الفصل 40 : قطه .

إرتعد جذر التنين وسقط مباشرة على الطريق المؤدي ل البحر الأزرق الجنوبي ، إنجرف القارب ل الأسفل و زاد زخم السقوط من الجبل و كانت سرعة السقوط أعلى ب كثير من سرعة الصعود و ذلك بسبب تأثير الجاذبيه .

أمسك روجن ب الصاري وضحك ب صوت عالي

" لا عجب أن يصبح روجر مدمناً على الإبحار ، إن ذلك ممتع جدا وهو يعجبني ب شده !"

في حياته السابقه كان يشاهد الكثير من مجلات فنون الدفاع عن النفس و المشي في الأنهار والبحيرات لا كن ذلك لم يجعله يشعر ب السعاده التي يرغبها .

لا كن في هذا العالم هو رجل يسافر على سفينته الخاصه ويبحر في البحار مستمتعا بها ويزيد من قوته يجوب حرا فاعلا مايشاء ، لديه ساكي يشربه وسيف يقاتل به !

ف كيف لا يكون سعيدا ؟

كان يضحك ويستمتع ب المناظر والأجواء من حوله طوال الإبحار في الممر المؤدي ل الأزرق الجنوبي.

بعد نصف ساعة من السقوط زئر جذر التنين في كل الأنحاء مسببة صدمة هائله لدى هبوطه ل يستقر أخير .

أخيرا تم الوصول إلى البحر الأزوق الجنوبي

لمع ضوء في عيني روجن لقد جاء ل الأزرق الجنوبي من أجل مهمة واحدة عليه إنجازها ب أي ثمن ودون أخطاء وإلى ف إن نتائج الفشل ستكون مريعه جدا .

" أنا رجل مسؤل "

هز روجن رأسه وعينيه مليئه ب نظرة عميقه ، هذا البحر شديد الخطوره ب النسبة له و بمجيئه إلى هنا يعادل الذهاب مباشرة إلى عش الذئاب لا كن عليه أن يفعل ذلك .

ف عندما يسير رجل في هذا العالم مقررا ماسيفعله ، ف سيفعل ذلك دون تردد حتى لو بذل حياته في سبيل ذلك .

" أنت لست هنا ل القيام ب ذلك ، لذى إسمح لي بفعل ذلك نيابة عنك !"

" إذ لم أفعل ذلك لك ، ف من يستحق مني أن أفعل ذلك له ؟"

كانت عيناه باردتان يمكنه تحمل كل شيئ لا كن هذا الأمر لابد له من القيام به ولن يتراجع عن ذلك مطلقا . تضخمت الأشرعه وبدأ القارب ب الإبحار في الأزرق الجنوبي .

في هذه الأثناء .......

على بعد 20 ميلاً من موقع تواجد روجن ، صدرت صرخات عالية وشرسه محملة ب رغبات قتل عنيفه تصدر من بعض القراصنة المجانين المحيطين ب إحدى السفن المدنية التجاريه .

من وقت ل أخر صدرة رائحة داميه من القارب مثيرة الأسماك الشرسه في البحر والمستمره ب الدوران والسباحه حول القارب تمتلئ أعينهم ب الجشع والرغبه ب الحصول على بعض اللحوم من هناك .

" أسرعوا ب إعطائنا كل كنوزكم و ممتلكاتكم ف تكونون بخير "

" س أقتلك أيها الوغد "

كان المتحدث قرصان طويل وسميك للغايه ممسكا ب ساطور في يده ويرتدي قبعة قبطان على رأسه يقوم ب التلوح ب ساطوره على أحد البحاره و السفينه من حوله ممتلئه بالجثث و مغطات ب الدماء في كل موضع .

" أيها القبطان ! هذا الرجل ميت ب الفعل !"

تحدث القراصنه ب جانبه بهمس وهم يرتجفون من الخوف والرعب وإستمرت أيديهم في الإرتجاف أثناء محادثة هذا القبطان .

صرخ القبطان على الجثه الممسك بها ولم يتوقف عن التلويح ب ساطوره م مزق إياها

" اللعنه عليك ، لقد أغضبتني ! سأحطم جسدك إلى لحم وأمزقك إلى أشلاء أيها المعتوه !"

" مت ! مت ! "

ثم غير مزاجه وإنفجر ضاحك ومشي إلى طاقمه من القراصنه صاخا فيهم ب نبرة ناعمة تحتوي على وحشية شديده .

" أيها الإخوة ، اقتلوهم جميعا لا تتركوا أحدا حيا . لا ترحموا إمرأة أو رجل إقضوا على الجميع ثم ألقوا بهم جميعا ل إطعام الأسماك الجائعه في البحر ، إجمعوا كل الكنوز لا تتركوا شيئا !"

بعد دقائق تلاشت الصرخات من على السفينه ولم يعد هنالك صوت غير ضحكات القراصنه المستمتعين ب وقتهم .

" أيها القبطان ! تم التعامل مع الجميع لم يعد هنالك أحياء!"

ذهب قرصان م بتسم يظهر عليه الذكاء يتحدث ل هذا القبطان

" قوموا بنقل جميع الكنوز من هنا إلى القارب ، ثم إستعدوا ل الرحيل "

" ماذا عن هذه الجثث ، لماذا لم يتم التعامل معها ؟"

نظر القرصان وقبطانه إلى الجثث وهم يتحدثون

" إن جميع الإخوة متعبون و مرهقون "

" مرهقون ، هاه ؟"

" بما أنهم مرهقون ! ف لنذهب ، و لنترك هذا الأمر المتعب ل البحريه ل التعامل معه لا حقا !"

لمس القرصان مؤخرو رأسه وهو يتحدث ثم لوح بيده أمر القراصنه الأخريبن ب التحرك ونقل جميع الكنوز إلى قاربهم ، مخلين ب ذلك السفينه خلفهم وراحلين ب صمت مطلق .

فجأة ظهر شخص ما على سطح السفينه

" مياو! "

أطلق صرخة خفيفه ثم تحول ظل الشخص إلى قطة صغيره

تلك القطه النحيفه تنقلت ب رشاقة شديده بين الجثث على السفينه متجنبتً التلطخ ب الدماء التواجده في كل مكان وفي تلك العيون الذكية ومض الحزن الشديد والخوف . تصرفة هذه القطه ك شخص واعي وبشري .

" مياو!"

حدقت تلك القطه في ظهر سفينة القراصه المغادره ب أعين ممتلئه ب الكراهية و الإحباط .

ظلت هذه القطة واقفة في مقدمة القارب تنظر ل البحر الواسع الذي لا نهاية و تنهدت بيأس ، لم تعرف ماذا تفعل وإلى أين تذهب ؟

فجأة إمتلئة عيناها ب الإثاره ل أنه ظهر أمام عينيها في البحر سفينة سريعه تتحرك بسرعة فائقه كاسرة الأمواج من طريقها .

" مياو! مياو!"

يبدوا صوت المواء الصادر من هذه القطه كما لو أنه يحاول منادات السفينه لا كن صوت القطه الصغير الحجم حال من حدوث هذا الأمر ، مصيباً القطه ب الإحباط و اليأس من جديد و إنتشر بكائها الحزين

من حولها .

" مياو!"

تدريجيا وب مرور الوقت وجد القط أن السفينه كانت تقترب من موضعه أكثر ف أكثر ثم رأى شاب وحيد يقف على متنها ب مفرده .

" لماذا يبحر هذا الرجل ب مفرده في هذا البحر الشاسع ؟"

لم يرى القط أي شخص أخر كذلك لم تكن هنالك أصوات أخرى في قارب الشاب مؤكدا ب ذلك ظنه عن الشاب الوحيد .

وقف الشاب على سطح السفينه ب إبتسامة مرحة على وجهه لا كن القط أمكنه الشعور ب الوحده الشديده الصادرة منه دون وعي .

حين إلتفت الشاب في إتجاهه رأه فذهل ثم إبتسم

" آه ، إنه قط "

لم يكن جسد الشاب ب تلك القوة بل كان نحيفاً لا كن ب قفزة واحده وصل إلى جانب القط و رأى في لمحت واحده ماحدث في هذه السفينه معكوس في عيني هذا القط ز

" هل أنت الوحيد المتبقي هنا ؟"

تحدث معه الشاب بصوت منخفض طارحا سؤال لا كن من الواضح من نبرت صوته أنه توقع أن أن القط هو الناجي الوحيد من مأسات هذه السفينه .

حمل روجن مصباح ليضيئ طريقه في هذه الليله لمعرفة ما حدث هنا مع أن رائحة الدم جعلته يكون فكرة نوع ما لا كن حين رأى بشاعة النظر أراد أن يحرق المكان والرحيل مباشرةً ، لا كن بعد التفكير في القط الوحيد المختبئ في الزاويه يراقب مايفعله أخذ نفسا عميقا ثم توجه ب حديثه للقط الصغير موضحا له مايفعله .

" هؤلاء الناس أموات ، يجب علي حرق جثثهم حتى لا تتعفن وتنتن "

" ل ذلك أنت يجب أن ترحل معي من هنا "

ثم بعد إنهاء كلماته أشعل النار في السفينه التجاريه و إستدار نحو قاربه دون تباطئ .

" هل ستأتي معي أم لا ؟"

سأله مجددا بعد حارق القارب ، حين رأى القط السفينه تغمرها النيران من كل صوب قفز ب عجز من مكانه ورحل مع هذا الشاب على قاربه .

2019/11/12 · 1,312 مشاهدة · 1188 كلمة
Mory
نادي الروايات - 2024