دين :"نعم، أنا أقبل عرضك يا ديوس!"
ديوس :"[يبتسم و بتعجرف] لا أعتقد أنك ستندم على هذا!"
|||لا أتذكر تحديداً ما حصل بعدها، كل ما اتذكره هو ان المكان عم بتلك الهالات الكبيرة، أحسست بضغطها و كثافتها و عندما نظرت إلى ديوس خرج منه شئ أسود كسواد الفحم بل أكثر سوادا! كان أشبه بضباب كثيف لكنه لم يتبدد بل كان كأنما هو كتلة واحدة و فجأة مرة هذا الضباب من جسدي و أحسست كما لو دخل إليه، و عندما اختفى كل شئ، سقط ديوس أرضا أمامي!|||
دين :"[بتوتر] د... ديوس؟ هل انت هل انت بخير؟!..... ماذا؟ "
|||عندها آلمني كل شئ في جسمي، معدتي كأنما تحترق من الداخل، قلبي صار يخفق بشدة، سقطت على الأرض و قبضت على بطني و أحسست أن كل عظامي تتحرك من مكانها و كأنما تريد الخروج من جسدي! لم أقدر على الحركة و لا فعل أي شيء عدا الصراخ، و من شدة الألم الذي أحسست به نمت نوما عميقاً|||
¶ صباح اليوم التالي <الساعة11:00 صباحاً> :
|||استيقظت من بعد نوم عميق، لكن ما حدث بعدها كان أغرب ما رأيته في حياتي|||
دين :"ااااخ رأسي يؤلمني فعلا، [ينظر يمينه] هممم، هاي ديوس هل أنت بخير؟ [يمد يده محاولا لمس ديوس] ماذا؟ [ينظر ليده] يد من هذه؟"
|||اليد التي رأيتها لم تكن يدي، لم تكن تلك اليد القصيرة الثخينة المتعرقة، بل كانت يد نحيفة مشدودة قوية!|||
دين :"ما هذا؟! [يقف] ماذا؟ لما الأرضية بعيدة جداً مني؟ مهلا! [ينظر الى بطنه و بتوتر] ما.... ما الذي حدث لببطني؟أين اختفت؟!و لماذا قميصي أصبح صغيراً علي فجأة؟! [يرفع قميصه ببطئ]"
|||عندما رأيت ما أسفل قميصي، لم تكن هناك تلك البطن أو الجسد السمينين و المقرفين، أين ذهبت تلك البطن السمينة الثقيلة التي تتحرك أثناء مشيي؟ أين ذهبت تلك التي كانت تصد الضربات التي اتلقاها؟! لم تكن هناك! ما وجدته.... كان جسدا مفتولا! كان كل جسدي ملئ بعضلات لم أكن أراها إلا في المجلات الرياضية، بدأت اتلمس كل جزء فيه مستغرباً من هذا، ثم اتتني فكرة، ذهبت نحو الحمام بسرعة وأبصرت في المراة|||
دين :"[بتوتر و قلق] من... من... من هذا؟!"
|||من رأيته في المرأة لم يكن أنا، لم يكن أنا صاحب الوجه الكبير الملئ بالشحوم و الكدمات و اللحم و الفك الممتلئ، بل كان شخصاً ذو مظهر لم أستطع ان اتخيله ابدا! وجه مستوي، و فك عريض بارز، و بدون اي شحم و لحم زائد! لم تكن هناك تلك الشفاه الثخينة المتقشرة بل كانت خفيفة حمراء كالدم! لم يكن أنف كبيراً مقرفا بل كان صغيراً و ظريفا! كانت عيناه واسعتان براقتان بلون ازرق لامع كلون السماء الصافية و لديه تلك الرموش السفلية الطويلة، لم أستطع تصديق ما رأيت لذا سقطت مبتعدا عن المرأة... و بدأت الصراخ... |||
دين :"*صوت صراخ* ما هذا؟! من هذا؟! أين ذهبت؟! ف... فليساعدني أحدا ما!"
(صوت) :"اذا لقد استيقظت اخيرا"
دين :"ماذا؟! [ينظر يمينه و يساره] *ضحك خفيف* يبدو اني جننت اخيرا! كل هذا مجرد حلم صحيح؟ [يضع يده على جبينه] نعم كل هذا مجرد حلم سخيف!"
(صوت) :"ليس حلما يا أحمق"
دين :" [يقف بسرعة مصدوما متفاجئا] من هناك!؟ أظهر نفسك! س.... سأتصل بالشرطة!"
(صوت) :"إهدأ قليلا فقط، هذا أنا ديوس"
دين :" [بتوتر] ديو... ديوس؟! [يخرج من الحمام و يذهب الى غرفة الإستقبال] لكن.... لكنك واقع أرضا!"
ديوس :"تباع أنا في داخلك يا أحمق!"
دين :"[تتوسع عيناه و تضيق عدسته و يبلع لعابه وبقلق] في.... داخلي؟"
ديوس :"نعم"
دين :"ما الذي تفعله في داخلي! اخرج! اخرج بسرعة!"
ديوس :"ما الذي تعنيه؟ لقد اتفقنا على هذا أليس كذلك؟"
دين :"م.. ماذا؟"
ديوس :"نعم لقد كانت هذه هي الصفقة التي عقدتها معي، ان أسكن جسدك و أعطيك جسدا جيدا و في مقابل تساعدني على إنقاذ أختي من الطاردين، ألا تذكر؟"
دين :"و... و الآن بعد أن ذكرت هذا... اظنني فعلت شيئا كهذا فعلا"
ديوس :"إنه ليس ظن بل هذا ما حدث فعلا"
دين :"[بتوتر] لكن... لكنك لم تقل أنك ستكون داخل جسدي!"
ديوس :"بل قلت هذا"
دين :"لا لم تقل!"
ديوس :"بل قلت هذا! راجع الفصل السابق"
دين :"ماذا؟"
ديوس :"لا تهتم، على كل حال ما رأيك؟"
دين :"رأيي؟ في ماذا؟"
ديوس :"في جسدك الجديد طبعاً! يا لك من غبي"
دين :"بالحديث عن هذا....."
¶ في الحمام :
دين :"لقد بالغت قليلا"
ديوس :"استميحك معذرة؟ ألم يعجبك؟ يا لك من ناكر للجميل"
دين :"ليس الأمر هكذا!"
ديوس :"إذا كيف هو؟"
دين :"[يحمر وجهه مع تعابير غضب و ينزل عينيه لأسفل] ما كان عليك... أن... تبالغ... فقط... "
ديوس :"لقد قلت الأجمل و أنا ملك ذو كلمة"
دين :"[في نفس وضعه السابق مع ازدياد في احمرار وجهه] ش.....شك.....شكرا، لك"
ديوس *من داخل دين :"[فمه كان مفتوحاً قليلا مثل الذي لم يتوقع لكن بعدها تتحول الى إبتسامة شريرة و ماكرة] على الرحب! "
ديوس *من خارج :"لكن أنا من عليه شكرك فقد أنقذتني و الآن تريد مساعدتي على إنقاذ أختي"
دين :"لا تهتم لهذا سوف أنقذها حتماً! بالمناسبة"
ديوس :"ماذا؟"
دين :"كيف نفعل هذا؟"
ديوس :"ها؟ ألم تكن تستمتع الي؟ سنقتحم مكان حبسها بالطبع لكننا سنقتل الكثير قبل فعل ذلك"
دين :"ماذا؟!!! كلا... كلا لا... لا أريد أن اقتل إنسانا أبدا! انا.. لن افعل هذا.."
ديوس :"ماذا؟ ألم تقل بأنك ستنقذها حتما؟"
دين :"أجل! لكني... لا أريد أن أقتل..... اي شخص"
ديوس :"لا تقلق، لن نقوم بقتل أي إنسان أبدا"
دين :"ماذا؟ لكنك قلت ان علينا ان نقت..."
ديوس *من داخل دين :"نعم سنقتل... [يظهر وجهه الذي يماثل وجه دين لكن ذو العيون الصفراء المخيفة و الشعر الأبيض المرفوع و الجسد المتفحم الغير شبيه ببشري مع إبتسامه أكثر خبثا و شرا من قبل]، سنقتل الكثير و الكثير و الكثير... من الشياطين!"
دين :"[يصدم و بتوتر] ما.... ما الذي تعنيه؟!"
ديوس *من خارج دين :"ها؟ ألم تفهم حتى الآن؟ يا لك من غبي فعلا، سنجعل منك طاردا بالطبع!"
دين :"طارد؟!"
ديوس :"نعم، لكن لا داعي لأن تعلم كل التفاصيل الآن"
دين :"انتظر دقيقة واحدة، هل تريدني أن أصير طاردا؟! لكن... [بنبرة حزينة و ينزل عينيه لأسفل] سيتوجب علي قتل شعبك"
ديوس :"ماذا؟ *صوت ضحك*"
دين :"ما الذي يضحك؟!"
ديوس :"تبا يا دين بحق، اتظنني أبالي بحياة بعض البهيمة في سبيل إنقاذ اختي؟ قد اتخلص من مليار فرد من شعبي حتى إن كان هذا هو الخيار الوحيد"
دين :"تسك، انت حقا ملك سئ"
ديوس :"حسنا لم أقل أبدا إني جيد"
دين :"على كل حال ما هو الطارد بشكل أدق؟ أنت لم تشرح الكثير"
ديوس :"سأخبرك لاحقا هذا ليس الشئ المهم حاليا"
دين :"إذا ما المهم؟"
ديوس *من داخل دين :" [يبتسم].... التسوق!"
دين :"[يستغرب] هاه؟"
¶ في مركز للتسوق <ظهرا> :
|||أخبرني ديوس أن علي شراء ملابس جديدة، حسنا هو على حق، بعد أن صار لدي هذا الجسد فكل ملابسي صارت قصيرة، لذلك أخذت ملابس الشخص الذي كان ديوس مستحوذا على جسده، و ذهبت إلى مركز التسوق، لحسن الحظ ليس لدي اي دوام دراسي اليوم و إلا لكنت تغيبت و سببت مشكلة لنفسي|||
دين :"واااااااو! هذا المركز أكبر من ما يبدو عليه من الداخل!"
ديوس :"ها؟ ألم تأتي إلى هنا من قبل؟"
دين :"كلا بل يتم منعي من الدخول من البوابة *صوت ضحك خفيف* لكن... لماذا أشعر بمثل هذا التوتر؟ و كأن هناك من يتربص بي"
ديوس :"ليس هناك من يتربص بك، انهم في كل مكان"
دين :"من... هم؟"
ديوس :"الناس!"
دين :"الناس؟"
ديوس :"انظر حولك لترى ما أعني"
|||نظرت حولي كما أخبرني ديوس و ما رأيته قد أصابتني القشعريرة منه، كل شخص كان ينظر الي بتمعن، لم تكن تلك نظرات اشمئزاز مثل ما كنت أراها من قبل بل كانت نظرات تعجب! يميني يساري أمامي خلفي و حتى فوقي، شعرت بأن الكل ينظر الي حتى أصابني التوتر و القلق، فهربت راكضا و دخلت إلى أحد متاجر الملابس|||
دين :"فيوو، كان هذا شاقا، ما كان هذا بحق الجحيم؟!"
ديوس :"شئ لم تجربه في حياتك، الإعجاب!"
ديوس :"ح... حقا؟ [يخفض عينيه بنظرة حزينة]، [يرفع رأسه بسرعة]"
|||ما أدركته حينها أن هناك من كان ينظر لي، و كانت فتاتين يتهامسان مع بعضهما"
فتاة 1 :"[بهمس] هل هو بخير؟ لقد كان يتحدث لوحده "
فتاة 2 :"[بهمس] هذا ليس السؤال الذي عليك طرحه، بل هل هو إنسان حقا؟"
فتاة 1 :"[بهمس] انتي محقة لم أرى فتى في مثل جماله من قبل!"
فتاة 3 :"[بهمس] انه ملاك!"
فتاة 2 :" كياااا! من انت يا انتي ؟!"
دين :"عفوا... أيمكنني المرور؟"
فتاة 2 :"[بتوتر و خجل] ب... ب.. بالطبع تفضل! [تبتعد عن الطريق معها باقي الفتيات]"
دين :"[يبتسم] شكراً! [و يكمل طريقه]"
فتاة 1/2/3 :"إنه حقا.... ملاك بشري!"
|||ذهبت اتفحص مختلف الملابس و قد كنت محتارا لأني لم ارتد ابدا مثل هذا النوع من الملابس، أعني أنني لم ارتدي شيئا عدا قميصين و كانا من نفس النوع و الشكل أحدهما للعمل و الثاني للمدرسة ، حتى إني اخلط بينهما احيانا|||
دين :"هاي ديوس"
ديوس :"ماذا؟"
دين :"[يعبس] لا أعرف ماذا أختار هيا فلتساعدني ارجوك!"
ديوس :"و هل أبدو لك عارضة أزياء؟!"
دين :"عارضة؟"
ديوس :"كما أني لست بشري لذلك لست على دراية بموضتكم، لذا إن كان علي أن أختار... سأختار أن أسأل الموظف الذي هناك، في نهاية الأمر هذا هو عمله"
دين :"اتظنه سيقبل مساعدتي؟"
ديوس :"سابقاً مستحيل، الآن 100% مؤكد"
دين :"ماذا... تعني؟"
ديوس :"إذهب و حسب"
|||ذهبت لكي اسأل الموظف كما أخبرني ديوس و قد وافق فوراً على مساعدتي لكن بدل أن يختار لي ملابسي أحضر فتاة موظفة لتساعدني بينما ذهب لإجراء مكالمة هاتفية مع شخص ما و وأخبرني أن انتظر قليلا و أن أثق في اختيارات تلك الموظفة و كان قد سألني عن إسمي أيضا|||
الموظف :"[يتكلم بالهاتف بصوت خافض] وجدته يا سيدتي!"
(صوت إمرأة) :"هل أنت متأكد هذه المرة؟"
الموظف :"نعم بكل تأكيد انه هو! كما أن اسمه...[يبتسم]، دين!"
(صوت إمرأة) :"حقا؟! ابقه لديك لا تدعه يذهب بعيداً، أنا قادمة"
الموظف :"شخصيا؟!"
(صوت إمرأة) :"سآتي بعد قليل وداعا [تقفل الخط و تبتسم ابتسامة شريرة]، دين... أليس كذلك؟"
|||و كنت لا زلت مع الموظفة التي كانت متوترة بينما نقوم بمعاينة الملابس لنختار أيهم أفضل، و بالطبع على حساب ميزانيتي المسكينة|||
¦¦¦إنتهى الفصل¦¦¦