رواية "عالم مظلم واحد"

🔺 المنطقة المحرمة - داخل حَاجَزَّ دَمَ الَجَرَاحَ الَالَفَ

كانيو : ما هذا الضغط الذي أحسست به الآن ؟ لم يكن عاديا أبدا

~يستمر الضغط بالإرتفاع و كأن الشمس تقترب من الأرض~

الجنرال: أيها السلف ، نحن آسفون لإيقاظك من سباتك الطويل لكننا نملك سببا وجيها لذلك ، إننا نواجه مشكلة عويصة إن لم تحضر سيحل الدمار على كل القارة ! لبي ندائنا رجاء
السلف : هوه ، حتى لو لم تخبرني بذلك ....

~يظهر السلف وراء الجنرال في لحظة~

السلف : سأحضر .. لأن شيئا كبيرا كهذا كاف لإيقاظي من نومي هوهو !
الجنرال : واااه ! من .. من أين أتيت أيها السلف ؟! أرعبتني
السلف : هل هكذا تخاطبون الأسلاف أيها الصغار ؟!
الجنرال: ااااه ! أنا آسف جدا أيها السلف زين شين ، فقط فاجئني قدومك من ورائي فجأة
السلف: هوهو لا مشكلة أيها الصغير ، الآن هلا سمحت لي .. ليعد الجميع للخلف فهذا لن يكون بتلك السهولة .

~السلف زين شين رجل كبير في السن بعمر 900 سنة ، يعتبر أقوى الأسلاف في القارة ، أكثر ما يميزه هو شربه لمياه الشباب النادرة التي أكسبته مظهرا خالدا لمئات السنين ، يملك زين شين جسما جميلا مليئا بالجروح و بنية عضلية مفتولة أما أكثر ما يلفت النظر له هو عدم امتلاكه لحية رغم كبر سنه~

السلف ~رافعا يده~ : اظهر يا سيف الغوغاء !
~تنشق السماء السوداء و تنبثق منها أشعة نور ساطعة في سكون الليل ، يقذف حجر ضخم من السماء ليرتطم بقوة بالأرض ، يبدأ الحجر بالتشقق لنصفين ليظهر سيف أبيض مزخرف بالذهب بطريقة أنيقة~

السلف : هوهو ، لم أحضَ بفرصة استدعائك مند مدة أيتها الجميلة
الغوغاء : احترامي لجلالة السلف ، بصفتي سيفك سأكون معك في وقت مناداتك لي ، فقط نادني و أنا سألبي النداء.
السلف : جميل .. الآن انظري خلفكِ لتعرفي ما نحن مقبلين عليه.

~تستشعر سيف الغوغاء طاقة حادة جدا كشفرات السيف ، تدفعها غريزتها إلى الإبتعاد عن تلك الطاقة و عدم التعامل معها و كانها خائفة~

السلف ~يمسك السيف~ : لا تخافي و استعدي جيدا ، نحن مقبلون على أكبر تحدي لنا حتى الان.
الغوغاء : أنا مستعدة بطاقتي الكاملة يا سيدي !

~السلف لا يستطيع الحركة~طاقة كبيرة تتذبذب في قلبه~
~السلف لا يستطيع التنفس~يحاول بكل إرادته أن يرفع أعينه ليرى مصدر الطاقة~

صوت خافت : أتسمعني ! أيها السلف ! أيها السلف ! استيقظ ايها السلف !!

~يفتح السلف عينيه~
السلف : مالذي حدث ؟! أنا أستطيع التنفس الآن لكن ! كيف ؟ و ما الذي حصل لي ؟

~يلتفت السلف وتلتقي عيناه بكانيو مباشرة~
رعب ! رعب ! ما هذا الرعب الذي ترسم على ملامح السلف ! ما الذي يحصل ؟!

صوت من امامه .. يلتف السلف للامام ليجد كانيو أمامه !

كانيو : وسيم جدا .. ها ! بالرغم من سنك إلا أنك وسيم .. لكن أسمعت يوما أن الوسيم يموت دوما ؟ .. حسنا لن اطيل عليك كثيرا ، ما رأيته الآن كان ختم الأصل بوابة المئة جحيم

كانيو : مخيلتك لن تستوعب كل هذا الجحيم العقلي .. أتدرك شيئا ؟ .. فكرت قليلا عندما كنت تكلم هذه الجميلة .

~تنكسر الغوغاء لنصفين~
الغوغاء : سيدي... اا ~تلاشي~
السلف : ك كيف تجرؤ !!! اععععع اععع ~يصرخ~

~ينقطع نفس السلف .. لا يقوى على الكلام~

كانيو : كنت تقول استعدي ها ؟ تستعد لماذا أيها الحثالة ؟

~يمشي كانيو.. تتكسر و تتطاير الصخور حوله حتى وصل أمام السلف .. الفرق بينهما كفرق الجبل أمام النملة .. ذلك الدرع الأسود تلك العيون عديمة الشفقة~

~يضع كانيو يده على كتف السلف~

كانيو : تذكر قانون هذا العالم .. القوي يهزم الضعيف دائما.

~يتبخر السلف~

كانيو : مجرد حشرة أخرى .. أزعجني بثرثرته بينما كنت أفتح آخر الأختام الذي سمح لي بأن أصبح على بعد خطوة من حلمي ، ما هذا ؟! لا أشعر بأي شيئ ! فهمت .. هذا الثمن الذي يجب دفعه لتصبح إله .. التجرد من الأحاسيس الإنسانية .. الآن فهمت كل شيئ ، يا لي من أحمق.

صوت من بعيد : كانيوووووو !

~يلتفت كانيو~

كانيو: سۜايۧرُا !
سۜايۧرُا تركض نحوه : كانيو اسمعني ! أنا اعرف أنك لا تريد هذا من أعماقك ! أعرف أنك تريد استرجاع مشاعرك ! أعرف أنك تشتاق لعائلتك و أقربائك ! اعرف أنك تشتاق لي ! ألا تحبني ؟ ~بكاء~ أمضينا مئات السنين مع بعضنا ! أيها الأحمق اللعين ! أيها الفاسق المحتال ! أيها المعتوه المنحرف ~تقترب من كانيو~

~تضع يدها على كتفيه منزلة رأسها للأسفل ~

كانيو : ابتعدي أو ستتأذين .. لقد نسيت كل شيئ عنك .. ما أتذكره هو لعبنا ونحن صغار فقط .. وكيف كنتي تحبطيني دائما و ....

سۜايۧرُا : توقف !! و كأني لا اعرف كل هذا ! فقط .. فقط .. فقط .. ~تبكي~ أعطني عناقا أخيرا ، آخر شيء أتذكرك به فقط .. أعرف أين ستذهب بعد هذا ، ولست أقوى حتى على منعك.

كانيو : اقتربي .. هذا وداعنا الأخير يا سۜايۧرُا

~سۜايۧرُا تقترب بخوف شديد ، تفتح يديها وتعانقه بقوة~
~كانيو واقف بنفس وضعيته لم يحرك شبرا واحدا كل ما تبقى من ذكريات كانيو كان شيئان هما ذكرياته مع سۜايۧرُا و ثقته العمياء بها~

🔺 إمبراطورية الجن لاكسار - المنطقة المحرمة

~كانيو يعانق سۜايۧرُا كآخر وداع~

سۜايۧرُا : كانيو ، أرجوك أغمض عينيك لفترة بسيطة حتى نستمتع بهذا العناق لفترة أطول
كانيو : سافعل .. رغم أني لن أشعر بشيئ على أية حال.

~في لحظة غفلة يخترق خنجر قلب كانيو~
~بدأت تلوح في المكان ضحكة خفيفة يرتفع صداها مع الوقت
كانيو : ما الذي !!
سۜايۧرُا : هاها، وأخيرا بعد مئات السنين سأحصل على مكانتي وخلودي في هذه الدولة .. كانيو أيها الغبي كيف كنت بهذا الغباء هيهي ها هاهاهاها !!!

كانيو يكح دما : كيف ؟ كيف لم أحس بهذا السيف ؟ لم خدعتني ! كيف تجرأتي على فعل هذااااااااااااا !!!
سۜايۧرُا : هذا السيف لا يستعمله سوى سلف الجن الأصليين أو من يحملون الدم الأصلي لقبيلة الجان مثلي وهو مخصص لامتصاص الطاقة من أجساد غير الجن. بمعنى آخر ، كنت أستغلك طوال هذه السنين، ليس لأحصل على طاقتك فقط بل لكي أحطم جميع فرص البشر في حصولهم على مكانة في هذا العالم ~بكلمات غطرسة و وجه قبيح أنهت سۜايۧرُا كلامها وسط حسرة كانيو~

~ثقة كانيو العمياء بسۜايۧرُا و حبها المحفور في قلبه تم نهشهما و تحطيمهما تماما~ تغير لون عيني كانيو للون الأحمر من شدة صراخه الذي زلزل السماوات~

~بدأت الأرض تهتز بقوة و كأن زلزالا ضرب القارة بأكملها ، بدأ الدرع يتكسّر من جسد كانيو وسط صراخه المستمر في حين خروج طاقته كاملة و دخولها لجسد سۜايۧرُا~كل ما كان يفكر به كانيو هو خيانته من قبل أكثر شخص يحبه في هذه الحياة~

~أخيرا امتص السيف كل قوة كانيو التي جمعها طوال 3400 عام خلت محولا إياها لجسد سۜايۧرُا التي كانت مستمتعة بتلك الطاقة~
~يتبخر درع كانيو و يسقط هذا الأخير مقتولا~

لكن السماوات كان لها رأي آخر فما لم يخبر كانيو سۜايۧرُا به هو الحياة الرابعة لمرآة الحياة .. لأنه رأى أنه من غير الضروري إخبارها بذلك.

~كانت التعليمات على المرآة كالتالي "أيها المحظوظون ! هدية من السماوات أنعمت عليكم ثلاث حيوات لا نهائية فاستغلوها قدر ما تشاؤون ، لكن لكل نعمة عاقبة فإذا وصلتم للحياة الرابعة فستتفعل لعنة تُذيقكم معنى الألم الحقيقي على حساب ما فعلتم طيلة سنين حيواتكم ، تسلوا و افرحوا قدر المستطاع حتى يحين أجلكم~

في هذه الأثناء و في قاع الكهف بينما كان كانيو مرميا على الأرض
مليئا بالجراح و الكدمات ممزقا اختفت سايرا ومعها كامل الجيش من المكان ، الرجل الأقوى في العالم كانت نهايته هي الأسوأ في العالم

سۜايۧرُا: استوعبت كل طاقة كانيو وأصبحت على شفى خطوة من الألوهية
~السبب الذي جعلها تستوعب طاقة كانيو دون حدوث أضرار جانبية هو أنها تنتمي لقبيلة الجان حيث أن آخر شخص وصل لمقاعد الألوهية كان من الجان و لهذا فقد أنعم عليهم بأمور لا تحصى وهذا ما جعلها معفية من الأضرار الجانبية~

🔺 إمبراطورية الجن لاكسار - المنطقة المحرمة

~في تلك الأثناء عندما كان كانيو ملقيا على الأرض ظهر ضوء قوي بمحاداة كانيو~
~نهض كانيو واختفى تماما في لمح البصر~