تحولت كل الأشياء من حولي إلى ظلام. لم يكن هناك وجود حتى للأرض، وكأنني تُركت وحيدة في فضاء شاسع، حيث لا يمكن تمييز الأعلى من الأسفل.
في تلك اللحظة، اختفى الألم الوحشي الناتج عن طعن قلبي بالسيف، وتوقف الدم الذي كان يتدفق بلا توقف.
على الرغم من أن جسدي تعافى، إلا أنني كنت ألهث بشدة، فرفعت يديّ لأمسك صدري بغريزة.
على الرغم من أن هذه لم تكن أول مرة أموت فيها، إلا أن النهاية كانت دائمًا مليئة بالألم، وهذا لم يتغير.
إنها الأسوأ.
"هاه... هاه..."
كان العالم المظلم ممتلئًا فقط بصوت أنفاسي المتألمة. وفجأة ظهرت أمامي نافذة شفافة مضيئة بشكل خافت.
كانت الأجواء تشبه البيت المظلم بعد منتصف الليل، حين تكون شاشة التلفاز فقط مضاءة.
[فشلت في اللعبة!]
بموت الشخصية، انتهت اللعبة. وفشلت المحاولة الخامسة أيضًا.
[مدة اللعب في المحاولة الخامسة: 3 أشهر، 9 أيام، 6 ساعات، 22 دقيقة، 4 ثوانٍ.]
[هل ترغب في عرض الإنجازات التي حققتها في المحاولة الخامسة؟]
"أوه... لا."
[تم الإلغاء.]
[جارٍ تحميل المحاولة السادسة.]
شاهدت الرسالة المألوفة الخاصة باللعبة، التي رأيتها خمس مرات من قبل.
مع تنفساتي التي بدأت تهدأ تدريجيًا وعودتي إلى وعيي، أنزلت يدي ببطء عن صدري.
بدأ العالم حولي يضيء تدريجيًا وكأنني أرسم باللون الأبيض على خلفية سوداء.
ظهر ورق الحائط وبدأت الأشياء في الظهور واحدًا تلو الآخر، وقد بدأت ساقاي، اللتان كنت أستخدمهما في الهروب من ذلك الرجل قبل لحظات، تتلاشيان ببطء. بدلًا من ذلك، ظهر ذيل سمكة مغطى بالحراشف في مكانهما.
"هاها."
بدأ الماء يتصاعد من الأرض.
ارتفع مستوى الماء ليغمر رقبتي ثم وصل إلى عينيّ.
[جاري تحميل المحاولة السادسة]
[سيبدأ الشرح التوضيحي للمحاولة السادسة.]
[نتمنى لك لعبًا ممتعًا!]
وفجأة، أضاءت الرؤية بشكل كامل. كان هذا دليلًا على أن اللعبة قد أعيد تشغيلها بالكامل.
ما كنت عليه في القصر الإمبراطوري وكل الأحداث الماضية أصبحت "غير موجودة."
تم إعادتي إلى الماضي، عندما كنت مازلت حورية بحر، وعدت إلى مكان التدريب التوضيحي المألوف.
شيء دافئ أحاط بجسدي بالكامل. كنت أحدق في نافذة الرسالة التوضيحية الخاصة باللعبة دون أن أغلقها.
"هاهاها..."
فجأة، انفجر غضبي مثل ثوران بركان، وعاد ألم خفيف إلى صدري الأيسر. كان هذا المكان الذي اخترقه السيف منذ قليل.
لعبة ممتعة؟ أي متعة! عندما عادت تلك الأحاسيس المروعة إلى ذهني، صعد الغضب بداخلي مرة أخرى.
"لقد سئمت من هذا الآن!"
كان المكان الذي كنت فيه الآن هو غرفتي في قصر تحت البحر، وهو موقع الدرس التعليمي (التوتوريال).
لذا، كنت أجلس على سريري، ويمكنني أن ألتقط الوسادة وأنا مغمضة العينين، حيث كنت دائمًا في نفس المكان.
أمسكت بالوسادة ورميتها بقوة، لكنها كانت مصنوعة من الشعاب المرجانية، لذلك لم تطير بسرعة كافية في الماء وتحركت ببطء.
ومع ذلك، لم ينته غضبي، لذا بدأت في ضرب الأرض بقدمي، أو بالأحرى، هز ذيل حورية البحر. اهتز السرير المصنوع من أصداف البحر بشكل مقلق، وسقط الغطاء المصنوع من الأعشاب البحرية على الأرض.
"تعتذر لي ثم تقتلني؟ أيها القذر المنحرف!"
عندما صرخت، خرجت فقاعات هواء من فمي، وضربت شفتي. لم تكن هذه التجربة مريحة بأي حال.
بينما كنت في حالة من الغضب الشديد، سمعت صوتًا رنانًا "دينغ دونغ!" وظهر أمامي مجددًا شاشة نصف شفافة.
كنت معتادة على هذا النوع من الشاشات بعد أن مررت بخمس تجارب في الدروس التعليمية.
كانت الشاشة تشرح كيفية اللعب وطريقة التحكم.
[هل تود سماع شرح أساسيات اللعبة….]
"اغرب عن وجهي! لن أفعل!"
[تم الإلغاء.]
أغلقت الشاشة التي ظهرت بلا مبالاة.
بالطبع، رفضي لم يوقف تقدم القصة، وسرعان ما سمعت طرقًا على الباب.
كما كان دائمًا، كان هذا عمل خادمتي، وهكذا يبدأ التوتوريال (الدرس التعليمي).
لقد كنت على دراية تامة بالقصة، حتى أنني كنت أستطيع الاستيقاظ من النوم وأعيدها عن ظهر قلب.
بعد مرور بعض الوقت، هدأ غضبي المتأجج قليلاً.
بما أنني تخطيت الشرح الأساسي الذي كان من المفترض أن أسمعه، كان هناك بعض الوقت المتبقي قبل أن أبدأ اللعبة الأساسية.
تمدّدت على السرير بلا حماس ونظرت إلى الأعلى.
شعري كان يطفو في الماء، مما جعل رؤيتي مشوشة. كنت في أعماق البحر، وكان المكان مظلماً للغاية. لكن عيون حوريات البحر كانت شديدة السطوع في الليل، فلم يكن هناك فرق بين رؤيتهم في اي وقت و رؤية البشر في ضوء النهار على اليابسة.
لقد انتهت المحاولة الخامسة للتو بالفشل. و كان علي أن أبدأ المحاولة السادسة من البداية. بدأت أفكر في هذا اللعبة الجديد.
لأنني شعرت أنني إذا لعبت كما في المرة السابقة، فسوف أنتهي بنفس الفشل في النهاية.
لكن، كيف يمكنني فعل ذلك؟ ماذا يجب أن أغير هنا لأتمكن من إنهاء اللعبة؟
كانت هذه اللعبة مصممة بحيث يستحيل رؤية النهاية.
إنها لعبة محاكاة مواعدة (RPG) لشخص واحد، حيث لا يمكنك إنهاء اللعبة أو الخروج منها. هذا هو المكان الذي أنا فيه الآن.
"آه..."
***
كنت شخصاً يعيش في بلد يُدعى كوريا الجنوبية. بالطبع، لم يكن هذا البلد موجوداً في هذا العالم.
في أحد الأيام، أثناء عودتي إلى المنزل في وقت متأخر من الليل، وعند عبوري الشارع، حدث ما لم يكن في الحسبان، حادث سير. في بلد كانت فيه حوادث المرور أكثر شيوعاً مقارنةً بأماكن أخرى.
***
لعبة RPG (اختصارًا لـ Role-Playing Game) هي نوع من الألعاب التي تعتمد على لعب الأدوار، حيث يقوم اللاعب بتجسيد شخصية داخل اللعبة ويتخذ قرارات تؤثر على سير القصة وتطورها. تتميز ألعاب RPG عادةً بأنها توفر للاعبين القدرة على تخصيص شخصياتهم وتطوير مهاراتها بمرور الوقت، بالإضافة إلى تقديم قصص عميقة ومعقدة.