم كان مساعد المسجّل الذي اتخذه الأصغر: و—
《المسجّل ذو قناع الحراشف يساعد «مُعيد كتابة الأبدية» في سجلاته.》
الآخر... بدا أنه واحدٌ من المسجّلين الذين التقاهم الأصغر في «أرشيف السجلات». وربما كان يُكنّى بـ«مورال».
「متى احتجتُ إلي، فنادي هذا 'مورال' مرّة واحدة فقط. سأساعدك.」
حتى مع ذلك، فقد أظهر ميلاً تجاه الأصغر، لذا لم يكن مستغربًا أن يساعد في هذا السجل. على أية حال، لا يمكن تفسير ذلك إلا بالحظّ الجيّد.
「أترى، كانت قصص كيم دوكجا دائمًا على هذا النحو.」
سيناريو يكفي أن ينحرف عنه أدنى اختلاف ليقود إلى الموت المحتّم. أخيرًا تذكر ملك الخلاص الشيطاني وقتًا عندما أصبح أخيرًا «كوكبة من رتبة أسطورية».
「(ألا تتذكر؟)」
حرك رأسه عند التوبيخ، فرأى وجه الثاني الذي كان نائماً، وبطانيته ملفوفة مثل الحصيرة.
ضحك ملك الخلاص الشيطاني على الثاني، الذي رمش بغير وعي، وأشار إلى الصحيفة بذقنه.
「(الأصغر بلغ أخيرًا مرتبة الأسطورة).」
وكأنها كانت معلومة يعرفها مسبقًا، نهض كيم دوكجا الثاني — ملك الخوف — وتمطى قليلًا. الثاني، الذي طار وأجنحته الخيالية ترفرف، فحص الكلمات التي تركها الأصغر.
「في ظل شجرة العالم، انبعثت أصوات حكّام الخارج. كما لو كانوا يبحثون عن جذورهم، عن تاريخهم، عن أصولهم المفقودة.」
كان حكّام الخارج الذين رافقوا الثاني في عالم الخوف هناك. الكائنات المنسية من تيّار النجوم. المخاوف، التي فقدت «خلل الزمن» ومخابئها، زفرت أخيرًا في ظلّ الأصغر.
「(لست متأكدًا أن هذا هو عالم الخوف الذي حلمت به، لكن...)」
قرأ ملك الخوف الجمل في الجريدة مرارًا وتكرارًا بعينين لا تُقرآن. ميّز الفراغ خلف تلك الجمل - أنفاس الحكّام الخارجيين المُستقرة في ظل شجرة العالم الشاسعة. عندها فقط زفر بهدوء وقال:
「(هم ليسوا منسيين).」
لقد تَدمّر عالم الخوف، واندثر العالم الذي كان يحلم به ملك الخوف. ومع ذلك، بقي حكّام الخارج مسجّلين في هذه القصة.
「كانت هذه قصة الأصغر.」
قصة بالغة البلاغة لدرجة يصعب وصفها. لم تكن قصة الأصغر سردًا عن «الخلاص» ولا سردًا عن «الخوف».
لكن يمكن التعبير عنها بهذه الطريقة أيضًا: لو كتب أحد كلّ شيءٍ في هذا العالم، ومع ذلك بقي شيءٌ لم يُكتب — لكان الأصغر هو من يكتب ذلك «المكان الفارغ الباقي».
كان كِلا كيم دوكجا يعلمان ذلك جيدًا، ولذلك، كانا يفهمان أن الأصغر حتمًا سيكون بطل هذا الخط العالمي.
「(هنا ستصبح الأمور حقًا صعبة. الآن بعد أن انكشفت مكانة الأصغر، لن يجلس باقي الكوكبات ساكنين).」
لقد نما الأصغر قوةً، لكنه كان لا يزال وحيدًا عمليًا. في الوقت نفسه، كان لدى الكوكبات الأخرى قدر هائل من القوة.
「(ليس فقط الكوكبات الأسطورية، بل حتى حكّام الخارج من خطوط عالمية بعيدة سينتبهون إلى وجوده).」
كان ميلاد «شجرة العالم» حدثًا ذا وزنٍ هائل أيضًا. قصة تُجسّد ولادةً وتدميرًا لعالم. استولى الأصغر على قوة شجرة العالم، وسيظهر من سيستهدفه بالتأكيد. وقبل كلّ شيء...
「(الآن سيتحرّك هو أيضًا).」
هز ملك الخوف رأسه قليلًا على كلمات ملك الخلاص الشيطاني. في تلك اللحظة، فكّر كل كيم دوكجا حاضِر في كيم دوكجا واحد.
「كيم دوكجا حقل الثلج.」
السير وراء خيوط هذه القصة، كان ملك الخلاص الشيطاني وملك الخوف قد التقياه من قبل.
「(هناك أمرٌ غريب واحد).」
تكلّم ملك الخوف، وأومأ ملك الخلاص الشيطاني كما لو كان يعلم ذلك مسبقًا.
「(لماذا لم يتدخّل في قضية الأصغر؟)」
مع الظروف المحيطة بتدخّل الكوكبات مثل أغني، فيدار، وأبولو في «منطقة موريم الجديدة»، كان من الواضح أن «كيم دوكجا حقل الثلج» كان على علم بسيناريو «شجرة العالم». ومع ذلك، ظل مختفياً إلى أن انتهى السيناريو.
「(ربما يحتاج إلى الأصغر أيضًا).」
فكّر ملك الخلاص الشيطاني. إن لم يتدخّل كيم دوكجا حقل الثلج في هذه القضية، فربما كانت هذه القضية التي يريدها.
「كيم دوكجا حقل الثلج يريد أن يصبح الأصغر أقوى.」
أسباب ذلك لم تكن واضحة.
ربما أن وجود الأصغر ضروري للنهاية التي يرغب بها.
فجأة قال ملك الخوف، الذي كان يتأمل محيطهم، كلامًا.
「(ربما ليس هذا السبب الوحيد).」
التفت ملك الخلاص الشيطاني إلى الثاني كما لو أنه سمع ذلك، ثم ارتجف وأدرك أمرًا. كل أعين الكيم دوكجا الأخرين، باستثناء عين ملك الخوف، كانت موجهة نحو الحادثة.
「عيون كل كيم دوكجا تركزوا على الحادثة.」
كان ذلك منطقيًا. لقد كانت أكبر حادثة تسبب بها الأصغر على الإطلاق.
لكن هنا المشكلة.
「(كل كيم دوكجا).」
جذب ملك الخلاص الشيطاني، وقد احمرّ وجهه قليلاً، هاتفه الذكي وأخرج بطاقة الاتصال. ضغط فورًا زرّ '3'.
「لابد أن الكيم دوكجا الثالث شهد هذه الحادثة أيضًا.」
لم يتوقع أن يجيب الثالث. كان دائمًا في وضع الطيران، وكان يعرف أنه سيجد رسالة تقول إن الهاتف مغلق أو في منطقة لا تغطية لها.
ومع ذلك، طلب ملك الخلاص الشيطاني الرقم بشعور غريب من الحدس، ولدهشته—
بدأت نغمة الرنين.
أجاب شخص ما على الهاتف بـ'نداء'، تلاه ضجيج غير محدد ثم صرخة.
「(مرحبًا؟ هل هذا الثالث؟)」
ثم — صوت الرجل الذي أجاب الهاتف يومًا مكان الأصغر.
—...هذا...بحاجة...
تعمّق الصوت بتشويه، وانقطع الاتصال. لكن هذا كان كافيًا لملك الخلاص الشيطاني ليُدرك ما حلّ بالثالث. وهو يحدق في الاتصال المنقطع، رفع ملك الخلاص الشيطاني رأسه ببطء، وارتسم على وجهه غيضٌ خفيف.
「(ذلك الوغد اكتشف إحداثيات 'الثالث').」
______________________________
《سيناريو «الدمار» جارٍ حاليًا.》
حدّقتُ بلا حراك في الرسالة التي تردّد صداها في الأجواء مرارًا.
حتى بعد انتهاء السيناريوهات الرئيسة والفرعية، استمرّت رسالة «سيناريو الدمار» دون توقف.
نامغونغ ميونغ، الذي كان ينظر هو الآخر إلى الرسالة، تمتم،
"ربما لن يكون سيئًا أن أستمر في العيش في الحنين."
روى نامغونغ ذلك للجميع بسعادة، كأنما اكتسب بصيرة عميقة من الرسالة. كأن هذه كانت اللحظة التي كانوا جميعًا ينتظرونها.
"تحرّر موريم من الكوكبات بمواجهة الدمار."
مرت ثلاثة أيام منذ انتهاء السيناريو الرئيسي السبعين. خلال تلك الأيام الثلاثة، تدربتُ على التحكم بشجرة العالم وراقبت حالة الحكاية الجديدة «الحكاية العملاقة».
كما فحصتُ جوائز السيناريو. بعضها سيفيد كثيرًا في السيناريوهات القادمة.
ومع ذلك، تركت بعضًا منها مغلقًا عمداً. رغبتُ في حفظها تحفّظًا، لعلّها تُستخدم عند حدوث شيء في السيناريوهات العليا.
「لم يعد الناس يستخدمون عملات D.」
المقاتلون الذين اعتمدوا على عملات D بدا أنهم يكافحون لاستعادة موريمهم السابق.
أعادوا عملات D طوعًا، وقد استخدمتها لتنمية شجرة العالم.
「بينما كان الناس يفرحون بتحرير موريم، شعر كيم دوكجا بغربةٍ غريبة.」
ربما السبب في أني لم أشعر بأي اضطراب عاطفي خاصّ وأنا أراقبهم هو أنني أصبحت الآن كائنًا مختلفًا قليلاً عن الإنسان العادي. نظرت للحظة إلى الطاولة المستديرة التي بدت كهلوسة لحظة أنني اعتُليت إلى مرتبة الأسطورة، ثم التفت إلى نامغونغ ميونغ وقلت،
"ماذا حدث لشين-شي؟"
"آه، الطبيب السماوي ينتظر."
بمساعدة نامغونغ ميونغ، استطعنا دعوة الطبيب السماوي الذي كان في منطقة سيناريو أخرى.
وفي طريقنا إلى قصر عائلة نامغونغ، خرج وجه الطبيب السماوي لتحيتنا.
"لقد مضى وقت."
ابتسم الطبيب السماوي ابتسامة مشرقة، كما لو استعاد ذكرى لي. كنت مدينًا له قبل دخولي عالم الخوف.
بعد مصافحة سريعة، سألت عن كيونغ شين.
"كيف حالها؟"
"للأسف..."
كما توقعت. بدا أن قوة الطبيب السماوي وحدها كانت قليلة لردّ كيونغ شين. دخلتُ القصر مباشرةً لأتفقد حالتها.
「كان جسد تجسّد كيونغ شين في حالة خطرة حقًا.」
كان جسد تجسّدها مخترقًا بأسهم الكوكبات، مثقوبًا فبتحات. لطخت خباثة الكوكبات جسد كيونغ شين بأكمله بالسواد.
"دوكجا-شي."
فتحت كيونغ شين عينيها ببطء ونظرت إليّ.
"أنا بخير. لا تبذل جهدًا أكبر."
"..."
"أنت تعلم أنه ليس مجرد جرح، أليس كذلك؟"
منذ أول لقاء بيننا، تضرّرت «روح» كيونغ شين.
كأن جزءًا من روحها قد انتُزع بواسطة شخص ما. ربما كانت ندبة تركتها «شظية كيم دوكجا» التي تملكتها.
ومن الذي يمكن أن يفعل شيئًا كهذا...
"هل هذا من كيم دوكجا حقل الثلج؟"
هزّت كيونغ شين رأسها بضعف على سؤالي.
"لا."
تنفست كيونغ شين بعمق وتكلّمت بصوتٍ واضح ومحدد.
"أنا أعطيتها له."
أعطتها له. قالت كيونغ شين.
"دوكجا-شي، أظن أنك على حق، لكن لا أعتقد أنه مخطئ أيضًا."
كنت أعرف ما تقصده كيونغ شين.
"لكن هل يمكن أن يكون ذلك سببًا لانتهاء قراءتك؟"
سعلت كيونغ شين.
مع كل هجوم متتابع، بدأ جسد تجسّدها يتلاشى. على هذا المنوال، كان جسد تجسّدها سيفقد وجوده في أقل من ثلاثين دقيقة.
لم يكن لدي أي نية لترك الأمر على هذا النحو.
《جارٍ تهيئة مهارة حصرية، 'الحفظ الخاص'!》
استدعيت الطبيب السماوي لأكسب ثلاثة أيام من الوقت من أجل استخدام هذه المهارة التي تعلمتها من هان سويونغ في الجولة 1,863.
"لا تقلقي، شين-شي."
《الحفظ الخاص.》
مهارة تختم جسد تجسّدٍ على شفير الموت، وتؤخر زواله.
"لن تموتي."
لم تكن هذه طريقتي المفضلة. ومع ذلك، فهذه الطريقة، التي استخدمتها هان سويونغ في الجولة 1,863، كانت الوسيلة الوحيدة لمنع موتها.
بعد سماع تفسيري المختصر، قالت كيونغ شين،
"إذا استخدمت ذلك، سيتوقّف وقتي، أليس كذلك؟"
"نعم."
"لا."
لم أتوقع أن تقول كيونغ شين ذلك، فصُدمت. أمسكت كيونغ شين بيدي برفق ثم تابعت.
"ثم لن أكون قادرة على قراءة هذه القصة."
كنت على وشك أن أسألها عما تقصد. للحظة، شعرتُ بقبضة كيونغ شين تشتد. ومض شعور خافت، لكنه قوي، على شبكية عينيها.
"سمعت بقصة عن مكتبة."
"…"
"مكتبة لا يقدر على دخولها سوى «كيم دوكجات» الذين أوكلوا حياتهم لك."
حدقتُ فيها بلا كلام. من أخبرها بذلك؟
《القصة، 'وارث الاسم الأبدي'، تضحك.》
كان الفاعل واضحًا.
「ربما بعض القراءات لا تنتهي حتى بعد وفاة القارئ.」
ابتسمت كيونغ شين.
"أنا أيضا أود دخول تلك المكتبة."
______________________________
Mero