في وسط الصحراء الحارقة

لاحت من بعيد قلعة عملاقة و هادئة

في الماضي اشتهرت هذه القلعة بازدهارها و قوتها و حصانتها

و لكنها هادئة جدا الان

قد يكون السبب اللون الاحمر التي اصتبغت به او الجثث المنتشرة في كل مكان

و لكن هناك شئ واحد فقط واضح و مفهوم سيخبرك به اي طفل اذا رأي المنظر :

حدثت في هذه البقعة حرب طاحنة و من مظهر المكان ستشعر ان الفوز كان لجيش جرار يستطيع اقل جزء منه تدمير ممالك و بلدان و لكن الحقيقة المرة

هي ان الجيش الفائز كان مكون من الف و ثمانمئة جندي فقط

لا ليسوا محنكين بالحرب ولا يملكون اسلحة مميزة هم فقط جيش صغير مبتدئ عتاد كل جندي لا يزيد عن سلاح و خوذة

و لكن الان ستظن انهم كانوا ضد الف جندي مبتدئ او الفين

لكن الحقيقة هي انهم كانوا ضد جيش كبير كل جندي فيه محنك بالحرب

و لكنهم خسروا بسهولة

و هذا كان بفضل قائد شاب

قائد شاب تميز بقدرته علي الخروج بالتكتيكات و الاستراتجيات في اصعب الظروف

قائد شاب تميز بذكائه و دهاءه و شجاعته

قائد شاب اعترف به اقوي القادة و اكثرهم بؤسا

و لهذا بدأ الملك بالشعور بالتهديد منه فارسله الي معركة قد تؤدي بحياة اكثر القواد خبرة

و قام باعطاءه معلومات مزيفة حول الهدف

و لكنه نسي انه ارسل افضل عبقرية عسكرية في العالم

في هذه المعركة خرج القائد شير باستراتجيات دمرت كل الاسس الاستراتجية شرقا و غربا و اصابت الاستراتجين بالحيرة

منذ اربعة و عشرون يوما

لاحت لمقدمة الجيش قلعة عملاقة اصابتهم بالرهبة

ليبدأ الجنود بتمرير الخبر الي القائد شير

ليبدا بتمرير اوامره لهم لكي يخيموا في تلك البقعة الليلة

و في اليوم التالي لاحظ حماة القلعة الحشود المجتمعة ليبدأوا

بابلاغ قائد القلعة بمعلومات الجيش

" ظهر في الافق بالقرب من القلعة جيش صغير لمملكة الشمس المشرقة و حسب تقرير المستكشفين هو مكون من حوالي خمسة الاف جندي ولا يبدو عليهم اي نوع من العداء

" هذه هي الرسالة التي وصلت لحاكم القلعة و في نفس الوقت جمع القائد شير كل قواته و بدأ بان يقول لقادة الفرق التالي "

نحن الان علي وشك معركة علينا الفوز بها مهما كان .. و حسب المعلومات التي وصلتني اعداد الجيوش متقاربة

خمسة الاف ضد اربعة الاف اي ان فرصتنا بالفوز عالية جداً غدا ابدؤا بحشد اربعة الاف جندي و قسموا كل من الفرسان (الذين يمتطون الاحصنة ) في فرقة و المشاة في فرقة و رماة الاسهم في فرقة

كونوا خط كبير من فرقة رماة الاسهم

وخط اخر من الفرسان و

بينهما قوموا بتنظيم المشاة علي شكل مربع في المنتصف و .." ليقاطعه احد قادة الفرق الاكبر سنا بغرور

" هذه تشكيلة جيدة في معركة عادية بينما نحن الان في صدد معركة ضد قلعة الا تري بان هذه التشكيلة ستبيد الجيش عن بكرة ابيه ؟

ليرد عليه شير قائلا

"ّ ما وصلني من معلومات يؤكد ان حاكم القلعة يفضل القتال في الخارج .. علي اي حال.. بعد ذلك مروا فرقة الرماة بالهجوم علي القلعة بلا توقف حتي خروج حامية القلعة للقتال و انتظروا اوامري بعد ذلك و ايضا اعطوا لكل فرقة شعار عبارة عن لون معين "


لينته الاجتماع و في نفس الوقت كان قائد القلعة يقول بغرور لقواد الفرق

" التكتيك المعتاد عودوا برأس القائد"

لينتهي اليوم الملئ بالتجهيزات في غمضة عين

و في اليوم التالي بدأ رماة الاسهم بقذف اسهمهم بلا هوادة حتي توقفوا ليعيدوا تعبئة الذخيرة

و لكن خرج الحامية ليبدأ القتال .. امر القائد شير فرسانه بالتقدم و الهجوم علي شكل مثلث بحيث تكون قمته في منتصف الجيش و هذا ما يسمي بتشكيلة الاختراق

اخترق الفرسان مشاة الحامية حتي وصلوا الي المنتصف

و من ثم قام مشاة شير باحاطة جنود الحامية ليبدأ الفرسان بالهجوم علي الحامية من الداخل و في تلك اللحظة كان شير مع الفرسان في منتصف الحامية ليظهر في لحظة واحدة احد عشر الف جندي من خلف اسوار القلعة بدا هؤلاء الاحد عشر الف بقتل المشاة منذ اللحظة التي خرجوا بها ما ان لاحظ شير هؤلاء الجنود بدأ بسب و لعن الملك في داخله

و بدأ بالصراخ في الفرسان المتبقين بالانسحاب بنفس تشكيلة الاختراق

و في النهاية عاد شير الي المخيم بمئة فارس و اربع مئة جندي مشاة و بقية رماة الاسهم الذين لم ينضموا للمعركة ليكون الناتج بالاضافة الي الجنود الذين تركهم الف و ثمان مئة جندي

و في المساء بدأ شير بالمرور علي جنوده ليجدهم جميعا محطمين نفسيا فبدأ بتحميسهم

قائلا انه توصل الي طريقة ستعيدهم منتصرين باقل خسائر و لكن هذا لم يرفع من روحهم المعنوية الا قليلا و في اليوم التالي اختفي جزء بسيط من الجيش لا يتعدي مئة جندي مما اثار ريبة الاعداء و في اليوم الذي يليه بدأ الحامية باعداد العدة للمعركة الثانية و لكن شير في المساء بدل الوان شعارات الفرق و امرهم بنصب العديد من الخيم الفارغة

لتنحل تشكيلة هجوم اليوم التالي ظنا منهم ان المئة جندي اللذين اختفوا جائوا بالتعزيزات

و هكذا ضمن شير مماطلته للعدو لعدة ايام وفي اليوم الذي يليه جاءت مجموعة كبيرة من الناس الي القلعة بحجة ان مدينتهم قد تم الهجوم عليها و طردهم منها

و كان شير لا يفعل شيئا سوي المشاهدة من بعيد

و في اليوم الذي يليه جاءت عدة مجموعات كبيرة تريد الدخول الي القلعة لنفس السبب و في الاربعة ايام التالية ظلت الناس تأتي بلا توقف

و في تلك المدة بدأت مؤن القلعة بالنفاذ

و من هنا قرر شير حشد جيوشه فخطته كانت تعتمد علي المماطلة بارسال مئة جندي للهجوم علي المدن التي حماتها قليلون و طرد السكان منها .. و بطبيعة الحال السكان سيتوجهون لاقوي قلعة قريبة لهم الا و هي تلك القلعة قلعة شينجيكي

و في نفس الوقت سيستطيع شير

مماطلة الحامية اذا غير الوان الشعارات

لانهم سيظنون ان هؤلاء المئة جندي جاءوا بالتعزيزات

و اصبح الامر ليس الا الصبر اما تنتهي المؤن من القلعة اولا

او يقتل بقية جنود شير

ففي الحقيقة ادرك الحامية ان شير خدعهم منذ مدة لكنهم لم يأخذوا اي ردة فعل بسبب الناس الذي يأتون للقلعة

و ما ان توقفت الناس عن المجئ

.. رأي شير ان فرقة المائة رجل التي ارسلها قد عادت

و قد قتل الاهالي نصفها لتصبح مكونة من خمسين رجل

بدأ الطرفين بحشد جيوشهم و في اليوم الثالث عشر ظل الجيشين واقفين بلا حراك حتي جاء الي شير خبر انتهاء موؤن القلعة فقام بفض التشكيلة و في نفس الوقت عاد الحامية مرة اخري الي قلعتهم و ظل الطرفان يحشدان جيوشهما كل يوم في الصباح و يفضوا الحشد في المساء لمدة اسبوع

و في اليوم الثامن لاحظ شير اختفاء بعض الجنود من جيوش العدو و في اليوم الذي يليه لاحظ اختفاء مجموعة اخري

و في اليوم الذي يليه اصبحت اعداد جيوش الحامية لا تزيد عن سبعة الاف و في اليوم الرابع و العشرين حشد الحامية جيوش لا يزيد عددها عن اربعة الاف جندي و هنا بدأ شير بالهجوم

فبالرغم من اختيار شير الي خطة طرد سكان المدن للمماطلة

الا انه يوجد طرق اسهل و اكثر فعالية و لكنه اختار تلك الطريقة لسبب اخر اساسي الا و هو المؤن

فلا يوجد في هذا العالم مكان بمؤن لانهائية

ولهذا استعمل شير تلك الطريقة لينهي مؤن القلعة

و ينتظر لمدة سبعة ايام ففي الحقيقة اساس تلك الخطة هي حقيقة ان الانسان يستطيع تحمل و الجوع و العطش لمدة سبعة ايام فقط و بعدها يموت جوعا و عطشاً

و لهذا بدأت اعداد الجيوش في النقصان

فبالاضافة الي روحهم المعنوية المنخفضة

و ضعفهم بسبب الجوع

اصبح فوز شير بالمعركة مؤكد

و لهذا استخدم نفس التشكيلة التي استخدمها في المعركة الاولي الفرسان اخترقوا الحامية

المشاة تحيط بهم

بدأوا بأبادة الحامية

و في اللحظة الاخيرة التي انتهت فيها جيوش الحامية

خرج قائد القلعة و معه ما لا يزيد عن خمسمئة فارس

و بدأ بالقتال الاخير

قام حاكم القلعة شوبو باستخدام تشكيلة الاختراق ضد جيوش شير حتي وصل الي منتصف الجيوش

و في لحظة واحدة اسرع نحو شير من خلفه لكي يقتله

و لكن في اللحظة التي كاد يقطع فيها عنق شير تحرك شير بسرعة و قطع رأس القائد ... بلا رحمة و في لحظة واحدة ليكمل القتال

و كأنه كان يقاتل اي فارس عادي و في اللحظة التي اباد فيها جيوش الحامية عاد الي المخيم

و بعد ان امر كل فرسانه بابادة كل من في القلعة

ليعودوا الي الملك في اليوم التالي

محطمين كل اماله و حاملين بين ايديهم

رأس قائد الحامية

عادوا بعد ابادة كل من بالقلعة

عادوا حاملين معهم النصر

_______________________________________________________

اعطونا تعليقاتكم وارائكم

مع تحيات المؤلفين

يوسف العازمي & صلاح الدين


2017/07/02 · 346 مشاهدة · 1340 كلمة
alazmi0yousef
نادي الروايات - 2024