يفتح آكاي عينيه ليجد نفسه في طريق طويل، وكأنه لا نهاية له. كانت عبارة عن طريق للمشاة في جو غائم يعمه الهدوء والنسيم، وعلى جانبي الطريق توجد العديد من الأشجار النافضة. هي الأشجار التي تتغير لون أوراقها إلى البني والأصفر والأحمر. شعر آكاي بالراحة وهو يسير هناك، ثم سأل نفسه للحظة: "إلى متى سأستمر في المشي؟ ولماذا لا يوجد وجود لشخص غيري في هذا المكان؟"

فجأة، سمع آكاي صوت رجل يناديه من خلفه وهو يقول: "أيها الفتى... حظاً موفقاً." يلتفت آكاي ليجد والده أمامه يوقظه للاستعداد للذهاب إلى المدرسة. احتار آكاي وسأل نفسه: "هذا مرعب! ظننتُ أنني سأبقى في ذلك المكان إلى الأبد، على الرغم من أنه جميل."

يستعد آكاي كل يوم للذهاب إلى المدرسة. يقوم بغسل وجهه كل صباح وينظف أسنانه ويمشط شعره الأسود المنفوش والجميل، ولهذا يستغرق وقتًا طويلاً في التجهيز للمدرسة. في الفطور، يشرب كوبًا من الحليب ويتناول بيضتين أعدهما أمه وقطعة جبن. يستعد للذهاب إلى المدرسة حيث يزوره رفاقه الخمسة.

في أغلب الأحيان، يغيب تورو عن الحصص ويقضي وقته في لعب كرة السلة، حيث يهدف إلى أن يصبح من أمهر اللاعبين. مستواه كان الأفضل، ودائماً يسخر من أي شخص يخسر أمامه. كان أسمر اللون وذو شعر لولبي طويل، وكان أسلوبه فريداً من نوعه. بينما فشل آكاي في تقليد قصة شعره.

ريو كان أكثرهم هدوءًا، حيث يرتدي السماعات ويستعمل دفترًا خاصًا للتواصل مع الآخرين. يستمتع برفقة ريزي وآكاي والآخرين، ولكن لا شيء أفضل من العزلة بنسبة له. كان ذو شعر أسود وسماعات بيضاء.

ريزي كان صديق آكاي المفضل، حيث يفهمان بعضهما فعلاً ويبقيان مع بعضهما غالبًا. لم يكنا يستمتعان إلا إذا كانا بقرب آكاي، وكانا يحبان الضحك على تصرفات صوفيا ويتشاجران أيضا.

كانت الفتاة الوحيدة بينهم تتظاهر بالتفوق وتظهر جانبها الراقي أمامهم وكأنها أختهم الكبرى، وكانت ذو شعر أسود طويل وعيون سوداء. كان لونها المفضل هو الأسود والأبيض والأحمر، ولذا كانت معظم ملابسها بهذه الألوان. تحب البيانو وتمنت دائمًا العزف عليه.

آكاي يكره المدرسة، فكانت مملة. قيل لهم في مادة التاريخ أن الفضائيين قد دمروا كل تلك الأجزاء من الأرض وأنهم مصيرون عليها، وأن هناك رجلاً واحدًا وقف في وجههم يدعى "سيايغي اوسو". قد وحد تلك الحضارات ودمر كل الأسلحة، فكان الجميع يقدره، رغم أنهم لم يؤمنوا بهذه الكذبة التافهة، إلى أن لم يكن بأيديهم حيلة. الجميع يعلم ما حدث، ولكن لا أحد يستطيع قول الحقيقة التي كانت تتمثل في حرب الهلاك.

انتهى اليوم بصعوبة بالنسبة لآكاي، وحان الوقت للعودة من المدرسة ولقاء أبناء عمه. دخل آكاي ورفاقه منزله والتقى بأبناء عمه، وزادت سعادة آكاي بعد أن سمح له والديه بمبيت أصدقائه معه في المنزل. قرروا إقامة حفلة بمناسبة ترقية والده في عمله.

كانت الفرحة تغمر الجميع عموم الليل، وبسرعة بقي آكاي مع ريزي وتورو وريو وروكا وموغي يلعبون كرة السلة في الملعب بالقرب من منزلهم. أما كيري وصوفيا، بقيتا تشاهدان رفاقهم يقصون قصصهم ويتبادلون أطراف الحديث.

تعب آكاي من اللعب، فقرر أن يعود إلى منزله بسرعة ليشرب الماء ويقدم البعض منه لرفاقه.

عندما عاد آكاي إلى المنزل، وقبل أن يطرق الباب، سمع صوت فتاة من خلفه تقول: "لا تفتح الباب!" التفت آكاي خلفه ولم يجد أحدًا. بدأ آكاي يشعر بالتوتر عندما وجد قفل منزله مكسورًا، يبدو أنه كسر من الخارج.

عندما تجرأ آكاي وفتح الباب، وجد أمامه جثة أمه ملقاة على الأرض، ورأى رجلاً بقناع غريب قد طعن والده بعد أن قطع حنجرته. حاول والد آكاي أن يخبره بالهروب، لكنه لم يكن يستطيع الكلام. في تلك اللحظة، سأل آكاي نفسه: "هل هذا حلم؟"

2024/01/20 · 25 مشاهدة · 547 كلمة
NANIKA
نادي الروايات - 2025