تحت سماء الليل، كانت المدينة الشرقية لا تزال حافلة كما يجب ان تكون المدينة صاخبة. امتلأت مقصورة التجارة بالمواطنين لقضاء وقت ممتع، الأزواج الذين خرجوا في موعد غرامي، العائلات التي تتجول في الشوارع متقاسمين وقتهم معًا، والعملاء الذين يتجشئون بارتياح أثناء خروجهم من المتاجر والمطاعم المختلفة... تضاءل الحشد ببطء بعد منتصف الليل، ونزل السلام على المدينة.
كانت هذه هي حياة المدينة اليومية. على الرغم من ظهور بعض الأخبار غير العادية على الإنترنت مؤخرًا، إلا أنه كان موضوع محادثة آخر فحسب.
ومع ذلك، وراء الكواليس، كان هناك أشخاص يعملون بجد للحفاظ على هذا السلام. في قرية غو رونغ، الواقعة في الريف شمال الولاية الشرقية، في مركز قيادة وحدة الطوارئ، ما زال الموظفين لم يغادروا مواقعهم، وما زالت الآلات تعمل. كان القائد الرئيسي، ياو سينيان، قد أنهى لتوه اجتماعًا مع المقر. اتكأ على الكرسي لأخذ استراحة سريعة وانجرف إلى حد ما في نوم متقطع...
كان الناس من حوله يتكلمون بهدوء لئلا يزعجوا راحة القائد. لقد مرت خمسة أيام منذ أن دخل صيادى الشيطان تجويف شجرة البانيان. كان القائد ياو قد استراح أقل من عشر ساعات إجمالا خلال الأيام القليلة الماضية. بدا هذا الرجل في الستينيات من عمره وكأنه رجل ميت يمشي. كانت هذه راحة فى أمس الحاجة إليها.
في وقت سابق، بدأت إشارة الموجة الأرضية التي أصبحت واضحة مؤقتًا في التشوش مرة أخرى بعد ما بلغ شيويه با بأن الفريق قد وصل إلى الخطوة المائة من النفق تحت الأرض. ثم بدا الأمر وكأنهم تعرضوا للاعتداء من قبل عاصفة حادة. عندها انقطعت الإشارة. ولم يستأنف الاتصال منذ ذلك الوقت. خلال الأيام القليلة الماضية، جربت وحدة الطوارئ العديد من الطرق المختلفة لاستعادة الاتصال، لكن لم يكن هناك تقدم. كما افتقر قسم تحقيق الطاقة غير الطبيعية إلى أي تقدم محرز. في الواقع، حتى الآن، كان الإجماع الصامت هو أن صيادي الشيطان وغو جون قد هلكوا جميعًا داخل الفضاء غير الطبيعي.
«يجب أن ندع القائد ياو يرتاح». تنهد البروفيسور تشين مطولا. لا يجب أن يعمل الرجل بجد في مثل سنه.
«الكبير تشين، يجب أن تذهب وتستريح أيضًا». كما هز أحد نائبى القادة، الرئيس منغ من قسم تحقيقات الولاية الشرقية، رأسه بتنهيدة. «فيكدا لا تستطيع تحمل خسارتكم يا رفاق».
تخسر ؟ عندما قال هذه الكلمة، أظلم وجه القائد منغ الكهل. كيف كان من المفترض أن يستجيب لعائلات وأصدقاء صيادي الشيطان ؟ عندما تزوج شيويه با من زوجته من قسم البحث العلمي، كان مينغ هى شاهدًا عليهم. بدون ذكر زفاف يانغ هينان بالأضافة الى....
«آهَة، لا تقلق، لا يزال بإمكان حقيبة العظام القديمة هذه الاستمرار». على الرغم من قول البروفيسور تشين هذا، إلا أنه تقدم في السن قليلاً خلال الأيام القليلة الماضية. فقد كان مسؤولاً شخصيًا عن تدريب العم دان، وتسلق تشانغ هيوهو في الرتب تحت إشرافه، وكان هو الشخص الذي أوصى بأصغر عضو غو جون. مع نتاج كهذا، لم يعانى البروفيسور تشين أقل من أي شخص آخر. كان الجو في الغرفة متهاود. وكانت خيبة الأمل عالقة في قلوب الجميع كالسكاكين الحقيقية، بل إن بعض الأعضاء كانت عيونهم دامعة. لقد فشلوا، كارثة تامة أخرى. بعد تضحية ال444 من أعضاء قسم العمل، أصبح مقتل قوة متنقلة خاصة على عاتقهم.
سار البروفيسور تشين بصمت إلى الباب. هل يمكن أن يوفر ضوء النجوم في السماء بعض التوجيه لهم ؟
في تلك اللحظة، تلقى ملتقط الإشارة داخل الثكنات بعض المعلومات الجديدة. كل أشجار البانيان الحاملة لمرض بانيان التشوهى في جميع أنحاء البلاد قد انهارت واحدة تلو الأخرى!
جاءت الأخبار أولاً من قرية سوي تيان، ثم قرية غاو جانج، ثم قرية سان تانغ... الشاشة الكبيرة في الثكنة اتصلت على الفور بالبث المباشر للمواقع المختلفة. بدأت أشجار البانيان المصابة في هذه القرى التي تم إخلاؤها بسبب الوباء تتضاءل وتفقد حياتها تمامًا مثل تلك الموجودة في قرية غو رونغ. ماذا كان يحدث ؟ لقد كانوا يحدقون في الصورة على الشاشة غير مصدقين أعينهم. استيقظ ياو سينيان، واغمق وجهه أكثر. كان يبلغ حاليًا 65 عامًا. لقد كان مع فيكدا لأربعين عامًا، لكن ما زال اقشعر بدنه من الأشياء التي كان يراها. هل خرج الوضع أخيرًا عن السيطرة ؟
تم إلقاء مركز القيادة بأكمله في حالة عصبية بسبب هذا التغيير المفاجئ، ولكن قبل أن يتمكن أي شخص من التوصل إلى الاعداد لإرسال فرق للتحقيق، جاءت مكالمة أخرى. كان القسم الطبي بالولاية الشرقية. كانت هناك تغييرات في أشجار البانيان البشرية. اتصلت الشاشة الكبيرة على الفور بالقسم الطبي. عبس ياو سينيان بشدة. وقف البروفيسور تشين والبقية يراقبون خلفه. تم عرض شجرة بانيان حية بشرية موضوعة بهدوء داخل زنزانة السجن. بدا المخلوق الغريب وكأنه قد توقف عن العمل كما لو تم سحب الضوء منه.
في الأصل، كانت ستستمر جميع الجماجم الموجودة على جسمها في النحيب، لكن شجرة البانيان البشرية هذه فقدت رد الفعل هذا. حتى لو اقترب شخص حي منها الآن، فلن تأتى الجماجم للحياة وتفعل أي شيء. كانت الظاهرة برمتها مع شجرة البانيان البشرية غريبة، لكنها أصبحت أكثر غرابة.
«الكبير تشين، ما رأيك ؟» سأل ياو سينيان. عندما يتعلق الأمر بالمعرفة الطبية، فأنه لا يزال يتوجه إلى البروفيسور تشين.
«يبدو الأمر وكأنه هلك من الموت الدماغي». قام البروفيسور تشين بتخمين مدروس. «لكننا سنحتاج إلى التحقيق أكثر لنعرف على وجه اليقين».
حدث كلا التغييرين في الأشجار المصابة وشجرة البانيان البشرية في نفس الوقت. كانت هذه أكثر من مجرد صدفة أن لا يكون سببها شيء ما. ولكن كيف أشعر وكأن... الوباء يأخذ منعطفا نحو الأفضل ؟ يبدو الأمر كما لو أن العدوى الرئيسية لمرض بانيان التشوهى تعرضت لضربة كبيرة.
لقد عجزوا عن فهم الأمر. جعلتهم الخسارة الأخيرة يحولون أفكارهم إلى أسوأ السيناريوهات. هل يمكن أن يكون هذا فخًا جديدًا نصبه العدو ؟
ولكن حينها، جاءت مكالمة أخرى. بمجرد أن أجاب العضو، تم غمر وجهه بالصدمة والفرح. شهق بصوت عالٍ. "ماذا ؟ حقا ؟ مستحيل! "
نظر إلى الأشخاص من حوله. كان متحمسًا جدًا لدرجة أنه واجه صعوبة في التقاط أنفاسه. قام على الفور بوصل المكالمة بنظام البث في الثكنة.
«هذا حقيقي!» تردد صدى صوت ذكر سعيد من خلال مركز القيادة. كان مليئا بعدم التصديق. "هكذا فقط، خرجوا من شجرة البانيان. الجميع لا يزال على قيد الحياة! فقد لين مو ساقه، وفقدت لو شياونينغ عينيها، لكنهم ما زالوا أحياء جميعًا ! قال الكابتن شيويه إنهم قضوا على قادة شركة لاي شينغ، وقال غو جون إن مصدر مرض بانيان التشويهى قد تم تطهيره. "
تمامًا هكذا تغير تعبير ياو سينيان بشكل جذري. «ماذا ؟»
ذهل البروفيسور تشين. قفز القائد منغ عمليا من كرسيه. كان نواب القادة الآخرون يرتجفون.
لم يستطع الأصغر منهم إلا الصراخ بفرح. لقد عاد كل صيادي الشيطان على قيد الحياة
«إنهم باقيين حاليًا في مكانهم، في انتظار أن ترسل المنظمة أشخاصًا لمساعدتهم في التطهير». استقر الصوت على الطرف الآخر، على الرغم من أن الهتاف كان لا يزال موجودًا. واضاف "لم نقترب منهم او نفعل اي شيء. إنهم يبدون بحال جيدة تمامًا، وإن كانوا يعانوا من الجفاف قليلاً. "
سرعان ما ارتبط مركز القيادة بكاميرا في مكان الموقع. دفعت الأضواء الليلة المظلمة. في عرين شركة لاى شينغ، التي كانت مستولية عليه فيكدا، الموقع الذي حدثت فيه تضحية ال444 موظف فى قسم العمل، كانت مجموعة صائدى الشيطان بأكملها تنتظر. بدت ملابسهم اسوأ، لكن كان من الواضح أنهم ما زالوا على قيد الحياة. شيويه با، العم دان، غو جون، لو شياونينغ... الستة عشر كلهم كانوا هناك.
عند رؤية هذا، اندلع الناس في مركز القيادة فى الأحتفال. تبددت أخيرًا السحب الداكنة التي كانت معلقة فوق هذا المكان لأيام. عاد صيادى الشيطان مع كل أعضائهم سليمين!
حتى لين مو، الذي اعتقد الجميع أنه مات، نجا من هجوم الدودة الجوفية العملاقة. حيث فقد ساقه فقط وبدا بصحة جيدة مثل البقية.
«هاهاها!» على الرغم من أنه كان يعلم أنه من السابق لأوانه أن يتفائل هكذا، إلا أن ياو سينيان لم يستطع امساك الضحكة من الخروج من فمه. «عظيم، هذه أخبار رائعة!»
«نعم». كما تنهد البروفيسور تشين بارتياح كبير. استدار لينظر إلى منغ هي. «القائد منغ، أعرف ما تفكر فيه، لكن دع الناس يحتفلون في الوقت الحالي».
«ها ها». أومأ القائد منغ برأسه وهو يضحك. ابتعدت عيناه المليئة بالدموع عن صيادي الشيطان الظاهرين على الشاشة، وقال بخنقة، «نعم، بالطبع أنت على حق».
في الوقت الحالي، كان الجميع يهتف ببهحة، فلماذا يفسد الجو ؟ بعد كل شيء، من كان يعلم متى سيحدث احتفال كهذا مرة أخرى ؟
كان من المقرر أن يكون يوم الغد يومًا مزدحمًا. كان عليهم عزل صيادي الشيطان، والمساعدة في التطهير، وإجراء تقييمات جسدية وعقلية للتحقق مما إذا كانوا هم نفس الأشخاص الذين دخلوا شجرة البانيان في قرية جو رونغ. ثم كان لا بد من فصلهم واستجوابهم واحدًا تلو الآخر لإعادة بناء الأحداث التي حدثت داخل الفضاء غير الطبيعي بشكل كامل.
كان هناك الكثير من الأشياء فى انتظار القيام بها، وأشياء أخرى ستفسد عليهم فرحتهم.
لذا، في الوقت الحالي، لنحتفل.
ملاحظات المترجم:
_الموت الدماغى: يُعرَّف بأنه انقطاع لا رجعة فيه لجميع وظائف الدماغ وجذع الدماغ. يُعترف قانونًا بموت الدماغ على أنه يعادل الموت القلبي الرئوي في الولايات المتحدة. يتم تعريف موت الدماغ من خلال مجموعة صارمة من المعايير التي، بمجرد استيفائها، لا تمنح أي احتمال للاستيقاظ من الغيبوبة.