ثم اعتدلت مجددًا لتنظر إلى الساحرة عن قرب، وكانت عينيها مليئتين بالاشمئزاز.
أخيرًا، رفعت الساحرة رأسها وهي جالسة على الأرض بعد أن شبعت.
وفي تلك اللحظة، التقت نظراتها مباشرة بنظرات الأميرة التي كانت تحدق بها بتركيز.
"ما هذا؟ كيف علمت أنني جائعة وجلبت هذا؟ لماذا أتت إلى هنا؟ كيف؟ لوحدها؟"
ثم نظرت مرة أخرى إلى الأعلى، ولكن عيني الأميرة الصغرى لم تكن عيون فتاة ساذجة بل أشبه بعيني مرتزق عجوز خاض كل المعارك، مما أثار قشعريرتها.
---
"هل شبعتِ جيدًا؟"
عند كلماتي، اتسعت حدقة عيني الساحرة بشكل ملحوظ.
حاولت الساحرة النهوض بعدما كانت جاثمة على الأرض تأكل ما سقط منها.
لكن لا، الظروف أثرت بقوة على النفسية.
أمسكت بكتفيها بكلتا يديّ وأجلستها مجددًا.
نظرت الساحرة إليّ بوجه غبي وهي راكعة، وخرج منها تساؤل غامض.
"ما هذا؟"
فقلت لها : "همم؟ لماذا تنظرين هكذا؟"
رغم أن الموقف كان غريبًا بعض الشيء، لكنني أميرة، ويجب أن ألتزم باللباقة، أليس كذلك؟
عندما تحدثت بهذه اللهجة العادية، ازداد تعبير الحيرة على وجه الساحرة.
عندما ضحكت بهدوء، ظهر القلق مجددًا على وجهها.
كلما زاد تهديدي للساحرة البحرية، أصبح من الأسهل الحصول على ما أريد.
واصلت الحفاظ على ملامح وجهي الهادئة.
"بالمناسبة، كيف دخلتِ إلى هنا، أيتها الأميرة؟ هل وجد الجنود هذا المكان؟"
قالت الساحرة بصوت خافت، وكأنها بدأت تفقد ثقتها.
"همم؟ آه، هذا. لا تقلقي. أنا وحدي من يعرف مكان هذا المكان."
فكرت الساحرة لفترة طويلة، ثم غيرت موقفها.
"هل تقولين أن جلالتكِ وحدكِ وجدتِ هذا المكان؟"
"نعم. كان حظي جيدًا. بين الجنود المنتشرين في كل مكان، وجدت هذا الممر أولًا. لديّ طلب شخصي أريد أن أطلبه منكِ. لا تقلقي، لقد أخفيت باب الخروج جيدًا ولن يُكتشف."
تحدثت بصوت هادئ لأطمئنها.
بالطبع، لم يكن كل هذا صحيحًا. لأنه، بدءًا من اليوم، لم تكن هناك أي فرق بحث في المنطقة. كنت أنا قائد التحقيق اليوم، وقد أمرت بوقف عمليات البحث منذ أمس.
لكن لا توجد طريقة لتعرف الساحرة ذلك.
بدت الساحرة وكأنها في حيرة تامة من الوضع الذي لم تستطع فهمه.
في الأصل، كانت القصة تتحدث عن كيف رأتني الساحرة في اليوم الذي جئت فيه إلى هذه الأرض الغربية بمفردي، وأرسلت لي حيوانات بحرية مسحورة لتدلني على الطريق.
لكن وفقًا لمخططي، بدأ الجنود في البحث في هذه المنطقة، فلم يكن لدى الساحرة الوقت الكافي لمراقبتي عبر كرتها السحرية.
واصلت التحدث بصوت رتيب وأنا ألف شعري بلون الجريب فروت الغامق حول أصبعي.
"السبب الذي جئت من أجله إلى هنا بسيط. أريد منكِ أن تصنعي لي ساقين بشريتين. سمعت أنكِ أعظم ساحرة في الوجود."
"ساقين بشريتين؟"
"نعم. في اليوم الذي خرجت فيه من البحر لأول مرة، وقعت في حب رجل بشري. لذلك، أريد أن أصبح إنسانة."
"...تبدين وكأنكِ تشاهدين الكثير من القصص الخيالية. هل تعتقدين أن هذا ممكن؟"
كان واضحًا أمامي أن الساحرة البحرية كانت تفكر بسرعة في حل.
حتى في هذا الوضع، لم تتوقف عن التفكير بشكل استراتيجي.
يجب أن أعترف أن قدرتها على التخطيط السريع مثيرة للإعجاب.
في هذا العالم، لا يمكن لمجرد تعويذة بسيطة أن تُظهر النيران فجأة من اليدين.
السحر هنا كفاءته منخفضة جدًا لدرجة أنه لا يمكن استخدامه في الحياة اليومية.
لكن في هذا العالم، تعتمد التقنية التي تديره على الهندسة السحرية للبشر وسحر حوريات البحر.
وبشكل خاص، كانت الساحرة البحرية موهوبة بشكل استثنائي في السحر المحرم، المعروف بسحر الظلام.
من بين أعظم إبداعات الساحرة كان هناك شيئان:
الكرة البلورية، والإكسير السري الذي يحول الحوريات إلى إنسان.
قالت الساحرة وهي تراقبني بحذر:
"لكن حقًا، انت محظوظة. بإمكاني أن أجعل هذا الشيء الخيالي حقيقة. أنا الوحيدة في العالم التي تستطيع فعل ذلك! فأنا عبقرية!"
"إذًا، أعطني إياه."
"...ماذا؟ طبعًا... لا، لا يمكنني أن أعطيكِ إياه مجانًا! إذا منحتكِ ساقين، فماذا ستعطينني بالمقابل؟"
"لقد فكرت في المقابل مسبقًا. عندما خرجت من القصر، جلبت معي الكثير من الجواهر."
كان هذا كذبًا. كل ما كنت أملكه حينها هو بعض الحلوى والقليل من المال.
في المقدمة، لم يكن هناك حاجة لأن أحضر أي شيء إلى الأرض، ولم ترغب الساحرة قط في الحصول على صوتي مقابل ذلك.
"الذهب والفضة؟ بالنسبة لي... تلك لا تساوي سوى الرمال، يا مولاتي."
"إذًا، ماذا تريدين مني؟"
"أريد... صوتكِ! إذا لم تعطيني صوتكِ، فلن أمنحكِ ساقين."
تحدثت الساحرة وكأنها تفكر بجدية، ولكن مظهرها كان أشبه بممثلة بارعة في التمثيل.
عندما لم أجب، بدا وكأنها تعتقد أنها استعادت زمام الأمور، وظهر على وجهها الشاحب ابتسامة خفيفة.
ضحكت بصوت عالٍ ثم نظرت إلى الساحرة الجشعة والخائفة بنظرة حادة.
ارتعشت الساحرة.
"أنتِ جشعة جدًا. لقد أحضرت لكِ هدية، ومع ذلك، تريدين المزيد، أليس كذلك؟"
"ها... ها... لكن... الساقين، الساقين فقط أنا من يمكن أن يمنحكِ إياها."
"نعم، أنتِ الوحيدة التي يمكن أن تمنحني ساقين بشريتين. لكن دعينا نفكر في الأمر من منظور آخر. من برأيك يتحكم في حياتك الآن؟"
"...ماذا؟" تساءلت الساحرة البحرية وهي ترتجف قليلًا، وتوترت زاوية فمها المرتفعة قليلاً.
"يمكنني الخروج الآن والركض إلى الخارج. وسأخبر فرقة البحث الموجودة بالخارج أنني وجدت الساحرة هنا. هل تعتقدين أنكِ ستهربين بسرعة، أم أن الجنود سيلقون القبض عليكِ أسرع؟"
لم يكن هناك رد. تابعت حديثي.
"أتعرفين مدى سوء سمعتك؟ إذا تم القبض عليكِ، فسيكون من الصعب تجنب الإعدام."
"أأأ... أنتِ تتهدديني..."
"هذا ليس تهديدًا. إنه الواقع."
"لكن... لكن، لا! لا أستطيع! يجب أن تعطيني صوتكِ حتى أمنحكِ ساقين!"
"حسنًا، حسنًا. سأعطيكِ صوتي. ليس بالأمر المهم."
لم أكن بحاجة إلى صوتي في هذه المرحلة.
كنت سأعيش متخفية كرجل، وكان صوتي سيتسبب في مشاكل فقط.
"صوتي لا يهمني كثيرًا، يمكنكِ أخذه."
ولكن... ينبغي أن أستغل الفرصة لأخذ شيء مهم منها أيضًا، أليس كذلك؟
هذه المرة، سأفوز بالأمير بكل تأكيد.
"لكن دعينا نكون واضحين. سأضمن لكِ الأمان. بمجرد إتمام الاتفاق، سأطلق سراحكِ، وأبعد الجنود عنكِ. ولن أتسبب في أي ضرر لكِ أبدًا، للأبد."
"......!"
"لكن لا يمكنني أن أعطيكِ كل صوتي. أحتاج إلى أن أحتفظ بجزء صغير، فقد أحتاج إلى التحدث في بعض الأحيان. وأخيرًا، أريد الكرة البلورية... أعطيها لي."
أكبر شيء أطلبه في هذه المرحلة هو الكرة البلورية.
في الحقيقة، لم يكن هناك سبب خاص لطلبي هذا.
لا يوجد شيء بهذه القوة في هذا العالم غيرها، وأنا أعرف شخصًا واحدًا سيفرح جدًا إذا حصل عليها.
سآخذها وأعطيها له.
الساحرة البحرية بدت مذعورة وهزت رأسها بسرعة، مما يعني أنها ترفض. لكنني واثقة بأنها ستمنحني إياها في النهاية.
"إذن، انتهت الصفقة."
أظهرت تعبيرًا يعبر عن الأسف، وزفرت تنهيدة قصيرة قبل أن أدير جسدي نحو المخرج. عندما بدأت بالعودة، بدت الساحرة مضطربة وصرخت بصوت عالٍ.
"سأ... سأعطيك! لا، سأقدمها لك! الكرة البلورية! أرجوك، أنقذيني!"
أخيرًا، استسلمت الساحرة البحرية. بدأت أكتب بنود العقد بدقة على الوثيقة التي استدعتها الساحرة. وأخيرًا، قدمت العقد لها.
العقد:
1. تمنح الساحرة البحرية للأميرة الصغرى إكسيرًا لتحويل ذيلها إلى ساقين بشريتين (بدون آثار جانبية).
2. تمنح الأميرة الصغرى صوتها للساحرة البحرية (مع الاحتفاظ بجزء صغير من الصوت لتتمكن من التحدث لفترة قصيرة يوميًا عندما تحتاج إلى ذلك).
3. تقوم الأميرة الصغرى بإبعاد فرق البحث في غضون يوم واحد، وتمتنع عن أي أفعال تهدد سلامة الساحرة البحرية.
4. تقدم الساحرة البحرية للأميرة الصغرى الكرة البلورية وتدعمها بالمواد اللازمة للعيش على اليابسة.
سألت الساحرة، "لكن ماذا يعني توفير المواد اللازمة في البند الرابع؟"
أجبتها، "لا تقلقي. سأقوم بزيارة القصر قبل أن أصبح إنسانة لجمع ما أحتاجه. سأكتفي بأخذ بعض الأشياء البسيطة من هنا."
في المقدمة، لا يمكنني حمل أي شيء أو تخزينه. لكن المعاملة مع الساحرة استثناء. لا يمكنني الذهاب إلى اليابسة دون ساقين بشريتين، لذا كل شيء أتلقاه منها يمكنني الاحتفاظ به.
نظرًا لأنني لن أصبح قديسة، فسأحتاج إلى البقاء في نزل لفترة، لذلك عليَّ أخذ ما أحتاجه معي من هنا.
أخيرًا، وقعنا العقد وتبادلنا النسخ.
الساحرة لا تستطيع إلقاء التعاويذ إلا من خلال العقود، والعقد غير قابل للنقض. أضاء العقد وهو يطفو في الهواء قبل أن يطير نحو رف ويُطوى بلطف ليتم حفظه.
أحضرت الساحرة الدواء بسرعة. كان عبارة عن كبسولة صغيرة بحجم ظفر الإصبع.
فتحت العلبة وألقيتها في فمي على الفور. في الحكاية الأصلية، كان على الأميرة السباحة إلى الشاطئ لتتناول الدواء، لأن الإنسان لا يستطيع التنفس تحت الماء. لكن بالنسبة لي، فقط ساقاي ستتحولان إلى ساقين بشريتين.
بدأت أمضغها قليلاً ثم ابتلعتها مع الماء الذي في فمي.
[لقد تناولت الدواء (تحويل الساقين إلى ساقين بشريتين، التأثير دائم). سيظهر التأثير بعد 5 دقائق.]
"انتظري!"
صاحت الساحرة البحرية وهي مذهولة. ألقيت بالعلبة الفارغة بعيدًا، وبدأت تغرق ببطء في الماء.
"العقد غير قابل للنقض! لقد وعدتِ بإبعاد فرق البحث! ماذا ستفعلين إذا تناولتِ الدواء الآن؟"
"أعلم، العقد لا يمكن نقضه. لكنني نفذتُ الاتفاق بالفعل. البند الثالث يقول إنني سأبعد فرق البحث في غضون يوم. آسفة، ولكن 'لم يعد هناك أي جنود في المنطقة'."
"ماذا...؟"
"لقد انتهت التحقيقات منذ الأمس. أردت أن أكون متأكدة أنه لن يكون هناك أحد عندما اجدك. حاليًا، لا يوجد سوى أنا وأنت هنا."
ابتسمت بينما كنت أهز كتفي. كان وجه الساحرة يشبه وجه غزال مسكين في مواجهة صياد.
"وهذا يعني أنني لست بحاجة إلى الذهاب إلى القصر. سأذهب مباشرة إلى اليابسة، لذلك يمكنني أخذ كل ما أحتاجه، أليس كذلك؟"
البند الرابع: "الساحرة البحرية ستدعم الأميرة الصغرى بالمواد اللازمة للعيش على اليابسة." تذكرت الساحرة هذا البند، ووجهها ازداد شحوبًا.
سبحتُ مبتعدة عن الساحرة، عائدة إلى مكانها الأصلي. حيث كان هناك العديد من الكنوز المفيدة هناك.
أشرت إلى الجرعة الموجودة على الرف وقلت، "أعطني تلك."
على الرغم من أنني لا أملك مهارة "التقييم" بعد، إلا أنني علمت على الفور أنها جرعة لاستعادة النقاط الصحية (HP).
لقد زرت هذا المكان عدة مرات من قبل، وأعرف جيدًا ما هو موجود وأين.