استراحة
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
الضغط الذي كان يُثقل على رؤوسهم اختفى فجأة.
لم يرفع أحد منهم رأسه مع أن قائد صانعيهم قد غادر، وبعد برهة تنهد أحدهم في راحة؛ لم يعد الجو متوتراً الآن.
كانت ألبيدو أول الناهضين؛ اتسخ فستانها عندما لامست ركبتها الأرض أثناء ركوعها، ولكنها لم تهتم، ثم خفقت بأجنحتها كي تبعد الأوساخ عنها.
حين رأى الآخرون أن ألبيدو قد نهضت، نهضوا مثلها أيضاً، إلا أنهم لم يقدروا على الكلام
"كان..كان هذا مخيفاً يا أختي."
"أجل، ظننت أني سأُسحق."
"كما هو متوقع من مومونجا-ساما. وجوده وحده أثّر علينا نحن حرس الطوابق تأثيراً عظيماً.."
"كنت.أعلم.أن.كياناً.سامياً.مثله.أقوى.منا.لكنني.لم.أتوقع.أن.يكون.بهذه.القوة."
وهكذا تشارك الحرس آرائهم حول مومونجا.
الهالة التي أطلقها مومونجا كانت هي سبب القوة التي ألصقت الحرس بالأرض،
「هالة اليأس」؛
تزرع الخوف في الهدف، وبإمكانها تقليل قوته. لا تؤثر الهالة عادة في الشخصيات غير اللاعبة ذات المستوى المئة، لكنها أثرت الآن لأن عصا النقابة زادت من قوتها.
"أرانا مومونجا-ساما قوته كقائد."
"بالفعل. لم يرنا قوته الرائعة إلا بعد أن عرّفنا بأنفسنا وقلنا أننا حرس الطوابق."
"بمعنى.آخر.أظهر.مومونجا-ساما.جانب.القائد.منه.كرد.على.إعلان.ولاءنا.له."
"يبدو أن هذا ما حدث."
"لم تظهر هالته تلك حين كان معنا؛ بل كان طيباً وأعطانا شيئاً لنشربه حين كنا عطشى."
انزعج الحراس الآخرون حين سمعوا كلمات أورا، وكانت الغيرة واضحة للعيان، واسوأهم حالاً ألبيدو التي ارتجفت يداها المنقبضة وكادت أظافرها أن تمزق قفازاتها.
ارتجف ماريه واتّسعت عيناه خوفاً.
"لا شك أن تلك كانت قوة مومونجا-ساما الحقيقية، قوة حاكم ضريح نازاريك العظيم؛ إنها رائعة!"
تغير الجو في لحظة.
"بالضبط! لقد أظهر لنا قوته كحاكم عظيم حين رأى مشاعرنا.. كما هو متوقع منه. الأفضل بين الكائنات الأسمى الإحدى والأربعين، والسيد الطيب الذي بقي معنا حتى النهاية."
رسمت كلمات ألبيدو الطمأنينة على وجوه الحرس، والراحة على وجه ماريه.
لا شيء يسعدهم أكثر من فكرة أن قائد الجميع ،والذي يكنون له كل الولاء، قد أظهر لهم وجهه الحقيقي.
لم يرد الحرس، لا، بل كل المخلوقات من صُنع الكائنات السامية شيئاً أكثر من تقديم العون لصانعهم بطريقة ما؛ كذلك أن يثقوا فيهم وأن يكونوا لهم خدماً نافعين.
هذه هي الحقيقة البسيطة؛
سعادة هذه الشخصيات تكمن في خدمة الكائنات السامية. تحدث سيباس وكأنه أراد أن يمحو الجو المبتهج:
"سأغادر أولاً إذن. لا أعرف إلى أين ذهب مومونجا-ساما، لكن علي أن أبقى إلى جانبه."
side."
ظهرت الغيرة مجدداً على وجه ألبيدو، لكنها حاولت أن تخفي مشاعرها وردّت:
"فهمت. اخدم مومونجا-ساما جيداً يا سيباس، ولا تجلب لاسمه العار. اخبرني إن حدث جديد، وأخبرني فوراً إن طلبني مومونجا-ساما، فذلك أهم من أي شيء آخر!"
علت ملامح الألم وجه ديميورغ أثناء إصغائه لحديثهما.
"لكن إن أرادني في حجرة نومه، فأخبره أنني قد أحتاج لبعض الوقت حتى أستحم وأجهز نفسي له. لو لم يرد الانتظار، وأرادني أن آتي فوراً، فلا مشكلة. إني مهتمة بإبقاء نفسي نظيفة لأجله، وملابسي أيضاً قد اخترتها مسبقاً كي أتمكن من تلبية نداءه متى ما نادى. رغبات مومونجا-ساما تأتي أولاً-"
"- فهمت يا ألبيدو. لو ضيعت مزيداً من الوقت هنا، فلن أتمكن من خدمة مومونجا-ساما، وهذا قلة احترام؛ لهذا اغفري رحيلي المستعجل، فيجب أن أغادر الآن. أتمنى لكم يوماً طيباً يا حرس الطوابق."
هرول سيباس بسرعة بعد أن ودّع الحرس المشدوهين، وكأنه يحاول الهرب من ألبيدو التي كانت تجهز خطاباً طويل.
"بالمناسبة.. يبدو المكان هادئاً هنا. "هل هناك مشكلةيا شالتيير؟"
اتجهت الأعين بعد سؤال ديميورغ نحو شالتيير التي لا زالت راكعة.
"ما.الخطب.يا.شالتيير؟
رفعت رأسها بعد أن نوديت للمرة الثانية، والنظرة الحائرة على وجهها تجعل من يراها يظنها للتو استيقظت.
"...ماذا.حدث؟"?"
"شعرت بالإثارة الكبيرة حين رأيت حضور مومونجا-ساما الرائع.."
صمت.
نظر الجميع فيما بينهم؛ لم يعرفوا كيف يردون؛ كل الحراس يعرفون أن شالتيير مولعة ولعاً غريباً بالعديد من الأشياء؛ من بينها انجذابها الجنسي للجثث. انزعج الحراس حين سمعوا كلامها، إلا ماريه الذي لم يفهم شيئاً مما قيل. شخص واحد لم يستطع أن يكتم مشاعره مثل الباقين؛
إنها ألبيدو.
حرّكتها مشاعر الغيرة وقالت:
"أيتها الساقطة."
شعرت شالتيير بعدائية ألبيدو من كلماتها الحانقة، وردت عليها بابتسامة:
"ماذا؟ وجود مومونجا-ساما ، أجمل الكائنات السامية، بيننا وإظهار قوته أمامنا يعتبر كمكافأة! هناك مشكلة في رأس من لا تثيره مثل هذه الأمور! لعلك باردة المشاعر أيتها الغوريلا!"
"..أيتها الجلكي!"
حملقت كل واحدة إلى الأخرى. لم يعرف الحرس إن كن سيتقاتلن، فنظراتهن غير مطمئنة.
"لقد صمم مظهري كائن سامي؛ هل يغيضك هذا؟"
"ألا يفترض أن أقول أنا هذا؟"
اقتربتا من بعضهما بأعين ثابتة حتى اصطدمتا.
"لا تظني أنك فزتِ لأنك مسؤولة الحرس وتقفين إلى جانب مومونجا-ساما.
. إن كنتِ تظنين هذا فسيغمى علي من الضحك."
"هذا صحيح. بينما أنتِ متمركزة في مكان بعيد، سأكون أنا هنا لأحقق النصر الكامل."
".. ما الذي تعنينه بالنصر الكامل؟ علّميني يا مسؤولة الحرس."
"يفترض بك أن تعرفي ما أقصد، بما أنكِ ساقطة."
لم تحرك إحداهما عينيها عن الأخرى؛ عيونٌ ثابتة وتعابير وجه ساكنة.
فردت ألبيدو أجنحتها كتهديد؛ ولفَّ سحاب أسود شالتيير كرد على تهديد ألبيدو.
"أورا، أمور النساء تحلها النساء؛ لو حدث شيء بينهما فأخبريني حينها كي أساعدك."
"لحظة يا ديميورغ! هل تخطط أن ترمي كل هذا على عاتقي؟"
لوّح ديميورغ بيده مبتعداً عن الطرفين المحاربين، وابتعد كذلك كوكيتوس وماريه للوراء؛ لم يرد أحدٌ أن يقع ضحية بينهم.
" هل عليهم أن يتجادلوا بهذا الموضوع؟ حقا؟"
"أنا شخصياً مهتم بالنتيجة."
" ما الذي تقصده بالنتيجة يا ديميورغ؟"
"أقصد ازدياد قوتنا القتالية، ومستقبل نازاريك، وما إلى ذلك."
" مـ..ماذا تقصد يا ديميورغ؟"
"هممم"
فكر ديميورغ كيق يجيب عن سؤال ماريه. للحظة رغب ديميورغ في إفساد براءة ماريه، ولكنه عدل عن أمره في النهاية.
ديميورغ شيطان قاسٍ بلا رحمة، ولكن فقط تجاه الناس من خارج نازاريك؛ هذا لأن الشخصيات التي صممتها الكائنات السامية كانت رفقته وصحبته.
لكل قائد عظيم خليفة، صحيح؟ ربما بقي مومونجا-ساما معنا حتى النهاية، لكنه قد يرحل لمكان آخر كبقية الكائنات السامية إن فقد اهتمامه بنا؛
لهذا نحتاج لخليفة نعلن له ولاءنا."
"فهمت. من منا سيكون خليفة لمومونجا-ساما إذ-"
"يا.لقلة.الاحترام.نحن.حراس.لنخدم.مومونجا-ساما.بإخلاص.حتى.يبقى.هذا.ما.صُممنا.لأجله."
التفت ديميورغ لكوكيتوس الذي قاطعهم.
"طبعاً أفهم ما تعنيه يا كوكيتوس، ولكن ألا ترغب أن تضمن لخليفة مومونجا-ساما ولاءك؟"
"همم..بالتأكيد.أرغب.في.أن.أقسم.على.ولائي.لخليفة.مومونجا-ساما.."
بدأ كوكيتوس في تخيل نفسه حاملاً الخليفة على أكتافه، ثم تخيل نفسه يعلمه المبارزة، ويسحب سيفه ليدافع عن سيده الصغير، وتخيل السيد الصغير كبيراً يعطيه الأوامر.
"..أوه.يا.للروعة.يا.له.من.منظر.عظيم..عمي..عمي.."
لم يستطع ديميورغ أن يتحمل كوكيتوس الذي أصبح يتخيل نفسه العم الرائع والوفي لخليفة مومونجا.
"حسنٌ، بعيدا عن هذا الأمر، أنا مهتم بمعرفة ما يستطيع أطفالنا فعله لتقوية ضريح نازارك العظيم.
ما رأيك يا ماريه؟ هل تريد أن تنجب طفلا؟"
"..هاه؟"
لكنك لا تملك شريكاً بعد.. إن وجدت أي إنسانٍ، أو إلف أسود، إلف الغابة، أو أي مخلوق مشابه،هلّا أمسكت بهم من أجلي؟"
"هاه؟ هاااااااه؟"
هز ماريه رأسه بعد التفكير لبضع دقائق وقال: "إ..إن كان هذا يفيد مومونجا-ساما..فأنا مستعد للمشاركة، ولكن كيف أنجب الأطفال؟""
"سأعلمك كيف حين يحين الوقت المناسب؛ لكن إياك والتجربة لوحدك وإلا قد يوبخك مومونجا-ساما، فكل شيء يحدث في نازارك منظم ومتوازن."
"هذا ..هذا صحيح: سمعت أن الكائنات السامية تصنع الأتباع بعد حساب دقيق.. لو زدنا أعدادنا بتهور، فسنوبَّخ. لا .. لا أريد أن يوبخني مومونجا-ساما.."
"حتى أنا لا أريد أن أوبخ أيضاً.. لو استطيع أن أبني مزرعة خارج نازاريك.."
أثناء تفكيره، قرر ديميورغ أن يذكر الأمر الذي لم يضايقه أحد فيه من قبل:
"ماريه، لم ترتدي ملابساً كملابس الفتيات؟"
شد ماريه تنورته القصيرة ليخفي ساقيه بعد أن سمع سؤال ديميورغ.
"هذا قرار بوكوبوكوتشاغاما-ساما؛ قالت أنه فخ ولا شأن له بهويتي."
"أوه، إذن هو قرار بوكوبوكوتشاغاما-ساما. لا بأس في ملابسك على هذه الحال.. لكن هل يجب أن يلبس كل الأولاد مثلك؟"
"لا.. لا أعلم."
لم يعد الواحد والأربعون كائناً سامياً متواجدين الآن، ومع ذلك، مجرد ذكر أسمائهم يفرض الطاعة؛ هذا يعني أن ماريه يرتدي ما يجب عليه أن يرتدي، ولا أحد باستثناء الكائنات السامية يمكنها أن تغير ملابسه.
"... أتساءل ما إن علي أن أكلم مومونجا-ساما بهذا الشأن؛ ربما يجب أن يرتدي كل الأولاد ملابس البنات. I
كوكيتوس، حان وقت الاستيقاظ."
هز كوكيتوس رأسه عدة مرات، وابتسامة رضا مرسومة على وجهه.
"آه.ياله.من.مشهد.جميل...حقاً.إنه.كل.ما.كنت.أتمناه."
"حقا؟.. جيد، هذا جيد.. أما زال شجار ألبيدو وشالتيير مستمرا؟"
تحركت أعينهن قليلا، وردت أورا التي بدت متعبة على سؤال ديميورغ.
"لقد..توقفتا. إنهما الآن يتجادلان بخصوص.."
"المشكلة من ستكون الزوجة الأولى."
"من الغريب أن يكون لحاكم ضريح نازاريك العظيم زوجة واحدة فقط. السؤال الآن هو من ستحظى بشرف أن تكون زوجة مومونجا-ساما الأولى.."
"..بالرغم من أنه سؤال مشوق، لكن ربما علينا أن نفكر به لاحقا. حسنٌ يا ألبيدو، ألن تعطينا أوامرنا؟ هناك أمور كثيرة لفعلها فيما بعد."
"أنت محق، علي أن أصدر الأوامر عما قريب. شالتيير، سأناقش هذا الأمر معك مطولاً قريباً؛ سنحتاج أن نأخذ وقتنا معه."
"لا اعتراض عندي يا ألبيدو، فلا أمر آخر يستحق وقتنا أكثر منه."
جيد جدا. لننتقل إلى خططنا المستقبلية."
حنى حرس الطوابق رؤوسهم في احترام عندما استعادت ألبيدو هيئتها كمسؤولة الحرس، لكنهم لم يركعوا؛
واجب عليهم أن يظهروا الاحترام للمسؤولة عنهم، ألبيدو، لكنها ليست سيدتهم. صحيح أن الكائنات السامية وضعتها فوق بقية الشخصيات اللي صممتها؛ لهذا فإن الاحترام الذي تتلقاه منهم ما هو إلا بسبب منصبها، ولا أكثر من ذلك. لم يغضب الأمر ألبيدو، لأنها تعلم أن هذا هو الحال الطبيعي.
"أولا--"
♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
نهاية فصل الإستراحة
OrionTeam
ترجمة & تدقيق :(@Reemanic_) ريم