رواية ملك الشياطين الوسيم

|||كان يوم أمس غريباً للغاية، غريباً بشكل غريب أتفهم ما أعني؟ واو يا رجل لقد أحرقت جثة شخص ما بدون أدنى أثر، و كأنها لم تكن موجودة من الأساس! لكني صرت أعرف القليل عن ماهية العالم الذي نعيش فيه و خصوصاً عن الطاردين، على كل حال أتى الصباح و لم أستطع أن أغلق جفنا واحداً و لم يرتح لي بال فقد كان كل جسدي مثارا! لكن كان علي الذهاب إلى مدرستي الجديدة، بداية حياتي المدرسية كانت قد بدأت!|||

¶ في الطريق <الساعة السابعة و النصف صباحاً> :

ديوس :"هاي أنت"

دين :"ألم تقل ألا أحدثك أثناء حضور الكثير من الناس؟"

ديوس :"أجل لكن هذا أمر مهم"

دين :"من الغريب رؤيتك ملحا هكذا للتحدث معي"

ديوس :"ما أقوله لمصلحتي أيضا ليس و كأني اهتم بشأنك"

دين :"حسنا ما الأمر؟"

ديوس :"أليس لديك أختا في تلك المدرسة أو ما شابه ذلك؟"

دين :"نعم لماذا تسأل؟"

ديوس :"أيها الأحمق ماذا سيحدث إذا تعرفت عليك؟!"

دين :"لا مشكلة"

ديوس :"ماذا؟"

دين :"لم أقابلها منذ أكثر من سنة لذلك ليست هناك مشكلة في الظهور بهذا المظهر أمامها"

ديوس :"هل سنة واحدة كافية ليغير فيها الشخص مظهره؟"

دين :"نعم بالطبع مع التدريب المكثف و القوي و العزيمة الكافية! الطريق طويل لكن خط النهاية موجود بلا شك! "

ديوس :"أنت أخذت منعطفا مختصرا، كما كنت لتحتاج لقرن كامل لتغير حالتك تلك"

دين :"لئيم *زمجرة*... على كل حال وصلنا!"

|||عند وصولي لواجهة المدرسة، لم تبدو و كأنها مدرسة من الأساس! لقد كانت أشبه بشئ من الخيال، تحفة هندسية بشكل أدق، فهمت لماذا هي من الأفضل هندسيا في كل البلاد، مدرسة إس أوه كيه! ساوند أوف نوليدج (صوت المعرفة)! و عندما عبرت عبر بوابتها و دخلت حرمها شعرت بأجواء ملكية هه، بحق و كأني في عالم آخر! لكن كان علي أن أذهب إلى مكتب المدير لكي أخبره عن قدومي رسميا، و مضيت في طريقي، كانت الممرات خالية لأن الدروس قد بدأت، لقد قلقت من أن أعطي انطباعا سيئا من أول يوم لدى المدير، لذلك ذهبت مباشرة إلى مكتبه و ظللت أبحث عنه لمدة عشر دقائق! لقد كانت المدرسة كبيرة لا تلمني، على كل حال ساعدني العم المنظف على إيجاده و كان علي الإنتظار عند السكرتيرة التي تقابل باب مكتب المدير، لقد اخبرتها عني و عن كل شئ لذلك قامت بالدخول إلى المكتب و خرجت بعد مدة قليلة|||

السكرتيرة :"سيد فرانكفورت"

دين :"نعم!"

السكرتيرة :"سيقابلك المدير الآن"

دين :"حسنا شكرا لك! [يقف أمام الباب و يأخذ نفسا و يفتح الباب و يدخل]"

المدير :"سيد فرانكفورت أليس كذلك؟"

|||بعكس مدير مدرستي القديمة الذي كان دائما ما أجده متكسالا و سئ المظهر قليلا فقط، فقد كان هذا الذي دخلت إليه مختلفا تماماً و كان صغيرا في السن حتى! لا أظن أن عمره يتجاوز الأربعين، و قد كان انيقا بشكل مبالغ فيه و قد كان حسن المظهر حاملا كتاب يقرأه إلى أن وضعه جانبا، حتى إن مكتبه كان في غاية الروعة! تماثيل هنا و حوض سمك هناك و مكتبة صغيرة بالجانب و لوحات جدارية غريبة لكن تبا إنها رائعة!"

دين :"نعم سيدي!"

المدير :"[يبتسم] تفضل بالدخول و الجلوس"

دين :"ح...حسنا! [يذهب و يجلس على الكرسي المقابل لمكتب المدير]"

المدير :"إذا أنت دين أليس كذلك؟ أخبرتني العمة بيتي كثيرا عنك"

دين :"[يتفاجأ] أتعرف جدتي؟!"

المدير :"نعم بالطبع، لقد كنت أعرفها جيدا، منذ أن كنت صغيراً، آسف لأني لم أتواجد أثناء جنازتها حقا آسف!"

دين :"ل...لا مشكلة سيدي المدير على الإطلاق!"

المدير :"نادني مافريك أرجوك، كيليان مافريك، لا أحب ان يناديني الطلبة بكلمة المدير هذا يجعلني أبعد من أصير صديقهم"

دين :"ماذا تعني؟"

مافريك :"أنا لست المدير فحسب كما تعلم، فأنا أيضا مؤسس و منشئ هذه المدرسة، وجودي في اي مكان في هذه المدرسة يسبب رعبا تاما للطلبة، إنهم يخافوني، و هذا أمر غير مريح إطلاقا، لا أحب ان يخافني الناس هذا يجعلني متعاليا أليس كذلك؟ لذلك أحاول أن أكون صديقا لهم أكثر من كوني مديرا، أعتبر الكثيرون من الطلبة أن هذه مهزلة، ما رأيك أنت؟"

دين :"همممم [يضع يده على ذقنه] أعتقد أن هذا التصرف الصحيح، لكن ألن يسبب هذا شغبا في المدرسة، أعني أني لو كنت مكان أحدهم يمكنني فعل ما أريد لأن المدير في نهاية الأمر صديقي، صحيح؟"

مافريك :"حسنا هذا ليس ما تسير إليه الأمور، أنا بطبعي لست شخصا متساهلا، كم من شخص قمت بطرده من هذه المدرسة لأنه لم يكن مستعدا ليصير جادا؟ يمكنني أن اصير صديقا في أوقات معينة، و مديرا في أوقات الحزم"

دين :"إذا...أيهما أنت الآن؟"

مافريك :"[يبتسم] الشخص الذي تريدني أن أصبحه!"

دين :"عذرا هل يمكنني أن أسأل سؤالا؟ كم من طالب قمت بفصله؟"

مافريك :"احقا تريد أن تعرف؟"

دين :"[يبلع ريقه و يهز رأسه موافقا]"

مافريك :"أنت لن تستطيع عده بأصابع يديك أبدا يا فتى [ينظر بنظرة باردة و يضع يديه مشبوكتان على الطاولة مرفوعتان لأعلى ويفتح فمه قليلا] صفر!"

دين :"..."

مافريك :"..."

دين :"[يضحك]"

مافريك :"[يضحك]"

دين :"[يضحك و يضع يده على وجهه] لا يمكنني عده بأصابع يدي؟ تبا!"

مافريك :"[يبتسم]"

دين :"ظننتك قلت أنك حازم؟"

مافريك :"حسنا ليس لدي طلبة يفعلون أشياء يستحقوا أن يتم طردهم بسببها، هناك بعض المزعجين لكن هذا ليس كافياً لفصلي لأحدهم"

دين :"أوه فهمت!"

مافريك :"على كل حال سررت بالتعرف إليك يا دين، سيشرفني أن تكون مدرستي هي من ستقوم بتخريجك"

دين :"أنا من عليه أن يتشرف بهذا يا سيدي المدي- أقصد مافريك!"

مافريك :"يمكنك الذهاب أن تبدأ يومك الدراسي حالا إن لم تمانع"

دين :"ماذا؟! ه...هكذا؟! و أنا ارتدي هذا؟ أعلم أن لديكم زي موحد بالفعل!"

مافريك :"لا تقلق بشأن هذا سيصلك اليوم مساءا"

دين :"ماذا عن قياسي؟"

مافريك :"لقد أخذته إيلينا بالفعل، السكرتيرة التي بالخارج"

دين :"ماذا؟! متى فعلت هذا؟!"

مافريك :"فور رؤيتها لك، لديها بصر ممتاز! يمكنني أن أرشدك إلى فصلك حالا، هل نذهب؟"

دين :"ح..حسنا!"

|||و هكذا ذهبت مع المدير إلى فصلي الجديد، أنا في الصف الثاني، ألم أخبركم بهذا من قبل؟ عموما كانت المدرسة كبيرة للغاية، كما أن كمية الفصول التي فيها كثير للغاية|||

دين :"إنها كبيرة!"

مافريك :"أليس كذلك؟ ثلاثة فصول دراسية، كل فصل لديه سبع غرف تدريس، من أ إلى ي، كافتريا كبيرة، مكتبة أكبر من تلك التي توجد في شارع وينستون، لدينا أيضا ملاعب رياضية متخصصة في كرة السلة وكرة القدم و كرة القدم الأمريكية، سيكون من الرائع أن تكون في الفريق"

دين :"همممم لا أظن أني أميل للرياضات الالتحامية *ضحك خفيف*"

مافريك :"حسنا عليك استكشاف كل هذا بمفردك، و هناك أيضا أشياء أخرى كثيرة للإهتمام ستعثر عليها، أوه لقد وصلنا! الباب الذي على يسارك [يتوقف و يقف أمام الباب]"

دين :"[يتوقف و ينظر لأعلى الباب] الفصل الثاني ج؟"

مافريك :"سأقدمك و بعدها ستدخل اتفقنا؟"

دين :"حسنا!"

مافريك :"يدق الباب"

الأستاذ *من الخارج :"تفضل بالدخول"

مافريك :"[يمسك المقبض] و شئ آخر..."

دين :"ماذا هو؟"

مافريك :"[يلتفت لدين] إحذر من ميليسا! [يفتح الباب و يدخل]"

الأستاذ :"سيد مافريك!"

مافريك :"كيف حالك يا جون؟ كيف حالكم جميعاً؟"

أصوات :"جيد! رائع! كل شئ بخير يا رجل!"

مافريك :"[يبتسم] من الجيد معرفة أنكم بخير جميعاً"

فتاة :"كلا لسنا بخير! الأستاذ هنا لا ينفك عن التحدث عن حبه عن فأره اللطيف!"

مافريك :"[ينظر للفتاة] هل لدى والدك اي حيوان أليف يا بيف؟"

بيف :"[تنظر بحدقة عينيها يمينا و يسارا] كلا"

مافريك :"هذا غريب، لأنه دائما ما يكثر عن الحديث عنك"

بيف :"ماذا؟!"

|||فجأة بدأ الفصل كله بالضحك، و الأستاذ جون معهم، حتى هذه الفتاة بيف بدأت في الضحك بالرغم من أنه لم يكن من المفترض بها أن تضحك لكنها فعلت، كان لدى المدير مافريك تأثير كبير و واضح بحق، لم أقابل في حياتي مديرا أو مدرسا يتعامل بهذه الطريقة مع طلابه أبدا، شجعني ذلك|||

مافريك :"حسنا توقفوا الآن رجاءاً، احم احم! لدينا اليوم طالب جديد، منقول بشكل أدق، أتمنى أن تتعاونوا معه جميعا"

فتى :"طالب منقول؟"

فتاة :"يا ترى من يكون؟"

مافريك :"سيد فرانكفورت تفضل بالدخول رجاءا"

دين :حسنا! [يدخل إلى الفصل و يقف يجانب مافريك]"

بيف *في رأسها :"يا... إل... هي!"

دين :"أنا دين فرانكفورت يشرفني أن أدرس برفقتكم! [يبتسم]"

فتاة 1 *في رأسها :"يا إلهي كم هو وسيم! هل سيدرس معنا هذا الفتى حقا؟! كيااااااااااا يا لحظي!"

فتاة 2 :"[تبتسم ابتسامة مقلقة مع احمرار خديها و ميلان عيناها افتنانا و تشبك يديها]"

فتاة 2 *في رأسها :"و كأن الرب أنزل علينا ملاكا! كم هذا مثير!"

فتى 1 :"تسك! فتى وسيم آخر"

الأستاذ جون :"مرحبا بك في الفصل سيد فرانكفورت"

دين :"نعم من دواعي سروري، هل... هل لا بأس ببقائي هكذا؟ أنا لم أحضر أي أدوات دراسية معي"

مافريك :"أنت لست طالبا رسمياً بعد، من الغد ستكون كذلك لذلك أنت أشبه بضيف لهذا اليوم، ليس عليك فعل شئ إن لم ترد"

دين :"ح...حسنا!"

الأستاذ جون :"ستجلس في المقعد الخلفي الفارغ ذاك يا سيد فرانكفورت"

دين :"حسنا! [يحاول الذهاب]"

مافريك :"[يمسك كتف دين] أتمنى أن تحسنوا معاملته جيدا، فهو مثلكم جميعاً صديق، و طالب في هذه المدرسة و منافس لكم في الدراسة و التفوق لذلك كونوا على وفاق"

الصف :"حاضر!"

مافريك :"[يبتسم] هذا جيد [يلتفت لدين] كن على وفاق حسنا؟"

دين :"نعم شكرا"

مافريك :"اعتني بنفسك"

دين :"[يحدق ب مافريك]"

مافريك :"حسنا وداعا الآن أراكم لاحقاً ادرسوا بجد!"

الصف :"حاضر سيدي!"

مافريك :"[يبتسم و يغادر]"

الأستاذ جون :"تفضل بالجلوس"

دين :"حاضر!"

|||ثم ذهبت في إتجاه الكرسي الذي طلب مني الأستاذ الجلوس فيه، كان في الصف الأخير و الثاني عموديا، كان هناك تقريبا ثلاثة و عشرون طالبا و أنا كنت الرابع و العشرون، و كان الفصل مكون من خمس صفوف و أربع أعمدة، و يا حسرتي حين كنت أمر متجهاً نحو الكرسي، نظرات الكره و الحقد من أول مرة! أحسست بها فعلا، ليس الأمر و كأني لم أشعر بهذا من قبل بل الفرق هو...أنها كانت بسبب الغيرة! إنه نفس الشعور لكن لديه طعم مختلف، شعرت...نوعا ما بالسعادة! و أخيراً امتلكت شيئا يجعل الآخرون يغارون مني بسببه! أعلم أني لم أحصل عليه بمجهودي لكن... كان شعورا...جميلا حقا! أعتقد أنك تظن أني أصبحت مغرورا الآن أليس كذلك؟ حسنا في الواقع لا يمكنك لومي فقد كان يتم إستعمالي ككيس ملاكمة و مطفأة سجائر و كثير من الأشياء التي لا أحب تذكرها لذلك تقبلت شعور هؤلاء الفتيات اللواتي افتن بي بكل راحة بال، لا تفهمني خطأ! أنا أؤمن بأن الحكم بالمظهر ليس حقيقياً و أسعى لتغيير ذلك، لكن أليس من حقي أن أكون أنانيا و لو لبعض الوقت؟ على كل حال جلست في مقعدي و عندها قد حدث شئ لم أتوقعه أبدا...|||

دين *في رأسه :"حسنا إنها بداية جديدة! مدرسة جديدة! علي أن أكون متعاونا مع الجميع و أن أكون من يلقي التحية! لا أريد ان يظن الآخرون إني متعجرف!"

دين :"[يأخذ نفس و يلتفت إلى يمينه و بإبتسامة] مرحبا سررت بلقائك أنا دين!"

الفتى :"[ينظر لدين و يبتسم] و أنا أيضا سررت بذلك! إسمي جين كونراد، سرني التعرف عليك دين فرانكفورت"

دين *في رأسه :"إنه شخص لطيف! ربما الأمر ليس سيئاً إطلاقا!"

دين :"أتطلع للدراسة معك!"

جين :"نعم و أنا أيضا"

دين :"[يلتفت يسارا] سررت بلقائك أيض-"

دين *في رأسه :"ماذا؟...ماااااااااذااااا؟!"

ديوس :"أوه تبا"

دين :"ڤ... ڤي؟!"

ڤي :"[ينظر بإستغراب نحو دين]"

¦¦¦إنتهى الفصل¦¦¦